المطرب والملحن تامر عاشور
رغم أنه ملحن مميز تعاون مع مطربين كبار مثل أصالة ومحمد فؤاد وفضل شاكر وشيرين عبدالوهاب وغيرهم، لم يكتف بهذا وإنما خاض تجربة الغناء أيضاًَ، وحقق نجاحاً من أول ألبوم، وهو الآن يعمل على ألبومه الثاني. فهل أثر اتجاهه الى الغناء عليه كملحن؟ ولماذا يقال :إنه «الطفل المدلل» في شركة «روتانا» حالياً؟ وما سر عدم ظهوره في الأماكن العامة والمناسبات الفنية؟ علامات استفهام تحيط بالمطرب والملحن تامر عاشور الذي التقيناه ليعترف لنا بأن اتجاهه إلى الغناء أثر عليه كملحن فلم يعد يتعامل معه سوى عدد قليل من المطربين، كما تحدث عن «الحروب» الدائرة على الساحة الغنائية وأسباب عدم خوضه تجربة التمثيل حتى الآن، وكشف رأيه في كليب شيرين الأخير وجائزة الـ«ميوزيك آوورد»، وطالب فضل شاكر بالتراجع عن الاعتزال، وتحدث أيضاً عن حياته الخاصة ورغبته في الزواج والاستقرار.
- يقال إن سبب اتجاه أي ملحن الى الغناء هو غيرته من نجاح الآخرين بألحانه، هل حدث معك هذا؟
هذا الكلام ينطبق على الملحن الذي حقق نجاحات قبل اتجاهه الى الغناء، أما أنا فقد نجحت كملحن في الوقت نفسه الذي نجحت فيه كمطرب، فكانت بدايتي كملحن من خلال أغنيات «وقدرت على الوداع» لليلى غفران، و«طيب طيب» لمحمد فؤاد، و«سنين الشوق» لفضل شاكر وفي العام ذاته قدمت أولى أغنياتي «كلموها عني» التي صدرت ضمن ألبوم «روتانا ميشن وان» وحققت نجاحاً كبيراً، كما تم تسريب بعض الأغنيات بصوتي على الإنترنت وهو ما حقق لى انتشاراً واسعاً.
- هل نجاحك كمطرب في ألبومك الأول «حد بيحب» أثر على تعاون المطربين معك كملحن؟
لا أشغل نفسي بالآخرين كثيراً، فكل ما يهمني هو تقديم عمل جيد لإرضاء جمهوري، ولكن لا شك أن نجاحي كمطرب أثر بشكل أو بآخر على طريقة تعامل المطربين معي، فلا يوجد الآن من يتعامل معي كملحن إلا قلة من المطربين مثل شيرين ولؤي وأصالة وفضل شاكر.
- لماذا يتعاون هؤلاء المطربون فقط معك كملحن حتى الآن؟
ببساطة، هؤلاء المطربون متمكنون من موهبتهم، وواثقون بأنفسهم ولديهم من الوعي ما يؤهلهم للتفرقة بين تامرعاشور المطرب وتامرعاشور الملحن. كما أنني من الأساس ضد فكرة تلحين ألبومي بالكامل، وهذا معلوم للجميع، ففي ألبومي الأخير تعاونت - مثلاً - مع محمد رحيم، رغم أنه كان يعد لألبومه الأول وهو الحال نفسه بالنسبة الى رامي جمال. والأمر في النهاية متوقف على اللحن الذي يناسب صوتي كمطرب، علماً ان ولكل مطرب الذوق الخاص به، وهذا لا يستوعبه إلا المطرب الحقيقي، أما أنصاف المطربين وأشباه الموهوبين فلا لوم عليهم.
- ما هي سلبيات ألبومك الأول التي تحاول تجنبها في ألبومك المقبل؟
هناك خطآن: الأول بوستر الألبوم وكان السبب فيه ضيق الوقت، أما الخطأ الثاني فكان الكليب الأول لأغنية «تسلم»، فالأغنية كلماتها مصرية خالصة ولكننا استعنا بمخرج أميركي، وبسبب اختلاف الثقافات لم يستطع إيصال الفكرة من خلال الصورة. وقد تجنبنا هذا الخطأ في الكليب الثاني لأغنية «حد بيحب» الذي صورته أخيراً مع المخرج وليد محمود الذي استطاع أن يقدمني للجمهورعلى طبيعتي من دون افتعال.
- يقال إنك طفل مدلل في «روتانا»، ما تعليقك؟
بصراحة هذا حقيقي، فالعلاقة بيني والمسؤولين عن الإنتاج في الشركة تعتمد على المحبة والصداقة، كما أنني أراعي الظروف وأتفهم المواقف الصعبة، إضافة إلى ان نجاحي وتحقيقي مبيعات عالية جعل المسؤولين عن الشركة يثقون بموهبتي ويدعمونني بشكل أكبر.
- ألم يزعجك ترك كثير من المطربين للشركة مؤخراً مثل نوال الزغبى ولطيفة وأصالة، وغيرهم؟
لا، فقد بدأت تنفيذ ألبومي الثاني ولم تواجهني أي مشاكل إنتاجية حتى الآن، كما أن الشركة لم تستغن عنهم، وإنما هم الذين تركوها.
- ما أسباب تركهم للشركة؟
ربما يكون السبب عدم عرض كليباتهم على قنوات أخرى غير قنوات روتانا، وهذه المشكلة سيتم حلها قريباً، ومن الممكن أن تكون هناك أسباب أخرى لا أعلمها.
- يقال إن السبب هو تأثر الشركة بالأزمة الاقتصادية الحالية وتأخر ميزانيات الإنتاج، ما رأيك؟
الأزمة الاقتصادية أثرت على الإنتاج بشكل عام، لكن تأثيرها على «روتانا» لم يستمر طويلاً لأنها شركة كبيرة ومن الصعب أن تنهار.
- ما رأيك في جائزة «الميوزيك أوورد» التي أرجئت هذا العام الى أجل غير مسمى؟
أنا غير متابع لهذه الجائزة من الأساس.
- لكن، ألم تحلم بالحصول على هذه الجائزة، خصوصا أن «روتانا» صاحبة حق الجائزة في الشرق الأوسط؟
أنا غير مقتنع بأي جائزة يتم الحصول عليها عبر شركة إنتاج لأن الشركة تمنحها لمن تشاء، كما أن جائزة الـ«ميوزيك آوورد» بالتحديد من الجوائز التي لم تذهب لمن يستحقها. فمثلاً في العام الذي حصلت فيه نانسي عجرم على الجائزة كان ألبوم إليسا الذي صدر في العام ذاته صاحب أعلى مبيعات في الشرق الأوسط، وأنا من وجهة نظري عمرو دياب هو الوحيد الذي حصل على هذه الجائزة عن جدارة واستحقاق لأن ألبوماته دائماً الأعلى مبيعاً في الشرق الأوسط .
- كيف ترى مطربى جيلك وما يقدمونه من أغنيات حالياً؟
بعضهم يقدم أغنيات جيدة وأفكاراً موسيقية متطورة، مثل حسام حبيب ومحمد حماقي، لكن البعض الآخر مهتم بأشياء أخرى غير الغناء.
- ما رأيك في الألقاب التي تطلق على المطربين أو يطلقونها على أنفسهم؟
أعتقد أن فناناً مثل محمد منير يستحق أن يلقب بـ«الملك»، وأيضاً عمرو دياب يستحق أن يلقب بـ«الهضبة»، لأن كلاً منهما صنع لنفسه تاريخاً واستطاع النجاح والاستمرار، وبالتالي أنا مع إطلاق هذه الألقاب على المطربين المميزين، أما من يطلقون على أنفسهم الألقاب من مطربي الجيل الحالي مثل «ملك الرومانسية»، و«نجم الشباب» وغيرهما فهؤلاء لا يعرفون أن النجاح هو أن يتوجك جمهورك بلقب بعد مشوار طويل من الجهد والتعب، وأعتقد أن أصحاب هذه الألقاب عمرهم الفني قصير.
- ماذا تعني العالمية؟
العالمية هي احترام موسيقى بلدي والحفاظ عليها وتطويرها، وهذا ما فعله عمرو دياب ومحمد منير. أما من يعتقدون أن العالمية مجرد تقديم دويتو مع مطرب أجنبي فهؤلاء مخطئون.
- فضل شاكر صرح بأنه ينوي الاعتزال عقب انتهاء عقده مع «روتانا» بسبب التردي الموجود على الساحة الفنية، ما تعليقك؟
أعتقد أن اعتزال فضل شاكر سيكون خسارة كبيرة للوطن العربي، وأطالبه بالتراجع عن قراره من أجل جمهوره الذي يعشقه، وأنا واحد منهم. وبحكم معرفتي بفضل أستطيع أن أقول إنه إنسان محترم جداً، ولا يعرف الحقد أو الغضب من أحد، وأعتقد أن خلافه مع راغب علامة وراء قراره الاعتزال.
- موقع الـ «فيس بوك» الاجتماعي الشهير أصبح مهماً في الدعاية لأي مطرب حالياً، ما هي علاقتك به؟
لدي «غروب» رسمي على الـ«فيس بوك» اسمه «محبي تامر عاشور»، أتابعه من حين الى آخر وأتواصل عبره مع جمهوري، وهناك صفحات أخرى كثيرة لي على الـ«فيس بوك» لا أعلم مصدرها، ولا أعرف من وراءها.
- لكن ربما يكون الهدف من هذه الـ «غروبات» محاربتك؟
هذا ممكن ولكنني لا أهتم بذلك، وأعتقد أنني أقل المطربين تأثراً بالحروب الدائرة على الإنترنت.
- هل أزعجك يوماً نشر خبر غير صحيح عنك على شبكة الإنترنت؟
هذا حدث بالفعل، فقد فوجئت في أحد الأيام بخبر مفاده أنني كنت أحيي حفلة في تونس واعتدى عليّ أحد الحاضرين من الجمهور وقيل إنه ضربني، وعندما ألقي القبض عليه اكتشفوا أنه مختل عقلياً. والغريب أنني حتى الآن لم أقدم أي حفلة في تونس!
- هل صحيح أن هذه الشائعات مصدرها المطربون المنافسون؟
أعتقد هذا، لأن الجمهور لا يهمه من المطرب سوى أعماله وأخباره الفنية، وبالتالي لا يمكن أن يقدم على بث هذه الشائعات.
- ما أسباب «الحروب» بين المطربين؟
لا أعرف، لكن أكثر شيء يزعج الفنان ويخرجه عن تركيزه الفني هو أن يقرأ عن نفسه خبراً غير صحيح، سواء في الصحافة أو على شبكة الإنترنت. وفي الأغلب من يفعل ذلك محدود الموهبة، ولا يمتلك ما يؤهله لأن يكون فناناً حقيقياً وينجح بفضل أغنياته فقط.
- هل يمكن أن يطلق مطربون الشائعات على أنفسهم بهدف الانتشار؟
نعم لكن هؤلاء محدودو الموهبة أيضاً، لأن الفنان الواثق بموهبته وأعماله الغنائية لا يحتاج إلى إطلاق شائعات على نفسه كي يصل إلى الجمهور. وأنصح من يفعل ذلك بالتركيز على تقديم موسيقى جديدة ومختلفة وأفكار مميزة في حفلاته، وأدعو كل مطربي جيلي إلى أن يركز كل واحد منهم على عمله، وأقول لهم بصراحة: لا يوجد شيء اسمه المطرب الأول.
- هناك من يرى أن المطرب الأول هو عمرو دياب، وآخرون يؤكدون أنه محمد منير، ما رأيك؟
الاثنان لهما المكانة نفسها داخل قلوبنا، ومعلوم أن كل واحد منهما يقدم لوناً غنائياً مختلفاً عن الآخر، ويسير في طريق مغاير، ولذلك فإن المقارنة بينهما غير عادلة.
- كيف ترى المقارنة بين عمرو دياب وتامر حسني؟
هناك فارق بين عمرو وتامر في التاريخ والعمر الفني، وأعتقد أن الفرق بين ألبوم كل منهما الأخير واضح، إضافة إلى عدد الجوائز التي حصل عليها دياب.
- ما تقويمك لألبوم تامر حسني الأخير؟
بحكم عملي في المهنة نفسها لا أستطيع تقويم هذا المطرب أو ذاك، وكل ما يمكنني قوله إنني معجب بأغنيتين من بين أغنيات الألبوم.
- ما رأيك في ألبوم شيرين الأخير الذي لحنت فيه أغنية «خلتني أخاف»؟
الألبوم في مجمله جيد، إذ يضم أغنيات مميزة مثل «ماتحاسبنيش» و«مش مبيناله» و«حبيت»، ولكن ما لم يعجبني هو كليب «كتر خيري» الذي أخرجه سعيد الماروق، وأعتقد أن هذا يعطي جميع المطربين درساً مفاده أن الفكرة أهم من التعاون مع مخرج له اسم كبير، وأعتقد أن شيرين قد تعلمت من هذا الخطأ.
- ألم تفكر في خوض تجربة التمثيل؟
لم أخض هذه التجربة حتى الآن لسبب واحد، هو أنني أريد أن أشارك في عمل سينمائي له هدف، وليس مجرد فيلم تافه، ويهمني ألا أوصف بالممثل الفاشل، حتى لا أخسر جمهوري الذي أحبني كمطرب.
- ما سر عدم ظهورك في الأماكن العامة والأوساط الفنية؟
أعشق المنزل وأحب أن أمارس عملي فيه، كما أنني لا أهوى الأماكن العامة وكل وقتي أحب أن أمضيه مع عائلتي، وأحاول دائماً استغلال أوقات فراغي للبقاء معهم، وهذه طبيعتي وما تعودت عليه حتى قبل أن أصبح مشهوراً.
- أخيراً، ماذا عن الحب في حياتك؟
أحياناً أجد نفسي أفكر في الحب بشدة، وأحياناً أخرى انشغل عنه، لكنني أتمنى الاستقرار والزواج قريباً.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024