إيناس الدغيدي وضعوني على قائمة الاغتيالات!
هي المثيرة دائماً للجدل وأكثر مخرجة تتعرّض لانتقادات وهجوم بل وحملات تكفير أيضاً، ليس بسبب أفلامها فقط وإنما لآرائها التي يصفها البعض بأنها تتجاوز كل الخطوط الحمر. إنها المخرجة إيناس الدغيدي التي وضعتها إحدى الجماعات المتشددة أخيراً على قائمة الاغتيالات، ومع ذلك قالت لنا: «لن أتراجع عن أفكاري أبداً». إيناس الدغيدي تكلمت عن تحالف فريق هالة سرحان ضدها وهروب غادة عادل منها وشائعة الشذوذ التي تطاردها، وأبدت رأيها بكل صراحة في هيفاء وهبي وهند صبري ومنة شلبي وأحمد عز ومحمد رجب وتذكرت معنا كلمات عادل إمام لها عندما كانت مساعدة مخرج، وكشفت لنا أيضاً عن فيلمها المقبل الذي سيثير صداماً جديداً بينها وبين الرقابة والمجتمع.
- أعتقد الكثيرون أن فيلم«مجنون أميرة» يجسد قصة حياة الأميرة ديانا، فهل تعمّدت ذلك؟
لا! فالفيلم ليس له علاقة بالأميرة ديانا على الإطلاق وأحداثه ما هي إلا مقتطفات من شخصيتها وليست قصة حياتها، كما أن الفيلم نوع من الفانتازيا ولكنه يتناول قضية مهمة جداً وهي الهاجس الديني السائد في المجتمع المصري بشكل مبالغ فيه والذي أصبح ظاهرة معروفة في مصر مقارنة بالدول العربية الأخرى. وشخصية ديانا في الفيلم ما هي إلا رمز للغرب الذي يسعى جاهداً لأن يخلق حواراً جاداً مع الشرق، وهو ما يسمى حوار الأديان والحضارات والثقافات.
- ولكن لماذا تأثّرت بالأميرة ديانا على وجه التحديد؟
لأن شخصية الأميرة ديانا محبوبة من العالم كله لأنها اجتماعية وحنونة وتتميز بالبساطة، وكلنا لمسنا هذه المشاعر الجميلة أثناء زيارتها لمصر والدول الإسلامية ومساعدتها للفقراء والمحتاجين والأطفال، كما أنها شخصية تحوي مساحات درامية جميلة تغري أي مخرج لتقديمها كعمل سينمائي بداية من زواجها بالأمير تشارلز وحتى وفاتها، فهي قصة مأساوية بتفاصيلها المؤلمة، ولذلك لم أركز على حياتها وإنما أوضحت أنها قتلت لاقترابها من الدين الإسلامي ومحاولاتها أن يكون هناك حوار من خلال التلاقي بين الأديان والحضارات بين الشرق والغرب، لذا فهؤلاء القتلة هم الإرهابيون وليسوا العرب كما يدّعون.
- كثيرون اندهشوا من اختيارك لمصطفى هريدي بطلاً للفيلم فهل كان هذا تحدياً لنجوم الشباك؟
لا أنكر أنني عرضت الدور على بعض النجوم الشباب ورفضوا لمجرّد أن البطولة نسائية والأحداث تدور حول بطلة الفيلم رغم أنني أرى أن البطولة مشتركة بين البطل والبطلة ولا يوجد أي نوع من التمييز بين دوريهما. ولكن للأسف كل النجوم الذكور الآن يشترطون البطولة المطلقة وأن يكونوا أصحاب الدور الرئيسي في العمل، وبالتالي اخترت مصطفى هريدي بعدما شاهدته في فيلم «ليلة البيبي دول» وأعجبت بأدائه للغاية، كما أن شخصية البطل في فيلم «مجنون أميرة» لها كاريزما معينة تتناسب مع طبيعة الأدوار التي اشتهر بها مثل «الجنون والبلاهة» وهو ما وفر ملاءمة الشخصية له.
- البعض فسر إصرارك على الاستعانة بالسورية نورا رحال لعدم رفضها تقديم مشاهد جريئة، فما ردّك؟
أؤمن بأننا بلد واحد ولا فرق بين فنانة مصرية وأخرى لبنانية أو تونسية أو سورية على الإطلاق. وعموماً أرى أن الوجوه الجديدة من الممثلات أكثر عطاءً ومرونة لأنهن يبحثن عن الفرصة على عكس الأخريات من الفنانات الكبيرات اللواتي أثبتن وجودهن ويشترطن أموراً معينة، وقد اخترت الفنانة السورية نورا رحال لبطولة «مجنون أميرة» لأوجه التشابه الكبيرة بينها وبين الأميرة ديانا من حيث لون العينين والشكل الجسماني وملامح الوجه، وكان هذا ضرورياً من أجل مصداقية العمل. كما كان من الصعب أن أعثر على هذه المواصفات في أي فنانة مصرية، فقد بحثت بالفعل ولم أجد.
- لكنك عرضت بطولة الفيلم على غادة عادل فلماذا رفضت؟
اندهشت من موقف غادة كثيراً خاصة أنها وافقت بادئ الأمر على الفيلم وكانت سعيدة به للغاية. ولكن عندما اتصلت بها بعد ذلك فوجئت بأنها لا ترد على اتصالاتي وتتهرّب مني. وبالتالي اعتبرت عدم ردها رفضاً للدور، فربما كانت خائفة من طبيعته أو لديها حسابات معينة لا أعرفها. ولذا قرّرت أن اختار وجهاً جديداً لتقديم الشخصية بدلاً منها.
- وهل صحيح أن أحمد عز رفض المشاركة في الفيلم؟
هذا غير صحيح على الإطلاق فهناك علاقة صداقة قوية تربطني به وسبق أن شارك معي بدور صغير في فيلم «الباحثات عن الحرية» رغم أنه كان بطلاً في ذلك الوقت، كما أن أحمد عز وسيم ويتمتع بكاريزما خاصة لا تتناسب مع شخصية فيلمي الجديد.
- تردّد أن الرقابة حذفت العديد من المشاهد الجنسية من الفيلم، فما حقيقة ذلك؟
لا يوجد أي مشاهد جنسية أو إباحية في الفيلم مقارنة بأعمالي السابقة، وهذا الكلام عارٍ من الصحة وبالتالي الرقابة لم تحذف إلا مشهداً واحداً خاصاً بحارس الأميرة الذي يقوم بتقبيلها قبلة طويلة. وقد قصّرناها فانتهت المشكلة مع الرقابة.
- وما أسباب فشل الفيلم جماهيرياً في دور العرض؟
أعلم أن الفيلم لم يحظ بالنجاح المطلوب والمتوقع في دور العرض، وأفسر ذلك بأنه ثقيل للغاية وليس كوميدياً، والمتعارف عليه أن معظم الناس لا تستهويهم هذه النوعية من الأفلام ولذلك لم يلق قبولاً كبيراً.
- لماذا تصرّين على إنتاج معظم أفلامك رغم أن الإنتاج كالبورصة يعد نوعاً من المجازفة؟
بالتأكيد الإنتاج مخاطرة ومجازفة لأي شخص، ولكن عندما بدأت الإنتاج عام ١٩٩٥ وقررت أن أجمع بين الإنتاج والإخراج وجدتها مهنة شيقة ومثيرة وتريحني نفسياً كمخرجة حيث لا أتعرض لأي ضغوط، خاصة أنه من المتعارف عليه أن المنتج هو المتحكم الأول في العمل السينمائي. كنت أشعر بالضيق حينما أطلب أن أشرك فيلماً في مهرجان أو أبيعه ويرفض منتج العمل ذلك، فوجدت أنه من الأفضل أن أخوض تجربة الإنتاج وأجازف حتى أسوّق فيلمي تبعاً لرؤيتي الخاصة.
- هل تشاهد ابنتك أفلامك وما هو الفيلم الذي لم يعجبها؟
حبيبة، ابنتي، تبلغ من العمر العشرين عاماً، وهي ناضجة ومثقفة ومتفتحة جداً. ونحن صديقتان وتمارس دور المرشدة لي في كل أعمالي وأستشيرها دائماً وأنصت إليها وأقيس على آرائها أعمالي المختلفة. ولذلك هي أول من يحكم على أفلامي، وقد نبهتني أثناء مونتاج فيلم «مجنون أميرة» إلى أنه لن ينجح ولن يلقى قبولاً لدى الجمهور لأنه لا يضحك، فلن يحقّق إيرادات كبيرة. وبالفعل كان رأيها صائباً.
- هل تحاكمين نفسك كمخرجة عقب انتهائك من تصوير الأعمال؟
بالتأكيد أحاسب نفسي أثناء المونتاج أكثر من وقت التصوير، فأنا كمخرجة أكثر شخص على دراية بعيوب الفيلم، لذا أمارس دور الناقد الفني لأعمالي لأتفادى الأخطاء في الأعمال المقبلة. واكتشفت أن حالة الاندماج والتناغم بين فريق العمل تساهم بدرجة كبيرة في النجاح. ولذلك أعتبر فيلم «مذكرات مراهقة» من أكثر الأعمال التي وفقت في إخراجها والأقرب إلى قلبي، والفضل يرجع إلى كل عناصر العمل سواء تمثيلاً أو تصويراً أو مونتاجاً.
- هل تعمدت الهجوم على الحجاب في برنامج طوني خليفة «لماذا» أم كانت زلّة لسان؟
أرفض شكل الحجاب في مصر علماً بأنني نشأت على أسس دينية، فوالدي كان مدرس لغة عربية ورجل دين وشيخ أزهر، وبالتالي فأنا متدينة من داخلي بغض النظر عن شكلي. ولست ضد التدين إطلاقاً وقد أدّيت العمرة ١٢ مرة والحج أيضاً وأصوم دائماً ورغم أن والدي كان صارماً وحازماً في تربيتنا كفتيات إلا أنه كان رجلاً منفتحاً ويمنحنا مساحة من الحرية، وعموماً أرى أن الحجاب حرية شخصية ولكن اعتراضي أنه أصبح موضة وليس تديناً، فالشعر ليس إغراءً كما يعتقد البعض ولكن أحياناً الحجاب يلفت النظر من خلال الملابس المبهرجة والماكياج الصارخ وطريقة ربط الحجاب. فأنا أؤمن بحجاب القلب وليس المظهر كما أن شقيقتي الصغرى ترتدي الحجاب ولكنها تطبق تعاليم الدين الإسلامي كما هي.
- لكنك هاجمت عمل الفنانات المحجبات، فهل هذا يعني أنك ضد وجود فنانات مثل حنان ترك وصابرين وعفاف شعيب؟
من الممكن أن أحجّب فنانة في العمل الذي أخرجه ولكنني أرفض الاستعانة بفنانات محجبات في أعمالي، لأن هؤلاء الفنانات يضعن قيوداً عليّ كمخرجة لا أقبلها. كما أن من يستعينون بهن يعتمدون على شهرتهن وهن غير محجبات، ومن هنا استغل المنتجون ذلك وشجعوهن من باب المتاجرة بأسمائهن ولا أعلم منطق هؤلاء المنتجين كما أرى أن الحجاب له قدسيته و طقوسه وأن هؤلاء الفنانات يتبرجن وهنّ محجبات، وبذلك هن يغيرن الدين لصالحهن ويعلمن أن التبرج حرام فلم كل هذا؟!
- هل أنت دكتاتورة؟
(تضحك): لست دكتاتورة ولكنني أدافع عن أفكاري باستماتة، والذي لا يهاودني ويسيرعلى هواي أبتعد عنه. فلا أستطيع أن أصادق شخصاً يختلف مع أفكاري ولا يتمتع بالجرأة والتحرّر اللذين أتمتع بهما.
- ألا ينتابك خوف من حملات تكفيرك وإهدار دمك؟
ما زلت أردّد أنني ضدّ التشدّد ولا تعنيني هذه القضايا ولا ألتفت إليها. وأعلم أن هناك جماعة تدعى «الوعد» أدرجت إسمي في قائمة الاغتيالات ولم أخف. فأنا على يقين أن الموت قضاءً وقدر لذا لا أخشى إلا الله ولن أتنازل عن فكري في سبيل أن لا أقتل.
- في رأيك لماذا نجح برنامجك «الجريئة» بعكس ما حدث مع برنامج «ست الستات» الذي كنت فيه بديلة لهالة سرحان على قناة «روتانا»؟
لأنني كنت أتمتع بروح التحدي في برنامج «الجريئة» خاصة أنني لم أوفق في تقديم «ست الستات» لتحالف فريق العمل كله في القناة ضدّي ورفضهم التعامل مع أي مذيعة بخلاف هالة سرحان. وشعرت بالفشل وقتها وقرّرت أن أعوّض ذلك في برنامجي الجديد الذي أرى أن نجاحه يرجع إلى المصداقية في الحوار مع كل النجوم، فحرصت على إظهار حقائق معينة تخصهم ليدافعوا عن أنفسهم ضد الشائعات التي تحاصرهم من حين إلى آخر وكأنهم.
- ما حقيقة خلافك مع هالة سرحان وانقطاع العلاقة بينكما بسبب تقديمك للبرنامج؟
كان بيننا خلاف سطحي وسوء تفاهم عادي مثل الذي يحدث بين الأصدقاء والأخوات، ولكن لم تنقطع علاقتي بها كما أشيع، فنحن صديقتان وتربطنا علاقة حميمة، وقد اتصلت بي تعزيني عندما توفيت والدتي ولكن لا يوجد اتصال دائم بيننا. كما أن هالة هي التي طلبت مني تقديم البرنامج بدلاً منها عقب خروجها، وفوجئت بأنني غير مرغوب فيّ وحدثت وقيعة بيني وبين هالة ولم تسنح الفرصة بيننا للمواجهة وتوضيح الأمور حتى الآن.
- هل كانت اعترافات يسرا وإلهام شاهين لك في برنامجك «الجريئة» على سبيل المجاملة؟
لا يوجد أي نوع من المجاملات بيني وبين أي نجم استضفته في البرنامج على الإطلاق. وكل ما هنالك أنهما كانتا على طبيعتهما لأنهما تعلمان تماماً أنني لن أضرهما بتصريحاتهما، بل كنت مجرّد وسيط بينهما وبين الجمهور. كما أن كل اعترافات إلهام في الحلقة نشرت في الصحف من قبل. والأسئلة التي وجهت كانت من إعداد الكاتبة سحر الجعارة التي اعتمدت على هذه المعلومات من أرشيف صحافي، وأنا لم أتدخل في وضعها. أما في حلقة يسرا فكنت ألتزم بأدائي كمذيعة ولم أتهاون في الحوار والمحاكمة بل كانت منصفة جداً. وأشير إلى أنني معجبة بفكرة «الجريئة» لأنني وجدت أن كل البرامج التي تقدم على الشاشة المصرية تقليدية نوعاً ما لذا كنت أتجنب أي برنامج فني لأنني لا أرى أي جديد فيه.
- لكن ما حقيقة أن إلهام شاهين حررت محضراً ضدك لعدم حذف بعض ما قالته بخصوص رجل الأعمال رامي لكح مما أدى إلى إغلاق بلاتوه البرنامج بالشمع الأحمر؟
كل ما نشر بخصوص هذا الموضوع ما هو إلا زوبعة من الصحافة. وبصراحة إلهام طلبت من المونتير أن يحذف لها بعض الجمل في الحوار وقد نسي أن ينفذ ذلك وأذيعت الحلقة كاملة، ففوجئت بإلهام تتصل بي وهى غاضبة تشكو مما حدث علماً بأنني كنت أصور ليلاً وأغادر بسرعة عقب انتهاء التصوير دون مشاهدة الحلقة في المونتاج نظراً لإرهاقي ولأنني مقدمة البرنامج فقط ولست مخرجته. وتداركنا هذا الخطأ في الإعادة واتصلنا برامي لكح الذي كان بالصدفة موجوداً في مصر وقتها وأكد لنا أن هذا موضوع قديم وانتهى من زمن، لكن لم يحدث أن حررت إلهام محضراً. وأفسر ما حدث بأنه سوء تصرف نتيجة العجلة التي كنا فيها قبل رمضان، خاصة أن حلقة إلهام كانت الأولى في البرنامج، وهي فعلاً صادقة وصريحة.
- وما رأيك فيما صرحت به الفنانة هند صبري حول رفضها تقديم أي مشاهد بها قبلات أو إغراء رغم أنها قدمت تلك المشاهد معك في فيلم «مذكرات مراهقة»؟
على حدّ كلامها عندما حاورتها في البرنامج وناقشتها في ذلك فهي لم تكن تقصد هذا المعنى تحديداً، بل تحاول أن تحمي نفسها من الأعمال الرديئة المستوى التي تعرض عليها دائماً والتي تحتوي على مشاهد إثارة وإغراء مقحمة في أحداث العمل كنوع من الترويج فقط لا غير، وهو ما يدل على أن صناع هذه الأعمال لا يفرقون بين المشاهد التي تدخل في سياق الدراما والمشاهد المقحمة دون هدف. ولذلك أوضح أن هند ترفض النوعية الأخيرة من الأدوار وليس الإغراء الهادف في سياق العمل.
- صرحت مرة أنك تحترمين الشاذين جنسياً وقدمت نموذجاً منهم في فيلمك «ما تيجي نرقص». ألم تخشي أن يزيد هذا من الشائعات التي تتردّد حولك؟
اتهمت بأنني شاذة جنسياً كما اتهم قبلي كثيرون من عمالقة النجوم، مثل رشدي أباظة وسميحة أيوب وفريد شوقي، فلا يوجد فنان ناجح لم يتهم بالشذوذ في تاريخ السينما المصرية. لكنني لا أمتّ بصلة إلى الشذوذ، ولو كنت شاذة لكنت اعترفت بذلك خاصة أنني جريئة وأصرح علنا بأنني أحب الرجال وأكثر صداقاتي منهم ورغم أنني أعتبر الأمر حرية شخصية ولا يجوز أن أتعدّى عليها فإني قلباً وقالباً ضدّ ممارسات الشاذّين وأرفضها من داخلي. فأنا أعدّ الشذوذ مرضاً نفسياً أو جسمانياً. لذا موقفي واضح في هذا الموضوع وهو أنت حر ما لم تضر، وأنا أتعامل معهم من بعيد وأجد أنهم يتمتعون بخفة دم، كما يعجبني أنهم اعترفوا بشذوذهم وقطعوا الشك باليقين.
- ما رأيك في الشائعة التي تعرّض لها نور الشريف مؤخراً وموقفه منها؟
أرى أن ما حدث هو قمة السفالة، وهذه أقلّ كلمة يمكن قولها في هؤلاء، فما الفائدة والهدف من هدم قيمة ورمز في الفن مثل الفنان نور الشريف الذي يكن له المصريون والعرب كل احترام وتقدير؟ وقد أعجبت بموقفه لأنه أخذ بثأره وتصرّف بشجاعة تجاه أصحاب هذه المهازل ليكونوا عبرة لغيرهم.
- هل صحيح أنك لن تقدمي الجنس في أفلامك المقبلة؟
هذا غير صحيح على الإطلاق، فسوف ألجأ إلى الجنس تبعاً لطبيعة العمل إذا كان يتطلّب ذلك.
- ما تقويمك لتجارب بعض المخرجات مثل ساندرا نشأت وكاملة أبو ذكري؟
أرى أن المرأة أصبحت تنافس الرجل في كل المجالات، وهي نموذج مشرف فى عالم الإخراج فعلاً. ولا شك أننا مهدنا الطريق لهؤلاء المخرجات ليستكملن المشوار، فلا فرق الآن بين مخرج رجل وامرأة، كما أرى أن ساندرا مخرجة متمكنة ولها رؤية سينمائية تميزها عن غيرها من المخرجات ولكنها لا تريد أن تنفذ أفلاماً جريئة وتتجنب هذا المسلك، أما كاملة فلديها وجهة نظر في أفلامها تعجبني، وأيضاً هالة خليل أجد أنها أكثر منهما اهتماماً بالمرأة ومشاكلها.
- وكيف ترين تجربة هيفاء وهبي في التمثيل؟
للأسف لم أشاهد فيلم «دكان شحاتة» وأنتظر عرضه على القنوات الفضائية. ولكن هيفاء تتمتع بذكاء حاد وأنصحها بأن تتخلّى عن اهتمامها بشكلها بعض الشيء لأنها جميلة وطبيعية وتلقائية جداً، وفي هذه الحالة تصبح ممثلة جيدة. فهي ذات حضور قوي على الشاشة وأنا مقتنعة بأنها ممثلة أكثر منها مطربة، ويمكن الإستفادة من إمكاناتها الفنية في التمثيل مع مرور الوقت.
- ما رأيك في الأدوار التي تقدمها منّة شلبي خاصة بعد ابتعادها عن تقديم المشاهد الساخنة؟
منة شلبي ممثلة رائعة ولكن مشكلتها أنها متحفظة بعض الشيء ولديها حسابات خاصة بنظرة المجتمع إليها، مما يجعلها متردّدة ومتخوفة من خوض تجارب تمثيلية جديدة. ومن هنا أنصحها بأن تنفتح على العالم وتتخلى عن تلك الأفكار العقيمة وتطلق لنفسها العنان، خاصة أنها فنانة ناجحة ومحبوبة من الجمهور ولها شعبيتها.
- كيف ترين خطوات محمد رجب بعدما قدمته من خلال فيلم «مذكرات مراهقة»؟
محمد رجب خطواته بطيئة للغاية ولديه مشكلة كبيرة خاصة بمعاناته مع شركات الإنتاج بسبب الاحتكار، فهو يسعى لتثبيت قدميه ولكن الظروف لا تساعده. وأدهشني أنه في بداية حياته كممثل قدم أدواراً جريئة وعندما أصبح نجماً سلك طريقاً آخر وأصبح متحفظاً ويرفض هذه النوعية من الأعمال، خاصة أن الموضة السائدة هذه الأيام عزوف الكثيرين عن قبول هذه الأعمال، وهو ينحاز إلى صفهم.
- هل من الصعب أن يجمعك عمل سينمائي بالزعيم عادل إمام؟
في الواقع أنا لم أخرج أعمالاً كوميدية من قبل، والمتعارف عليه أن أفلام النجم عادل إمام من هذه النوعية. وأذكر أنني التقيت معه كمساعدة مخرج في فيلم «الحب في الزنزانة» لمحمد فاضل وأشاد بي وبمجهودي قائلاً: «أنت فتاة يمكنك تحمّل المسؤولية وأنا فخور بك وأتنبأ لك بمستقبل باهر كمخرجة»، وهذا لأن الفيلم كان يضم مجموعة كبيرة من الأبطال وواجهنا مشاكل في التصوير. عادل إمام نجم كبير له جمهوره، وأتمنى أن نتعاون ذات يوم خصوصاً أن هناك احتراماً متبادلاً بيننا.
- هل ظلمت إيناس المخرجة ايناس الإنسانة؟
لم ينسِني الإخراج حياتي كامرأة بل تزوجت وأنجبت وعشت التجربة ثم انفصلت عن زوجي رغم عدم وجود أي مشاكل بيننا، فقد تزوجنا بعد قصة حب ولكن الملل الزوجي والروتين تسللا إلى حياتنا وفجأة قرّرنا معاً أن ننفصل عقب ٢٩ سنة زواجاً كانت أسعد تجربة في حياتي. أنا لا أستطيع أن أعيش بلا رجل في حياتي ليس لأنني أعتمد عليه فلديّ المقدرة على القيام بكل مهماتي بمفردي، وإنما أحتاج إلى من أرتمي في حضنه بالحلال وأشكو له أوجاعي وهمومي. رغم ذلك أرفض الطاعة العمياء والانصياع بشكل كامل للرجل.
- هل طالبك يوماً ما بأن تعتزلي؟
إطلاقاً فأكثر ما جذبني إلى شخصيته أنه أكثر تحرّراً مني، ولم يكن لديه أي اعتراض على عملي أو أفلامي بل كان يمدحني ويساندني دائماً ولم يطلب مني أن أتوقف عن الإخراج أو الاعتزال بل كان يترك لي الحرية لتقرير ذلك بمحض إرادتي. وأنا أحترمه كثيراً رغم انفصالنا ومازلت اتصل به لأستشيره في أعمالي وأمور خاصة في حياتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024