تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ناصر الصالح

بعدما طلب من الصحافة السعودية أن تأخذ له حقّه، بدّل رأيه وقرر الردّ على الفنانة أحلام التي اتهمته بسحب خمس أغنيات منها وإعطائها للفنانة يارا... إنه الملحن السعودي ناصر الصالح، صاحب عشرات الألحان والأغنيات التي صنعت نجوماً وأخرى غنّاها النجوم الكبار من فنان العرب محمد عبده وأحلام ونوال الكويتية وماجد المهندس وغيرهم الكثير.

في حوار مع «لها» فتح الصالح قلبه وكشف خبايا خلاف مع الفنانة أحلام شارحاً أسباب هجومها عليه في حلقتها الشهيرة أخيراً على شاشة «ام بي سي»، إضافة إلى حديث شامل عن أعماله الجديدة التي ستصدر قريباً مع شمس وشذا حسون وكارول سماحة وأماني السويسي، معلناً تمنيه بالتلحين لفضل شاكر....

- بشكل عام أنت غائب عن الإعلام اللبناني، لماذا؟
ما من سبب معين، مع أني أحترم كثيراً وسائل الإعلام وأقدّر فضلها في العمل الفنّي ككّل، لكن ربما أنا غائب عن الإعلام اللبناني تحديداً لأني لا أتردد كثيراً إلى بيروت، ولهذا نادراً ما ألتقي الإعلاميين. لكني كمراقب أجد أن الصحافة اللبنانية محترمة جداً وتنقل الوقائع كما تحصل دون تشويه أو تحريف.

- لماذا لا تزور بيروت إلاّ نادراً؟
لأني أوزّع إقامتي بين السعودية ومصر ولي منزل في القاهرة أمضي فيه معظم أوقاتي، وأغلب الفنانين الذين يريدون التعاون معي يقصدونني هناك.

- بعد النجاح الذي حققته أغنية «صدفة» كرّت سبحة تعاونك مع مطربين من خارج الخليج؟
صحيح، هناك أغنيات جديدة جهّزتها لشذا حسون وكارول سماحة وأماني السويسي وجميعها يصدر قريباً. كما أتمنى التعاون مع الفنان فضل شاكر الذي أعتبر صوته من أجمل وأهمّ الأصوات العربية التي سمعتها. يشرّفني فعلاً أن أقدّم له لحناً وأنا أشعر بالفخر عندما أجد أننا كعرب لدينا مطربون أمثال فضل شاكر.

- هل تحدثتما معاً؟
كلا ليس بعد، حتى أني لم ألتقه ولا مرة في حياتي لكني أسمع ألبوماته يومياً، لا بل أحرص على سماعه خصوصاً عندما أكون في حاجة إلى الهدوء. صوته يريحني ويهدّئني وأشعر أني انتقل مع صوته إلى عالم آخر...

- هل جهّزت له أعمالاً معينة وتنوي إسماعه إيّاها؟
أغلب الأعمال الخاصة بي أجدها قريبة من فضل شاكر، فتجدينني أقول مثلاً ليت فضل يغني هذا اللحن. لهذا لا أجد صعوبة أبداً في أن أجهّز له أيّ لحن لأنه قريب جداً من روحي مع أني لا أعرفه على المستوى الشخصي.

- أنت لست ملحناً عادياً، بل اسم معروف ويتهافت الكلّ للغناء من ألحانك. ومن النادر أن نسمع ملحناً بشهرتك يُدلي بمثل هذا التصريح حتى لو كان عن رغبة في التعاون مع نجم أيضاً له اسمه وشهرته؟
لأني لست معقداً ولا مغروراً... على العكس، يشرّفني ذلك. وأنا أبحث عن الصوت الجميل وهذا ليس عيباً ولا يقلّل من شأن أحد. لست أهمّ من الملحنين العمالقة الذين سبقونا، وأنا تعلّمت منهم كيف كانوا يبحثون عن الأصوات الجميلة، بدلاً من أن يجلسوا هم وينتظرون قدوم الصوت الجميل إليهم. عندما أسمع صوتاً مميزاً يجب أن أسعى للقائه، فما بالك لو كان هذا الفنان نجماً وله جمهور عريض واسمه فضل شاكر... أكسب من جمهوره ويكسب من جمهوري. وإن حصل وتعاونت معه سيكون ذلك في أغنية خليجية بحتة لأني أريد أن أقدّم له شيئاً جديداً لكن ضمن أسلوبه الغنائي.

- بعض النقاد قالوا إن فضل شاكر بدأ يكرر نفسه، وأغنياته صارت مملّة؟
إن كان فضل شاكر مملاً فأهلاً وسهلاً بالملل وأنا احب الملل وأقبل منه شخصياً أي شيء يغنّيه. وإن كانت الأغنيات المملة بهذا المستوى من الرقيّ والجمال، فإني انصحه بالبقاء في الخط ذاته. اذا قالوا عن مطرب مثل فضل شاكر إنه ممل، فماذا يقولون إذاُ عن أغنيات الرقص والتفاهة؟! أليس هذا الملل بحدّ ذاته! أنا أرى أنه من الرائع أن نكرّر الأحاسيس الجميلة والمعاني العميقة في الأغنيات بدلاً من تكرار الأعمال الهابطة. هذا النوع من الغناء هو الذي يجب أن يبقى ويستمر لأنه يجسد الفن الحقيقي، لكن طبعاً كل مرة بأسلوب مختلف وجديد، وهذا ما يقوم به فضل شاكر.

حقيقة أنا أحرص على سماع أغنيات ألبومه الأخير بالكامل، وكل أغنياته رائعة خصوصاً «وافترقنا» و«نسيت أنساك» ليس فيها أي تكرار. وفي النهاية هذا هو أسلوبه الذي أحبّه فيه الناس، وربما من غير الجائز أن يغيّر جلده. وقد وقع نجوم كثر في هذا المطبّ، أي خفّ وهج نجوميتهم عندما ابتعدوا عن هويتهم الأساسية التي أحبهم الناس من خلالها، ولا تسأليني عن الأسماء.

- لن أسألك عن الأسماء لأني أعرف أنك لن تجيب!
(يضحك) طيب سأعطيك مثلاً. الفنانة أنغام تملك واحداً من أجمل الأصوات التي كانت تقدّم اللون الطربي الكلاسيكي، لكنها غيّرت جلدها فتغيّر كلّ شيء فيها، حتى إحساسها. أين هي أنغام اليوم؟ موجودة، ولكن ليس بالوهج والبريق ذاتهما، ولم تعد أنغام هي نفسها التي كان يبكي الناس لدى سماعها.

- ما رأيك في النقلة التي أحدثتها شيرين عبد الوهاب في ألبومها الأخير حيث اتجّهت إلى الغناء الغربي؟
سمعت الألبوم وهو جميل جداً وليس كله غربياً. لكن شيرين تبقى شيرين في كل حالاتها. إحساسها لا يختلف مهما غيّرت في أغنياتها، وهذه ميزتها. يليق بها أي لون تغنيه لأن إحساسها هو الأساس في كلّ شيء. هي أيضاً من الأصوات التي أحرص على سماعها دائماً.

- كنت موجوداً في حفل الفنان ماجد المهندس في بيروت رغم عدم تعاونكما في ألبومه الأخير «أذكريني»؟
أنا أول من سمع ألبوم ماجد المهندس قبل صدوره، وهو كان يُسمعني كلّ أغنية عندما يختارها أو يجهّزها. بمعنى أني تابعت الألبوم حتى ولو لم أكن موجوداً فيه. لكننا لم نتعاون لأني لم أتمكن من تجهيز لحن خاص به أجمل من الذي قدمته له في ألبومه السابق. وبحكم صداقتي لماجد وحبي له وتقديري لفنه، لم يكن وارداً أن أقدّم له أغنية عادية. لكني موجود في الألبوم حتى لو لم يغنٍ لي أي لحن. ماجد صديق عزيز وأخ أحترمه كثيراً.

- لكن البعض اعتقد أنكما على خلاف لأن الجمهور اعتاد أن يسمع ألحانك بصوته؟
هذا صحيح. عندما لا يتعاون ملحن معين مع فنان اعتاد أن يغني ألحانه، يذهب تفكير الناس فوراً إلى الخلاف، وهذا غير صحيح على الإطلاق. لم أتعاون مع نوال الكويتية في ألبوميها الأخيرين لكن لا خلاف بيننا. وعن هذه المسألة أقول إنه بعد خمسة عشر عاماً من العطاء المستمر بيننا، صار من الواجب أن أبتعد لفترة كي يحصل شوق جديد للتعاون معها، وأيضاً روح جديدة في ما يمكن أن أقدّمه لها. وحقيقة أنا في شوق كبير اليوم للتلحين لنوال وأشعر بلهفة تجاه هذا الأمر، إذ لا بدّ أن تكون الأعمال المشتركة بيننا على المستوى ذاته الذي اعتاده جمهور نوال مني لها.

- أي أنت تؤكد أن لا خلاف مع نوال الكويتية؟
أبداً ليس هناك أي خلاف، لا معها ولا مع ماجد.

- البعض يقول إن الخلاف حصل بسبب أغنية «أنا إنسانة» التي كان يفترض أن تغنيها ثم انتقلت إلى يارا؟
«نوال عمرها ما تزعل». هي تتصل بي مثلاً وتسألني: «لماذا أعطيت الأغنية...؟»، فأقول لها: «الأغنية موجودة عندك منذ ثماني سنوات». فتقول: «طيّب خلاص إنت اتصرّف». وهكذا حصل، تصرّفت في الأغنية دون زعل.

 - تقصد أن الأغنية كانت في حوزة نوال منذ ثماني سنوات؟
نعم، «يعني مين اللي لازم يزعل، نوال ولا أحلام؟»... (يضحك ثم يقول) «بلاش أحلام».

- قبل الدخول في موضوع الفنانة أحلام، لماذا لم تقدّم نوال الأغنية وأبقتها في الدرج كلّ ذلك الوقت؟
لا أعرف صراحة، وأنا شخصياً لا أتدّخل في اختيارات المطربين ولهم أن يُصدروا ما يشاؤون. لكن كان يحقّ لي بعد ثماني سنوات أن أسأل عن أغنيتي وأتصرّف فيها.

- أصبح السؤال لماذا صبرت كل هذا الوقت؟
(يضحك) مع نوال أنا على استعداد للصبر أكثر من هذا الوقت بكثير...

- كيف وصلت الأغنية إلى أحلام إذاً؟
أحلام «ملقوفة».

- ماذا تعني كلمة «ملقوفة»؟
يعني تحشر نفسها في كلّ شيء. لنفرض مثلاً «اني جالس مع مطرب وأُسمعه لحناً، فتأتي احلام بالصدفة وتسمع اللحن وتقول: «الله... هذا لي، وبرأيها أن اللحن أصبح لها فعلاً. وإن تصرّفتُ في اللحن تعاتبني وتقول: «أنا قلتلك هذا اللحن لي». طيب، هل يُعقل هذا الكلام... فلتأخذ تنازلاً بالأغنية ثم يمكنها أن تشتكي وتعاتب إن منحتها لسواها. هذا لا يجوز. عندما يطلب الفنان لحناً أعجبه، عليه أن يدفع حقوق الناس ويأخذ التنازلات الخاصة به كي يحق له القول: «هذا اللحن لي». أين هي تنازلات الأغنيات الخمس التي قالت إني سحبتها منها؟ كل كلامها غير صحيح.

- هل صحيح أنها سجلتها بصوتها؟
كلا، الأغنية سُجلت بأصوات نوال الكويتية ويارا وآمال ماهر. وكان يُفترض ان تصدر بصوت آمال التي تملك صوتاً رائعاً وقوياً ومبهراً، لكني فضّلت أن تغنيها يارا لأن الأغنية تتطلب صوتاً أكثر نعومة وهدوءاً. ما أقوله لا يقلل من شأن أي صوت، لكن ما أريد قوله أني اقتنعت بصوت يارا أكثر لهذه الأغنية بالذات كونها لا تتطلّب قوة في الصوت، بل هدوءاً، ومن حقي كملحن للأغنية أن أقرر أي صوت يغنيها. ولا يحق لأي كان أن يفرض عليّ شيئاً. الملحن هو كالخياط الذي يصمم الزيّ المناسب لهذا الصوت أو ذلك. اما إذا أرادت مطربة ما أن ترتدي الثوب على طريقتها، فلتصنعه هي بنفسها ولا لزوم لأن تقصدني...

هذا النمط الغنائي لا يصلح أساساً لأحلام لأنها فنانة شعبية ونجحت في الشعبي. اما الكلاسيكي والرومانسي، فلا علاقة لها بهما لا من قريب ولا من بعيد. الإنسان الرومانسي لا يمكن أن يتلفّظ أصلاً بمثل الكلام الذي قالته في حلقتها على «ام بي سي». أين هي رومانسية احلام؟ فليُظهرها لي أي شخص كي أعطيها هذه الأغنية الرومانسية الجميلة.

- لكنها غنّت «هذا أنا» في ألبومها الأخير، وهي أغنية في قمّة الرومانسية؟
صحيح انها غنّتها، والأغنية رائعة لكنها لا تصلح لها. هذا النمط تغنيه فيروز أو نوال الكويتية، ولكن ليس أحلام ولهذا لم تنجح. أحلام تنجح فقط في الأغنيات الشعبية التي لا ينافسها فيها أحد، ولا حتى نوال الكويتية. لا بل أقول أكثر من هذا. أحلام تتفوّق على كل المطربات في الغناء الشعبي، لكن لا يجب أن تتهوّر وتغني رومانسيات... وانا أتحدث من منطلق موسيقي بحت وليس من منطلق شخص اختلف معها. كملحن، أرى أن صوتها لا يصلح للكلاسيكي والرومانسي. غنّت في السابق من ألحاني بعنوان «أكثر من اول احبك»، وهي رومانسية. لكن رغم نجاح الأغنية، كثر قالوا لي: «حرام عليك تعطيها لأحلام».

- لكن الأغنية «كسّرت الأرض»؟
اللحن هو الذي «كسّر الأرض». وأنا بذلت مجهوداً جباراً كي تغنيها بهذا الشكل وكان لي فضل في ذلك.

- لماذا كان الهجوم الحاد من أحلام؟ ما سبب الخلاف بينكما؟
لا أعرف، إسأليها. هي إنسانة متقلّبة الأهواء. قبل سنتين كانت تقول: «ما فيش في الخليج ولا في الوطن العربي محلن زيّ ناصر الصالح...».  بعد كل هذا تقول إني «ما عندي شي وإني انتهيت ومدري إيش وتسأل أين هي ألحاني...».  يبدو أنها باتت لا تغادر المنزل ولا تسمع إلاّ نفسها، ولهذا لا تعرف أعمالي.

- لا يُعقل أن تكون تغيرت دون سبب وبشكل مفاجئ. هناك شيء حصل، ما هو؟
لا أعرف. حقيقة فوجئت بهذا التحامل عليّ وبهذه الطريقة. «على إيش كل هذا، ماذا فعلت لها...».

- لماذا لم تقدّم لها أي لحن في ألبومها الذي صدر أخيراً؟
كان هناك لحن لأغنية بعنوان «دلع حبايب» وهي جاهزة ولا تزال عند الموزّع طارق عاكف. لماذا لما تأتِ على ذكرها؟ أين الأغنية؟ هي لم تسألني عنها.

- كان يفترض أن تكون هذه الأغنية عنواناً لألبومها؟
لا أدري. إختفت الأغنية وهي كذلك. ثم راحت تحكي عني وتتهجّم عليّ في المجالس الخاصة، وقد وصلني أكثر من مرة أنها ذكرتني بالسوء أمام بعض الفنانين... إلى أن أطلّت أمام كلّ الناس علناً وقالت ما قالته. حتى أنها طعنتني . هذا لا يجوز. لديّ عائلة وأولاد، أيضاً يارا لها عائلتها وسعمتها وهي محترمة جداً. كان من المعيب أن تحكي عنّا بهذا الأسلوب.

يجب أن تعتذر، وصدقيني ربما شخص سواي لكان أقام دعوى ضدّها. فليفسّر لي أحد ماذا تقصد بكلامها وأسلوبها الساخر عندما تقول: «ما بعرف قول بليز ومدري إيش كما فعلت يارا مع ناصر الصالح...». ماذا سيعتقد الناس؟ لا معنى لكلامها سوى النية السيئة. عندما تصل الأمور إلى إلى حدّ التطاول على الأخلاقيات، «إنسَ الفن». لا يجوز أن نصل إلى هذ1ه المرحلة، فلتحترمني وأحترمها، لأن عليها أن تحترم الأساتذة الذين علّموها كيف تغنّي.

- أي أنت تطالبها باعتذار؟
«هي عمرها ما اعتذرت عشان تعتذر». لا أعتقد أن لديها القدرة على ذلك.

- قبل صدور ألبوم أحلام، نشرت جريدة «الرياضي» مقالاً عن خلاف بينكما، لكنك نفيت الكلام المنشور وكذلك أحلام. لماذا نفيتما المقال طالما هناك خلاف؟
أنا عن نفسي نفيت لأنه بالفعل لم يكن هناك شيء. على الأقلّ من ناحيتي. وأنا قلت أنه اذا حذفت أغنيتي من الألبوم فهذا حقها الطبيعي. لكن ليس من حقها أبداً أن تسيء إليّ وإلى سمعتي، ثم تقول إني انتهيت. للأسف «الله يهديها لأنها متقلبة في المزاج». أتمنى أن تستقرّ على مزاج واحد.

- أنت تقول أن الأغنيات الخمس التي تحدثت عنها أحلام، لا أساس لها من الصحة؟
«والله ما لها أي أساس». لو كان لما تقوله أساس، فلتأتِ وتغنِ لي أي واحدة من هذه الأغنيات، حتى ولو كان ألبوم يارا قد صدر. أنا أطلب منها أن تحفظ الأغنيات وتُسمعنا اياها من جديد.

- هل صحيح أنك جيّرت أغنية «دلع حبايب» لشمس المختلفة أساساً مع أحلام؟
كلا هذا غير صحيح، والأغنية موجودة في الدرج لدى الموزّع طارق عاكف ويمكنكم ان تسألوه إن كلّمته مرة وطلبت منه إعطاءها لفنان ما أو فنانة، وأنا لا أزال متمسكاً بها لأحلام. لكن طالما أن الموضوع صار على هذا الشكل فأني لن أتمسّك بعد اليوم بشخص لم يكن وفياً لي ولا يحترمني.

- لمن ستعطيها بعد أحلام؟
لأي فنان يملك صوتاً جميلاً، وسيسمعها الناس قريباً إن شاء الله.

- بصوت من؟
سأعطيها ليارا، لأن صوت يارا هو الذي أشعل فتيل الغيرة لدى أحلام.

- قد ترفض يارا بعد أن تسمع هذا الكلام، إذ ربما لا تريد أن تصبح في مكان تجوز فيه المقارنة بينها وبين أحلام؟ او أنها ببساطة لا تريد المواجهة معها؟
لا أعتقد أنه يمكن المقارنة بينهما، ويارا وضعها مختلف ولها جمهورها الذي يحبها وصوتها يُطرب كل الناس. طالما أن اللحن جميل والأغنية جميلة، من حقها أن تغنيها وتغني أي شيء.

- حُكي أيضاً عن خمس أغنيات للفنانة شمس؟
صحيح، قدّمت لشمس خمس أغنيات.

- هل كانت لأحلام؟
كلا أبداً. أغنيات شمس أُلّفت خصيصاً لها ولم يسمعها أحد. إلتقينا في القاهرة وكانت ثمرة التعاون بيننا، وانا بالمناسبة تعاونت معها في أول ألبوم قدّمته. أما الأغنيات الجديدة فستصدر في ألبومها المقبل.

- بالعودة إلى يارا، بعض النقاد قالوا إنها أخطات في كثير من الألفاظ الخليجية في الأغنيات الأخيرة التي قدمتها، وكانها سجلت الأغنيات وحدها دون وجود الملحن أو الشاعر معها كي يصحح لها اللفظ؟
كلا غير صحيح، وإلاّ لما كانت وصلت إلى الجمهور الخليجي بهذا الشكل. أعتقد أن من كتب هذا الكلام ليس خليجياً وإلاّ لكان أدرك أن لفظها صحيح. كنت موجوداً معها في الاستوديو وأنا من حفّظها الأغنيات. برأيي يارا غنّت اللهجة الخليجية أفضل من بعض المطربات الخليجيات. أنا أحب صوتها ورومانسيتها، ووجودها في ساحة الغناء الخليجي مكسب لنا. بعض الصحافيين سألوني عن سبب تعاوني في الفترة الأخيرة مع أصوات نسائية ، فقلت إن ذلك يعود إلى كثرة هذه الأصوات. بمعنى أن عدد المطربين قليل، أما المطربات فعددهن أكبر بكثير.

- البعض يقول إنك هجرت الساحة الخليجية ولهذا تكثّف نشاطك مع مطربين من خارج الخليج؟
كلا، هذا غير صحيح. حققت شهرتي بداية في الخليج وأريد اليوم تحقيق شهرة أكبر عربياً. هذه توجهاتي لأني أردت من البداية التوجه من السعودية إلى الخليج، ومن ثم إلى الساحة العربية ولاحقاً العالمية، من يدري... هذا حقي المشروع في أن أتعاون مع أي مطرب أريده، دون أن ألغي تعاوناتي السابقة مع نجوم الخليج ومنهم محمد عبده وأحلام. وبالمناسبة، أرى أن أحلام واحدة من أكثر الفنانات اللواتي نفخر بهنّ في الخليج. ولأننا نحبها، لا نريدها أن تظهر بمثل هذه الصورة التي أطلّت من خلالها وكان فيها حقد وكراهية وتحامل. أعتقد أنها خسرت كثيراً، ولست وحدي من يقول هذا الكلام. وإن كانت هي راضية عن ذلك، أقول «على أحلام السلام». لا بدّ لها أن تراجع حساباتها.

- بعد حلقة أحلام، شهدنا حملة في وسائل الإعلام السعودية للدفاع عنك وعن إسمك، بينما أنت آثرت الصمت ورفضت الردّ؟
قبل كلّ شيء أقول إني أفخر حقيقة بالصحافة السعودية على موقفها، وهي من صنع أساساً ناصر الصالح وعددا كبيرا من نجوم السعودية، ونحن نفخر بصحافة من هذا النوع، لأننا نشعر بأن هناك من يحمينا ويدافع عنا. لكن الصحافة السعودية لم تقف إلى جانبي لأنني سعودي، بل لأني فنان وأستحق. لهذا أؤكّد أن دعمها لي لم يكن ناتجاً عن تعصّب بل إنصافاً للحق، وأنا متأكد أنها كانت ستقف بجانبي حتى ولو لم أكن سعودياً. أيضاً الصحافة اللبنانية أنصفتني بشكل كبير، وهذا ما لمسته في زيارتي الأخيرة لبيروت.

لم أكن أنوي أن أردّ، لكن اهتمامهم حمّسني، لهذا أردت فقط وضع النقاط على الحروف والقول «الله يسامحك يا أحلام لأنك تهجمت على شخص بعد عشرة طويلة». هي قالت انها تضيف الي عندما تغني من ألحاني، وهذا صحيح. لكن أنا أيضاً أُضيف اليها وهي استدركت ذلك في الحلقة، لأن الحقيقة هي أنها لا تغني شيئاً من دوني، بل تغني الهواء. وأنا أتحدث عن جميع الملحنين، لأننا نحن صنّاع الأغنية، حقيقة ماذا يغني المطربون دون شعراء وملحنين... فلينصفونا معنوياً على الأقل، لأننا أيضاً لا ننصف مادياً، بل ينجح المطرب بفضل مجهودنا. زمن الملحنين الصامتين ولّى، ويجب أن نقول ما عندنا. ربما هي أقامت كل هذه الزوبعة كي تعود إلى دائرة الضوء، لأن ألبومها لم يحقق أي نجاح وأنا لم أسمعه، ولم أسمع أحداً يشجعني على ذلك، بل الكلّ قال لي «مش حلو». إكتشفت أخيراً أنه أمر جيد أن يتسلّق نجوم كبار إسمي، لكن لا يجوز استغلال هذا الإسم للترويج للألبومات الفاشلة.

- صحيفة «شمس» كتبت أن أحلام قالت في احد المجالس إنها لحّنت بعض الجمل في أغنية «الأماكن» لفنان العرب محمد عبده؟
فلتصدق أحلام في كلمة واحدة كي نصدق الكلمة التالية، وبتنا في حيرة إزاء «نصدق إيش ونكذّب إيش». هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وعندما أسمعه أقول «إما أنا مجنون أو هي مجنونة». هي لم تلحن جملاً في «الأماكن»، بل «الأماكن كلّها... يلاّ».

- ونوال؟
لنوال كل شيء وأنا مستعد لأن أقدم لها أي شي، لا بل أعتبر كل أرشيفي ملكاً لها. تخيلي الرقي الذي تتعامل به مع الناس. «الأماكن» كانت لها وهي التي جلبت الكلمات وطلبت من تلحينها. لكني خلال التلحين شعرت بأنه يناسب فنان العرب محمد، فاستأذنتها. فقالت «خلاص إذا انت شايف كده معليش»، رغم أنه كان يحق لها أن تزعل، هذا هو الفنان الحقيقي. يجب أن نعترف بسوانا «ومش نقعد وما نسمع غير نفسنا ونقول أن أعمالنا فقط هي التي تنجح والباقي كله فاشل»... نوال الكويتية لها فضل كبير عليّ وعلى بروز إسمي ولها من كلّ التقدير والإحترام.

- ماذا تقول عن ألحانك المقبلة التي ستصدر قريباً؟
جميعها من كلمات الشاعر عبدالله بو راس، وهو صديقي وموجود معي دائماً في القاهرة بحكم عمله هناك. كما ذكرنا، هناك خمس أغنيات لشمس، لكني لا أريد التحدث عنها لأن شمس تتحفّظ في هذه المسائل وتفضّل أن تترك أعمالها مفاجأة للناس، وأنا أحترم رغبتها. هناك أيضاً أغنية «ذبحني» من توزيع عمر عبد العزيز، وتغنيها كارول سماحة. أنا فخور جداً بالتعامل معها وأعتقد أن صوتها سيضيف الي كملحن، لأنها ستعطي ألحاني رونقاً مختلفاً. كذلك الفنانة شذا حسون التي تملك صوتاً مميزاً وهو من أحب الأصوات على قلبي، لهذا أشجعها دائماً لأنها تستحق، وأغنية شذا تحمل عنوان «وعد عرقوب». وأخيراً أغنية «يا قلبي يا مسكين» للفنانة أماني السويسي، أيضاً من الأصوات الجميلة، وهناك أغنيات أخرى أتحدث عنها لاحقاً.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079