الفنانة العمانية فخرية خميس
أوجدت لنفسها ألفة متميزة مع المشاهد، ففي كل عمل تشارك فيه يشعر جمهور الدراما بأن الفنانة العمانية فخرية خميس اقتربت منه كثيراً. فإذا قدمت عملاً تراجيدياً فهي تقدم مشاكل الناس وقضاياهم، وإذا اتجهت إلى الكوميديا فهي تقترب من ضحكاتهم، وبالفعل تستطيع بتميزها المنفرد اللعب على جميع الخطوط الدرامية. قدمت في رمضان المسلسل الكوميدي «عوانس سيتي»، كما وجدناها شخصية مختلفة في مسلسل «أيام السراب».عن ذلك وعن أمور أخرى إقتربنا نحن بدورنا منها وألقينا عليها عدداً من الأسئلة التي أجابت عنها بكل شفافية.
- هل يستطيع الفنان أن يتجه في أعماله التلفزيونية إلى مسارات مختلفة يتنوع فيها بين الكوميديا والتراجيديا، وهل ممكن أن يقنع المشاهد؟
بعض الفنانين يصلون إلى إقناع المشاهد بأي خط درامي يقدمونه، ولكن الأمر يختلف من فنان إلى آخر. فلا يمكننا أن نرى مثلاً سمير غانم في عمل تراجيدي، فمن الصعب أومستحيل أن يقدم إلا الكوميدي، وإن قدم غير ذلك فلن يقنع المشاهد، ولكن عادل إمام في بعض المشاهد يقدم التراجيديا ويصل إلى الإقناع.
- وهل نجحت فخرية خميس في كلا المسارين التراجيدي والكوميدي؟
أحب لعب اللونين التراجيدي والكوميدي، عندما يتوافر النص الجيد والمكتوب بطريقة جيدة مع وجود كاركتر جديد أسعى اليه. احترم الورق، وقبل عرض «عوانس سيتي» في رمضان طالبني الجمهور بالأعمال الكوميدية. أستطيع القول إنني وصلت إلى الإقناع من خلال ما قدمته في الكوميديا وأيضاً في مجال التراجيديا، وأشعر بأن النجاح حالفني فيهما، كحال الفنان عادل إمام.
- ولكن يقال «صاحب بالين كذاب»؟
إذا كنت بالفعل أنا صاحبة بالين، ولكنني لست كذابة.
- في رمضان حققت مع سعاد علي في مسلسل «عوانس سيتي» كثنائي نجاحاً لافتاً. هل تجدينها فكرة لتكرار الثنائيات النسائية على غرار النجاح السابق الذي تحقق لحياة الفهد وسعاد العبدالله؟
أعتقد أن النجاح الذي تحقق لنا في «عوانس سيتي» أمر جميل. لأنه أعاد الى ذاكرة الجمهور نجاحات حياة الفهد وسعاد عبدالله، ولكن حالياً لا يوجد فكرة مشروع في هذا السياق، رغم أنني مستعدة لتجمعنا عدة أعمال أنا وأختي العزيزة سعاد علي.
- حين عرض العمل تلفزيونياً أشار البعض إلى أن «عوانس سيتي» نسخة كربونية من «رقية وسبيكة»، فما ردك؟
لا أعتقد أن هناك تشابهاً. في «عوانس سيتي» قدمت دور نشمية الأخت الكبرى لفخرية وهي الفنانة سعاد علي وهما عانسان، ورغم توافر المال لدى والدهما فإنهما تعيشان في حرمان دائم بسبب بخله. وبعد وفاة الوالد تكتشفان امتلاكه لثروة كبيرة فيبدأ الصراع بين الأختين حول المال وتكون هناك مفارقات عجيبة حين لا تعرفان التصرف بالمال وتدخلان في مشاريع فاشلة وخسائر لم تتوقعاها.
- هل أنت من أسباب تأخير تصوير العمل لأكثر من شهر ونصف؟
نعم هذا صحيح وكنت سأعتذر لإرتباطاتي الكثيرة، ولكن الاستاذ عمر الديني نائب المدير العام في «الصدف» وهي الجهة المنتجة للعمل، قال إن العمل مكتوب لفخرية فكيف تعتذر. وأخبرته أن العمل يعجبني ولكني لا أرغب في تأخيرهم. وقال لي: «نحن ننتظرك». وبالفعل أقدّم لهم الشكر لأنهم انتظروني شهراً ونصف شهر تقريباً إلى أن تفرغت له تماماً وأنهيت جميع إرتباطاتي سريعاً وقدمت إلى جدة وصورناه. وبصراحة أنا بالفعل كنت متعلقة بالنص. وجميل أن يجد الفنان كاتباً يكتب له عملاً لإسمه، وقد سعدت أن الأستاذ فيصل زيد كتب هذا العمل لسعاد علي وفخرية خميس. الحمد لله توفقنا لأن فريق العمل كان بالفعل رائعاً يقوده المخرج سالم الكردي الذي يملك خفة دم لا تتصورها، وسبق أن عملت معه في عمل كوميدي وآخر تراجيدي وهذا العمل هو الثالث معه.
- يتردد أنك ترفضين تصوير أعمالك في الشهر الكريم ولكن تفضلين عرضها في رمضان. هل هذا صحيح؟
أعتذر عن عدم التصوير في رمضان والعيد لأني أفضل أن أكون مع أولادي، والشهر الفضيل مطلب روحاني. أحب البقاء مع أسرتي من دون الدخول في معترك العمل، أما بالنسبة إلى العرض فأعتقد أن نسبة المشاهدة تكون مرتفعة للدراما في رمضان.
- في مسلسل «عيال منفوحة» الذي غُيّر اسمه إلى «العندليب رابح» والذي سيعرض قريباً على شاشة mbc، كنت أحد الأضلاع المهمة في العمل مع الفنان المعروف فايز المالكي، فكيف وجدت أجواء العمل معه؟
العمل مع فنان رائع مثل فايز المالكي يعطيك فرصة لتجديد التألق والشعور بالإرتياح، ولن أنسى وقفة فايز المالكي معي وبقية طاقم العمل عندما تلقيت أثناء تصوير هذا العمل في الرياض خبر وفاة ابن اختي رحمه الله. الجميع تأثروا بالخبر وطالبوني بالسفر لكنني أصرّيت على إكمال مشاهد تصويري. فواصلنا التصوير صباحاً ومساءاً. وفايز المالكي وجميع طاقم العمل بذلوا مجهوداً غير عادي لكي ألحق بالعزاء، وأنهيت مشاهدي وتمكنت من السفر. فايز المالكي كتب كلاماً جميلاً عني في المنتدى حين قال هذه الفنانة استطاعت التغلب على حزنها لتنهي عملها، وهذا هوالفنان الحق.
- من المسلسلات التراثية كانت لك مشاركة في مسلسل «المقطار» الذي تم تصويره أيضاً في الرياض، فماذا تقول فخرية عن هذا العمل؟
عمل جميل تراثي يتكون من أسرة بسيطة تتعرض لمشاكل بسبب رجل صاحب نفوذ (راشد الشمراني) وكثيراً مايتواجه مع ابني (حبيب الحبيب) في مشاكل. وهذان الفنانان رائعان وانا سعيدة بتعاملي معهما. والعمل ككل عمل جداً رائع سوف يستمتع المشاهد به حين عرضه.
- لماذا ما زال الفنان العماني يغرد درامياً خارج وطنه؟
الممثل أينما كان يصنع وطناً من الحب، ولدينا في عمان شركات انتاج لكن مع الأسف لم يستثمروا المنتج المنفذ مع التلفزيون الحكومي، فهناك شركات لم يكن همها إلا الربح المادي لذلك اتجهنا الى الخليج وهناك مجموعة كبيرة من الفنانين لكن ظروف عملهم تمنعهم من السفر ، وبالفعل نتمنى ان تكون هناك حركة درامية. ليس عندي مشكلة في أي مكان أعمل فيه بما أن هناك قلة في الإنتاج الدرامي لدينا.
- هل الطرح الجريء مطلوب في الدراما الخليجية؟
نعم مطلوب إذاكان يخدم العمل لأنه يصرف المشاهد العربي عن متابعة الأعمال الاجنبية ولدينا قضايا عدة يمكن أن نقدمها درامياً مثل المخدرات والاغتصاب. وطبعاً أنا ضد التعرّي فيجب أن اخدم المجتمع باسلوب نظيف ولكن نطرح الواقع بكل شفافية، ففي عمل «الحيالة» أنا كنت أدخن فهناك من قال كيف خليجية تدخن؟! رغم أن المقاهي موجودة، وعشقت أحد المصريين وهذه الشخصية ظهرت بسبب الكبت والظروف المحيطة، فلماذا البعض ينتقدنا عندما نقدم واقعنا.
- وما رأيك في الدراما الخليجية الآن؟
الدراما بدأت تتطور والجمهور أصبح يستطيع أن يحدد العمل الذي يختارمشاهدته، فهناك غزارة أعمال والعمل الجميل هوالذي يفرض نفسه.
- وماذا عن الدراما التركية؟
فيها أمور جميلة وعاطفة جياشة ولكن تلعب المسألة التجارية دورها في بعض الأحيان.
- أين أنت من المسرح وما علاقتك به؟
العمل المسرحي كان عشقي ولكني ابتعدت عنه لأن المسرح يجب التفرغ له، وعندما يكون هناك عمل مسرحي أكون مرتبطة بالتلفزيون.
- ما هوالعمل التلفزيوني الذي ندمت عليه؟
ولله الحمد أبداً لا يوجد.
- ولكن ألا تكون هناك أعمال مجاملة؟
في السابق كنت أجامل ولكن بعد نجاح «الحيالة» بدأت أحرص في اختيار الاعمال وأدقق في النص والأجر. وهناك نصوص قوية يقبل الفنان أن يشتريها لكي يشارك فيها، لكن الآن لوأخي أقول له الأجر لأني ضربت في الفترة الاخيرة وظلمت، رغم أنني خفضت أجري للنص وفي الأخير لم أجد التقدير في أكثر من عمل. أما الآن فأنا حريصة على قراءة العقد وأجمل عقد كان مؤمناً على حياتي من الفنان الكويتي عبد العزيز المسلم.
- تنوع كبير ومشوار حافل بالعطاء والتنقل المستمر بين دول الخليج والعالم العربي، فهل يمكن أن تتولد لديك رغبة في التوقف؟
إذا لم يطالبني الجمهور بالتوقف فلن أعتزل. وخسرت وظيفتي كمذيعة في التلفزيون بسبب هذا العشق للفن. أنا قدمت أدوار الأم قبل ان أتزوج وعمري ٢٥ عاماً ووافقت على هذا الأمر، لكنني رفضت بعد ذلك أن أكون أم جاسم النبهان. قالوا الماكياج قد يساعد، ولأنه عمل تراجيدي وليس كوميدياً شعرت بأنه من الصعب القبول فرفضت هذا الأمر. والحمد لله على الاستمرارية بعد هذا المشوار، وإن شاء الله ما تصيبنا عين... وبصراحة أنا أخاف من الحسد، فالحسد مذكور في القرآن.
- ما هو رأيك في إتجاه الكثير من الفنانات الخليجيات الى عمليات التجميل؟
أنا لا أنصح بعمليات التجميل، وليس كل فنانة ممكن أن تنجح معها تلك العمليات.
- من هي الفنانة التي يعجبك أداؤها ؟
يعجبني أداء طيف وهيفاء عادل في التراجيديا وسعاد علي في الكوميديا.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024