هيفاء وهبي
لديها دائماً ما تقوله وجمهورها يسأل باستمرار عن أخبارها... هي النجمة التي ولو زيّنت صورها أغلفة المجلات كلّ يوم، نبقى في حال شغف لمعرفة ما هو جديدها لما شكّلته هيفاء وهبي من مادة دسمة لكلّ وسائل الإعلام. كثر راهنوا أن الوهج سيخف والبريق سينطفئ بعد زواجها، لأن هناك نظرية تقول إن الفنان يجب ألاّ يتزوّج كي لا يخسر جمهوره. لكن النظرية سقطت، فهيفاء لا تزال هيفاء والجمهور هو الجمهور والإقبال على الحفلات هو نفسه. تطلّ اليوم في حوار صريح جداً مع «لها» لتضع حداً لأمور كثيرة، إضافة إلى مواضيع تكشف عنها للمرة الأولى. لكنها عادتها، لا بدّ أن تمرر مزحة، فتضحك وتقول «إسألي ما تريدين لكن ما تفوّتيني بالحيط». فسألتها مازحة...
- «بعدِك مهضومة»؟
«صرت مهضومة أكتر».
- تقصدين بعد الزواج؟
بل بسبب عشرتي للمصريين.
- معروف عن المصريين خفّة دمهم؟
بالفعل، هذا صحيح.
- تترددين إلى القاهرة كثيراً حتى قبل زواجك. ما سرّ هذه العلاقة مع المصريين؟
حققت نجاحاً كبيراً في مصر لا أستطيع التهاون فيه أو التقليل من شأنه. هذه المحبة الكبيرة التي أحاطني بها الجمهور المصري تجعلني فخورة بما أنجزته، ولهذا حرصت دائماً على تكثيف إطلالاتي في مصر. هذا إلى جانب العمل مع ملحنين وشعراء مبدعين وتوزيع الأغنيات وتنفيذها في استوديوهات مصر، مع التذكير بأن هذه الأعمال حققت لي نجاحاً كبيراً إلى جانب الأغنيات اللبنانية. تنقلت أخيراً بين لبنان وسورية لتصوير كليب وإحياء حفلات، لهذا سأمكث في القاهرة مدة معينة قبل أن أسافر إلى فرنسا لتصوير إعلان لصالح «لوي فيتون». سأنفّذ جلسة تصوير خاصة بهم بناءً على طلب منهم طبعاً. والجميل في الموضوع أننا سنصوّر داخل المنزل القديم الذي عاش فيه «لوي فيتون» مؤسس الدار الأول. وافقت فوراً عندما تلقّيت العرض لأني لمست أنهم يكنّون لي محبة خاصة وكان ذلك مصدر سعادة بالنسبة إليّ. (تم التصوير في باريس قبل نشر الحديث).
- نلاحظ أنك أساساً من محبّي هذه الماركة وزبائنها الدائمين؟
(تضحك) صحيح، لكني سأتلقى الهدايا من اليوم فصاعداً.
- صوّرتِ إعلانات عديدة منذ انطلاق مسيرتك، لكنها لم تكن كثيرة. هل كان في ذلك استراتيجية خاصة منك كي لا تستهلكي نفسك في الإعلانات؟
بالتأكيد. تلقّيت عشرات العروض لكني كنت دائماً أتردد قبل الموافقة حرصاً مني على اختيار ماركات مهمة تُضيف إليّ وليس العكس، وبشكل يتلاءم مع صورتي ولا يتعارض معها. مثلاً عندما تعاونت مع شركة «بيبسي»، كان ذلك لأنها تتناسب مع روح الشباب الموجودة في أغنياتي والموسيقى الخاصة بي. وعندما نفّذت مجموعة المجوهرات التي تحمل إسمي، تلقيت عرضاً من شركة مجوهرات كبيرة لكني لم أوافق لأني كنت قد ارتبطت مع شركة أخرى. وطبعاً إعلان «كلارينس» الذي كان مهماً جداً. أخيراً، تلقيت عرضاً من شركة عالمية لتصوير إعلان خاص لإحدى شاشات ال «السي دي»، لكننا سنصوّره بطريقة جديدة ومبتكرة.
- بات مُلاحظاً أن الفنان صار يتّجه إلى مشاريع تؤمّن له مردوداً مادياً إلى جانب الفن، إن من خلال الإعلانات أو افتتاح المطاعم والمشاريع التجارية. هل لأن الفنان لا يشعر بالإستقرار تجاه المستقبل متى توقف عن ممارسة الفن؟
قد يكون هذا سبباً، لكن في كلّ الحالات هذا أمر إيجابي ولا أجد فيه مشكلة. خصوصاً أن الإفادة لا تطال الفنان فقط، بل عشرات العائلات والموظفين الذين يجدون فرص عمل إضافية في مشاريع مماثلة. بعض الفنانين لا يعلنون وآخرون لا يجدون مانعاً. وبات معلوماً طبعاً أن البعض يعمل في العقارات وآخرين يملكون مطاعم ومرابع، منهم فضل شاكر وراغب علامة وعاصي الحلاني، وقبل سنوات مضت جورج وسوف، إضافة إلى الفنانة أمل حجازي التي افتتحت أخيراً مطعمها الخاص، وقد دعتني لحضور الإفتتاح لكني اعتذرت بسبب وجودي في سورية لتصوير كليبي الجديد. لكني باركت لها وأبارك لها مجدداً كما أني سأزورها في المطعم قريباً جداً إن شاء الله.
- أذكر أنك في العام الأول لدخولك مجال الغناء كنت تقولين أنك تحلمين بافتتاح مشروع مماثل بإسمك. أين أصبح هذا الحلم؟
عندما دخلت مجال الغناء كانت أحلامي كثيرة جداً ولا حدود لها، وكنت أقول سأقوم بكذا وكذا. لكن في الوقت الحالي صرت حريصة أكثر ولن أقوم بأي مشروع لا يناسب صورتي. لا مانع من تنفيذ أي مشروع لكنه طبعاً سيأتي بعد دراسة.
- أتيت على ذكر فضل شاكر وراغب علامة ومعروف أنك تحيي معهما حفلات دائماً. هل اطّلعت على الخلاف بينهما أو تدخلت بطريقة ما؟
علمت بموضوع الخلاف من الإعلام لكني لم أتدخّل طبعاً، فهو خلاف شخصي بين رجلين وقد لا يحق لي التدخّل أساساً. كما أعتقد أنه يفترض تركهما دون تدخّل كي ينتهي الخلاف بعد أن تكون النفوس قد هدأت. لأنه مع بداية أي خلاف يكون الشخص متوتراً وفي غضب شديد، لهذا أي كلام قد نقوله سيكون دون معنى. أتمنى طبعاً أن ينتهي الخلاف، ففضل شاكر فنان كبير وخلوق وحساس وكريم ومضياف ولديه عائلة رائعة وأنا شخصياً احبه كثيراً، وأيضاً راغب. لكني شخصياً لا أتدخل في مواضيع مماثلة إحتراماً لخصوصية كليهما.
- أنتِ أيضاً ارتبط إسمك بخلافات مع بعض الفنانين؟
(تجيبني بسؤال) مثل من؟
إليسا على سبيل المثال!
لم يكن هناك خلاف بكلّ معنى الكلمة، بل يمكن القول إنه جفاء. لا نتحدث على الهاتف ولا معايدات بيننا، لكن إن التقينا وكان هناك مجال للتحية لم لا، لكن لا أعتقد أنني سأسلّم على شخص إذا شعرت أنه يجافيني. ما حصل أنها قامت بفعل وأنا قمت بردة فعل، لكن الأمور كانت مضخّمة بشكل يفوق الواقع والحقيقة. في النهاية إليسا فنانة لبنانية وأنا كذلك، ولا أحب أن يُقال إننا على خلاف لأن كلمة خلاف أكبر من الذي بيني وبينها. لكنها تأتي على ذكري في وسائل الإعلام بشكل مستفزّ أحياناً، فأردّ عندما يسألونني وأنا لست «هينة» في ردودي. كمثل ما حصل عندما قالت عني وعن نوال الزغبي أننا إذا حملنا عصا سحرية قد نسعى إلى إخفائها. لم أستطع إلاّ أن أرد حينها وقلت إنها مخطئة كثيراً لأنها ليست في بالي. أعتقد أن الإنسان يفكّر أن الآخرين لا يحبّونه لأنه هو لا يحبّ الناس.
- سأتوقف عن السؤال عنها كي لا يتجدد الخلاف!
(تضحك) «بيكون أفضل».
- نريد أن نسألك عن الكليب الذي صوّرته أخيراً في سورية؟
صوّرت أغنية «إنت تاني» ضمن قصة جميلة من التاريخ، عن قيصر يُغرم بشابة من عامة الشعب فتخاف بسبب مركزه وقوة سلطته، لكنها تغني له بعد ذلك عندما تنشب خلافات بينه وبين عائلته. التصوير تم مع محمد سامي، وهو مخرج مصري بارع جداً وموهوب، وقام بدور القيصر معي الممثل تامر هجرس الذي كان مميزاً في التصوير وأشكره من كلّ قلبي. والكليب يعرض قريباً إن شاء الله ولن يكون حصرياً لأحد بما أن ألبومي الأخير لا يزال حصرياً لصالح «مزيكا».
- ألن يكون حصرياً لروتانا؟
كلا، هذه الأغنية من إنتاجي وستصدر منفردة وليس ضمن ألبومي المقبل مع روتانا. وبالمناسبة وعدتني روتانا بتوزيع كليباتي على كل الشاشات الأخرى بعد أن يكون حصرياً لها لفترة معينة. عقدي مع روتانا ينصّ على تنفيذ ثلاثة ألبومات، ومع أغنيتي الجديدة «إنت تاني» أدخل مرحلة جديدة في أسلوبي الغنائي، أي نقلة نوعية مختلفة سأسير عليها في أعمالي المقبلة تماماً كما حصل في ألبومي الماضي الذي أدخلني مرحلة متطورة موسيقياً وغنائياً. ألبومي الماضي كان رائعاً جداً ولا أزال أشعر بصعوبة كبيرة في إيجاد أغنيات أجمل وتضيف إليّ حقيقة كما في الألبوم الأخير لما حمل من مواضيع مميزة وألحان رائعة.
- قرأنا في الصحف أن مرافقيك الشخصيين تعرّضوا بالضرب والشتم للمصوّرين الصحافيين الذين زاروا موقع تصوير الكليب في سورية...
هذا غير صحيح. ومنذ متى أتعامل بهذه الطريقة مع الصحافيين أو سواهم، وهذا معروف عني أساساً.
- المصوّر دافيد عبدالله قال إن فريق الإنتاج أخذ الكاميرا من أحدهم ومسح الصور لأنه صوّر خلسة رغم أنهم تمنّوا على الجميع عدم التصوير؟
لا أعتقد أنه يمكن لأي صحافي أن يُعرّف عن نفسه على أساس أنه صحافي ويتعرّض للشتم والإهانة، هذا غير منطقي. أنا لم أعرف تفاصيل ما جرى، لكن إن كان أحدهم قد صوّر خلسة وهو يختبئ في مكان ما، من الطبيعي أن يمنعوه من التصوير. أنا أحترم الصحافة وكل من هم معي يعرفون ذلك ويدركون أنه ممنوع منعاً باتاً معاملة الصحافيين بطريقة فظّة. ما أذكره أن مدير الإنتاج أخبرني لاحقاً أن كاميرا روتانا حضرت إلى التصوير لكنهم طلبوا منهم عدم تصوير المشاهد التي تُظهرنا نرتدي الملابس التاريخية، لكنهم صوّروا الممثل تامر هجرس الذي يشاركني الكليب وهو يرتدي ملابس التصوير، فغضب مدير الإنتاج وهذا من حقّه، لكن لم يتطوّر الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، وما ذُكر في وسائل الإعلام مبالغ فيه. وبالمناسبة صوّرنا في مكان أثري رائع جداً ويعجّ بالسيّاح، وأشكر السوريين على معاملتهم المميزة لي ولكل أعضاء فريق العمل.
- كنتِ ممنوعة من دخول سورية؟
كلا، ولماذا سيمنعونني؟ كان مجرّد شوشرة من نقيب الفنانين السابق والكلّ يعرف الموضوع. لي صداقات وذكريات كثيرة في سورية وهو بلد أحترمه كثيراً.
- لماذا اخترتِ مخرجاً جديداً رغم نجاحك مع يحي سعادة؟
نجحت مع يحي ومع ليلى كنعان أيضاً وسأُعيد التعاون معهما. لكني رغبت في التجديد وأُعجبت كثيراً بموهبة محمد سامي بعدما شاهدت أعماله في الإعلانات، وهي المرة الأولى التي يصوّر فيها كليباً. (تضحك ثم تقول) لكن أتمنّى ألاّ يصبح منشغلاً طوال الوقت عندما أطلبه لاحقاً.
- من تلطشين؟ سعيد الماروق؟
(تضحك) كلا أبداً، سعيد مخرج رائع وصديق عزيز وصوّر لي واحداً من أجمل كليباتي على الإطلاق، وأتمنى فعلاً أن أتعاون معه من جديد لأني أحبّه على الصعيدين الإنساني والمهني وكليباته تحمل إبهاراً وخصوصية. لكن بالفعل هو دائم الإنشغال، لهذا لا أطلب منه تصوير كليب عندما أحدّثه عبر الهاتف.
- إسم سعيد الماروق كان مطروحاً لتصوير الفوازير؟
كان هناك أكثر من إسم ومنها إسم يحي سعادة لتصوير المقدمة وسامح عبد العزيز لتصوير الحلقات. دون شك يسعدني أن يكون سعيد معي في الفوازير، لكني شخصياً أفضّل أن أصوّر معه فيلماً سينمائياً لأنه محترف وموهوب.
- هل تحدثتما عن فيلم يجمع بينكما؟
تطرّقنا إلى رؤوس أقلام حول فكرة تجول في رأسه، لكننا لم نقرر شيئاً بعد. وبالمناسبة فرحت وشعرت بالفخر عندما علمت أنه عمل في الفيلم العالمي Transformer 2 وأتمنى أن يحقق ما هو أبعد من ذلك لأنه فعلاً يستحق، ونحن فخورون به كلبنانيين.
- لماذا تأجّلت الفوازير؟
(مازحة تقول) جيد أنها تأجّلت في رمضان، «في أكتر من ١١٠ مسلسلات» عدا برامج الحوارات. الوقت كان ضيقاً جداً ولم نتمكن من ذلك، وقد وعد المنتج بالتزامات كثيرة لم يُنفّذ منها شيئاً، وأتحفّظ عن ذكر الأسباب الأخرى. لكن أستطيع القول أنه كي أصوّر عملاً ضخماً كالفوازير ويكون على المستوى المطلوب ويُرضي طموحاتي، بالتأكيد أحتاج إلى عشرة أشهر للتحضير لا إلى شهرين.
- لماذا أعلنت عن الموضوع طالما لم تكوني واثقة؟
أنا لم أعلن عن شيء بل هم من فعل ذلك، وبعدما تسرّب الخبر للمرة الأولى على شاشة روتانا كان الكلّ يتصّل وأنا لم أكن أجيب بنعم أو لا بل ضحكت، ففهم الناس أن الجواب هو نعم، وهم أكّدوه. كنت أقول دائماً للمنتج أن الوقت يمرّ وقد لا نتمكّن من تنفيذ شيء، لكنهم كانوا يطمئنونني ويقولون لي Don't worry سنتمكن من التصوير في الوقت المحدد. لهذا تولّدت لديّ ثقة بأننا بالفعل سنطلّ على الناس من خلال الفوازير هذا العام... ومضى الوقت ولم يحصل شيء. كان يمكن تنفيذ ذلك في حالة واحدة، وهي إستحضار شبيهاتي والتصوير معهنّ.
- ذكرت أن هناك أسباباً تتحفظّين عن ذكرها. هل هذا يعني وجود خلاف مع منتج الفوازير؟
هو ليس خلافاً، لكني كنت أتمنى لو تعاملوا مع الموضوع بجدّية وحرفية أكثر، لأن هناك إسمي في الموضوع، واسمي ليس سهلاً. هو مشروع ضخم وكبير وفي حاجة إلى تحضير، ولم أفهم ما كان الداعي لذكره طالما أنهم لم يكونوا مستعدّين. هذا عدا عن الزوبعة التي حصلت بشأن المقارنة مع نيللي وشيريهان اللتين أحترمهما كثيراً... كنت في غنى عن هذا الجدل الكبير وكنت أفضّل عدم وضع إسمي في هذا الموقف، والإعلان ثم التأجيل.
- من الطبيعي أن يحصل جدل بمجرّد ذكر إسم هيفاء وهبي؟
(تضحك) ترافق الجدل مع أمور كثيرة منها الفيلم وزواجي وتجديد العقد مع شركة روتانا الخ... لكني أعود وأقول إن هناك أسباباً أتحفّظ عن ذكرها.
- ألهذه الأسباب علاقة بالمنتج؟
بل لها علاقة بمطرب حاول التأثير على المنتج.
- هو المطرب ذاته الذي حُكي في وسائل الإعلام أنه رفض حضور حفلة زفافك؟
لا أعرف. لكن هذا المطرب كان سيحضر وأكّد حضوره، حتى أنه اختار الطاولة التي سيجلس إليها، لكن في اللحظة الأخيرة لم يحضر عندما علم أن راغب علامة وأناستازيا سيحييان الحفلة.
- أي مجرّد غيرة؟
قصة غيرة مِن وعلى.
- هذا المطرب هو نفسه الذي أثّر على المنتج؟
أفضّل أن تسألي المنتج عمر عفيفي.
- لكن إن كان هناك عقد مبرم لن يتمكن أحد من التأثير على أحد!
(تضحك ثم تقول) أتمنى أن تقرئي العقد وتطالبي لي بحقوقي.
- أي تطوّر الخلاف؟
كلا لم يتطوّر، لكني أستغرب من هذا المطرب الذي يريد أن يتدخّل في كلّ شيء له علاقة بي، (تقول باستهزاء) حتى أنه «صغّر عقله» ووضع «تاتو» على كتفه مثلي...
- لكن ما السبب؟ لا منافسة بينكما خصوصاً أنك فنانة وهو فنان؟ ولماذا سيفعل كل هذا؟
لا أعرف «حاططني براسو». ولهذا أستغرب، أنا مطربة وهو مطرب يغني منذ ثلاثين سنة... تخيّلي. ماذا يريد مني كي يقول للمنتج «إنت مجنون؟ سيبك من الفوازير وتعال نعمل مشروع مع بعض!». رغم أنهما نفّذا مشروعاً معاً في وقت سابق وفشل، ماذا يريد مني...
- ما هو المشروع الذي نفّذه وفشل؟
(تضحك) «خلاص كفى مشاغبة، ومرري الموضوع على خير دون أسئلة إضافية».
- كيف حال زوجك أحمد؟
بخير والحمدلله.
- شائعات الطلاق ملأت الدنيا أخيراً وقيل إن زوجك سيترشّح لمنصب نيابي ولهذا عائلته تضغط عليه؟
«يه يه يه» لهذه الدرجة؟ موضوع النيابة جديد بالنسبة إليّ، والحمدلله كلّ يوم هناك أخبار جديدة... ما هذا الكلام الفارغ! نفيت شائعة الطلاق بطريقة الإستهزاء لأنه من غير المنطقي أن نجد أناساً يسألون عن الطلاق بدلاً من أن يباركوا لنا.... ليقولوا ما يريدون، لم يعد يهمّني.
- قيل إن حفلاتك الكثيرة تزعج زوجك لأنك بسببها تهملينه؟
أحييت حفلتين مع فضل شاكر وأخريين مع راغب علامة، كما أحييت أخيراً حفلة رائعة في مونتي كارلو عن طريق المتعهد طوروس سيرانوسيان، ولا تزال أصداؤها تتردد في كلّ مكان وزوجي كان معي هناك. ثم ما هي فترة الغياب لإحياء حفلة؟ ساعتان إن كنت في مصر، ويوم واحد إن كنت مسافرة. ثم ما دخل كل هؤلاء في حياتي ليستنتجوا إن كنت متفرّغة لزوجي أم أُهمله...؟ هذا مضحك صراحة وحشريتهم صارت لا تطاق.
- تنزعجين من تدخّل الصحافة؟
بحكم أني نجمة من الطبيعي أن تسأل الصحافة عني وعن أخباري، واحمد يعرف أنه تزوّج فنانة والكل يريد أن يعرف، لأن بعضهم يستفيق صباحاً ويسأل نفسه: ماذا سنكتب اليوم عن هيفاء؟ تماماّ كما يسألون مثلاً عن أهم لاعب كرة قدم.
- أنت أهم «ماذا»؟
أنا لا أقول، بل أدع الناس يقولون. لكني في نظر نفسي شخص مهم على الصعيد الإنساني قبل المهني، وأثق بنفسي وأعتقد أني مهمة أيضاً في نظر الناس لأن محبتهم هي التي صنعتني وجعلت مني «ديفا». لكن أنا وزوجي لم نعد نقرأ سوى المجلات المحترمة والصديقة التي تكتب بحرفية وتنتقد بمحبة دون تجريح واختلاق أكاذيب، وقد اتخّذنا قراراً بعدم إدخال أي مجلة تزعجنا وتضايقنا.
- هل هو قليل عدد المجلات المحترمة والصديقة؟
لا أعتقد ذلك. وأرى أن الجمهور ملّ من صحافة الفضائح وصار الرواج الأكبر للمجلات المحترمة.
- ماذا عن الصلح بينك وبين الإعلامية نضال الأحمدية؟
لم نعد مختلفتين أنا وهي. من ناحيتي لا أكنّ أي مشاعر سيئة تجاهها، بل نيتي صافية معها ومع كلّ الناس.
- ومع سواها؟
(تضحك) بالتأكيد لا، وهل مطلوب مني أن أفتح حرباً! «الحمدلله أنا ما عندي مشاكل مع حدا»، لكن إن كان هناك أشخاص لديهم مشكلة معي «يصطفلوا».
- «دكان شحاتة» أحدث جدلاً واسعاً قبل إطلاقه وبعده. هل يمكن القول «هيفاء قبل الفيلم وبعده»؟
طبعاً، «مليون بالميّة».
- ماذا بعد الفيلم؟
أعطاني الفيلم رتبة ممثلة بامتياز، ولا يمكن أن أنسى شخصية «بيسة» التي مثّلتها لأنها قدّمتني إلى عالم التمثيل من بابه العريض، إضافة إلى أن الشخصيّة نفسها أثّرت فيّ كثيراً عندما قرأت السيناريو ولهذا قدّمتها بصدق وبدوت حقيقية من خلالها. الحمدلله نجحت في إضفاء الروح والحياة على شخصية «بيسة» وفي الإبتعاد كلياَ عن شخصيتي.
- هل تشبهك؟
ربما في بداية الفيلم، فهي شخص لديه مشاعر طفولية وفيه طيبة كبيرة، وفي الوقت ذاته تتمرد في منتصف الفيلم، ولهذا أعتقد أنها تشبهني في تمرّدها على الواقع. لكن هذا لا يعني أن أيّ شخصية سأمثّلها يجب أن تشبهني بالضرورة كي أجسّدها ببراعة. الناس يسألون الممثل إن كانت الشخصية تُشبهه فقط إذا قدّمها بصدق، بمعنى أنهم صدّقوه في هذه الشخصية إلى درجة الإعتقاد بأن هذه صفاته الأساسية، لكن هذا ليس شرطاً.
- قلت إنها تشبهك في تمرّدها. متى تمرّدت؟ وعلى أي واقع؟
هي تمرّدت على واقع رفضته عندما أرادوا وضعها في مكان هي لا تريده.
- لهذا نسأل على أي واقع تمرّدت أنتِ؟
شعرت بأني مكانها وتأثرت بها كثيراً.
- هل هذا تهرّب من الجواب؟
كلا أبداً، لكن ما أريد قوله أن «بيسة» رفضت ما لا تريده بصوت عالٍ، وأنا كنت أعتقد أن هناك أموراً لا أستطيع رفضها أو ممنوع أن أقول «لا»، فلم أعرف كيف أتمرّد أو أن الرفض ممكن.
- وكيف اكتشفت أن هذا ممكن؟
مع مرور الأيام والظروف.
- بعد نجاحك؟
طبعاً، إضافة إلى أن تشجيع الناس والمحيطين بي منحني دفعاً قوياً وثقة كبيرة بالنفس للإستمرار، في مقابل كلّ ما كان يمكن أن يعرقل مسيرتي.
- ماذا تقولين لخالد يوسف مخرج فيلم «دكان شحاتة»؟
أقول له شكراً لأنه وضعني على طريق التمثيل الحقيقي.
- كُثر من الفنانين ذكروا أنهم فوجئوا بأدائك في الفيلم وأثنوا عليه ومنهم سيرين عبد النور وميريام فارس!
أشكرهم جميعاً. سيرين فنانة مميزة ولا ينقصها شيء من الذوق، وأيضاً ميريام فارس وقد سُعدت بنجاحها لأنها تستحق. وبالمناسبة، كُثر من الفنانين أيضاً إتصلوا بي هاتفياً وهنأوني، منهم تامر هجرس وأحمد السقا وإسعاد يونس ومحمود سعد وغيرهم. لكني أعتب في مسألة واحدة، هي أني وفريق العمل جُلنا في عدة دول لحضور حفلة الإفتتاح باستثناء بلدي لبنان. وقد تسرّب الفيلم قبل صدوره ولم يقيموا المؤتمر الخاص بالفيلم في بيروت كما وُعدنا. نجاحي في بلدي كان متوقعاً وربما لا يريدون لي ذلك لأني نجحت كثيراً خارجه.
- أليست هذه مسؤولية الشركة المنتجة؟
خالد يوسف هو الذي يقرر.
- هل يُعقل أنه لا يريدك أن تنجحي في بلدك في فيلمه هو؟
كلا، ليس هذا. لكني لم أجد أي تفسير أو مبرر لعدم إقامة الحفلة في لبنان.
- أي عاتبة على خالد يوسف؟
كلا وما ذنبه هو، لكن كان يجب أن نقيم حفلة افتتاح في بيروت.
- حددي لنا الجهة المسؤولة؟
(تضحك) التزوير وتسريب الفيلم على «دي في دي».
- التزوير يحصل في كلّ شي وهو ليس مبرراً لإلغاء حفلة الإفتتاح؟
لا أعرف، لكني كنت مستعدة لإقامة الحفلة وحدي في بلدي بعدما قرروا ألا يحضروا معي، لكن لم يكن لائقاً أن أفعل ذلك ولهذا لم أكمل معهم الجولة في بلدان أخرى.
- هل هي غيرة ممثلين؟
لا أعرف.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024