تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

محمد رجب

رغم أنه لا يميل إلى مسلسلات السيرة الذاتية لم يتردد في قبول مسلسل «أدهم الشرقاوي» لأسباب يفصح عنها هنا. إنه النجم الشاب محمد رجب الذي التقيناه فاعترض على المقارنة التي أجراها البعض بينه وبين النجم الكبير عبد الله غيث وتكلم على رفضه الاستعانة بدوبلير الأمر الذي كاد يكلفه حياته، ومشاكل دوللي شاهين وعلاقته بنسرين الإمام. وتحدث أيضاً عن زواجه الذي حصل بعيداً عن الأضواء... التفاصيل في هذا الحوار:

- ما الذي دفعك إلى قبول دور أدهم الشرقاوي؟
طوال حياتي وأنا أسمع الكثير عن شخصية هذا البطل الشعبي العربي مما جعلني أفكر فيه كثيراً وأعتز بكونه مصرياً وعربياً مثلي. وذات يوم كنت أشاهد الفيلم الذي قدمه النجم الكبير عبدالله غيث عنه والذي تم تصويره في فترة السبعينات ووجدت نفسي مبهوراً به وتمنيت أن أقدم دور أدهم الشرقاوي الذي قدمه عبد الله غيث ولكن بطريقتي الخاصة. و لم يمر الكثير على هذه الواقعة حتى فوجئت باتصال هاتفي من الشركة المنتجة تطلب مني القيام ببطولة المسلسل فشعرت بسعادة كبيرة جداً، ولكن في الوقت نفسه بدأت أشعر برعب وقلق شديدين من حجم هذه مسؤولية تقديم الأسطورة التي قدمها من قبلي النجم عبدالله غيث.

- كيف كان استعدادك للشخصية؟
شاهدت فيلم «أدهم الشرقاوي» عشرات المرات ودرست سيرته الذاتية وحاولت معرفة بعض الحقائق عنه وعن بطولاته وأطباعه الشخصية بتفاصيل أكثر، إضافة إلى السيناريو المميز الذي كتبه المؤلف محمد الغيطي معتمداً على حقائق ومعلومات موثقة ومراجع  لسيرة  الرجل الحقيقية دون تزييف للحقائق.

- لكن البعض اتهمكما أنت ومؤلف الفيلم بتزييف الحقيقة وإظهار أدهم الشرقاوي كبطل قومي وملاك، وهو في الحقيقة لص كبير وقاطع طريق؟
هذا الكلام ليس له أساس من الصحة وهذه الصورة الخاطئة من صنع الاحتلال الإنكليزي لأنهم كانوا يعارضون وجود أي  مناضل وطني مثقف.

- هناك دلائل على أن أدهم متورط في عمليات سرقة كثيرة؟
أدهم الشرقاوي من عائلة ثرية جداً ولم يكن يحتاج إلى سرقة أموال الآخرين. وهذه المعلومات تأكدت منها كما تأكدت أنه كان يأخذ بالفعل أموال الأغنياء لكن ليس طمعاً بها لنفسه ولكن ليمنحها  لفقراء بلدته والمحتاجين فيها. وهذه هي الحالات الوحيدة التي كان يتعدى فيها أدهم الشرقاوي على أموال الغير.

- من أين حصلت على هذه المعلومات وكيف تأكدت من صحتها؟
اطلعت على مراجع موثقة تؤكد صحة ما أقوله، بالإضافة إلى شهادة عمدة البلدة التي نشأ فيها. وسيرة أدهم الشرقاوي يعرفها الوطن العربي كله، فهو رمز للرجولة والشهامة.

- الفنان عبدالله غيث قدم الدور من قبلك وكان في غاية النحافة، فهل كان أدهم الشرقاوي قريب الشبه منك أم منه؟
عثرت على صورة حقيقية لأدهم الشرقاوي ووجدت أن أدهم ليس بالصورة  التي انتشرت أخيراً عنه إذ قالوا إنه مفتول العضلات وطويلاً جداً وضخماً. الحقيقة أنه كان في طولي كما أنه بدأ النضال في عامه الخامس والعشرين أو السادس والعشرين وتوفي في عامه الخامس والثلاثين. وبالتالي فأنا الأقرب إلى أدهم الشرقاوي من عبدالله غيث من حيث الطول والمرحلة العمرية وشكل الجسم والهيئة. واستطيع القول إن أدهم الشرقاوي كان يشبهني.

- هل شاهدت المسلسل الذي قدمه الفنان عزت العلايلي عن أدهم الشرقاوي؟
 للأسف لم تتح لي فرصة مشاهدة المسلسل الذي تم تقديمه في فترة الثمانينات .

- هناك مقارنة بين أدائك وأداء  الراحل عبدالله غيث وهي ليست في مصلحتك، ما تعليقك؟
هذه المقارنة  ظالمة جداً لي لأن عبدالله غيث نجم عملاق لا يجوز أن يتخيل أحد أنني أنافسه على تقديم دور أدهم الشرقاوي ولن أرضى أن أكون طرفاً فيها لأنني من عشاق هذا الفنان الكبير الذي كان موهبة خاصة ولا يمكن تكرارها ولا يجوز مقارنته بأي فنان آخر.

 

- الفيلم الذي قدمه عبدالله غيث عن أدهم الشرقاوي كان مناسباً لعصره ولكن البعض يرى أن هذا المسلسل لا يصلح لعصرنا وظروفنا المتطورة؟
على العكس فنحن مازلنا في حاجة إلى بطل مثل أدهم الشرقاوي بل ازدادت حاجتنا إليه. لذلك كان لي شرف تقديم عمل يحكي سيرة بطل بهذه المواصفات ليكون قدوة للشباب ويكون مسلسلي مرجعاً جديداً يخلد مسيرة هذا البطل. وأرى أن الفترة الحالية تناسب تماماً هذا المسلسل لأننا مازلنا نعاني من الظلم والقهر، فمازالت هناك فروق طبقية بين الأثرياء والفقراء وكادت تتلاشى الطبقة المتوسطة. وهناك فجوة أخرى في الرواتب والدخول مما يجعلنا نبحث عمن يأتي لنا بحقوقنا أو يشجعنا على ضرورة أخذها.

- ما الذي يتميز به مسلسلك عن فيلم «أدهم الشرقاوي»؟
مع احترامي للفيلم  وحبي له فإنه كان يتحدث فقط عن أدهم الشرقاوي ببعض مراحله وملامحه وليس بكل التفاصيل التي قدمتها في مسلسلي عن حياته بالكامل على مدار اثنتين وعشرين ساعة متواصلة تحدثت فيها عن كل من عاصروا هذه المرحلة وعاشوا مع أدهم الشرقاوي، من ساعده ومن كان ضده ومن أحبهم ومن عاش معهم ومن أحبوه ومن كانوا أعداءه  في هذه المرحلة، وذلك بعكس الفيلم الذي لم تزد مدته على ساعتين فبالتأكيد حجم المعلومات والدراما والأحداث أكبر في مسلسلي.

- تقدم نسبة عالية جداً من «الأكشن» خلال الأحداث. ألم تخش من عدم تقبل جمهور المنازل لها بعكس جمهور السينما الذي يحب «الأكشن»؟
 قدمت «أكشن» تزيد مدته على عشر ساعات كاملة في حين أن «الأكشن» في أفضل مسلسل لا يزيد على نصف ساعة وكانت مشاهد كلها خطيرة ومتقنة جداً ومؤثرة في الأحداث بشكل لافت أثار إعجاب الجمهور.

- هل صحيح أن غضب  دوللي شاهين كان بسبب حذف بعض مشاهدها في المسلسل؟
دوللي شاهين كانت تقوم بدور مهجة الحبيبة الأولى لأدهم الشرقاوي وكانت مشاهدها مكتوبة بعدد معين ولكنها طالبت بزيادة عدد المشاهد، وبالفعل هذا ما حدث ولا أعتقد أن مشاهدها حذفت كما تدعي، خاصة أن أفراد فريق العمل هدفهم الأول هو مصلحة المسلسل ليخرج بشكل لائق يتناسب مع إسم هذا البطل الشعبي.

- لكنها  قالت في أحد البرامج  إن نسرين الإمام وراء حذف هذه المشاهد لأنها على علاقة بالمنتج وبطل المسلسل يعرف ذلك، فما ردّك؟
ليس عندي علم بما تقوله دوللي وليست لي علاقة بالفنانة نسرين الإمام ولست طرفاً في هذه المشاكل. أنا لا يهمّني سوى مصلحة العمل وليست لي سلطة أن أحذف مشاهد أو أزيد مشاهد لمصلحة ممثلة على حساب أخرى. ولكن الحقيقة أن دوللي صورت كل مشاهدها ولا أعرف سبب هذه الاتهامات والهجوم الذي تشنه علينا.

- قالت إنك رشحتها لبطولة المسلسل بعدما شاركتك بطولة فيلمك «المش مهندس حسن» ومن بعدها أصبحتما صديقين؟
المؤلف محمد الغيطي هو الذي رشح دوللي شاهين لتشاركني بطولة فيلم «المش مهندس حسن» الذي حقّق نجاحاً كبيراً وقد نالت دوللي شاهين إعجاب المخرجة منال الصيفي. الحقيقة أنني لم أرشحها  لبطولة المسلسل لكن المؤلف هو الذي رشحها في الأساس لأنني كنت قد وقعت عقد البطولة لهذا المسلسل منذ عام كامل.

- هناك انتقاد  لطريقة أدائها، فما رأيك أنت؟
أرى أنها بذلت مجهوداً كبيراً في هذا العمل، ومع ذلك من الطبيعي أن تتفاوت الآراء فهناك من يرى أن دوللي حققت نجاحاً في هذا الدور وهناك آراء أخرى عكس ذلك .

- ما  أوجه الشبه بينك وبين أدهم الشرقاوي من حيث الصفات الشخصية؟
الرجولة والشهامة اللتان تميزان أدهم الشرقاوي هما صفتان أساسيتان في شخصيتي لأنني نشأت في حارة شعبية وتعودت على أخلاق أولاد البلد، أحافظ على حقي وفي الوقت نفسه لا يمكن أن أنسى حقوق الآخرين... مرة عندما كنت أعمل مساعد مخرج وجدت أحد أصدقائي يتعرض للظلم، ورغم ضيق الحال وحالة الفقر التي كنت أعيشها لم أتردد لحظة واحدة في أن أترك العمل الذي كان مصدر رزقي الوحيد تضامناً مع صديقي.

 

- لماذا لم تستعن «بدوبلير» رغم خطورة المشاهد؟
الحقيقة أني واجهت خطر الموت في أحد المشاهد، وهو مشهد القطار حين ذهبت لأحضر نقوداً من أحد البنوك لمساعدة الفقراء متخفياً في ملابس الجنود، وحدثت مطاردة صعبة جداً سقطت خلالها من القطار وكدت أموت لولا العناية الإلهية. والواقع أني صوّرت مشاهد خطيرة عدّة، ولكني لا أحب فكرة الدوبلير حرصاً على إرضاء الجمهور وحفاظاً على المصداقية.

- هناك كثر انتقدوك وقالوا إن ملامحك وطبيعة شخصيتك لا تؤهلك لتقديم شخصية أدهم الشرقاوي؟
سمعت هذا الكلام كثيراً، ولكن الحمد لله ردود فعل الجمهور ونسبة المشاهدة والإعلانات العالية جداً التي تصدرت المسلسلات كلها في رمضان أكدت لي أنني نجحت وأقنعت الجمهور.

- لماذا غبت عن التلفزيون خمس سنوات متتالية؟
لا أنكرأن للتلفزيون فضلاً كبيراً عليّ، فبعد مشاركتي في بطولة اثنى عشر فيلماً تم حصري خلالها في أدوار الشر كنت أتمنى أن أخرج من هذه الأدوار، والحمد لله ساعدتني النجمة يسرا في أن أحصل على أفضل فرصة في حياتي في مسلسل «لقاء على الهوا» حيث قدمت دوراً رومانسياً كوميدياً خفيفاً ونجحت. عندها فتحت السينما لي ذراعيها وبدأت أقدم أفلاماً ناجحة منها «كلاشينكوف» و«المش مهندس حسن». وخلال هذا الوقت كنت أحلم بالعودة إلى التلفزيون ولكن لم أجد العمل المناسب. بعد ذلك فوجئت بالمنتج تامر مرسي وحسام شوقي يتصلان بي ويقولان لي لدينا ثلاثة مسلسلات عليك أن تختار من بينها ما تريد تقديمه، وبالفعل لم أتردد لحظة عندما وجدت «أدهم الشرقاوي».

- هل يمكن أن تقدم مسلسل سيرة ذاتية مرة أخرى؟
الحقيقة أنني لا أحب هذه النوعية من المسلسلات لأنني أشعر بأنه محكوم عليَّ بالفشل. ولو عرضت عليَّ أي شخصية أخرى غير أدهم الشرقاوي لما قبلتها، والسبب أن أدهم لم يره أحد ولم يعرف ملامحه الكثيرون، لذلك شكل فرصة كبيرة لأن أقدم عملاً ناجحاً إذا بذلت المجهود المطلوب. ولكن عندما تكون الشخصية لنجم معروف او شخصية عامة تجد المشاهد ينفصل عن أدائي بالتركيز مع الشخصية الأصلية التي يعرفها هو جيداً مما يضيع كل مجهودي ويظلّ الممثل هو محمد رجب وتظل الشخصية التي أجسّدها معروفة لدى المشاهد ولن يصدقني أبداً، لذلك أعترض على هذه النوعية من مسلسلات السير الذاتية، ولذلك أيضاً اعتذرت عن عدم القيام بدور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع المخرج باسل الخطيب.

- مررت بمراحل وظروف صعبة جداً حتى وصلت إلى دور البطولة المطلقة، فهل تقبل أن تعود إلى دور السنيد مرة أخرى؟
أكون كاذباً إذا قلت نعم، فالمنطق يقول إن الانسان المجتهد يتقدم. وبالتحديد أنا لي قصة مختلفة لأني تعبت جداً خلال مشواري الفني لكي أصل إلى النجاح، ويكفي أنني ظللت لستة أعوام أعمل «كومبارس» وكثيراً ما كنت أشعر بضيق وحزن على حالي لأنني أعرف أنني أملك موهبة أفضل من كثيرين حولي. وعملت مساعد مخرج و في الاضاءة والديكور ولم أصل إلى ما أنا فيه الآن بسهولة أو من فراغ. لذلك أقول لن أعود إلى دور السنيد لأن الجمهور أعطاني الحق لأكون البطل.

- لماذا تزوجت في هدوء؟
تزوجت أخيراً من فتاة احلامي وهي سعودية واتفقنا على أن تجرى كل الأمور في هدوء دون ضوضاء ولا دعاية وكنت قد سافرت إلى السعودية وعقدنا هناك. وأثناء تصوير المسلسل حصلت على اجازة لمدة ثلاثة أيام وأجرينا ليلة الحنة التي يسمونها «الغمرة» في السعودية. وعدت واستأنفت التصوير وبعد أن انتهيت من تصوير مشاهدي سافرت وأتممت زفافي في حفلة حضرها أهلي والمقربون مني، وبعدها عدت إلى مصر وأقمت حفلة صغيرة حضرها أصدقائي فقط.

- ما  الذي تغير في حياتك بعد الزواج؟
 أصبحت أكثر إستقراراً وراحة خاصة أن التفاهم بيننا كبير. والحقيقة أن زوجتي كانت وجه السعد عليّ.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080