تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

وليد ناصيف وهدى سعد

لسنا نبالغ إن قلنا أن كليب أغنية «ما تفكرنيش» (باللهجة المغربية) للفنانة هدى سعد والذي أخرجه وليد ناصيف، هو من أجمل كليبات هذا العام، ويستحق فعلاً جائزة خاصة للتميّز والإبداع في تجسيد الأغنية المصوّرة، وتحديداً في قسم الكليبات التي تحمل قصصاً درامية.

فقد برع المخرج ناصيف في إخراج صورة درامية حيّة هي أقرب إلى الرؤية السينمائية، دون أن يظلم الأغنية ولا المطرب الذي يهدف أولاً وأخيراً إلى توظيف الكليب للترويج للأغنية، بينما وقع مخرجون كثر في هذا المطّب لشدة مبالغتهم في الإخراج الدارمي.

يشّدك الكليب من المشهد الأول ويجذب انتباهك في شكل تصاعدي لتكتشف في الختام النهاية. إنها قصة شابة، دمّرها حبّ الحبيب الذي مارس معها أبشع أنواع القسوة والعنف، وهي عاجزة تماماً أمامه بسبب قوّة ذلك الحب، فوصلت إلى مرحلة الإنهيار التام بعد عذاب شديد أدىّ بها إلى مصحّة خاصة لمعالجة مثل هذه العوارض النفسية. فبكت وعالجت نفسها لنراها في النهاية شابة مفعمة بالحياة والحيوية تريد بإصرار نسيان كل ما أصابها كي تنطلق من جديد بعد أن رمت وراءها أقسى الذكريات عن ذلك الحبّ المدمّر.... تتصاعد الموسيقى فتتسارع وتيرة المشاهد، ثم تهدأ الصورة مع هدوء الإيقاع، بينما هدى، رأيناها ممثلة بارعة عرف وليد ناصيف كيف يستخرج منها تلك الموهبة... فأدّت الدور كما هو مطلوب، دون نقصان ولا مبالغة.

أما ما يثير الإستغراب، فهو موافقة هدى على تمثيل أغلب مشاهد الكليب دون ماكياج، إن لم نقل أحياناً بماكياج بشع يضعه الحبيب ليشوّه صورتها، بينما تحرص كل الفنانات على اللجوء إلى أمهر خبراء الماكياج ليظهرن جمالهنّ ويزدن عليه. وطبعاً هو أمر يستحق الثناء فعلاً لأن هدى ضحّت بذلك خدمة للرؤية الدرامية التي أرادها ناصيف في القصة التي أخرجها مع ذلك السيناريو المؤثر، خصوصاً في مشاهد نرى فيها هدى تعزف على آلة البيانو لتبدو وكأنها تروي لنا آلامها، وكأن آلة البيانو هي الشيء الوحيد في حياتها القادر على إخراجها من واقع كئيب.... نقول «برافو» لهدى سعد على أدائها المميز في الكليب خصوصاً أن الأغنية من كلماتها وألحانها وهي تحكي عن فتاة تريد نسيان عذاب الحبيب، أما وليد ناصيف فله كل الثناء والتقدير....

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077