ليلى علوي
لم يكن قرارها تقديم مسلسل من حكايتين كل منهما ١٥ حلقة سهلاً، فهي مغامرة درامية بعيدة عن الشكل التقليدي للمسلسلات، لكنها قررت أن تخوضها، ونجحت فيها. تحدثت إلينا النجمة ليلى علوي عن كواليس تلك المغامرة وأسرارها، وعن عملها مع مؤلفين ومخرجين شباب والنماذج التي أصرّت على أن تقابلها قبل التصوير والنجم التركي الذي فوجئت بفيلم معه دون أن تعرف عنه شيئاً مثلما كشفت أيضاً عن تعمدها الصمت تجاه شائعة الطلاق، وقالت رأيها في موقف نور الشريف من شائعة الشذوذ التي طالته أخيراً. وتحدثت كذلك عن الطفل الصغير الذي جعلها قليلة السفر والأطفال الأربعة الآخرين في حياتها.
- تعيد قنوات فضائية عدة مسلسلك «حكايات بنعيشها» بعد النجاح الذي حققه في شهر رمضان. هل ترين تقديم مسلسل من جزءين كل منهما ١٥ حلقة مغامرة درامية؟
على مدى عامين تلقيت العديد من العروض، وكتبت الصحف عن بطولتي لثلاثة مسلسلات على الأقل منها «ليلة الرؤية» رغم أنني كنت معتذرة عن تلك الأعمال من البداية. وعندما وجدت أن عودتي الى التلفزيون يجب ألا تتأخر أكثر من ذلك، بدأت في التفكير في شكل جديد لهذه العودة، وكان من بين الأفكار تقديم حكايات عدة في مسلسل واحد، حتى إننا في البداية كنا ننوي تقديم ثلاث حكايات، كل حكاية مكونة من ١٠ حلقات. وبعدما أخذت رأى المنتج والمخرج عمرو عرفة كصديق أولاً ومخرج ثانياً، وافقني على فكرتي وشجعني عليها.
وبعد ٤٨ ساعة وجدت عمرو عرفة يعرض عليّ أكثر من فكرة، فتم الاستقرار على «هالة والمستخبي» لحازم الحديدي والمخرجة مريم أبو عوف و«مجنون ليلى» الذي كتبه محمد رفعت كفيلم أولاً ثم تحول بالتعاون مع خالد أبو النجا إلى مسلسل من ١٥ حلقة. وكنا حريصين على عدم تكرار أي فرد في فريق العمل ماعدا أنا لنؤكد للناس أنهم سيشاهدون عملين منفصلين لكن عن قصص وحكايات يعيشونها بكل تأكيد، وفي الوقت نفسه نعيد الى الذاكرة مسلسلات الخمس عشرة حلقة التي كانت تحقق نجاحاً كبيراً في العالم العربي.
- لماذا لم تقدمي مسلسلاً واحداً مكوناً من ١٥ حلقة فقط، خصوصاً أن تصوير «مجنون ليلى» استمر حتى الأيام العشرة الأولى من رمضان؟
لأن مسلسلات الـ ٣٠ حلقة أصبحت موضة بعدما تحول شهر رمضان الى موسم عرض المسلسلات التي لا تقل عن ٣٠ حلقة، فهذه هي قواعد الفضائيات الآن. ومن جانبي لا أمانع تقديم مسلسل من ١٥ حلقة العام المقبل، على أن تشهد الأيام المتبقية من شهر رمضان عرض مسلسل آخر لنجم زميل. وعموماً انتشار هذه النوعية من المسلسلات يحتاج أولاً الى منتج جريء كالذي تعاونت معه في «حكايات بنعيشها»، ولوجود رغبة حقيقية لدى الفضائيات في تقديم مسلسل جيد المضمون بعيداً عن الكم وملء ساعات الإرسال.
- تميز فريقا عمل المسلسل بوجود عدد كبير من الممثلين المخضرمين. وكذلك جذب الفنانون الشباب الانتباه ولاقوا انتشاراً في رمضان رغم أنهم شاركوا في مسلسلات أخرى لم تحقق الجذب نفسه. ما هي حدود تدخلك في اختيار الممثلين الذين يظهرون معك؟
لو دققت جيداً في كلتا الحكايتين ستجد أنه حتى الشخصيات التي ظهرت في حلقة واحدة، أداها ممثلون أصحاب خبرة حتى لو كانوا من الشباب، فالكل اجتهد لتقديم الأفضل. والمنتج لم يطلب ممثلاً مغموراً اقتصاداً للنفقات حتى لو كان لمشهد واحد فقط. ولا تصدق أن النجوم لا يحبون ظهور أحد معهم، لأن النجم لو فعل ذلك سيكون أول المتضررين. وعندما أمثل مع أحمد راتب ورجاء حسين وليلى طاهر أنا المستفيدة بالطبع، لأننا نظهر للناس مثل الحديقة التي يجب أن تكون كل زهورها جذابة، لكن لكل ممثل شخصيته المستقلة بالطبع. وعلى مستوى الشباب سعدت بالتعاون مع خالد أبو النجا وباسم سمرة وهنا شيحة وجيهان فاضل وغيرهم الكثير، بل قدمنا العديد من الوجوه الجديدة التي عرفها الجمهور عن قرب من خلال «حكايات بنعيشها» مثل محمد رمضان ودنيا سمير ووليد فواز.
- التعاون مع الشباب امتد الى مؤلف ومخرج كلتا الحكايتين، فأي منهم لم يقدم أي عمل تلفزيوني من قبل. كانت مغامرة الخمس عشرة حلقة تحتاج الى الوجوه الجديدة في صناعة الدراما التلفزيونية؟
طبعاً واقع كونهم من الفنانين الشباب جعلهم أكثر تفهماً للتجربة والمطلوب منهم، فنحن كنا أمام مهمة تقديم فيلم سينمائي طويل، يجب أن يجذب الجمهور من الحلقة الأولى الى الحلقة الخامسة عشرة، ويواصل الجمهور متابعة المسلسل الثاني بالشغف نفسه، بمعنى أن كلا المخرجين يعمل في مسلسل مختلف لكن كليهما في حاجة الى دعم من الآخر. أما في ما يتعلق بالتعامل مع المخرجين الجدد، فأنا بشكل عام من أكثر الفنانات عملاً مع مخرجين جدد، وحدث هذا مع مجدي أحمد علي في فيلم «يا دنيا يا غرامي» وشريف عرفة في فيلم «الأقزام قادمون».
ورغم معرفتي السابقة بالمخرج محمد علي فإن «مجنون ليلى» هو العمل الأول الذي جمعني به، وأنا منذ البداية من أشد المعجبين به ، وقد أخرج المسلسل بحس مخرج السينما وهذا ما كنا متفقين عليه منذ البداية. أما بالنسبة الى «هالة والمستخبي» فالكاتب حازم الحديدي قدم ورقاً جيداً جداً بشهادة الكل، والمخرجة مريم أبو عوف كان واضحاً انها تملك الموهبة كما أنها تتمتع بعين ثاقبة وكانت تشعر كثيراً بي. وكنت سعيدة للغاية بإشادات النقاد بهما لأن المسلسل لم يقدم فقط فكرة درامية جديدة وإنما وجوهاً تحتاجها الدراما المصرية في المرحلة الحالية.
- الطريقة التي قدمت بها شخصية «هالة» والتفاصيل المثيرة لمطاردة من اشتروا الأطفال الخمسة، جعلت الكثيرين يعتقدون أن المسلسل ينطلق من قصة حقيقية!
عصابات بيع الأطفال صارت أمراً واقعاً ومكرراً للأسف في المجتمعات العربية والمجتمع المصري خصوصاً، والصحف حملت لنا قصصاً مؤلمة في الآونة الأخيرة. لكن بصراحة لم نعتمد عليها في صياغة المسلسل لأن المؤلف حازم الحديدي انطلق من فكرة بيع الأطفال ثم صاغ حالة درامية مستقلة ومتخيلة لا تعتمد مباشرة على الواقع، لهذا كان تأثيرها أكبر.
أحياناً عندما تقدم الدراما قصة واقعية يظن الناس أن هناك مبالغة، لكن عندما تكون القصة متخيلة وصادقة في آن واحد يقتنع الجمهور بأنها واقعية، وهذه قمة نجاح أي عمل فني. رغم ذلك يجب أن أؤكد أنني طلبت مقابلة نماذج لسيدات وآباء باعوا أولادهم، وكان هذا الأمر ضرورياً بالنسبة إلي كممثلة لأنني كنت في حاجة الى ان أرى أمامي إنساناً فرط بأولاده. وأنا هنا لا أدين هؤلاء فلكل شخص ظروفه رغم أنني لا أتخيل هذه الجريمة من الأساس، لكن في النهاية لا يمكننا الحكم عليهم بالإعدام لأن ضمائرهم تعذبهم كل يوم كما عرفت منهم، خصوصاً سيدة باعت طفلتها الصغيرة بمبلغ ٨ آلاف جنيه (حوالي ١٥٠٠ دولار) حتى تجهز ابنتها الكبرى للزواج!
- لكنها كانت مخاطرة أن تؤدي في «مجنون ليلى» شخصية من طبقة وثقافة مختلفتين تماماً عن الشخصية التي قدمتها في «هالة والمستخبي» خاصة أن اختلاف الشخصيتين منع الترابط بين الجزءين؟
المغامرة يجب أن تكون كاملة من البداية، وكوني العنصر الوحيد المشترك في الحكايتين لا يعني أن أقدم شخصيتين متشابهتين، فهما ليسا مسلسلاً من جزءين. كما أن العنوان الشامل للمسلسل وهو «حكايات بنعيشها» يعني أننا سنقدم للجمهور حكايات قريبة منهم لكن ليس بينها رابط، وقد أقدم العام المقبل العنوان نفسه لكن تحته أسماء أخرى. وشخصية «ليلى سلام» جذبتني مثل «هالة» بالضبط، ولا أحب الكلام عن تفضيل إحداهما على الأخرى ولاحقاً سيتمكن الجمهور من متابعة كل حكاية على انفراد ولكل مسلسل جمهوره، لكن الحمد لله الإعجاب كان شاملاً العملين.
- بعيداً عن تفضيل إحداهما على الأخرى، التجربة كانت مختلفة لأنك تضطرين فيها للخروج من شخصية والدخول في أخرى خلال أسبوع واحد فقط؟
كانت تجربة مجهدة عصبياً، فامتداد فترة تصوير «هالة والمستخبي» جعلني أدخل مسلسل «مجنون ليلى» بعد أسبوع واحد فقط من الراحة. وكما شاهد الجمهور على الشاشة لا يوجد أدنى تقارب بين الشخصيتين، وبالتالي كان مطلوباً مني نسيان «هالة» بكل الوسائل والتركيز على «ليلى سلام» الإختصاصية النفسية. رغم ذلك ساعدني التحضير لشخصية «ليلى» لفترة كافية قبل بدء تصوير المسلسل بشكل عام.
- الكثيرون تعجبوا من حالة التفاهم بينك وبين أطفالك في المسلسل لأن العادة في هذا النوع من المسلسلات، وهو قليل إلى حد كبير، أن هناك أطفالاً يظهرون على الشاشة من أجل استكمال المشهد فقط لأن السيطرة على ستة أطفال دفعة واحدة ليست بالأمر السهل مع ضرورة إنجاز عدد معين من المشاهد كل يوم!
هذا صحيح إلى حد بعيد، لكن الوضع معنا كان مختلفاً لحسن الحظ، فأولاً أنا لدي حب جارف للأطفال، في أي مكان أقابلهم فيه. ومن جهة أخرى جلست مع الأطفال كثيراً قبل وساعات التصوير وخلالها وتكونت بيننا علاقة حميمة أحمد الله عليها وهي التي جعلت الجمهور يتعاطف مع كل طفل ويحفظ اسمه سريعاً ويتابع حركاته. كما أن المخرجة مريم أبو عوف نجحت في اختيار أطفال لكل منهم شخصية مستقلة، وهم بصراحة أحد الأسباب الرئيسية لنجاح «هالة والمستخبي».
- لكن الجمهور عانى في البداية من كثرة الأسماء التي أطلقتها الصحافة على المسلسل الأمر الذي جعل البعض يؤكد أن «مجنون ليلى» تعرض للظلم على حساب «هالة والمستخبي»!
هذا كان متوقعاً لنا جميعاً بسبب حداثة التجربة، فهناك من تعامل مع المسلسل على أن اسمه فقط «هالة والمستخبي»، والكثيرون لم يفهموا معنى الاسم العام للحلقات وأسمي الحكايتين. صحيح أن الاهتمام كان لـ«هالة والمستخبي» في البداية، لكن الوضع اختلف بعد ذلك لأن نجاح المسلسل الأول شجع الجمهور على متابعة المسلسل الثاني من بدايته، خصوصاً أنهم تعودوا على أن هذا الموعد خاص بمسلسل «حكايات بنعيشها» والأهم أن هناك من تابع «هالة والمستخبي» في الحلقات الأخيرة وبعدما أحس بجدية العمل تابع «مجنون ليلى» من البداية. لكن أبرز ما أسعدني أن الكل كان حريصاً على المتابعة حلقة بحلقة لأن تفويت حلقة واحدة يعني ضياع الكثير من الأحداث بسبب سرعة الإيقاع، وهو نجاح يحسب لنا جميعاً. ومستقبلاً أتمنى أن تبدأ قناة عرض «مجنون ليلى» أولاً ثم «هالة والمستخبي» عكس ما حدث في رمضان كنوع من التغيير. وليس عندي مانع بالمناسبة من أن تعرض قناة أحد المسلسلين فقط.
- هل هذا النجاح يؤكد وجودك العام المقبل؟
لا أعتبر نفسي ممثلة تلفزيونية، لهذا لا أحب وصف ابتعادي عن التلفزيون بأنه غياب عن الشاشة الصغيرة، فدائماً ما تكون هناك فترة بين مسلسل والآخر. لكن بشكل عام إذا كانت هناك تجربة بقوة «حكايات بنعيشها» فأنا مستعدة لتكرارها العام المقبل مباشرة، لكن بشرط ألا تعطل مشاريعي السينمائية.
- أثناء تصوير المسلسل كان هناك كلام كثير عن فيلم «سحر العشق» من جهة، وفيلم من بطولة الممثل التركي الذي قام بدور «مهند» من جهة أخرى، ما هو المشروع الأقرب للتحقيق؟
لا هذا ولا ذاك. نبدأ بالكلام عن الفيلم المصري -التركي المشترك، فأثناء تصويرالمسلسل لم أكن أتابع الصحف بدقة، وفوجئت بعشرات الأسئلة حول الفيلم ولماذا وافقت على التمثيل مع «مهند» ورأيي في الدراما التركية، وهل الفيلم جاء لاستثمار نجاح الشاب التركي الوسيم.
كل هذا يحدث وأنا لم أسمع بالفيلم من الأساس ولم يعرض عليّ أحد الفكرة، فأحياناً يرسل المنتج السيناريو الى الفنان ثم يروج في الصحف أنه وافق على البطولة، لكن حتى هذه الخطوة لم تحدث معي. وأؤكد أنني لم أشاهد الدراما التركية من الأساس. أما فيلم «سحر العشق» للمخرج الكبير رأفت الميهي فهو مشروع مؤجل منذ فترة طويلة لأسباب إنتاجية، ولديّ السيناريو وعليه إهداء رقيق من الميهي الذي قدمت معه فيلمي «ست الستات» و«تفاحة»، لكن حتى الآن لا جديد ولا أعرف إذا تحرك المشروع ما اذا سيكون التوقيت مناسباً لي في هذه الفترة أم لا.
-لماذا لم تشاهدي المسلسلات التركية رغم الجدل الدائر حولها؟
لست من مدمنات التلفزيون وأفضل مشاهدة الأفلام خصوصاً في المهرجانات الدولية، ولم أجد الوقت الكافي لمتابعة الدراما التركية. ولكن أرى أن وجودها أمر طبيعي فالسوق تحتاج الى جديد كل فترة. أما الكلام على أنها ستهزم الدراما العربية فمجرد مبالغات يروجها المستفيدون إعلانياً ومادياً من الممثلين الأتراك.
- البعض يصف هذه المرحلة من عمر الدراما المصرية بالحرجة، ويقول إن المنافسة كادت تهزم الدراما المصرية. ما تقويمك بعد خبرة ثلاثين عاماً في هذا المجال؟
لكل دراما جمهورها، لكن الدراما الناجحة هي التي تنجح عبر الحدود. ولا أعتقد أن الدراما المصرية وصلت الى مرحلة أنها في المرتبة الأخيرة كما يردد البعض، هذا غير صحيح. نعم كانت هناك فترات تراجع، لكن في الفن كما في كل مجالات الإبداع من يتراجع بيده أن يتقدم مرة أخرى اذا اعتمد على تراث حقيقي. والدليل ان هذا العام شهد مسلسلات مصرية عديدة حققت نجاحاً طيباً. والآن نرى تلك القنوات تقبل على شراء المسلسلات الناجحة، فبعد رمضان مباشرة بدأت قناة «أم بي سي» عرض «حكايات بنعيشها»، وهو ما تكرر مع مسلسلات أخرى عديدة لأن إعادة العرض باتت هي المؤشر الحقيقي لنجاح المسلسل بشكل يفوق النقد الإيجابي والإقبال الجماهيري الذي يحدث خلال شهر رمضان.
- في الفترة الأخيرة كانت هناك شائعات حول انفصالك عن زوجك لكنك تتعمدين الصمت تجاهها، ما السبب؟
لأن الصمت في رأيي أفضل طريقة للرد على هذه الشائعات، ويكفي أن أظهر معه في مناسبة عامة للرد على هذا الكلام بطريقة راقية، خصوصاً أن زوجي يعمل خارج مصر. فكلما أظهر في مكان من دونه سيقولون إن هناك مشكلة، وبالتالي اذا رددت فسوف أتفرغ للرد على الشائعات!
- ما رأيك في الأسلوب الذي اتبعه الفنان نور الشريف في أزمته الأخيرة وهل كنت تفضلين الصمت؟
الوضع هنا مختلف إلى أقصى درجة، هذه اتهامات في العرض والشرف لا يمكن السكوت عنها. وأنا أؤيده بشدة في ما قام به، وأعتقد أن أكثر الصحافيين يؤيدون الخطوة لوقف هذه المهازل التي تتكرر كل فترة على أيدي من يريدون تشويه التاريخ الفني في مصر.
- البعض يعتقد أن النجوم يصلون الى مرحلة من الثقة تجعلهم مؤمنين بأن أسماءهم كافية لنجاح العمل، لكنك تبدين سعيدة بكل كلمة جميلة قيلت عن مسلسلك الأخير وكأنه عملك الأول؟
بالعكس النجوم يكونون مع كل عمل جديد أكثر خوفاً لأنهم يعرفون أن الجمهور لا يتذكر بسهولة الأعمال الجيدة وهو يشاهد عملاً دون المستوى، وأنا أتعامل مع كل عمل جديد كما أتعامل مع عيد ميلادي كل عام في الرابع من كانون الثاني/يناير، فهل يمكن أن أكون في حالة عادية لو لم يبارك لي أحد بالعام الجديد لمجرد أن العام الماضي شهد تهنئات عديدة؟ بالعكس الإنسان عموماً والفنان خصوصاً يحب أن يكون وسط الناس طوال الوقت، وعندما أدخل شبكة الإنترنت وأجد تعليقات عن المسلسل من جمهور بسيط لا يعرفني أشعر بسعادة أكبر من قراءة صفحة كاملة لناقد يعدد إيجابيات العمل.
- وسط الجدل الدائر حول مشاركة الجمهور في البرامج الساخنة لم تظهري إلا في برنامج «باب الشمس» لكن في الأيام الأخيرة من رمضان كان لك ظهور إعلامي مكثف، كيف خططت لهذا الأمر؟
طالما لديّ عمل على شاشة التلفزيون أفضل عدم الظهور في برامج يراها الناس يومياً بجوار المسلسلات لأن هذا أمر لا يفيد الفنان وقد يشعر المشاهد بالتشتت. لكن في نهاية رمضان كانت كل الحوارات عن المسلسل وهو ما أفضله بكل تأكيد لأن الظهور في البرامج التي تطلق الأسئلة الساخنة من أجل جذب الجمهور فقط لا يستهويني .
- البعض وجه انتقادات الى النجوم المصريين لقبولهم بالظهور في برامج يتربص مقدموها بهم وبلحظات الضعف في مشوارهم الفني والإنساني؟
لحظات الضعف موجودة في حياة كل منا، لكن السؤال إلى أي مدى يهم الجمهور معرفتها؟ وأعتقد أن ضيف أي برنامج يجب أن يحصل على واجب الضيافة أولاً، وإلا يكون ذاهباً إلى «مقلب» لا إلى برنامج. وفي كل الأحوال كل زميل مسؤول عن تصريحاته في هذه البرامج ولا يمكن الحجر على أحد. وبالتأكيد البرامج التي تنبش ملفات الماضي في حياة النجوم لن تلقى تعاوناً من النجوم في المواسم المقبلة، وأنا شخصياً أرفض هذه البرامج.
تكريم
- في الفترة الأخيرة تم تكريمك في كندا لكن التكريم كان سينمائياً رغم أنه جاء بعد تألقك التلفزيوني في شهر رمضان مباشرة؟
نعم هناك من اعتقد أن التكريم له علاقة بمسلسل «حكايات بنعيشها» لكن الاتفاق على الذهاب الى أوتاوا من أجل التكريم كان مبرماً قبل رمضان بفترة طويلة. وكنت سعيدة جداً بهذا الحدث لأنه تناول مجمل أعمالي السينمائية. وأحسست هناك بأن لي بالفعل رصيداً كبيراً لدى الجاليات العربية في أميركا الشمالية. وتلقيت عروضاً للتكريم من تونس والمغرب بخصوص المسلسل لكن ضيق الوقت حال دون تنفيذها سريعاً.
- عن تكريم ليلى علوي داخل مصر؟
لست أنا من يجيب عن هذا السؤال. بالعكس البعض يتعامل مع التكريم هنا على أنه نهاية مشوار عطاء الفنان، وأنا لا أتمنى الوصول الى هذه النهاية الآن، فما زال أمامي الكثير في السينما والتلفزيون.
«أنا وخمسة أطفال»
- الفترة الأخيرة شهدت غيابك عن المهرجانات الدولية عكس العادة، ما السبب؟
السبب هو خالد ابني بالتبني الذي وصل الى مرحلة عمرية تجعلني أحسب جيداً عدد أيام سفري. فلا يمكن مثلاً أن أقيم خارج مصر أسبوعين متواصلين كما كنت أفعل قبل سنوات، فهو مرتبط بي بشدة ويكلمني إذا تأخرت ليلاً. وعندما أسافر في مهمة عمل أكون حزينة للغاية لعدم اصطحابه معي. لكن أثناء التصوير في القاهرة يكون معي معظم الوقت بل أصبح محترف تصوير للكواليس في الاستديو وله ملاحظات مهمة فعلاً رغم أن عمره لا يزيد على 8 سنوات.
- لكننا عرفنا أنه ليس الطفل الوحيد في حياتك؟
نعم هناك أربعة أطفال آخرين أتشرف بالاهتمام بهم لكنهم لا يقيمون معي لعدم استطاعتي رعايتهم جميعاً، واكتفي برعاية خالد كونه ابن صديقة مقربة لي أوصتني به قبل وفاتها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024