مي سليم...هيفاء وهبي أخذت أغنيتي
تعترف بأن الإحباط، واليأس والتخوف الشديد من عدم اكتمال أولى تجاربها في التمثيل غزت نفسها، ففيلم «الديلر» توقف كثيراً ولم يحالفه الحظ في العديد من مراحل تصويره في مقابل إصرار بطليه أحمد السقا وخالد النبوي والقائمين عليه وجهة الإنتاج على استكماله بعد فترة انقطاع عن التصوير استمرت عاماً ونصف العام... إنها الفنانة مي سليم التي عاد إليها التفاؤل بعدما شاركت في استكمال التصوير في أوكرانيا وبعد ٤٠ يوماً هناك عادت محملة بالكثير من الحكايات والشائعات أيضاً. التقينا مي سليم فتكلمت عن تلك الأيام وكشفت أيضاً علاقتها بميس حمدان والأغنية التي ذهبت من بين يديها إلى هيفاء وهبي وتوقف التعاون بينها وبين تامر حسني، واعترافات كثيرة جريئة في حوارنا معها...
- هل كنت خائفة من تجربة التمثيل؟
من البداية كنت أحلم بالتمثيل أولاً وليس الغناء. عرضت عليّ الكثير من الأعمال، لكن الحمد لله أستطيع أن أقول إنني محظوظة لأن تجربتي الأولى كانت دور البطولة أمام النجمين أحمد السقا وخالد النبوي. ومع ذلك أشعر بالرهبة والخوف الشديد من ردود فعل الجمهور والنقاد التي انتظرها بشغف ولهفة.
- ألم يساورك القلق من اعتذار بعض النجمات عن هذا الفيلم مثل غادة عادل؟
لا أدري لماذا يرتبط بالأذهان إنه إذا اعتذر أي فنان عن دور ان ثمة عيباً في الدور أو في الفيلم نفسه، وبالتالي تكون إهانة للذي يقبله بعده. لا علاقة بين الاعتذار عن الدور وجودة هذا الدور، فهناك الكثير من الأسباب التي تجعل البعض يعتذر، مثل الانشغال في عمل آخر أو سوى ذلك. ولذلك لم يشغلني هذا الموضوع.
- كيف استعددت للدور؟
جلست كثيراً مع أحمد السقا قبل التصوير لقراءة السيناريو. وبصراحة كان له دور كبير في توجيهي، وأيضاً خالد النبوي الذي أعتبره من أقوى الفنانين الذين لم يأخذوا حقهم بعد، وهو الفنان الذي فاجأني بشخصيته وإنسانيته لأني كنت شديدة التخوف من التعامل معه في البداية، فهو دقيق جداً في عمله. لكنه شجعني وجعلني مطمئنة الى التصوير معه، وأسعدني أنه أشاد بي حين قال لي: «إنت ممثلة هايلة». ولم يصدق أني أمثل للمرة الأولى. وكان له دور كبير في تشجيعي، بالإضافة إلى أنني لاحظت التزامه الشديد بمواعيد التصوير. وفي الحقيقة خالد النبوي هو الوحيد المعروف في الخارج وله تجارب مهمة في هوليوود.
- ما طبيعة دورك في الفيلم؟
أنا فتاة بسيطة من منطقة القلعة الشعبية. والشخصية تعرف الكثير من التغيرات النفسية. ومن التعليقات التي أسعدتني كثيراً من البعض عندما شاهدوني في التصوير أنهم قالوا لي إن شكلي بدا كأني من القلعة، وإني أديت دور البنت الشعبية بتلقائية.
- ومن أين جئت بتفاصيل شخصية الفتاة الشعبية؟
أنا مصرية، وأعيش في مصر وقريبة من كل الناس، ولا أعيش في كوكب آخر! بعد دخولي مجال التمثيل بدأت أراقب أكثر. فمثلاً عندما أذهب مع والدتي إلى السوبر ماركت أراقب المحيطين بي بدقة كالفتيات العاملات، وأرى ما يفعلن وكيف يتعاملن ويتكلمن. كل هذه أشياء يتم تخزينها في الذاكرة ويستفيد منها الممثل في عمله.
- ماذا عن مشاهد «الأكشن» مع أحمد السقا؟
عندي أكثر من مشهد «أكشن» مع السقا في الفيلم، ولم أكن أعلم أن الأمر صعب الى هذه الدرجة، وأذكر تحديداً مشهداً ونحن نجري معاً على رصيف القطار، ومن المفترض أن يسير القطار الى جانبناوأسرعنا بشكل أن قدميّ لم تكونا تلمسان الأرض، وكنت خائفة جداً. وبصراحة أحمد السقا من الفنانين الذين يحبون عملهم أكثر من أي فنان صادفته في حياتي، ويخاطر بنفسه كثيراً حتى يظهر المشهد في صورة حقيقية وواقعية.
- تردد كلام عن وجود مشاهد ساخنة لك في الفيلم، فهل هذا صحيح؟
سمعت هذا الكلام كثيراً ولا أعلم من أين جاءت هذه الأقاويل الغريبة. بالطبع لا مشاهد كهذه في الفيلم الذي لن يخجل منه أي شخص يشاهده.
- وماذا عن كواليس التصوير في أوكرانيا؟
التصوير في أوكرانيا كان من أصعب الأوقات بالنسبة إلي، وامتدّ نحو ٤٥ يوماً، وكنت وحدي تماماً ومعي المساعدة الخاصة بي. وللمرة الأولى لم تكن معي والدتي. ولولا وجود أحمد السقا لما كنت استطعت الصمود هناك. وهذا ينطبق على جميع أفراد فريق العمل، فهو يعطي التصوير روحاً جميلة على عكس ما يتصوره البعض. والسقا كوميدي الى أبعد الحدود، فما أكثر المقالب التي يفعلها في كل شخص موجود بالمكان! وكثيراً ما كان يطهو، ففي أوكرانيا خارج مواعيد التصوير لم يكن هناك أي شيء نستطيع أن نفعله، وكان السقا يجمع كل الناس ليلعبوا «البلاي ستيشن» ليلاً بعد التصوير، بداية من الممثلين وحتى الفنيين.
- وكيف كنت تمضين وقتك في غير ذلك؟
أجلس في غرفتي مع المساعدة الخاصة بي، ولم يكن هناك أي فتيات غيري في المكان. والمشكلة أيضاً أن أوكرانيا بلد منفتح جداً، فكنت أقضي الوقت مع الإنترنت أو أشاهد التلفزيون.
- ألم تشارك في الفيلم أيضاً منة فضالي؟
نعم، لكنها ضيفة شرف.
- ألم يزعجك توقف الفيلم لمدة عامين؟
بالطبع، ففي بداية التوقف أصابني الإحباط والاكتئاب، خاصة أنها أول تجربة لي في مجال التمثيل وخفت أن يضيع المجهود الذي بذلناه جميعاً. لكن مع مرور الوقت كان عندي يقين أن من يبذل المجهود ويخلص فيه ربنا لن يتركه أبداً. وهو ما حدث فعلاً، فقد تعلمت دروساً كثيرة من هذه التجربة وأهمها الصبر.
- هل كان هناك اختلاف في أدائك بعد العودة الى استكمال الفيلم بعد عامين كاملين؟
أشعر بذلك فعلاً ولمسته في نفسي، وهناك من أشادوا بي في التصوير بعد العودة عن التوقف. وبصراحة كل هذا التوقف جعلني أقرأ السيناريو أكثر من مرة وأتدرب وأقف عند بعض المشاهد لأعيد تصويرها، وأحاول أداءها بطرق مختلفة حتى أصل الى شكل نهائي أرضى عنه. أيضاً لم أتوقف خلال هذه الفترة عن التحدث مع فريق العمل وخصوصاً أحمد السقا وخالد النبوي لمراجعة بعض المشاهد. لذلك أقول اني تعلمت ألا أحزن على أشياء قد تكون مفيدة لي في النهاية.
- وهل صحيح أن هناك فيلماً جديداً بدأت تحضيرين له؟
عرض عليّ الكثير من الأعمال الفنية والجيدة جداً، لكنني أجلتها حتى اطلاق الفيلم لأرى ردود فعل الجمهور والنقاد على أدائي. ولا أنكر رغبتي في التمثيل مرة أخرى لأني عشقته عن قرب. لكن لا بد من انتظار رأي الجمهور لأعرف هل يتقبلني أم لا.
- هل وجدت التمثيل كما تخيلته؟
بل أصعب إلى حد كبير مما تصورته، فهو أصعب كثيراً من الغناء. ومع اني كنت أذهب مع شقيقتي ميس حمدان كثيراً إلى مواقع التصوير، اكتشفت أن التمثيل يتطلب مجهوداً كبيراً جداً، لكني أحببته أكثر من الأول.
- هل تزعجك المقارنة بينك وبين شقيقتك ميس طوال الوقت؟
نعم خصوصاً أنه دائماً ما يذكرون غيرتنا الشديدة من بعضنا، ونحن على عكس ذلك بكل تأكيد، ولا أعرف سبباً لكل هذه الأقاويل. وكيف من الأساس تثار غيرتنا نحو بعضنا!
- وأنت شخصياً ما رأيك في تمثيل ميس؟
لا احب التحدث كثيراً عن هذا الموضوع حتى لا يتهمونا بالمبالغة. ببساطة هي شقيقتي وبالطبع أحبها جداً فهي أقرب الناس إلى نفسي، وبمنتهى الصراحة لا أرى فيها أي عيوب، أراها طوال الوقت جميلة في التمثيل وفي الغناء، بل بالعكس أعتقد أن في داخلها طاقة فنية كبيرة لم تستغل بعد. بالمناسبة هي تستعد الآن لإصدور أول ألبوماتها.
- هل شاهدت لها مسلسل «المصراوية»؟
في الحقيقة لم أشاهد سوى حلقتين أو ثلاث لأنني كنت طوال شهر رمضان في أوكرانيا. لكن مما شاهدته أقول إنها تفوقت بكل المقاييس، فهي أدت الدور بمنتهى الصدق وكأنها «برنسيسة» حقيقية، بداية من المظهر والشكل وإحساسها وحتى إجادتها للغتين الإنكليزية والفرنسية بإتقان غير مسبوق. لكن المسلسل لم يأخذ حقه في المشاهدة أو الحكم على دورها تحديداً.
أحبها في التقليد وخصوصاً عندما تقوم بتقليدي شخصياً، وأيضاً الأدوار الخليجية تجيد تجسيدها بدقة وبتفاصيل عميقة جداً لكل الشخصيات.
- وبالنسبة اليك ما هي الأدوار التي تتمنين تجسيدها؟
الكوميديا. أعرف أن هناك من لا يرونني كوميدية لكني أشعر بأني أجيد الكوميديا. ويقيناً مني أنه كلما ابتعد الواحد عن كل ما هو متوقع كلما نجح أكثر.
- ألم تفكري في تقديم الفوازير بما أنك تقومين بالغناء والتمثيل والاستعراض؟
من فترة عرضت عليّ الفوازير، لكنني أخاف من هذه الخطوة لأنني شخصياً ما زالت عالقة في ذاكرتي فوازير نيللي وشيريهان، ولا أتصور أحداً بديلاً لهما. لقد قمت ببعض الاستعراضات في الكليبات أو على المسرح في حفلاتي الغنائية وأعجب بها الكثيرون، وسمعت بعض التعليقات على أدائي، لكنني في النهاية لست محترفة بل أجتهد لأجيد بعض الحركات التي تطلب مني وأقوم بأدائها على أكمل وجه.
- هل صحيح أن الرقص من أسرار رشاقتك؟
نعم، الرقص له دور كبير في تثبيت وزني وفي أحيان كثيرة إنقاصه. وأنا مقتنعة بدوره في إنقاص الوزن عموماً وخصوصاً لمن يحبه، وأنا أحبه بدرجة كبيرة، وأرقص في البيت طوال الوقت، وأسمع الموسيقى وأتحرك كثيراً جداً. وأيضا شرب المياه بكميات كبيرة يساعدني في إنقاص الوزن، فأنا لا أحب الذهاب إلى «الجيم»، بعكس ميس التي تذهب إليه بشكل يومي.
- وماذا عن ألبومك الجديد، الذي تأخر بسبب الفيلم؟
أضع الآن اللمسات الأخيرة ليصدر في إجازة نصف العام الدراسي في توقيت نزول الفيلم.
- وما الجديد في هذا الألبوم؟
تعاملت مع الكثير من المؤلفين والملحنين ليكون فيه تنوع في الكلمات والموسيقى. من المؤلفين أمير طعيمة، محمد رفاعي وأحمد علي موسى. ومن الملحنين رامي جمال، محمد يحيي، محمد رحيم ومحمد الصاوي. وأيضاً هناك التنوع في التوزيع الموسيقي، فتعاونت مع أحمد إبراهيم، نادر حمدي، هاني يعقوب وتوما. ويتضمن الألبوم عشر أغنيات، وحاولت أن يكون فيه تنوع موسيقي ما بين المقسوم والكلاسيك والهاوس. وهو من أحب الألبومات إلى قلبي.
- هل انتهيت من تصوير إحدى أغنياته فيديو كليب؟
نعم انتهيت من تصوير أغنية «كلام كتير» في لبنان، وهي الأغنية الرئيسية في الألبوم، إخراج موسى عيسى.
- لماذا لم يكن هناك أي تعاون آخر بينك وبين تامر حسني بعد تأليفه وتلحينه لك أغنية «هو ده»؟
للأسف لم يكن هناك تعاون آخر رغم نجاح هذه الأغنية كثيراً، لكن تامر منشغل وأتمنى أن نتعاون مجدداً قريباً جداً.
- ألم تشعري بأن أول أغنية لك «طال» التي لحنها عمرو طنطاوي كانت أنجح من «هوه ده»؟
بالعكس «هوه ده» تفاعل معها الجمهور، ومازالت تطلب مني في الأفراح. ومما لاحظته اختلاف تفاعل الجمهور مع الأغاني باختلاف البلاد، فما يطلب مني في مصر مثلاً عكس ما يطلب مني في لبنان.
- هل كنت ستقدمين أغنية «قلت إيه» لهيفاء وهبي؟
عرضت عليّ قبلها وكنت سأغنيها بالفعل، لكن في ذلك الوقت لم يكن معي مال لشرائها، وقيل لي وقتها إن هيفاء وهبي تريد شراءها، فقلت على الفور انها من نصيبها.
- البعض يؤكد أن المطربات اللبنانيات سحبن البساط من تحت أقدام المطربات المصريات. ما رأيك؟
في لبنان يعرفون جيداً كيف يكونون نجوماً، وهناك قائمون على هذا الموضوع يسمون «صانعو النجوم»، ورغم أن بعض نجمات الغناء أصواتهن ضعيفة في الأصل، فإن لديهن ثقة كبيرة بأدائهن، بعكس ما يحدث لدينا فهناك أصوات قوية جداً لكن أصحابها لا يعرفون الوصول إلى النجومية الحقيقية، مع أنهم يستحقونها عن جدارة وبلا منافس. مثلاً المطربة المصرية آمال ماهر صوتها عبقري، ولكن أين هي؟
- ماذا عن الأغاني أو الألبومات التي أعجبتك في الصيف؟
ألبوم شيرين التي أحبها كثيراً وأيضاً ألبوم أنغام، وأعجبني كثيراً الفيديو كليب الخاص بها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024