تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الممثلة اللبنانية ريتا برصونا

التمثيل هو الحلم الذي تعيشه، والحلم يخص صاحبه فقط لذا لا تنظر الى ما يفعله الآخرون. هكذا تختصر الممثلة اللبنانية ريتا برصونا المهنة التي تحب. بعفويتها المعتادة تحدثت إلى «لها» عن عدم اقتناعها بجوائز الموركس دور لارتباطها بمحسوبيات. كما تطرق الحوار إلى موضوعات عدة.

- كتب أنك وصلت إلى الشهرة من خلال المسلسل الكوميدي «غنوجة بيا» الذي حقق نجاحاً كبيراً جعل المنتجين يحوّلون حلقته الأخيرة إلى فيلم سينمائي. هل فعلاً تعتبرين أن هذا العمل هو الذي أوصلك الى الشهرة؟
طبعاً «غنوجة بيا» كان ظاهرة، لم يكن عملاً عادياً. ولا يمكن تحديد السبب الذي أحبه الناس لأجله. لكنه ليس العمل الوحيد الذي حققت من خلاله النجاح، هو توّج أعمالي السابقة بعد تمرسي بأدوار وشخصيات مختلفة. وبعده قدمت المسلسلين الدراميين «الليلة الأخيرة» و«دكتور هلا». الأخير يحقق حالياً إقبالاً جيداً للحضور على شاشة تلفزيون «المستقبل» حيث لم نعتد على مشاهدة المسلسلات الدرامية.

- كوّنت ريتا برصونا ثنائياً مع كل من بيتر سمعان ويورغو شلهوب وجورج خباز، ما الذي ميّز العمل مع كل منهم؟
يورغو شلهوب يعطيني الكثير كممثل فهو لا يساوم على حساب عمله. وأرتاح بالعمل مع بيتر سمعان إذ تجمعنا الكيمياء التي احبها الناس. أما جورج خباز فيعمل من قلبه لذا أستمتع بالعمل الكوميدي معه.

- هل نجحت مع بيتر سمعان اكثر كما ظهر في «غنوجة بيا»؟
كلا، بل العمل بذاته كان متكاملاً. كتابة منى طايع كانت مميزة، كذلك إخراج إيلي حبيب الذي استطاع إبراز الكوميديا في النص، إضافة إلى التناسق بين الممثلين فكنا جميعنا أبطالاً، وكان أيضاً الانتاج ناجحاً جداً لشركة «مروى غروب».

- كيف اتجهت الى كتابة الأعمال؟
بعد انتهاء مسلسل «جميل وجميلة» كتبت أول حلقة من «الحب الممنوع». تطلّب مني العمل خمس سنوات، إذ أني لم اتفرغ له. وقد يكون ذلك افضل لأني استطعت إعطاء النص من الخبرة التي اكتسبتها خلال هذه الأعوام. اشترى المنتج مروان حداد مني النص وكنت لا أزال في الحلقة الرابعة، فألقى عليّ مسؤولية أجبرتني على متابعة العمل بجدية. الكتابة ليست سهلة بل تحتاج الى اللغة، حسن كتابة السيناريو وتخيّل الصورة، كما تشمل نوعاً من الإخراج والتمثيل.

- كيف دخلت عالم التمثيل؟ وماذا اصبح يعني لك هذا العالم؟
اول صورة نشرت لي في الاعلام كانت عام ١٩٩٢ حين أنتخبت ملكة جمال السلام، منها انتقلت الى عرض الازياء مع وكالة ايميه سكر لفترة عام فقط، لانتقل بعدها الى التمثيل. بدأت في مسرح الشانسونييه عبر مسرحية «حظك قليل يا خليل»، ثم عملت لفترة ٣ سنوات في المسرح المصري بحيث كانت تأتي مسرحيات مصرية تعرض في لبنان ونقدم دورنا باللهجة المصرية أو اللبنانية. ولعبت دور البطولة كبديلة للمثلة المصرية وفاء مكي آنذاك في إحدى المسرحيات ونجحت في تجسيد دور مدته ثلاث ساعات باللهجة المصرية فيما لم تتعد مدة التحضير له الثلاثة ايام. بعدها بدأت في تلفزيون لبنان في مسلسلات لبنانية مع المخرج غابي سعد الذي عدت والتقيت به الآن في «دكتور هلا». وتابعت من خلال أعمال مختلفة في التلفزيون تخللتها أعمال سينمائية، ففي رصيدي اليوم ٤ أفلام سينمائية وما يفوق الخمسين مسلسلاً. التمثيل بالنسبة إليّ الحلم الذي أعيشه، والحلم يخص صاحبه فعليه ألا ينظر حوله إلى ما يفعله الآخرون.

- كيف ترين الصداقات في وسط التمثيل؟
أنا قريبة من الممثلة رانيا عيسى، لكني بعيدة قليلاً عن اللقاءات العامة في الوسط. والحقيقة أن جميع الزملاء يحبونني كما أحبهم.

- هل فعلاً فكرت في إطلاق أغاني مسلسل «غنوجة بيا» ضمن CD؟ هل تحبين الغناء؟
فكرت في الغناء فقط ضمن الأعمال التمثيلية ولم أفكر في إدراج أغنيات المسلسل على CD، فهي أصبحت موجودة على الهواتف النقّالة والأطفال حفظوها. ولن أغني أبداً لأنني لست في حاجة الى مردود مادي يضاف الى مردودي من التمثيل، كما أنني لن أغني لأنني لا أملك صوت السيدتين فيروز وأم كلثوم.

- إذاً المردود المادي الذي يجنيه الممثل جيد؟
المردود المادي كان جيداً جداً خلال السنوات الأربع الأخيرة. وأقصد مقارنة بما كان عليه الوضع سابقاً. لن يصبح الفنان مليارديراً لكنه يعيش بكرامة وباكتفاء ذاتي.

- لماذا عانى العديد من الفنانين اللبنانيين من مشاكل مادية؟
تكمن المشكلة بالنسبة إلى الفنانين المتقدمين في السن في عدم الاستمرارية أي ألا يطلبوا للتمثيل في أعمال طوال سنوات، فلبنان بلد صغير، والمحطات معدودة، وشركات الانتاج قليلة نسبياً، واجيال الممثلين تتلاحق.

- هل تخشين من الوضع عندما تكبرين أو إذا لم تتوافر لك أدوار للتمثيل؟
الحمدلله لا أشعر بذلك حالياً لأني أعمل باستمرار منذ حوالي ٧ سنوات، لكن لا مشكلة لديّ في تغيير المهنة. بالنسبة إليّ لا شيء ثابتاً في الحياة، فلا أقول إن قدري هو التمثيل طيلة حياتي. فها أنا حالياً اتجهت الى الكتابة او قد أتجه الى عمل خاص.

- قلت إنك لو لم تدخلي التمثيل لكنت صحافية في المجال السياسي. ما الذي يجذبك في السياسة؟
يجذبني الكذب في عالم السياسة. فلو كنت صحافية لكنت سألت جميع السياسيين في العالم دون استثناء عن الأقنعة التي يضعونها. أحب أن أسألهم ما الذي يجبرهم على أن يكونوا هكذا. فهم مختلفون في المجتمع العام عما يكونون عليه مع ذواتهم. هناك استخفاف بعقول الناس والمشكلة أنهم يبقون في مناصبهم ويعاد انتخابهم.

- أي من الاعمال التي قدمتها محبب الى قلبك؟ وايها الأصعب؟
في البداية لم أكن أملك الجرأة لأختار أو أرفض أدواراً، كنت في مرحلة إثبات الذات. فمثلاً لم أكن مقتنعة بدوري في مسلسل «يا غافل إلك الله»، لقد أحببت فيه بعض المحطات، لكن ما لم أحبه هو أنني كنت حينها في سن الثانية والعشرين ولعبت دور سيدة أربعينية وابني عماد هواري كان في الحقيقة يكبرني بسنوات. أما اليوم فأصبح بإمكاني التدخل. مثلاً في مسلسل «دكتور هلا» ألعب دوراً أكبر من سني أيضاً وقد طرح اسم عصام بريدي ليشاركني البطولة لكني طلبت وجود شخص يتناسب مع السن التي أؤديها، فكان اختيار بيتر سمعان.

- هل أثّر الشكل الخارجي في مسلسل «دكتور هلا» على نسبة المشاهدة بحيث ظهرت بدور أكبر من سنك؟
تلقيت اتصالات تقول لي نحبك بالشكل الجميل، لكن لم يؤثر ذلك على المسلسل. وقد لعبت في مسلسل "الليلة الاخيرة" دور سيدة تبلغ من العمر ٧٥ عاماً وكنت اخاف عندما انظر الى نفسي بالشكل الذي ظهرت فيه، لكن الأولوية بالنسبة إليّ للشخصية لا للشكل.

- ما الذي يجعل الفنان يرتاح إلى العمل مع مخرج معيّن؟ ومع من ترتاحين في العمل؟
يحب الممثل أن يشعر بإدارة المخرج للعمل فيتابع الممثل بكل حركاته وتفاصيل أدائه ولو اضطر الى تكرار المشهد مرات عدّة، وهذا ما أحبه في المخرج سمير حبشي الذي يقدم صورة وأداء للشخصية مميزين مركّزاً على جميع التفاصيل. كما أحب أعمال المخرجين السوريين نجدت انزور وحاتم علي.

- نلت جائزة الموريكس دور لعام ٢٠٠٦ عن أفضل ممثلة لبنانية عن دورك في مسلسل «غنوجة بيا» وجائزة الموريكس دور ٢٠٠٦ للثنائي الجماهيري مع بيتر سمعان عن المسلسل نفسه. أيهما أجمل النجاح كثنائي أم بطريقة انفرادية؟
الجائزة التي نلتها جميلة انفرادية كانت أو ثنائية، لكنها لا تعني لي أكثر من ربح ورقة اللوتو مثلاً.، فهي ليست الاساس في العمل، فرحت بها في وقتها فقط.

- أليست دليلاً على النجاح؟
لا، فمن الذي يحق له تقويم الفنانين؟ في الموركس دور وزعت الجوائز على اسماء خطرت في بال المنظمين أو لأنهم أحبوا تكريم فنان معين. طبعاً يُشكر منظمو الإحتفال على مبادراتهم، لكن أظن أن الجوائز يجب أن تقدمها النقابات الفنية المختصة. فمن المنطقي تقويم الفنان من قبل المخرجين والكتاب وزملائه الممثلين والمصورين، الخ... عند ترشيح مسلسل «غنوجة بيا» للجائزة وُضع العديد من الأسماء إلى جانب إسمي ولم يريدوا إعطائي الجائزة لكن المسلسل شكّل ظاهرة مما اضطرّهم لتقديمها لي.

- هل أنت مع موقف الممثلة ورد الخال في استبعاد نفسها من جائزة الموركس دور؟
أنا مع موقف ورد الخال مئة في المئة. وأنا شخصياً لن أرشح مسلسل «دكتور هلا» للجائزة السنة المقبلة. فهناك محسوبيات معيّنة يتمّ على أساسها توزيع الجوائز. كيف لنا أن نصدق تكرار فوز الفنان نفسه كل سنة عن فئة معينة؟ أين مكان الفنانة نجوى كرم مثلاً بين هذه الجوائز المتكررة؟ وهذا العام كنت لاصوّت لورد الخال على دورها في مسلسل «اسمهان» لنيل الجائزة مع احترامي لكارمن لبّس التي استحقت ايضاً الجائزة عن مسلسل بين «بيروت ودبي».

- يرى العديد من الفنانين نادي المعجبين دليلاً على النجاح، ما رأيك؟
انا لا علاقة لي بعالم الانترنت واظن ان هناك العديد من الناس مثلي، فذلك لا يلغي وجود هؤلاء المعجبين.

- مَنْ من الفنانات ترغبين في لعب دور الى جانبها؟
كنت اتمنى لو أن الفنانتين هند أبي اللمع وفريال كريم لاتزالان على قيد الحياة لأتعرف إليهما. أحب عفويتهما في التمثيل، وقد تربيت على مسلسلات الراحلة هند أبي اللمع. أما حالياً فأنا احترم جميع الفنانين، لا أختار أحداً معيناً. يجب أن نتعلم من الأخلاق المهنية التي يتحلّى بها الممثلون الكبار.

- لم تنتقلي للعمل عربياً بعد، لماذا؟
لا أحب العيش في الخارج.

- ألا تحبين المشاركة في عمل مصري أو سوري مثلاً؟
أحب المشاركة في الأعمال المصرية أو السورية لكن يجب أن يستفزّني دور رائع لذلك.

- ما الذي سينتظره الجمهور حالياً الى جانب مسلسل «الحب الممنوع»؟
حالياً أنا في إجازة من التمثيل لحوالي ستة أشهر، فلم يلفتني أي دور كما أنني متفرّغة لكتابة مسلسل دراما آخر لم أضع بعد تفاصيله كاملة. إلى ذلك أعمل مع الممثل جورج خباز على فيلم سينمائي بعنوان «لاريتا وعزيز» كان من المفترض تصويره في أول تموز/يوليو ولكننا شديدا التدقيق جورج وأنا فلم تنته القصة بعد، لذا سيتأجل العمل الى الصيف المقبل. وأنا في انتظار تنفيذ مسلسلي «الحب الممنوع».

- هل النصف الآخر في الحياة هدف؟
ليس هدفاً، لكن لا شك انه يكمل الحياة البشرية التي رسمت لنا. وإن وجدنا نصفنا الآخر أو لم نجده، ففي الحالتين يكون قدرنا.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079