بشرى في حوار صريح
على طريقة ضرب عصفورين بحجر واحد، دخلت الفنانة بشرى الموسم الصيفي بألبوم «احكي» وفيلم «المشتبه». ولم تكتف بذلك بل قدمت أغنيات من كلماتها وألحانها في الألبوم وتولت مسؤولية المنتج المنفذ في الفيلم.
وفي حوارنا معها تروي بشرى تفاصيل الألبوم والفيلم وتتحدث عن مسرحيتها الجديدة التي تدور أحداثها حول وصول المرأة إلى الحكم.
- ما الذي حمسك لفيلم «المشتبه»؟
أعجبت جداً بالدور الذي عرض عليّ إذ أجسّد دور الأم والزوجة التي تطاردها الاتهامات بالخيانة وتضحي بنفسها من أجل ابنتها. كما أن الموضوع نفسه نابع من بيئتنا الشرقية وليس مسروقاً من فيلم أجنبي. فنحن في كثير من الأحيان نسرق أفلاماً أميركية وننفذها بالحرف دون أن نكلف أنفسنا عناء «تمصيرها»، وهو ما أعتبره خداعاً للجمهور وفرض ثقافة مغايرة بأداء غير مقنع للمشاهد المصري. وأعتقد أن الفكر الذي عبر عنه المخرج في فيلمي مختلف تماماً عن الأفلام المصرية الأخرى.
- التعامل مع مخرج يعمل للمرة الأولى ألم يقلقك؟
أبداً لأن الكبار الموجودين على الساحة الفنية الآن كانوا في يوم من الأيام مخرجين للمرة الأولى، وأنا في أول ظهوري كنت ممثلة للمرة الأولى ومع ذلك النجوم الكبار احتضنوني وساعدوني كثيراً. فلا يجوز أن نصادر على التجربة الأولى لأي إنسان في أي مجال وليس في الفن فقط، لأن هناك مواهب حقيقية نكتشفها من خلال هذه التجارب، ومؤكد أنني كنت خائفة في البداية لكنني في الوقت نفسه كنت مؤمنة بالمخرج, لأنني نشأت في مدرسة تقول إن المخرج هو رب العمل الأول والأخير وليس أحد غيره.
- لكن كل الممثلين ظهروا بصورة أقل من مستواهم، ما تعليقك؟
هذه وجهة نظر تحترم ولا أستطيع التعليق عليها، وما أعرفه أن كل الممثلين اجتهدوا في الفيلم والمخرج أيضاً اجتهد وأخرج أفضل ما لديه. وأعتقد أن كون الفيلم هو التجربة الأولى للكاتب والمخرج ظهر بهذا الشكل، فشيء طبيعي أن تكون في هذه التجربة بعض الأخطاء النابعة من قلة الخبرة.
- قدمت دور الأم في الفيلم للمرة الثانية، ألا تخشي أن يحصرك المنتجون والمخرجون فيه؟
لا أخاف لأنني أقدم أدواراً مختلفة طوال الوقت وأنوع في اختياراتي طوال الوقت، وأعتقد أنهم لن يحصروني في هذه النوعية من الأدوار لأن أفلامي تذاع على قنوات الأفلام بصفة مستمرة وأعتبر هذا تذكرة لهم، كما أنني أملك القدرة على أداء كل الأدوار وليس دور الأم فقط.
- ماذا استفدت من عملك كمنتج منفذ للفيلم؟
كانت فرصة لأعرف تفاصيل وأسرار من الكواليس في عالم الفن من جهة ولأدرب نفسي على الإنتاج من جهة أخرى وكيف أكون همزة الوصل بين المنتج وأفراد العمل. ولا أعرف إن كنت سأكرّر التجربة أم لا.
- ماذا عن فيلم «الحكاية فيها منة» ودورك فيه؟
أؤدي فيه دور فتاة إسكندرانية تجبرها ظروفها الصعبة على الانتقال إلى القاهرة، فتغير مهنتها من العمل لدى مصفّف شعر نسائي إلى العمل في صالون حلاقة رجالي. وهو فيلم اجتماعي غنائي ويشاركني البطولة فيه المطرب ايساف.
- كيف ترين العمل مع إيساف الذي يمثل للمرة الأولى؟
أعتقد أن العمل مع الممثلين النجوم فقط يعتبر استسهالاً، لذلك أغامر طوال الوقت، ففن دون مخاطرة ليس فناً.
- هل صحيح أنك ستخوضين تجربة المسرح؟
بالفعل أحضر لمسرحية غنائية مأخوذة عن قصة للأديب الكبير توفيق الحكيم بعنوان «تراكسا»، الرؤية والإخراج المسرحي لنادر صلاح الدين، والموسيقى لهشام جبر، وستعرض قريباً على مسرح دار الأوبرا المصرية ، وهي تتحدث عن أثينا اليونان القديمة وثورة النساء وصعودهن إلى الحكم هناك، فموضوعها نسائي جداً لذلك تحمست له لأنني أنحاز إلى موضوع يخصّ المرأة، مع احترامي الكامل لدور الرجل ومكانته في المجتمع. فأنا تربيت في بيت يقدر دور المرأة في المجتمع.
- هل أنت مع وصول المرأة للحكم؟
أنا مع المساواة وإذا كانت المرأة جديرة بهذا المنصب لا بد أن تتاح لها فرصة الوصول. وأنا مع أن تقف المرأة بجانب الرجل وليس فقط خلفه وتكون مشاركة في اتخاذ القرار.
- تتّجهين إلى المسرح رغم هجر الجمهور له تماماً ما السبب؟
أعتقد أن السبب في بعد الجمهور عن المسرح هو الفنانون أنفسهم، فلا بد أن نمثل مسرحاً حتى إذا قدمناه بصبغة تجارية بحتة، حتى نستعيد ثقة الجمهور الذي بعُد عن المسرح لأن أحداً لم يقدم إليه بشكل راقٍ وعندما وجدت مجموعة العمل متحمسة والدافع الوحيد عندهم هو عودة المسرح وليس لتحقيق مكاسب مادية وافقت فوراً.
- مسرح وسينما وغناء هل سنراك قريباً بطلة فوازير؟
بالتأكيد أتمنى تقديم الفوازير شرط التحضير الجيد لها، خصوصاً أن هناك تجارب سابقة محترمة في هذا المجال، وللأسف كل الأفكار التي عرضت عليّ في الفوازير يريدون تنفيذها دون إعداد وباستسهال، رغم أن هذه النوعية من الأعمال الاستعراضية لا بد أن تأخذ حقها في الكتابة والتحضير الموسيقي وتصميم الرقصات والديكور والإضاءة والتصوير.
- كيف ترين ترشيح هيفاء وهبي لبطولة الفوازير؟
هيفاء نجمة جميلة ولها معجبون كثيرون جداً، وطبيعي ترشيحها للفوازير.
- ماذا عن ألبومك الغنائي الجديد «احكي»؟
هو أول ألبوم منفرد، ولذلك حرصت على اختيار الكلمات والألحان وأن يكون لكل أغنية لونها المختلف عن الأخرى. والألبوم مكون من ٩ أغنيات ومعظم الألحان من نصيب محمد النادي، كما تعاملت للمرة الأولى مع الملحن محمود الخيامي في أغنية «أمان أمان» التي وزعها حازم رأفت، أما أغنية «محصلش نصيب» فهي من كلماتي وألحاني بمساعدة من محمود العسيلي، أغنية «كل يوم والتاني» ألحان محمد النادي وتوزيع حسام عبدالمنعم، كما تعاونت مع الدكتور محسن السيد وطارق عبدالجابر وساعداني في استكمال أفكاري اللحنية التي طبقتها في الألبوم.
- قمت بالتأليف والتلحين في الألبوم فهل درست الموسيقى؟
درست الموسيقى في مركز تنمية المواهب في دار الأوبرا، ولكن كما قلت أنا لست محترفة والدكتور محسن السيد وطارق عبدالجابر هما من أكملا أفكاري اللحنية.
- كيف جاءتك أفكار الألحان؟
كانت أفكاراً لحنية خرجت في شكل كلمات، وهي من واقع تجاربي الشخصية ومواقف معينة تحمست لكتابة أغنية عنها لإيصال أحاسيس معينة مررت بها ومواقف تعرضت لها، وأحلام خاصة قررت نقلها إلى جمهوري.
- هل هذا يميزك عن مطربات جيلك؟
لا أستطيع قول إن هذا يميزني أم لا لأن الحكم يكون فقط للجمهور. كما أنني مؤمنة بأن المطرب يجب أن يكون صانعاً للأغنية بنفسه، إضافة إلى استعانته بالآخرين.
- في ما يخصّ أغنية «أمان أمان» هناك من اتهمك بأنك استخدمت هذا اللفظ التركي استغلالاً لنجاح المسلسلات التركية؟
هذه الأغنية مصرية مئة في المئة وليس فيها أي كلمات تركية سوى لفظ «أمان أمان» الذي كان يتردد في شوارع القاهرة حتى وقت قريب. والأمر ليس له أي علاقة بالمسلسلات التركية.
- في ظلّ القرصنة وسوء حال سوق الكاسيت في مصر وتراجع مبيعات ألبومات النجوم الكبار طرحت ألبومك، ما سبب ذلك؟
العمل الفني في العموم مخاطرة، وطرح الألبوم خطوة جاءت متأخرة عامين، لأن هذا الألبوم كان مقرراً طرحه الصيف قبل الماضي، ليلحق بألبومي الأول المشترك «بعد الغرام»، لكن حدثت ظروف حالت دون ذلك.
- ما هي؟
منها أنني ظللت فترة طويلة أبحث عن شركة توزع الألبوم حتى جاء عرض شركة «ميلودي».
- هل شاركت في الإنتاج؟
لا، فهو من إنتاج شركة «فيوتشر ميوزك».
- لماذا أنت بعيدة عن الحفلات؟
لسببين هما أنني أصبت بفيروس في الحنجرة أثر على صوتي إلى درجة أنني لم أكن أستطيع الكلام، وظللّت ستة أشهر أعاني منه حتى عاد صوتي تدريجاً. والسبب الثاني أن رصيدي في الغناء نصف ألبوم فقط، بالإضافة إلى أغنية منفردة وأخرى جماعية، وهو غير كافٍ لإقامة حفلات، لذلك توقفت عن المشاركة في الحفلات حتى طرحت الألبوم الجديد.
- ما هي ردود الفعل التي جاءتك على الألبوم؟
اختلفت الآراء حوله، لكن بشكل عام ردود الفعل إيجابية. وأنا لا أريد أن أحكم عليه الآن لأنه طرح في السوق منذ شهر فقط.
- ماذا عن رأيك الشخصي؟
أنا راضية عنه بنسبة ٨٠ في المئة.
- تعاونت مع محمود العسيلي في أغنية «محصلش نصيب»، لماذا العسيلي؟
بيننا كيمياء قوية، وأنا أهديته فكرة أغنية «ولد رسام» في ألبومه الأخير، وهو ساعدني في ألحان أغنية "محصلش نصيب". واخترت محمود العسيلي دون غيره لأننا تربينا معاً، وكنا نذهب إلى مدرسة واحدة، وكنا نقيم حفلات كثيرة في المدرسة، وأيضاً على مسرح الأوبرا، وفي قاعة سيد درويش، فعلاقتي به ليست وليدة اليوم أو الصدفة بل عشرة عمر.
- ما حقيقة أنكما ستقدمان ألبومكما المقبل دويتو؟
هذا مجرد اقتراح حتى الآن ودارت بيننا مناقشات كثيرة بخصوصه، لكن لم نصل إلى فكرة نهائية حتى الآن، لذا أعتقد أنه لن يكون ألبومي المقبل.
- لكن محمود العسيلي يؤلف ويلحن لنفسه، ألن تكون هذه نقطة خلاف بينكما؟
أعتقد أنه عندما يكون هناك مشروع مشترك سيكون هناك تفاهم كبير ليخرج العمل في أفضل شكل ممكن، لكننا لم نتطرق إلى هذه الأمور لأن المشروع بأكمله ما زال قيد الدراسة، ومن الممكن أن يكتمل أو يلغى.
- لماذا أنت مقلّة في كليباتك؟
مقلة لأنني لم أكن أمتلك أغنيات لأصورها، فأنا شاركت في كليب جماعي، وصورت أغنية "مكانك" وانتظرت ألبومي الجديد وصورت منه أغنية «أمان أمان»، وإن شاء الله سأصور منه أغنيتين أخريين.
- لماذا اخترت «أمان أمان» وصورتيها «كليب» دون أغنيات الألبوم الأخرى؟
لأن الألبوم طرح في الصيف فرأيتها الأنسب، لأنها خفيفة ومناسبة لجو الصيف، وكان هذا أكثر ما شغلني. كما راعيت فيها الألوان المبهجة لتتناسب مع فصل الصيف.
- الكليب كان مختلفاً إلى درجة الغرابة، هل هذا مقصود؟
بالفعل الكليب مختلف عن كل ما قدمته من قبل فهو كسر الحاجز الكلاسيكي الذي اعتدت على تقديمه والجمهور عرفني به، فكان هذا التغيير مطلوباً الآن. وأنا أعترف بأن الكليب غريب لكنه لم يتخط حاجز المألوف، فالكليب جاء مفاجئاً للجمهور لأنه تعود على أن يراني في شكل كلاسيكي، وجاء هذا الكليب بألوان صارخة مبهجة لتناسب الصيف. وكان هذا رأي مصمم الأزياء سوشا ومخرج الكليب، فهما صمما على أن يضعاني في قالب مختلف يكسر حاجز الملل بيني وبين الجمهور، ولكي لا أكرّر نفسي.
- لماذا غبت كل هذه الفترة؟
أعتقد أنني لم أكن مختفية، فطالما أن كليباتي تذاع على الفضائيات الغنائية إذن أنا موجودة.
- جيهان راتب خرجت وقالت إنها أول مغنية مصرية تؤلف وتلحن لنفسها وليس بشرى، ما تعليقك؟
أنا قلت إنني أول مطربة مصرية من جيلي ولا أصادر تجارب الآخرين، بل بالعكس ذكرت تجارب زملائي الرجال أمثال تامر حسني وحمادة هلال ومحمود العسيلي في تجارب التأليف والتلحين. لكن أنا أول بنت من هذا الجيل في مصر تؤلف وتلحن لنفسها. وبالنسبة إلى جيهان راتب فكل ما أعرفه عنها أنها ممثلة، ولم أكن أعرف أنها تغني لكي أعرف أنها تؤلف وتلحن لنفسها. فلا تعليق.
- ما هي طموحاتك في الغناء؟
أن أصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور داخل مصر وخارجها، وأقدم أنماطاً جديدة من الموسيقى، وفي الوقت نفسه أقدم رسالتي من الغناء وهي الجانب الترفيهي، فيجب ألا ينسى المغني أن مهمته في الأول وفي الآخر تحقيق الترفيه للناس، فالهدف من الغناء هو الترفيه.
- ألن تغني أغنيات طربية؟
أعتقد أن كل مطرب يملك ما يميزه عن غيره، وكل صوت وله ظروفه وله اللون الذي يليق به، والمنطقة التي يستطيع إقناع الجمهور بها. وأعتقد أن هدفي الأول الأكبر من أن أغني أغنيات طربية هو أن أكون فنانة شاملة تجمع بين الغناء والتمثيل والاستعراض في وقت واحد.
- من هم المطربون الذين تحبين سماعهم من أبناء جيلك؟
أحب سماع آمال ماهر، وشيرين عبدالوهاب، وأنغام، وأحب إحساس إليسا، وخفّة دم نانسي عجرم، وأحب من الرجال فضل شاكر وأعشق صوت لؤي.
- هل ستهتمين بالغناء والتمثيل معاً أم ستهتمين بأحدهما على حساب الآخر؟
لا أستطيع توقّع المستقبل لأنه في النهاية توجد سوق تحكمنا جميعاً وظروف ومفردات سوق تفرض علينا أشياءً كثيرة. أما بالنسبة إلى آمالي وأحلامي فأفضّل أن أستمرّ في الطريقين معاً ليكملا بعضهما لأني أرى أنهما لا ينفصلان.
- كيف ترين النقد الذي تعرّضت له منى زكي على فيلمها «احكي ياشهرزاد»؟
أعتقد أن كل الانتقادات التي وجهت إلى منى زكي كانت قبل عرض الفيلم وعلى العكس لم تنتقد بعد الفيلم، وهذا في حدّ ذاته أمر غير موضوعي وفيه نوع من التجنّي عليها وعلى الفيلم لأنه لم يكن يجب أن نحكم عليها قبل مشاهدة الفيلم.
- كيف رأيتِ هيفاء في تجربة «دكان شحاتة»؟
بذلت مجهوداً جباراً في هذا الفيلم.
- ما رأيك في فيلم «إبراهيم الأبيض» وانتقاد دمويته؟
أراه فيلماً مختلفاً وجديداً على السينما المصرية، وعلى عكس الآراء المطروحة أرى أن هذا الفيلم يحسب لمروان حامد لأنه ورغم تناوله للعنف والمعارك لم أرَ مقداراً كبيراً من الدماء فيه، على عكس أفلام أخرى لا تتطلّب مشاهدها أي دموية ومع ذلك تكون مليئة بالدم.
- متى سنرى بشرى في قفص الزوجية؟
أطلب من الجمهور أن يدعو لي أن يأتي صاحب النصيب ويدقّ باب بيتنا، وفي أول فرصة مؤكد سأوافق.
- هل تشترطين فيه مواصفات معينة؟
ليس لي شروط، وإنما أمنيات بأن يكون رجلاً متفهماً لطبيعة عملي، وطيباً وكريماً ويحب الناس، ويكون بيننا توافق إجتماعي وثقافي، ولا مانع أن يكون وسيماً...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024