ديمة بياعة
صنعت اسمها الفني عبر مجموعة من الأدوار المتنوعة التي أثبتت امتلاكها أدوات اكتسبتها من أسرتها الفنية العريقة التي اكتملت بعد زواجها من الفنان تيم حسن ليشكلا بذلك ثنائياً فنياً وأسرياً ناجحاً.
لكن العمل تحت الأضواء له ضريبته أيضاً، فمع استمرار علاقتهما الناجحة تم تسريب شائعات عن طلاق الفنانة ديمة بياعة وزوجها تيم حسن. وقد سارعا الى تكذيب تلك الشائعة وتأكيد علاقة الحب والتفاهم بينهما. ورغم نجاح تيم الفني على المستوى العربي ككل خاصة بعد مسلسل «الملك فاروق»، تؤكد ديمة أن نجاح زوجها لا يزعجها ولا يغطي على نجاحها بل هو أمر تفخر به.
عن أعمالها الجديدة وعن أسرتها التي تعتبرها أهم ما في حياتها كان حوارنا مع الفنانة ديمة بياعة...
- نبدأ من تجربة التقديم التي تخوضينها حالياً في برنامج «السيدات أولاً». كيف وافقت على هذه التجربة؟ وهل ترضي طموحاتك الفنية؟
أحببت تجربة التقديم بشكل كبير رغم أني استهجنتها في البداية، وهي أول تجربة لي في هذا المجال. لكن البرنامج متميز جداً شكلاً ومضموناً، يحمل التوعية في مجالات اجتماعية عديدة، ويتناول قضايا تحمل من الجدية والمعلومة المسؤولة الكثير، إذ يجمع وجهات النظر المتعددة تجاه موضوع ما لتكون الآراء من زوايا اجتماعية وثقافية ومهنية مختلفة وكل من موقعه ومن مجاله المهني، بالإضافة إلى اختصاصي يقدم وجهة نظره العلمية والاختصاصية. كما أن مواضيع البرنامج مختلفة، فهناك حلقة عن الرقص، وأخرى عن النساء المعنفات، وحلقة عن التربية الجنسية، وأخرى عن تقليد الفنانات... اذاً هناك مضامين متغيرة يدور حولها الحوار والنقاش مما يغني الفكرة بشكل كبير.
- البرنامج حواري، فهل تتدخلين في المواضيع التي يتم طرحها؟
جمالية البرنامج تكمن في الحوارات المختلفة التي تطرح، وأقدم وجهة نظري من موقعي كديما الحقيقية، والمشاركون لديهم الرؤية الناضجة كل من منظوره المهني والحياتي، مما يغني البرنامج.
- هل أنت راضية عن البرنامج؟ وما هي ردة فعل من حولك عليه؟
بالطبع أنا راضية عنه وأحببت هذه التجربة الأولى بالنسبة إلي، وتلقيت ردود فعل جيدة واطلعت على الكثير من الانطباعات التي أعجبتني، إذ استمتع الناس بالبرنامج، والبعض قالوا انهم لم يشعروا بأنها التجربة الأولى لي في التقديم.
- هل تدخلت في انتقاء المشاركات معك في البرنامج؟
لم أتدخل فآلية البرنامج ومضامينه هي التي توحي بالمشاركات.
- هل صحيح أن مساحة الحوار المتاحة لك هي أكبر من المتاح لزميلاتك في البرنامج؟ وهل السبب أنك معروفة أكثر منهن؟
هذا الكلام غريب، فقد نجح البرنامج بإتاحة الحوار للجميع دون استثناء، ولاقى الاستحسان عند الجمهور نتيجة غناه بوجهات النظر المختلفة والمساحة المتروكة للنقاش الواسع والحوارات التي تقدم بحرية كاملة.
- كثرت الشائعات خلال تصوير زوجك تيم لمسلسل «الملك فاروق» حول طلاقكما. ما سبب توقيت هذه الشائعة؟ هل السبب ابتعادكما عن بعضكما؟ وكيف تفاديتما الشائعة؟
الفنان عرضة للشائعات في أي وقت، وقد يتوقع من يروجها ان تلقى القبول في هذا الوقت بالذات. أنا لا أتضايق من كثرة الشائعات طالما أنها لا تحمل الأذى لي، لكن أسوأ شائعة صدرت هي شائعة الطلاق. نفينا الشائعة أنا وزوجي لا أكثر. وما دام أن الفنان يعمل في دائرة الضوء فهو معرض في أي لحظة لشائعات تلاحقه.
- هل أثرت تلك الشائعة على حياتكما بشكل أو بآخر؟
لا أبداً، لأنه لا أساس لها على الإطلاق، وعلاقتي بتيم على أفضل ما يرام، ومنذ بداية حياتنا يجمعنا الحب والتفاهم.
- هل تعتبرين زواجك من أنجح الزيجات الفنية في الوسط؟
زواجي ناجح يكلله الحب والاحترام والتفاهم، ولكل تجربة خصوصيتها ولا يمكنني التكلم عن الآخرين.
- لماذا استعجلت الإنجاب؟
لأنني أحب الأولاد كثيراً وأتمنى أن أرعاهم في سن صغيرة ونكبر مع بعضنا البعض، لذلك لم نؤجل الإنجاب.
- أنت منشغلة بشكل دائم، كيف تجدين وقتاً لرعاية ولديك؟
أضع أسرتي وسعادتها في المقام الأول، وأنا مقلة في أعمالي من أجل مسؤولياتي تجاه عائلتي الغالية علي. وهذه الحالة بالذات انعكست على خياراتي، فإذا لم يكن العمل متميزاً جداً لا أشارك فيه حتى لا يكون على حساب راحة ولديّ ووقتهما، إذ أنني أعتبر نفسي حينها مقصرة في حقهما، وهما أهم في حياتي، لذلك لا أساوم أبداً على هذا الأمر. والمتتبع لمسيرتي الفنية يدرك أهمية أسرتي بالنسبة لي إذ أعطي كل شيء حقه، حتى في أثناء الحمل لا أعمل أبداً حرصاً على صحة الجنين وصحتي. كذلك في بداية زواجي ابتعدت عن العمل لمدة عام كامل.
- هل تعتبرين نفسك صغيرة على هذه المسؤولية الكبيرة، وهل يساعدك تيم في رعاية الولدين!
لماذا اعتبر نفسي صغيرة على هذه المسؤولية، فالأمومة مسؤولية رائعة في الحياة، تمنح أي امرأة أحاسيس عظيمة لا تعوض. ومن المؤكد أن تيم يساعدني عندما يفرغ من أعماله رغم انشغالاته الكثيرة.
- على ماذا تختلفان أنت وتيم؟ وكيف تحلان مشكلاتكما؟ ومن يبادر عادة الى الصلح؟
لا نختلف أبداً بمعنى الاختلاف، فحياتنا مبنية على التفاهم والحب الذي بدأ معنا منذ تعارفنا. وكل منا يتفهم ظروف الآخر وعندما ندخل البيت نترك العمل جانباً، وحتى العمل لا يؤثر على علاقتنا لأننا نعرف ظروفه كوننا نعمل في المجال نفسه.
- هل أنت متعلقة بابنك الأصغر أكثر؟ وماذا عن تيم؟
ولداي الاثنان على الدرجة نفسها من الحب والاهتمام عندي وعند تيم أيضاً، كما أنني حريصة كل الحرص على مراعاة شعور ابني الأكبر في كل شيء حتى لا أسبب له الغيرة من أخيه رغم أن الأصغر بحكم سنه يتطلب رعاية مختلفة.
- ماذا عن مشاركتك في مسلسل «صبايا»؟ وما هي طبيعة دورك؟
مسلسل «صبايا» من تأليف رنا الحريري، وإخراج ناجي طعمة. وأنا أؤدي دور نور التي تتوفى والدتها ويسافر والدها للعمل في إحدى دول الخليج فتبقى وحيدة في المنزل، لذلك تستعيض عن وحدتها بتأجير غرف منزلها الكبير لصبايا تختلف كل واحدة منهن عن الأخرى بعملها وطباعها وبيئتها، فتنشغل نور بقصصهن وأفراحهن ومشاكلهن إلى جانب خطيبها الذي يعيش معها تلك الأحداث خطوة بخطوة. كما أن النص غني بالتفاصيل العديدة التي يمكن لأي فتاة أن ترى نفسها عبرها.
- ما الذي استفدته من تجربة والدتك مها المصري وخالتك سلمى المصري؟
نشأت في أسرة فنية غنية بالخبرات التي أثبتت حضورها المتميز، وقد جعلني ذلك أتعرف الى أدق تفاصيل العمل الفني والشروط المثالية التي ترتقي بهذا العمل وذلك منذ صغري وبداية عملي. والدتي استفدت من نصائحها وخبرتها وساعدتني بآرائها وتشجيعها لي في أكثر من دور ومشاركة.
- البعض يقول أن زوجك أنجح منك فنياً، هل يزعجك ذلك؟
لا يزعجني هذا الأمر بل على العكس يسعدني، فنجاح زوجي هو نجاحي وأعتز به.
- مسلسل «العار» شكل لقاءك الفني الأول وزوجك، هل تتقصدان ذلك؟
لا نتقصد الأمر ولكل منا أعماله ومشاركاته وليس ضرورياً أن نلتقي في عمل واحد إن لم يكن فيه دوران مكلائمان لنا. وعندما تحقق ذلك شاركنا في مسلسل «العار» الذي ناسب اختياراتنا بالشكل الدقيق.
- ألا تتوقين الى عمل يجمعك مع تيم بدور رومانسي يجسد علاقتكما؟
لم يخطر ببالي هذا الأمر، ويبقى لحياتنا خصوصيتها. ففي المنزل كلانا نمر على ذكر أعمالنا مرور الكرام إلا إذ أردت التشاور مع تيم حول عرض عمل معين، فهو يساعدني كثيراً في الانتقاء.
- ما هو الدور الأهم فنياً في حياتك؟ وما هو الدور الذي ما زال حلماً لك؟
لا يمكن لأي فنان أن يجزم بأن هناك دوراً أهم من غيره، فعمله سلسلة من الأدوار المتلاحقة، وعليه اختيار العمل المتميز الذي يترجم مسوؤليته ويقدم شيئاً مفيداً للمشاهد. ولا يمكنني القول أن انتقائي للأدوار يجعلني أحب أدواري، إن كان في «الفصول الأربعة»، أو «أسرار المدينة»، «نساء صغيرات»، «على حافة الهاوية»، وغيرها من الأعمال... فلا يمكنني تفضيل دور على آخر من بين أعمالي. ورغم أني مؤمنة بأن الفنان الحقيقي يدفعه طموحه إلى الاستمرار والتقديم فإنني في الوقت نفسه راضية عن الفرص الفنية التي أتتني، وأعتقد أن كل شيء في الحياة نصيب.
- صرحت سابقاً أنك لا تحبين الاختلاط بالوسط الفني، مما أثار استياء الفنانين ووجد البعض في هذا الكلام تكبراً؟
طالما أنا أعمل في الوسط الفني فأنا أتعامل معه وإن كنت لا أختلط مع الوسط فذلك بسبب انشغالي بأسرتي وعملي، ليس أكثر من ذلك.
- قلت ان التمثيل آخر همك وأنك تفكرين في الاعتزال لما يحويه الوسط من منافسات سلبية، لماذا أنت الوحيدة التي صرحت بهذا الكلام؟
أعتبر المنافسة حالة جميلة وخاصة عندما تحفزني على السعي الى الأفضل. أنا أحب التمثيل وهو المجال الذي أفضله رغم أن دراستي كانت في الآداب، وإن غبت عنه فبسبب انشغالي بأسرتي إلا أنني أعود اليه دوماً. لكنني أكره المنافسة السلبية التي تقوم على الكره والحقد والعدوانية لأنها لا يمكن أن تفرز أمراً إيجابياً لأي كان.
- بما أنك لا تحبين العمل في هذا الوسط، لماذا لم تفكري في الاتجاه الى وسط فني عربي آخر، كالوسط المصري؟ وهل سيكون إيجابياً أكثر من الوسط الفني السوري؟
بالعكس أنا أحب العمل في هذا الوسط ولا يمكنني أن ابتعد عن الشام أو أعمل في أي وسط آخر، وأشعر بأني أموت عندما أبتعد عن الشام. أما عن العمل خارج الوسط الفني السوري، فقد أتتني العديد من العروض للعمل في مصر لكنني كما قلت لا أستطيع الابتعاد عن الشام.
- هل صحيح أن المخرجين السوريين لم يعودوا يطلبونك للعمل بكثافة؟
المخرجون مازالوا يطلبونني في أعمالهم وبكثافة وفي أعمال متميزة أيضاً، ومن هنا كانت مشاركاتي الكثيرة في أعمال درامية، وإن اعتذرت عن باقي الأعمال فالسبب كما قلت يعود الى ظروف الأسرة والحمل والولادة.
- هل تفكرين في تجربة الإنتاج؟ وما رأيك في ما قدم من تجارب الفنانات في مجال الإنتاج؟
لم تخطر في بالي فكرة الإنتاج الفني مع أني وجدت غالبية تجارب الفنانات والفنانين في هذا المجال تجارب ناجحة.
- كيف هي علاقتك بأهل زوجك تيم؟
علاقتي بهم جيدة وهم كأهلي لا يختلفون عنهم أبداً.
- من الذي سمّى ولديك «ورد» و«فهد» أنت أم تيم؟ وهل تتوقين الى انجاب أخت لهما؟
لا أفكر حالياً في الإنجاب، وتيم هو من أطلق اختار الاسمين.
- ما هي مشاريعك الشخصية والفنية؟
مشاريعي تعتمد على ما يأتيني من عروض فنية متميزة، أما مشاريعي الشخصية والمستقبلية فترتبط بأسرتي وسعادتها...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024