تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

التونسية درة

أسرار كثيرة كشفتها لنا الفنانة التونسية درة في حوارنا معها الذي لم تضع له خطوطاً حمراء بل إنما كانت على استعداد للإجابة عن كل أسئلتنا الفنية والشخصية أيضاً... تحدثت عن علاقتها بالفنانة يسرا والمقارنة بينها وبين هند صبري وقصتها مع الفنانة السورية كنده علوش. درة تحدثت أيضاً عن ذكاء ليلى علوي وأبدت رأيها في المخرجة مريم أبو عوف وأداء منة شلبي في مسلسل «حرب الجواسيس». وتناولت السياسة بعد حصولها على درجة الماجستير في هذا التخصص، والحب والرجال، وأيضاً قصة فوزها بلقب أجمل نساء تونس...

- كيف كانت تجربة التمثيل مع يسرا في مسلسل «خاص جداً»؟
يسرا أجمل فنانة تعاملت معها وهي حقاً مثل أعلى لي. فهي كفنانة عرفت ان تحافظ على مكانتها على مرالسنين ولم يهتز مستواها أبداً. وهي في الحياة العادية وبعيداً عن كونها فنانة شخصية محبوبة جداً من كل من حولها. هي شخصية طيبة وتتمتع بخفة دم كبيرة وليست أنانية في العمل إطلاقاً. تتعامل مع الممثلين والممثلات الشباب كواحدة منهم ومن دون تعقيد، وكانت تشجعني وتهنئني كلما قمت بمشهد جيد.

- لكن يقال إنها تسيطر على فريق العمل وتفرض آراءها؟
حقيقة الأمر أنها كفنانة يتم تسويق العمل باسمها فلا بد لها من متابعة كل التفاصيل، وإن كان لها بعض الملاحظات فهو من حقها.

- عرض لك مسلسلان في رمضان هذا العام هما «خاص جداً» مع يسرا و«وعد مش مكتوب» مع محمود ياسين.لماذا كان الاهتمام موجهاً الى مسلسل  يسرا فقط؟
منذ بداية قراءتي للسيناريو عرفت أن «خاص جداً» مسلسل متميز.

- هل يعني هذا عدم اقتناعك بمسلسل «وعد مش مكتوب»؟
هذا العمل علمني درساً مهماً وهو ألا أدخل عملاً قبل اكتمال كتابته. فرغم أن مساحة دوري فيه أكبر، ظهر العمل أقل من التوقعات. ورغم ذلك فأنا أعتز جداً بالعمل مع الفنان محمود ياسين وكل مجموعة العمل. وقد يأخذ المسلسل فرصة أفضل عند عرضه مرة أخرى.

- هل هناك شيء في حياتك أحببت أن تفعليه وأحسست أنه «وعد مش مكتوب» أو لم يكتب لك بعد؟
أن يكون لي أطفال. في الفترة الأخيرة بدأت أشعر بتوق الى أن يكون لي أطفال، خاصة بعدما عشت هذه الحالة مع أطفال في مسلسل «خاص جداً».

- هل يجعلك هذا الشعور تفكرين في الزواج؟
فعلاً بدأت أفكر في الموضوع بشكل جدي الآن.

- إذا شعرت بالإعجاب نحو رجل ما وأحسست أنه مناسب لأن زوجاً لك وأباً لأطفالك، هل يمكن أن تطلبي منه الزواج؟
 بالطبع لا أستطيع، لكن ربما ألمح له إذا كنت متأكدة أن الإعجاب بيننا متبادل، لأن الرجل الشرقي عنده مشكلة كبيرة في هذا الموضوع. ففي أول مشكلة بيننا سيذكّرني بأنني التي طلبت منه أن يتزوجني وعليّ أن أتحمل كل تبعات ذلك.

- هل يمكن أن تتزوجي لمجرد أن تنجبي أطفالاً؟
لا طبعاً. أتمنى أن يكون لي أطفال لكن أتمنى أيضاً الارتباط برجل يكون سنداً لي ويتحمل معي المسؤولية ويشعرني بالأمان. قرار الزواج ليس سهلاً أبداً هذه الأيام بدليل حالات الطلاق السريعة جداً التي نراها حولنا، فالكثيرات من صديقاتي يتزوجن ويحدث الانفصال بعد أشهر لأن قرار الزواج يؤخذ بسرعة ومن دون تفكير في مدى التوافق بين الزوج والزوجة.

- في «خاص جداً» تقومين بدور زوجة تحب زوجها ولكنه يخونها باستمرار. هل تستطيعين الزواج بمثل هذا الشخص وإن أحببتهِ؟
رغم أن شخصية هبة في «خاص جداً» قريبة من شخصيتي، لا أعتقد أنني سأكون متسامحة مع الخيانة بهذا الشكل، لأنها حالة مرضية. قد أسامح في غلطة لكن ليس في خيانة مستمرة.

- ما الذي جذبك الى «خاص جداً»؟
أولاً الموضوع نفسه جديد على الدراما التلفزيونية وقد صاغه تامر حبيب بطريقة جميلة، وركز على إبراز المشاعر بطريقة صحيحة وعميقة وليس بسطحية، وأعطى مساحة لكل فريق العمل. حتى ضيوف الشرف كان لكل منهم مشهد ذروة لشخصيته. ثانياً الصورة مختلفة، وأضاف سامح سليم الى الصورة التلفزيونية روحا مختلفة. وتميز الإخراج برؤية جديدة للمخرجة غادة سليم.

- هل تابعت أي مسلسلات أخرى؟
«حكايات وبنعيشها» للفنانة ليلى علوي جميل وموضوعه مهم ولم يطرح من قبل تلفزيونياً وصورته جديدة إخراجياً. ورغم أنني لا أعرف المخرجة مريم أبو عوف شخصياً لمست أنها تتمتع بموهبة إخراجية ممتازة. كما أن فكرة الـ ١٥ حلقة فكرة في منتهى الذكاء وتجعل إيقاع المسلسل سريعاً. وشاهدت أيضاً «هدوء نسبي» ووجدته مسلسلاً مميزاًً. كما أحببت منة شلبي في «حرب الجواسيس» لأنه أيضاً عمل مختلف.

- إذا كنت طبيبة نفسية من تحبين أن تعالجي؟
كل من حولي لأنني أعتقد أن كل شخص تحدث في حياته أشياء تؤثر فيه ولكن بدرجات متفاوتة. هناك بعض الأشخاص يتأثرون بدرجة كبيرة ويطلبون مساعدة من الطبيب النفسي الذي لا يعالج بقدر ما يساعد المريض على معرفة مشكلته ومن ثم التخلص منها.

- شاركت في مشهد أمام عمر الشريف في فيلم «المسافر». ما شعورك لمشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان «البندقية» الدولي؟
عمر الشريف نجم كبير وأنا سعيدة جداً لعرض الفيلم في المهرجان.

- من يعجبك من النجوم العالميين؟
براد بت هو أول اختياراتي عموماً وأعترف لكم بأن أحد أحلامي الذهاب إلى هوليوود لأنها كمنظومة أفضل من هنا، وهو ما يصعد بالممثل إلى العالمية بدليل تجربة الفنان عمر الشريف. فعندما عمل من خلال هذه المنظومة أثبت جدارته وتساوى مع هؤلاء الفنانين. وأعتقد أنه إذا أحضرنا أي فنان من هوليوود ليمثل داخل المنظومة العربية فلن يكون أداؤه كما في الخارج.

- بدأت حياتك السينمائية بفيلم «هي فوضى» مع المخرج الراحل يوسف شاهين ثم فيلم «جنينة الأسماك» مع المخرج يسري نصر الله تلميذ يوسف شاهين، فما الفرق بينهما؟
يسري نصر الله يتخذ منهج شاهين في الاختلاف وفي تنفيذ الأفلام المهمة التي لا يكون هدفها الوحيد أن تكون تجارية. ولكن كونه تلميذ يوسف شاهين لا يعني أن يتماثل معه في كل شيء بل لكل مخرج رؤية معينة. فخالد يوسف أيضاً تلميذ يوسف شاهين ولكنه أضاف رؤيته الخاصة الى أفلامه، وقد لمست ذلك عندما ساهم في إخراج «هي فوضى» مع الأستاذ يوسف شاهين.

- لم يستوعب الكثير من المشاهدين فيلم «جنينة الأسماك» واعترضوا عليه؟
هو ليس فيلماً صعباً بقدر ما هو فيلم مختلف. بصراحة هناك من الجمهور من تعوّد على السهولة أو تقديم السهل في الأفلام وهو ليس عيباً، لكن من المهم أن يكون هناك تنوّع، وكما توجد أفلام خفيفة لا بد من وجود نوعية ذات أبعاد مختلفة.

- تشاركين في بطولة فيلم «واحد ونص» مع أحمد الفيشاوي وشيرين رضا، وتدور أحداثه حول توأمين متلاصقين فهل في حياة درة شخصية تعتبرها مثل توأمها؟
نعم لي صديقة مقربة مثل التوأم هي الممثلة السورية كيندا علوش، ومن الممكن فعلاً أن أحكي لها أي شيء، ومع أننا نختلف في الشكل يقول الناس إننا نشبه بعضنا بسبب قربنا روحياً. كل منا تعيش في بلد مختلف ولا نتقابل إلا حسب ظروف تصوير كل منا، ولكن رغم بعد المسافات هي أقرب صديقة إلي.

- كيف كان إحساسك عند اختيارك أجمل امرأة في تونس لعام ٢٠٠٩ في الاستفتاء الذي أجرته إذاعة «موزاييك» لمناسبة يوم المرأة؟
أحسست بالسعادة ليس لأنني جميلة بل لأن الناس يرونني جميلة، فأنا أشعر بأنني امرأة عادية وأرى أن عيون الآخرين هي ما يميز الجمال في الآخرين، خاصة أنني أعتقد أن جمال الروح هو الأهم وهو ما يضيف الجمال إلى الشكل و ليس العكس.

- هل ترين أن هناك اختلافاً بين المشاكل التي تتعرض لها المرأة المصرية وتلك التي تعيشها المرأة التونسية؟
المرأة العربية في الغالب هي امرأة قوية، حتى إذا كانت «ست بيت» فهي تعرف كيف تتصرف من منطلق هذه القوة. لكن المشكلة الحقيقية في مصر أو في تونس ليست مشكلة قوانين بل هي مشكلة عقليات، لأن هناك مغالطات في فهم الحرية عند المرأة وعند الرجل. فالأخير يبدو متفتحاً ولكنه في الحقيقة ليس كذلك، ومازالت هناك تفرقة في التعامل حتى في التربية بين الولد والفتاة. وقد تعرضت شخصياً لهذه التفرقة في مساحة الحرية بيني وبين شقيقي.

- هل تعرضتِ لأي شكل من أشكال الظلم كونك امرأة؟
ربما بشكل غير مباشر في نظرة بعض الناس من ذوي العقليات المختلفة ليس لأني امرأة بل لأني فنانة.

- هل اختلفت رؤيتك للأوضاع السياسية في الوطن العربي بعد حصولك على ماجستير العلوم السياسية؟
هناك حكاية خاصة بالنسبة الى العلوم السياسية، فقد كانت دراستي «أدبي» وكنت أفضل دراسة الفن، لكن والدي اعترض فقررت دراسة العلوم السياسية لأنني أحببتها من ناحية الثقافة العامة ولم أكن أنوي العمل في هذا المجال، وكنت أخطط للحصول على الدكتوراه ولكني فضلت التفرغ للعمل الفني.

- دائماً تعقد مقارنات بينك وبين هند صبري وتتردد شائعات عن خلافات بينكما منذ ترشيحك لفيلم «صمت القصور» الذي قامت هي ببطولته، وقيل إن هند صبري غيرت شكلها وأصبحت أكثر اهتماماً بنفسها بعد ظهورك...
لم أركز أبداً على هذا الموضوع ولا أعتقد بصحته لأن هند كنجمة لابد من أن تقوم بالتغيير كل فترة. والحقيقة الإعلام قام بعمل مشكلة بيننا غير موجودة من الأساس. وبالنسبة الى «صمت القصور» فكنت أتمنى بالطبع أن أقوم بهذا الدور وأن أدخل هذه التجربة ولكن والدي رفض بشدة لأن سني كانت صغيرة جداً وقتها حيث كان عمري 13 سنة. ولا أعلم لماذا تتم دائماً المقارنة بيننا ولكنني سعيدة لأنها تتم مع ممثلة ناجحة مثل هند.

- حرصك على ألا تهاجمي أحداً من الوسط الفني مهما حدث ينم عن ذكاء. هل تعتبرين نفسك ذكية؟
نعم. لكنني في الوقت نفسه أتصرف بتلقائية وفي الغالب تتعارض هذه التلقائية مع التصرف بذكاء. وللأسف في بعض الأحيان تتغلب التلقائية على الذكاء.

- متى يحدث ذلك؟
عندما أحب، وهذا خطأ!

- متى تفعل درة المستحيل؟
إذا شعرت بأن أحداً من عائلتي أو شخصاً أحبه يحتاج الى أي شيء أفعل المستحيل حتى يتحقق.

- إذا ربحت مليون دولار، ماذا تفعلين بالمبلغ؟
أتبرع بجزء منه فقط وليس كله، وأشتري بالباقي منزلاً على البحر مباشرة في أي مكان في أوروبا أو تونس أو مصر.

- ما أكثر ما يلفت نظرك في الرجل؟
خفة دمه والكاريزما التي يتمتع بها في شخصيته وعيناه وذكاؤه وطيبته.

- وما أكثر شيء جذاب فيك؟
عيناي. حتى في التمثيل أكثر ما أستطيع أن أعبر به هما عيناي.

- وما هي أهم الأشياء التي تجعل أي امرأة جذابة؟ وما نصيحة أجمل امرأة في تونس لتبدو دائماً جميلة؟
أهم شيء النظافة والبساطة. إذا حافظت المرأة على هذا تكون في منتهى الجاذبية. صباحاً ممكن جداً الاكتفاء بنظارة شمس شيك لا أكثر. في المساء لا بد من وضع بعض الماكياج. ويجب إبراز العينين بالكحل والماسكارا فهما أهم ما يميز الجمال الشرقي. أما إذا أحبت المرأة وضع «روج» غامق فيمكن تخفيف رسم العين بشكل أبسط. انا أفضل إبراز العين لأنني أعتقد أنها أهم شيء في الوجه.

- هل تعتقدين أن المرأة ذات الشخصية القوية هي المرأة الجميلة؟
أحب جداً السيدات ذوات الشخصية المؤثرة، وللأسف غالباً ما تكون هذه الشخصيات مؤثرة لكن حياتهن الشخصية فيها الكثير من المشاكل ربما لحساسيتهن الشديدة. فمثلاً داليدا ومارلين مونرو كانتا شخصيتين جميلتين جداً وصاحبتي تأثير كبير لكن حياتهما كانت صعبة جداً.

- ومَن مِن الفنانات تمثل لك الجمال في المرأة؟
طبعاً هناك كثيرات من الجيل الجديد، لكنني مازلت أستشعر الجمال أكثر في الجيل السابق، في ميرفت أمين ونجلاء فتحي ونادية لطفي وهند رستم والجميلة سعاد حسني التي هي مثال حي على إضافة جمال الروح الطاغي الى جمال الوجه. وهناك أيضاً شيريهان التي أصنفها من أجمل الوجوه التي رأيتها في حياتي ويمثل جمالها الجمال الشرقي. ومن الأجنبيات أحب جمال مونيكا بيلوتشي وأنجيلينا جولي وكاترين زيتا جونز.

- إذا اخترت تمثيل دور سيرة ذاتية تحبينها، ماذا تختارين: شخصية جميلة أم قوية؟
أحب الشخصيات التاريخية.أحب جداً تمثيل دور شجرة الدر وأتمنى تقديم شخصية هند رستم لأنني أعشق جمالها وأنوثتها وأدوارها وطريقة أدائها رغم أنني لا أشبهها على الإطلاق.

- بعد هذه الفترة في مصر كيف ترين الاختلافات بين الرجل المصري والرجل التونسي؟
طبعاً لا يمكن التعميم، لا يمكن القول كل الرجال في مصر أو في تونس. لكن ما لاحظته أن الرجال في مصر يتسمون بالرقة والكلام الحلو، لكن معظمهم كاذبون وعند حدوث مشكلة يفضلون الهرب على المواجهة. في المقابل، الرجل التونسي أقل رقة ولكنه أصدق. التونسي عنده عيوب لكن في هذه الجزئية عند حدوث مشكلة لا يهرب.

- هل هناك مواصفات معينة لفتى أحلامك؟
المهم ان يكون شخصاً مناسباً فقط. وعموماً من الصعب أن تجدي الحب. فقد اختفت الرومانسية والمشاعر. وللأسف لابد من التعامل مع الحياة بواقعية أكبر. ومع ذلك لا أستطيع أبداً أن أتزوج شخصاً دون حب أو أي مشاعر بيننا.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080