تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ديمة الجندي: مشهد من سبع دقائق جعلني أسيرة الفراش ثلاثة أيام

فنانة طموحة لا ترضى بالسهل من الأدوار. تسعى إلى الأدوار الصعبة كما تحلم بالشخصيات المركبة والشريرة التي تبعدها عن أدوار البنت الطيبة التي تفرضها ملامحها. فخبرتها الفنية أوحت لها بضرورة تجسيد شخصيات مركبة كي تستفز ما بداخلها من إمكانات فنية وهي لا تؤخذ بمجرد وجود الفرصة إن لم تكن في دائرة خيارها الفني، فها هي ترفض فيلماً سينمائياً أميركياً لمجرد الاشتباه بأن مضمونه يتناول التطبيع... التقينا الفنانة السورية ديمة الجندي وأجرينا الحوار التالي عن العديد من القضايا، وكانت البداية عن مسلسل «باب الحارة»...

- آراء نقدية كثيرة تناولت مسلسل «باب الحارة» بطروحاته خصوصاً بما يتعلق بقضايا المرأة، ما رأيك أنت؟
لست مع هذا الكلام لأن مسلسل «باب الحارة» ليس عملاً توثيقياً لكي ينقل الواقع بدقة ويسجل ما يحصل في الحقيقة، بل هو عمل درامي من حقه أن يستخدم كل الحالات لإضفاء التشويق على روح العمل. ومهمته هي تقديم حدوتة لطيفة مثل الحكواتي الذي يقدم حكاياه في مقهى.

- ينظر إلى الأجزاء في الأعمال الدرامية التي تتكرر أنها بمثابة استثمار لنجاح الجزء الأول ليس إلا، ما رأيك بفكرة الأجزاء خاصة أن «باب الحارة» دخل موسمه الخامس؟
أنا مع فكرة الأجزاء، وهذا ليس دفاعاً عن مسلسل «باب الحارة»، فشعبية العمل مؤشر جماهيري يؤخذ بعين الاعتبار بالنسبة الى أي عمل درامي. ولا يخفى على أحد النجاح الكبير الذي حققه العمل الذي لفت الأنظار على مستوى العالم العربي بشكل لا مثيل له لم يستطع أي مسلسل آخر أن يحصد هذه المشاهدة الواسعة رغم ما يلاقيه العمل من نقد لاذع. فهو شئنا أم أبينا حمل ما يحبه الجمهور من دراما محببة ومشوقة. وهو كما قلت حكاية لطيفة وجذابة تشد الناس إلى عوالمها رغم بساطتها.

- أدوار الإعاقة لها خصوصيتها وعوالمها التي تتطلب الجهد ومعرفة الكثير من التفاصيل. ما هي الأدوات الفنية التي اعتمدت عليها في دور الفتاة الخرساء «زهرة» في مسلسل «باب الحارة»؟
بصراحة ورغم أني حلمت بالعمل تحت إدارة المخرج بسام الملا، تخوفت كثيراً من الشخصية بداية وبحثت مطولاً عن عوالمها وتعرفت على نساء يعانين البكم، ودققت في ملامحهن وحركاتهن وحتى النظرات والتعامل وكيفية التفاهم مع المحيط لأتقن الدور. وشجعني على ذلك ردود الفعل الإيجابية على الدور الذي حمل إلي الجديد عبر جزئه الثالث حيث نطقت زهرة، مما حملني مسؤولية أكبر في جعلها مقبولة بشكلها الجديد.

- نراك مقلة في أعمالك. هل السبب قلة الفرص الفنية أم الاعتذار عن عدم قبول العروض؟
اعتذرت عن الكثير من الأعمال بسبب شروط مادية وفنية، فأنا أحاول الخروج من دور البنت الطيبة لأني ضد التنميط في العمل الفني أو تصنيف الممثل في دور الطيب أو الشرير أو الحيادي، وغيرها من تلك القوالب. فالممثل من المفترض أن يؤدي جميع الشخصيات وأن يستخدم أدواته الفنية عبر شخصيات مختلفة، وإلا كيف سيتطور الأداء إلى أشكال متعددة تستخرج المواهب الكامنة وتثبت المقدرة الحقيقية. وهذا سبب اعتذاري عن الكثير من الأعمال. وبصراحة توقعت أن يعرض علي الكثير من الأدوار المختلفة بعد مشهد الولادة في «باب الحارة»، وقد أبدى كثر ممن أثق بآرائهم إعجابهم بأدائي. لكني وجدت أن الأعمال المعروضة الجديدة تدور في الإطار نفسه دون أي تجديد.

- هل يفهم من كلام الشكوى هذا أنك غير راضية عن أعمالك؟
أنا راضية عما قدمته خلال مسيرتي الفنية. لكن لابد للفنان بعد نضج أفكاره وتجاربه مع الوقت أن تتزايد طموحاته وبحثه عن أدوار ترسخ بصمته الفنية الخاصة من خلال تأديته كل أنواع الشخصيات المركبة منها والبسيطة والمتنوعة.

- كيف تجدين الوسط الفني اليوم؟
الوسط الفني مثله مثل سائر المهن الأخرى يتوازن فيه السلبي مع الإيجابي، لكنه أصعب من غيره لأنه يسبب للعاملين فيه الإرهاق الجسدي والمعنوي، مثلاً هناك بعض المشاهد تتطلب من الممثل شحذ إمكاناته بشكل كبير في دواخله، وذلك مرهق جداً. وأعود هنا الى مشهد الولادة الذي استمر ٧ دقائق فقط، لكني تعبت ومرضت بعدها مدة ثلاثة أيام، وقد لا يعرف الناس هذه التفاصيل.

- هناك حالة تقترب من الظاهرة وهي مشاركة الفنانين السوريين في أعمال مصرية، ألم يعرض عليك العمل في مصر بعد؟
نعم عرض علي، لكن حصل سوء تفاهم أجّل العمل إلى فرصة أخرى، اذ كان من المفترض بي مشاركة الفنان محمد هنيدي في أحد أفلامه لكن حصل أمر ما حال دون ذلك، وقد التقيت هنيدي في إحدى المناسبات الفنية في دبي، وشرح لي وجهة نظره والالتباس الذي حصل بيننا، لكنه وعدني بالمشاركة في أعماله المقبلة.

- يقال أنك اعتذرت عن فيلم أميركي، فما صحة هذا الكلام؟
هذا صحيح، عرض علي دور في فيلم من إخراج آدم ساندرز لكنني رفضته لأنني شعرت بوجود ملامح من التطبيع مع إسرائيل تحت مسميات الحب.

- باتت أجور الفنانين تؤثر في ميزانية الإنتاج، فهل يلعب الأجر دوراً في تحديد أدوارك؟
بالطبع وأعتبر ذلك من حق الفنان، فمن المفترض أن يكون الأجر مساوياً لما يبذله الفنان من جهد لأجل نجاح دوره في هذا العمل.

- لماذا لا يفرضك زوجك المخرج فراس دهني في أعماله، وهل تتأثر فرصك الفنية بعلاقاته؟
علاقتي بزوجي تختلف في البيت عما هي في العمل بشكل مطلق، إذ نتعامل على أساس المخرج والممثلة وبشكل رسمي في العمل حتى أننا نستخدم الألقاب بيننا حتى لا نثير حساسية الآخرين. أما هو فلا يؤثر في عملي خصوصاً أنه شخص محبوب وله علاقاته الطيبة مع الجميع.

- لماذا لم نرك في عمله الجديد «شتاء ساخن»؟
لأنه لم يرني في هذا العمل ولم يرشحني لأي دور فيه.

- هل تحنين الى تجربة التقديم التي قمت بها عبر برنامج «لا تفهمونا غلط»؟
أحببت تلك التجربة خاصة أني عملت في البرنامج لمدة ثلاث سنوات أعطتني الكثير، فقد عرفتني على الجمهور العربي ككل عبر مشاركة الفنانين العرب في البرنامج. وليس عندي أي مانع من إعادة التجربة اذا توافر البرنامج المتميز.

- يشاع أن الشللية وسيلة للحصول على الفرص الفنية. ما رأيك أنت؟
الشللية مفهوم واسع. فمن المحتمل أن نقول عن فريق عمل متفاهم ومنسجم هذه شللية، رغم أنه يتكامل مع بعضه البعض كأفراد وهذا أمر طبيعي، لكن في الوقت نفسه يجب ترك مساحة في هذا الإطار ليأخذ الآخرون فرصهم.

- مَن أصدقاؤك في الوسط الفني، خاصة أن الصداقة أصبحت كما يقال عملة نادرة في هذا الوسط؟
لا أوافق على هذا الكلام، فالصداقة الحقيقية موجودة في الوسط الفني، ولا يعني غياب التواصل بسبب الانشغال أنه لا صداقة. صداقاتي عديدة وكثيرة وأنا حريصة على علاقتي بأصدقائي كل الحرص.

- من الذي أطلق اسم ابنتك أنت أم والدها؟
أنا من أطلق اسم «تيا» على ابنتي، فقد كنت أبحث عن اسم غريب سهل اللفظ وعدد حروفه قليل، كما أن معنى الاسم جميل وهو اسم يوناني يعني هبة الله.

- أكثر الفنانين يعارضون دخول أولادهم الوسط الفني، ماذا عنك؟
لا أحبذ أن تدخل ابنتي الوسط الفني، ويعارض الفنانون دخول أولادهم هذا المجال لأنه متعب وصعب. وأتوقع أن تدخل ابنتي مهنة أخرى أكثر راحة من هذا العمل، لكن إن كان لديها ميول فنية وموهبة فلها حرية الاختيار.

- كيف توازنين بين حياتك الفنية والأسرية؟
عندما لا يكون عندي عمل فأنا في البيت دوماً مع ابنتي. وأنا في منزلي كأي امرأة أخرى، أطبخ وأعمل في المنزل وأهتم بابنتي ونشاطاتها.

- ما رأيك في ما قدمته في مسلسل «صبايا» وهل أحببت شخصيتك في العمل؟
جسدت في مسلسل «صبايا» دور الصبية «لبنى»، وهي فتاة طيبة القلب قوية الشخصية تحاول البحث عن عمل يناسب دراستها. كما انها لطيفة لا تجارب لها في الحياة ولا تعرف المجاملة. وأحببت الدور والنص كونه حياتياً معاصراً سهل التناول وفيه تفاصيل كثيرة تهم الفتيات في مجتمعنا.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079