ابراهيم الحربي
إبراهيم الحربي فنان خطا خطوات ثابتة في المجال الفني طوال تجربته الثرية والملونة بالادوار الجميلة في مختلف الأعمال التلفزيونية التي قدمها. حافظ على حضوره دون توقف أو تراجع منذ اكثر من ربع قرن، ولا يزال متحفزا ومتعطشا دوما لكل جديد يقدمه بشكل يضيف اليه التألق. عبّر عن شعوره بالتعب من مشاركاته الفنية العربية خصوصاً أن الفنان الخليجي والكويتي بالذات يعاني من ضعف ادواره وتراجع صورته في الأعمال العربية، عكس الفنان السوري- على سبيل المثال- الذي يتصدر البطولة في الاعمال المصرية. شؤون الفن وشجونه في حوار ابراهيم الحربي مع «لها».
- في تجربتك الأخيرة مسلسل «الحب الكبير» لم يسلم دورك من النقد لماذا؟
كانت مشاركتي مع الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا مثمرة ومتميزة، ويكفيني أن أشارك مع هذا الهرم. أما الانتقادات فإنها لم تأت بشكل مباشر بل قرأت في الصحف من كتب عن قوة دوري ومدى تأثيره في أحداث العمل. وفي أي حال من حق كل انسان ان يبدي رأيه في أي عمل فني غير أني أرى بموضوعية أن دوري كان مهما ومؤثراً خاصة أن الدور جديد وقدمته بالشكل الذي وجدته مناسباً.
- لماذا أرجيء عرض مسلسلك «الرهينة» رغم الاعلان عن عرضه في رمضان الفائت؟ وهل تضايقت من قناة «فنون»؟
بصراحة نعم ضايقني تصرفهم لأنهم وعدوني بعرضه وتم الإعلان عنه ضمن خطة رمضان، لكن في آخر لحظة أرجىء تأجيله بسبب زحمة الأعمال متعللين بأن تأجيله سيكون في صالح العمل لكي يأخذ حقه من العرض. وفي كلا الحالتين سوف يتابع المشاهد العمل ويحكم على نجاحه، لكني كنت اتمنى أن يكون ضمن خريطة الأعمال الرمضانية لأنها تحظى بنسبة مشاهدة عالية، خصوصاً أن العمل مميز وفيه كوكبة من النجوم أبرزهم الفنانة هدى حسين، وهو بذلك يستحق الدعم لا التجاهل.
- هذا العمل شهد عودتك الى الإنتاج بعد فترة من التوقف كمنتج. كيف كانت العودة؟
اتجهت في الفترة الأخيرة إلى عملية الإنتاج حتى أكون صاحب القرار في اختيارنوعية أعمالي. وكما يعلم الجميع فقد كنت محتكَرا لشركة سكوب على مدى سنوات، وهذا العام انتهى عقد الاحتكار ولم أشأ تجديده حتى أكون أكثر حرية في اقتناص الفرص وأعود الى الإنتاج، خصوصاً أن لدي القدرة المادية والفنية على خوض هذه التجربة مرة أخرى. وللأمانة كانت تجربتي مع الاخوة في قناة «فنون» مشجعة ولم يقصروا معي كمنتج منفذ لهذا العمل، كذلك كان لدي عمل أخر لصالح قناة خليجية لكن الوقت لم يسعفني لإنتاجه.
- غبت عن مشاركة النجمتين سعاد عبدالله وحياة الفهد، فهل الصدفة والحظ يلعبان دورا في ذلك؟
من منا لا يتمنى العمل مع هاتين الفنانتين، خاصة أن أعمالهما دائماً متميزة وتحظى بشهرة كبيرة. وبصراحة معظم أعمالي التلفزيونية السابقة كانت مع الفنانة سعاد عبدالله، لكن في الفترة الأخيرة لم تتح الفرصة لنلتقي. وأتمنى أن أعمل مع سعاد عبدالله في أقرب فرصة.
- يقال إنك رفضت المشاركة معها في «فضة قلبها أبيض»؟
نعم كلامك صحيح. التقينا معاً وتناقشنا في العمل طويلا لكن أنا أبديت رأيا في الدورالذي اسند لي ولم نتفق ففضلت الاعتذار لصالح قناعاتي لكن هذا لا يفسد للود قضية ولا يمنعني من العمل معها مرة أخرى بل أنا على اهبة الاستعداد.
- انتهى عقدك مع شركة «سكوب» ولم تجدد التعاون معها، لماذا؟
لا تربطني بفجر السعيد عقود واوراق لأني اعتبرها أختاً واتصالي بها دائم، لكن كما تعلم أنها ابتعدت عن الكتابة الدرامية وكرست اهتمامها لقناتها الفضائية الخاصة وجهدها للمواضيع التي تطرحها في برامجها السياسية وغيرها، ولم يعد لديها أعمال درامية تنتجها كما كان في السابق وتكتبها. والكل يعرف ان فجر ابتعدت عن الساحة الفنية.
- بداياتك كانت مع النجوم الكبار فهل مازلت تحرص في أعمالك على أن تكون وسط هذه الكوكبة؟
لا أحبذ البطولة المطلقة لفنان واحد بل أؤيد العمل الجماعي الذي يضم كوكبة من النجوم حتى لو كانوا شباباً، لأني لست مصاباً بعقده النجم الأوحد. وحتى لو كان أسمي يسوق العمل في فضائيات منطقة الخليج فإني أحب أن اقتسم مع زملائي لذة النجاح، لأن الفنان حين يكون محور العمل يبذل الجهد الأكبر وفي هذا ارهاق مثلما حصل في مسلسل «نقطة تحول» حيث كانت معظم مشاهد العمل لي وكان الأمر بالنسبة إلي متعباً.
- هل ما زالت شخصية الشاب الوسيم والأنيق تحتكر أدوارك؟
ربما كنت دوما الشاب الوسيم الرومانسي في الأعمال السابقة، لكن الأمر أختلف الآن واتجاهاتي اختلفت عن السابق. وهروباً من حصار هذا الدور جسدت دور الأب في أكثر من عمل قدمته، سأظهر بشكل «مبهدل» في مسلسل «الرهينة».
- تعتبر من أوائل الفنانين الخليجيين الذين كانت لهم مشاركات عربية، ورغم أنه حلم كل فنان خليجي ان يبرز عربياً فإنك لم تكرر التجربة ما السبب؟
كان لي وجود في مصر وحققت حضوراً لافتاً وملموسا في ذلك الوقت وانفردت في العديد من الأعمال وكان دوري رئيسياً في أحداث هذه الأعمال، ووقفت أمام فنانين مصريين عمالقة.
- مثل من؟
يوسف شعبان وحسن حسني و شيرين و توفيق الدقن وهدى سلطان وغيرهم.
- لماذا لم تستمر مع انك تصفها بالتجربة الناجحة؟ هل احبطت؟
لم أكن محبطاً في تجاربي العربية، لكن بصراحة العمل في مصر في حاجة إلى تفرغ كلي وتركيز والتزام. وبحكم وجود أسرتي وأهلي وعملي في الكويت وجدت الأمر صعبا نوعاً ما. أنا أفضل البقاء في الكويت والاعتذار عن هذه الأعمال.
- لكن من الملاحظ أن معظم الأعمال المصرية تقدم الفنان الخليجي بصورة متواضعة؟
نعم بالفعل معظم الأعمال المصرية الان تسيء الى الفنان الخليجي والكويتي بالذات، لكن أنا تجربتي مختلفة وظهرت في البدايات بأدوار بطولة مهمة في الأعمال التي قدمتها وحققت نجاحات كثيرة. إنما في النهاية شعرت بالتعب والإرهاق والشوق للعودة الى الكويت لتقديم أعمال مع أبناء ديرتي. وبشكل عام حظ الفنان الخليجي في الدراما المصرية سيىء ويأخذ الفتات من الأدوار، وهو غير مضطر لذلك لأنه معزز مكرم في بلاده. الا ان المنتجين المصريين حين يستعينون بفنان سوري فأنهم يعطونه أدوار البطولة في أعمال تاريخية تجسد حتى شخصيات زعماء مصر، مثلما حدث في مسلسل «الملك فاروق» الذي جسده تيم حسن وانظروا كيف يغامرون بالفنان السوري جمال سليمان ليؤدي دور الصعيدي وسلافة فواخرجي التي أدت دور أسمهان.
- هل تتلقى عروضاً حتى الان؟
العام الماضي عُرضت علي المشاركة في عمل عربي ولكن خذلتنا جهات التوزيع التي لم تسوق العمل، والمشروع توقف.
- هل الفنان الخليجي مسوق جيد للأعمال العربية أم أنه مجرد ضيف شرف؟
قد يكون مساهماً في تسويق العمل العربي. إلا أن محطاتنا الخليجية تهمل هذا الجانب مع الأسف ولا تفكر في أن تفرض الفنان الخليجي على المخرج مع أنها هي الجهة المنتجة في الغالب. ولو فعلت سوف يكون الفنان الخليجي عامل جذب وتسويق ودعم. ونلاحظ ان محطاتنا الخليجية تدعم الفنان العربي على حساب الفنان الخليجي!
- وكيف وجدت خطوة التلفزيون الكويتي بالاكتفاء بعرض أعمال كويتية وخليجية في دورة رمضان الفائت؟
اراها خطوة إيجابية ومميزة، لكن نطمح الى المزيد من الدعم بأن يفرض الفنان الكويتي على الأعمال العربية إذا قمنا بإنتاجها لكي يكون الفنان الكويتي حاضراً في كل المحافل الفنية. وهذا الدعم في حاجة إلى وقفة حقيقية من المحطات الفضائية بغية فرض الفنان لخليجي على أعمال خليجية و سورية ومصرية، وكل إنتاج تقوم به.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024