تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

ميليسا

منذ أن احترفت الغناء ومشاكلها لا تنتهي. مرة بسبب إسمها الشبيه باسم الفنانة إليسا، ومرة بسبب روتانا، وفي أحيان أخرى جان صليبا. إنها الفنانة ميليسا التي تواجه دعاوى قضائية مع شركة روتانا بسبب خلافات الشركة مع مكتشفها ومدير أعمالها المنتج جان صليبا، الذي عمل لمدة عام تقريباً في روتانا ثم انفصل عنها.... في حوار مع «لها»، تحدثت ميليسا مفصلاً عن كل هذه المشاكل التي تواجهها وعن القرار القضائي الذي يلزمها دفع خمسين مليون ليرة لبنانية (نحو ٣٣ ألف دولار أميركي) غرامة...

- هل يمكن أن نسمّيك «الفنانة الملاحقة قضائياً»؟
(تضحك) ولماذا؟ هل أنا مجرمة؟! هناك طبعاً مسائل قانونية عالقة مع روتانا، إذ استحصلت الشركة على قرار قضائي تمنعني بموجبه من الغناء، وهذا أمرٌ غريب جداً وسابقة في تاريخ الفنانات، أن يأتي مباشرون من المحكمة إلى مكان إقامة الحفلة لتبليغي بالقرار وإنزالي عن المسرح اذا كنت أغنّي. أنا لم أكن أعلم شيئاً عن هذا الموضوع وفوجئت بالأمر خلال حفلي مع الفنان العالمي إيكن في «المارينا» (لبنان). وصدر في حقّي بعد ذلك قرار يقضي بأن أدفع خمسين مليون ليرة لبنانية لأني غنّيت مع إيكن. لكني سلّمت أمري للقضاء الذي أثق به. وفي النهاية أنا فنانة ولم أرتكب جرماً أو سوءاً، وكلّ ما فعلته أني غنّيت وهذه هي طبيعة ما أفعله في الحياة. لم أقم بأي أمر يمسّ شركة روتانا، لهذا لا أعرف لماذا يفعلون كلّ هذا.

- هل أنزلوكِ عن المسرح عندما حضروا لإبلاغك القرار؟
كلا، لأني كنت قد غنّيت وأنهيت وصلتي وغادرت. لكنهم التقوا بجان صليبا مدير أعمالي الذي بقي في الحفلة مع إيكن. وبعد أيام قليلة تمّ إبلاغي بقرار إلزامي لدفع المبلغ الذي ذكرته، وكلّ ذلك لأني غنّيت.

- هل صدر القرار بناءً على عقد إدارة الأعمال الذي وقّعته سابقاً مع روتانا، والذي على أساسه لا يحقّ لكِ الغناء في أي حفلة دون موافقة الشركة؟
نعم، هذا ما حصل.

- هل كنت تأخذين موافقتهم قبل كلّ حفلة لكِ؟ أم أن الأمور كانت تسير بشكل تلقائي بحكم أن جان صليبا كان يعمل في روتانا؟
بالفعل، جان صليبا هو الذي كان يهتمّ بكل التفاصيل، لكن كما تعرفين حصلت الخلافات بينه وبين الشركة. وبالمناسبة، روتانا أخلّت باتفاقها معي في ما يخصّ الإنتاج.

- قبل الدخول في تفاصيل موضوع الإنتاج، فهمنا من حديثك أن القرار الذي صدر سليم من وجهة نظر القانون؟
صحيح هو سليم قانوناً. لكنهم لم يكونوا مضطرّين لكلّ هذا، خصوصاً أن لا ذنب لي في مشاكل الشركة مع جان صليبا، وكلّ حفلاتي كانت تسير في شكل طبيعي . كنت أتمنّى لو اتصّل بي أي من المسؤولين في روتانا، وطلب مني مثلاً ألاّ أغنّي في هذه الحفلة من باب التمنّي، ريثما تنتهي المشاكل مع صليبا... لكنهم لم يبلّغوني بشيء لأفاجأ بكلّ تلك القرارات من منع من الغناء وغرامات «وما بعرف شو». هذا لا يجوز على صعيد العلاقة الإنسانية.

- هل تعتبرين أن ما حصل كان من باب الكيدية بسبب مشاكل الشركة مع صليبا؟
طبعاً، هذا مؤكّد. ولا أجد تفسيراً لما جرى سوى الكيدية. ربما لا يستطيعون محاربة صليبا، «قاموا فشّوا خلقن فيّ».

- أذكر أنه منذ بداية تعاونك مع صليبا، البعض كان ينصحك بالإبتعاد عنه لأنه صاحب مشاكل؟
(تضحك وتقول مازحة) صحيح، وليتني سمعت النصيحة. أنا امزح طبعاً، ولطالما قلت إن لا علاقة لي بأي مشاكل لجان صليبا مع غيري، سواء من فنانين أو ملحنين... لكن ما حصل مع روتانا موضوع مختلف، وأتمنى أن يُحلّ قريباً.

- هل تابعتم قضائياً لاستئناف القرار الذي صدر ولإبطال مفعول الغرامة؟
لا أعرف كلّ التفاصيل لأن جان هو الذي يتابع الموضوع مع المحامي.

- قلتِ إنهم لم يتصلوا بك لإبلاغك رغبتهم في ألا تغنّي إلى حين حلّ المشاكل مع جان. هل كنت لتوافقين على طلبهم لو كانوا اتصلوا؟
لو أعطوني سبباً مقنعاً أوافق، لمَ لا؟ وهل من عاقل قد يصدّق إني أحبّ المشاكل... هذه سابقة، وفي ما فعلوه افتراء كبير صراحة.

- لو لم يصدر هذا القرار عن روتانا، هل تقفين بجانبهم أم بجانب جان؟
أقف بجانب مصلحتي، وغنائي مع إيكن في الحفلة كان هدفه الترويج للديو الذي سجّلناه وصوّرناه... وحتى لو طلبوا مني عدم الغناء أو تمنّوا عليّ ذلك موقتاً، أريد سبباً مقنعاً وربما وجدت أنهم على حق، لكني لم أفهم ما الذي تقدّمه أو تؤخّره الحفلة بالنسبة إليهم.

- بعد صدور هذه القرارات في حقّك، هل تمنّيت لو لم يكن جان صليبا مديراً لأعمالك؟
(تضحك) كلا طبعاً. لكني كنت ضدّ الوصول إلى المنابر الإعلامية والحديث عن روتانا، لأني في كلّ الحالات أُفضّل أن تُحلّ الأمور حبياً ودون شوشرة أو مشاكل، وأنا لا أحبّ القيل والقال. «اللي صار صار» ولن أضع اللوم على أحد، بل أتمنى ألاّ نصل إلى طريق مسدود أو إلى أروقة المحاكم وأن يُحلّ الموضوع على خير.
كان يُفترض أن يكون ألبومي الجديد قد صدر، لكنهم حتى اللحظة لم يدفعوا شيئاً من موازنة الإنتاج الجديد. لهذا أطالب بفسخ العقد منذ أشهر، لكنهم لم يلبّوا طلبي، وفي الوقت ذاته لا يُنتجون، ماذا أفعل؟.... لا مشكلة لديّ إن كانوا لا يريدون أن يُنتجوا، لكني لا أفهم لماذا لا يفسخون العقد دون مشاكل؟ ولماذا أنا في هذا الوضع!... «لا معلّقة ولا مطلقة». عندما طلبت فسخ العقد قبل أشهر، رفضوا وقالوا إنهم يحبونني ومتمسّكون بي، وفي الوقت ذاته لا يفرجون عن موازنة إنتاجي... وما هذه المحبة التي تدفعهم إلى إرسال مباشرين لمنعي من الغناء وإنزالي عن المسرح!! هناك تناقض كبير بين ما يقولونه وما يفعلونه.

- ماذا قلتِ لهم عندما قالوا لك إنهم يحبونك ويريدونك في الشركة؟
(تضحك) ببساطة قلت لهم: «وأنا أيضاً أحبكم لكني أريد فسخ العقد».

- هل ما يفعلونه مقصود؟
لا أعرف ماذا أقول، لأنه من الصعب إدراك كيف يفكرّون! لا أقول إنهم يريدون أذيّتي، بل هم يحاربون جان صليبا من خلالي، أو ربما يريدون الضغط كي أنفصل عنه بعد أن يكون الكيل قد فاض بي.

- هل يرد في بالك ترك جان صليبا؟
(تضحك) كلّ شيء وارد في الحياة. لكني لن أتخلّى عنه بسبب ضغط من روتانا، وأنا أدرك تماماً أن جان يريد مصلحتي.

- هل يمكن أن تكون مصلحتك مع روتانا ودون جان صليبا؟
كلا، أنا لم أقل هذا. شخصياً أحبّ أن أقرر بنفسي وأحدّد اختياراتي الغنائية ومتى يصدر ألبومي وكيف تكون الحملة الإعلانية وما هو حجمها وغير ذلك من تفاصيل الإنتاج...

- ألبومك السابق صدر تحت شعار روتانا. هل كان من إنتاجك أم من إنتاجهم؟
كنت قد نفّذته قبل إبرام العقد مع روتانا، لكنهم دفعوا ثمنه، أي أصبح من إنتاجهم.

- قبل خلافات الشركة مع جان، هم منعوا لك بثّ كليبين؟
بالإضافة إلى موضوع الحفلات. هم منعوا بدايةً كليب «مفكّر حالك مين» بعد أن عُرض على شاشتهم مدة معينة، وبعد ذلك منعوا كليب الديو الذي صوّرته مع إيكن. لكنهم عادوا وبثّوه بعد أن عدّلنا فيه. «قصص روتانا ما بتخلص». ولهذا أنا أفضّل فسخ العقد معهم، لأن أموراً كثيرة كانت تحصل حتى قبل الخلاف مع جان، سواء لجهة توقيف كليبات وعدم فتح موازنة الانتاج وعدم تأمين أي حفلات.

- على أي أساس منعوا كليباتك؟
أكبر مشكلة تواجهنا في هذه الشركة هي عدم وجود مسؤول تسألينه أو تراجعينه كي تفهمي ما يحصل. ليتهم يعطونني مبرراً كي أقتنع أو أفهم. كلّ ما نسمعه منهم هو: «هيدا ممنوع، وهيدا شلناه وهيدا مدري شو...»، «ومع مين بدك تحكي ما منعرف».

- كيف ذلك؟ روتانا شركة كبيرة وفيها أقسام ومدراء مسؤولون يتشاركون المسؤوليات والمهمات؟
صحيح، لكن عندما تسألين في أي صغيرة أو كبيرة لا تلقين الا جواباً واحداً: «ما منعرف».

- لماذا بقيت ساكتة كلّ ذلك الوقت؟
لم أسكت يوماً، لكني كنت أتحدّث معهم مباشرة وليس في وسائل الإعلام. واليوم، بعد الذي حصل، تشجّعت أكثر وصار بالإمكان المطالبة بفسخ العقد. تخيّلي مثلاً أنهم أوقفوا كليب «مفكّر حالك مين» دون إبلاغي، بل علمت من الناس الذين لاحظوا أن الكليب لا يُبثّ، وعندما سألت أُخبرت أنه مُنع من العرض، وسألتهم لماذا، كما العادة قالوا: «لا نعرف».... أما عن كليب إيكن فقد قالوا إني أرتدي فيه القصير! وماذا يُفترض أن أرتدي لأغنية راقصة؟ فستان Haute Couture؟ هذا إضافة إلى وجود عشرات الكليبات التي تُعرض على روتانا وفيها ملابس قصيرة جداً، لا بل مشاهد جريئة، فلماذا لا يمنعون الكلّ؟! ولو تابعتِ تلفزيون روتانا، ستجدين أن كليبي عادي جداً مقارنة بكليبات أخرى تُعرض على شاشتهم وبكثافة. 

- لكن أنتِ كفنانة لا علاقة لكِ بسواك، وكان يفترض أن تراعي مسألة عرض كليبك على شاشة لها جمهور عريض في الخليج؟
صحيح، لكنهم في حياتهم لم يمنعوا أي كليب، وسبق أن قلت إن كليبي عادي وليس فيه أي أيحاءات، ولماذا اليوم يأخذون قراراً بالمنع... هناك علامات استفهام كثيرة لأن ما يحصل غير طبيعي. أنا أُفاجأ كيف أن شركة مثل روتانا تصرف مبالغ كبيرة تصل إلى سبعين الفا ومئة ألف دولار أميركي ثم تمنع، وكأنها رمت كل هذه المبالغ في سلّة القمامة. هذا بالإضافة إلى تعب الفنان والجهد الذي يبذله في التصوير وكل ما قد يُقال ، بمعنى أن قرارات مماثلة تشوّه صورة الفنان. لماذا لا يضعون من البداية سلسلة أو لائحة الممنوعات ويعمدون إلى مراجعة السيناريو وكل تفاصيل الكليب قبل تصويره، بدلاً من عدم مراقبة أي شيء وترك الأمور سائبة خلال ورشة العمل، ومن ثم منع الكليب وحرق كلّ هذه الأموال في كليبات لا تُبثّ....

- ماذا عن إدارة الأعمال والحفلات؟
في هذا القسم أيضاً واجهت مشاكل، وهم لم يؤمّنوا لي أي حفلات، ودائماً هناك أفضلية لأناس معينين. «حرام»، كان يمكن لروتانا أن تكون فعلاً أهم شركة ولكن...

- هل أخبرت أيكن أن الديو مُنع؟
(تضحك) «لا ما خبّرتو، خفت يضحّك علينا».

- هل تحضرين أغنيات جديدة؟
أُصدر قريباً أغنية منفردة مترافقة مع كليب، كما أني أحضّر ألبومي الجديد.

- لكنك ممنوعة من الغناء حتى إشعار آخر؟
صحيح، لكني أثق في القضاء وبإذن الله سيُحلّ الموضوع قريباً.

- مع من تتعاونين في ألبومك المقبل؟
حتى الآن هناك أغنيات من محمد رحيم ومحمد يحي وأيمن بهجت قمر ومحمد رفاعي، فضلاً عن ألحان تركية ويونانية، كما أني قد أغني باللهجة الخليجية للمرة الأولى، لكني لم أحسم قراري بعد.

- مشاكل كثيرة رافقت انطلاقتك، بدايةً مع اسمك والمقارنة مع اليسا، ثم روتانا وجان صليبا... على ماذا تندمين؟
(تضحك) «الثلاثة معاً». لم أكن أنا من اختار إسم ميليسا، ولا أنا اخترت روتانا... أما عن جان فإنه القدر.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078