رانيا فريد شوقي
دخلت رانيا فريد شوقي عالم الفن من أوسع أبوابه عندما وقفت وهي طالبة في المرحلة الثانوية على خشبة المسرح القومي، وتوقع لها الجميع النجاح بعد الفيلم الاستعراضي «آه وآه من شربات» لكنها اختفت، على عكس التوقعات، وتأخرت عن نجمات جيلها. في حوارنا معها تتحدث رانيا فريد شوقي عن أسباب ابتعادها عن الفن بعد انطلاقتها الأولى، ولماذا قبلت دوراً لا يناسب نجوميتها أمام أشرف عبدالباقي في مسلسل «أبوضحكة جنان»، وماهي قصة زفافها في «توك توك»، وحكايتها مع بناتها وزوجها مصطفى فهمي، ورأيها في جرأة منى زكي وكيف ستقدم الإغراء، وتفاصيل المسلسل الجديد الذي يحكي قصة حياة والدها.
- ما سر قبولك دوراً صغيراً في مسلسل «أبو ضحكة جنان» أمام أشرف عبدالباقي؟
قبلت العمل مجاملة للمخرج محمد عبد العزيز، فهو صاحب فضل كبير عليّ وأحبه واحترمه جداً ولا أستطيع أن أرفض له طلباً. لذلك وافقت على الدور قبل أن أقرأ السيناريو. وهذا الرجل بالتحديد أقرب صديق لوالدي وحملني وأنا صغيرة، وأنا تعلمت الوفاء من والدي، كما أن الدور يندرج في مسلسل مهم عن نجم كبير من صناع فن الكوميديا في مصر والوطن العربي هو إسماعيل يس.
- إلى أي مدى أدت المجاملات إلى تأخرك فنياً؟
اعترف بأن المجاملات ساهمت في تأخيري، كما أنني بسبب تربيتي ونشأتي أصبحت أشعر بالإحراج عند الحديث في الماديات، لذلك كثيراً ما كنت أعمل دون أن أسأل عن حقي المادي لأنني ابنة فريد شوقي. ولكنني اكتشفت أن هذا خطأ كبير، وأتذكر مثلاً أنني عندما شاركت في بطولة مسرحية «غراميات عطوة أبو مطوة» أمام النجم يحيى الفخراني بدلاً من عبلة كامل وكنت مازلت طالبة في الثانوي وقعت العقد على بياض مع المخرج سعد أردش دون أن أعرف أي شيء عن الأجر، لأنني تربيت على حب الفن ووالدي أفهمني قيمة المسرح القومي وعظمة الكبار الذين وقفوا على خشبة هذا المسرح.
- ماذا سيكون موقفك عندما تتحول حياة والدك النجم فريد شوقي الى مسلسل؟
أقلق من بعض المنتجين والفنانين الذين يستولون على حياة الآخرين خاصة الرموز، وفي الوقت نفسه لا يفكرون في مشاعر أسرة الشخص المعني. أنهم بعيدون كل البعد عن والدي ولا يعرفون أشياء حقيقية عنه. لكن ما أفكر فيه هو أن والدي نجم كبير له قيمة يعرفها العالم العربي كله، وأعماله الفنية يتم عرضها طوال الليل والنهار على القنوات الفضائية، لكن حياته الخاصة لا يعرفها سوى نحن، بناته وأسرته، لذلك أي عمل دون أن نكون نحن صناعه سوف يخرج مشوهاً.
- وماذا سيكون رد فعلك عندما تجدين مسلسلاً باسم فريد شوقي قريباً وربما في رمضان المقبل خاصة أن هناك نجوماً كثيرين يفكرون في المشروع من بينهم الفنان الشاب محمد عبد الحافظ؟
لا أريد التفكير في هذا الأمر حالياً ولكن كل ما أستطيع قوله أنني سأقاضي من يتجرأ ويقدم مسلسلاً عن حياة والدي.
- ولماذا لا تبادرون بتقديم مسلسل عن حياته؟
نحن الآن نعكف على تجهيز سيناريو ضخم جداً عن حياته نكشف فيه الجانب الإنساني غير العادي في حياة هذا الرجل القوي الشهم، وفي الوقت نفسه الإنسان الحنون والفنان الموهوب، ولكن حتى الآن لم نستطع العثور على ممثل يستطيع أن يجسد شخصية فريد شوقي.
- بصراحة ما الذي أخرك عن نجمات جيلك؟
بعد نجاحي في مسلسل «الضوء الشارد» مع ممدوح عبدالعليم ومني زكي انهالت عليّ العروض، وكان يفترض أن استغل هذا النجاح، لكنني وقتها حملت بابنتي الكبري فريدة وبعدها اضطررت أن ألازمها لأرعاها لفترة زادت على تسعة أشهر. ثم فوجئت بنفسي حاملاً للمرة الثانية بتوأمين، لكن الحمل فشل، فساءت حالتي النفسية، كما أصابتني عقدة من زيادة وزني مما جعلني أعتكف في المنزل. وبعدها حملت للمرة الثالثة بابنتي ملك، وكل هذا الوقت الطويل في الحمل والولادة كان سبباً لتأخري فنياً.
- كثير من النجمات يفضلن تأجيل الأمومة والإنجاب حتى يصنعن نجوميتهن، لماذا لم تفكري بهذه الطريقة للحفاظ على نجاحك؟
لأنني مؤمنة بأن الأمومة أعظم شيء في الوجود كله، وهي الرسالة الأسمى والأهم من أي شيء آخر. وعندما أفكر أحياناً في الأربع سنوات التي أمضيتها في الحمل والإنجاب ورعاية بناتي أجد أن الفن له نهاية وهذا النجاح قد يزول وأنا قد أعتزل بين يوم وليلة لأي سبب فهو أمر وارد في أي وقت. أما الأسرة والأبناء فنعمة لا تقدر بثمن، فعندما أتقدم في السن مثلاً من سيقف بجانبي سوى أبنائي الذين اعتبرهم أهم شيء في حياتي.
- لماذا غبت عن السينما كل هذه السنوات مع أن بدايتك كانت فيها بأعمال ناجحة؟
لا أعرف السبب الحقيقي ولكن كل ما عرض عليّ مؤخراً أحسست فيه برائحة أفلام المقاولات، لذلك أرفضه وأفضل أن أظل محافظة على نجاحي في التلفزيون وتقديم أدوار جيدة وأعمال هادفة يحبها ويصدقها المشاهد و أرفض المغامرة باسمي في السينما بعمل لا يليق باسمي ولا اسم والدي.
- أليس السبب في ذلك إصرارك على دور البطولة؟
هذا ليس صحيحاً فأنا أفهم جيداً أنني الآن لست بطلة سينمائية ولا نجمة شباك، لذلك من الطبيعي ألا أطلب دور البطولة. وعلى العكس أوافق على دور البطولة الثانية في فيلم مهم مع النجوم الشباب، ولكن يبدو أنني لا أعجب النجوم الشباب أو أنهم ليسوا مقتنعين بقدراتي الفنية لذلك يتجاهلونني.
- قد يكون سبب استبعادك من ترشيحاتهم رفضك تقديم أدوار الإغراء؟
لا أرفض الإغراء ولكن أقدمه على طريقتي الخاصة دون عري أو قبلات، فهناك طريقة الأداء والنظرة وأدوات كثيرة تستخدمها البطلة لصنع هذه الحالة دون أن تتعرى. وهذا مع احترامي لنجمات كبيرات مثل هند رستم وغيرها من نجمات هذا الفن إلا أن ما يقدمنه كان فناً جميلاً بالرغم من جرأته ولكن تم تقديمه في وقت يناسب ذلك، كان فكر المجتمع كله متطوراً ويقبل هذه المشاهد وهذه الملابس ولكن الآن إذا ارتدت الفتاة ملابس ضيقة تتعرض للنقد والهجوم لذلك أحافظ على اسمي وسمعتي وأبتعد عن هذه المنطقة تماماً.
-لكنك تعرضت للنقد لدى عرض مسلسل «يتربى في عزو» واتهمك البعض بتقديم الإغراء سواء بالملابس العارية أو الرقص؟
هذا المسلسل كان من أجمل الأعمال التي قدمتها في حياتي ودور «إيناس» اعتبرته بالفعل إغراءً ولكنه إغراء راقٍٍ، ومحترم خاصة أن الدور كان يقوم على الأنوثة التي تتمتع بها هذه السيدة وتستخدمها لتحقيق مصالح ومكاسب ومن بينها الإيقاع بالرجال الأغنياء ومن بينهم «حمادة عزو». ونجحت في ذلك دون أن أتعرى ولم أقدم لقطات ساخنة، ومشهد الرقص كان محترماً وبملابسي العادية، ولذلك تعجبت جداً ممن انتقدوني.
- وهل لهذا السبب أيضاً ابتعدت عن أدوار الاستعراض وأصبحت مقلة في حضور الحفلات؟
بالطبع لأنني الآن أكبر سناً وأكثر نضجاً بعكس أيام المراهقة، ففي الماضي كنت أسهر وأرقص وأعيش بانطلاق ولكن هذا كله كان في حياة «بابا» وكان عندي عذر، هو أنني مراهقة وأعيش الدلال على والدي، ولكن حالياً أصبحت مسؤولة وليس لديّ أعذار للقيام بأي تصرف غير لائق. أما بالنسبة الى ادوار الاستعراض فقد اختفت تماماً، ولا يقبل المنتجون عليها خاصة بعد ظهور الفيديو كليب.
- ما الذي حمسك للمشاركة في مسلسل «الحياة لونها بمبي»؟
أعجبني دوري، فهو لطبيبة بشرية من قرية بسيطة جداً وجارها في القرية طبيب بيطري يقوم بدوره مصطفى فهمي. وتحدث العديد من المواقف الكوميدية المضحكة خاصة عندما يتوافد أهل القرية على العيادة البيطرية للاطمئنان الى صحة مواشيهم مما يزيد شهرة البيطري، وفي المقابل تظل عيادتها خالية من الزبائن مما يدل على الاهتمام بالحيوانات بدرجة تفوق الاهتمام بالبشر. والمسلسل يدور في إطار اجتماعي يناقش مجموعة من القضايا المهمة ولكن بشكل مختلف.
- كيف استعددت لشخصية طبيبة في قرية؟
طبيعة الشخصية والمكان الذي تعيش فيه يفرضان السلوك الذي أظهر به، فهذه الطبيبة تعيش في قرية لذلك يكون الماكياج خفيفاً جداً يكاد لا يلحظه المشاهد، بالإضافة الى الملابس الواسعة والشعر الطويل البني الغامق. وهذا يتوافق مع طبيعة الشخصية من حيث جدية مظهرها وبساطتها وتمسكها بمبادئها. ومن خلال الأحداث تتطور العلاقة بينها وبين الطبيب البيطري مصطفى فهمي.
- حدثينا عن مشهد الزفاف الذي جمعك بزوجك الفنان مصطفى فهمي وقت تصوير المسلسل؟
شعرت بأنه عرس جديد، وبالفعل كل فريق العمل كان يحتفل بزفافنا ولكن هذه المرة بطريقة مختلفة اذ تم الزفاف بـ«التوك توك».
- وهل اختلف إحساسك وطريقة تعاملك مع زوجك أثناء التصوير؟
شاركته من قبل تصوير مسلسلين لكن طريقة التعامل بيني وبين مصطفى اختلفت بعد الزواج، فمن قبل كنت أضع حدوداً، كما كنت أناديه بكلمة يا أستاذ، وأقول له حضرتك لأنني كنت أخشى أن أتحدث معه بشكل مبسط حتى لا يظن أنني أحاول إيقاعه في حبي أو شيء من هذا القبيل، وهذه طبيعة تعاملي مع كل الناس حتى لا أضع نفسي في موقف الشبهات وأتعامل باعتباري أماً لبنات وأخشى الدخول في أي علاقة حتى لا يبدأ القيل والقال. والحقيقة «القيل» الواحدة في حياتي كانت عن علاقتي بمصطفى فهمي والحمد لله تزوجنا وانقطعت كل الأقاويل.أما علاقتي حالياً بمصطفى أثناء التصوير فأصبحت أكثر بساطة وصرت أتوقع ردود فعله وأتدلل عليه، ولا يستطيع أن يتهمني بالدلع لأن هذا أصبح حقاً من حقوقي كزوجة.
- ما هي طبيعة دورك في مسلسل «الوديعة والذئاب»؟
أؤدي دور سيدة شريرة تتزوج من رجل ثري يفترض ان يترك لها ثروة كبيرة بعد موته. لكنها تكتشف أن زوجها ترك كل هذه الثروة لسيدة أخرى فتحاول بكل الطرق أن تستولي عليها وتحول دون وصولها لأصحابها. ونظراً لجمالها تستخدم أنوثتها لبلوغ أهدافها.
- ما هو موقفك من الخلاف الذي حدث بين زوجك مصطفى فهمي ومنتجة المسلسل شقيقتك ناهد والذي أدى الى انسحاب مصطفى من العمل؟
الحقيقة أعيش أصعب مواقف حياتي بسبب ما حدث لكن زوجي جنبني حرجاً كبيراً عندما طلب مني ألا أتدخل في هذا الخلاف وأن نعتبر الأمر كله خلافاً بين ممثل ومنتجة، خاصة أنني مرتبطة بكلمة وعقود ومسؤولية مع شركة الإنتاج، ولكن في الوقت نفسه أجد زوجي يغضب وينسحب من المسلسل الذي يشاركني بطولته. وأنا في الوقت نفسه لا أستطيع أن أرضيه وأنسحب تضامناً مع موقفه، لذلك قررت أن أستأنف التصوير رغم إحساسي بالحزن وسوء حالتي المزاجية، لأننا بدأنا التصوير منذ شهر رمضان ولم ننته حتى الآن.
- تجسدين أدواراً فيها شر، ألا تخشين من كراهية الجمهور لك خاصة أن كثيراً من النجمات يهربن من هذه الأدوار؟
لماذا أخشاها وهى من أحلى الأدوار وأكثرها تميزاً ووضوحاً في العمل الدرامي بدرجة تفوق حتى الأدوار الرومانسية. والجمهور يحبني ويصدقني أثناء تجسيد هذه الأدوار. ورغم كوني من أكثر الفنانات اللواتي قدمن أدوار الشر فإنني أبرع أيضاً في الأدوار الرومانسية والعادية.
- أصبحت أكثر رشاقة وإشراقاً من ذي قبل، هل السر هو الزواج؟
ما لا يعرفه أحد هو أنني طوال عمري أتمتع بوزن مثالي جداً لكن ما يظهر على الشاشة هو وزني بعد زيادة خمسة كيلوغرامات تتسبب بها الكاميرا. ولكن لا أنكر أنني أصبحت أعيش حياة أكثر استقراراً وسعادة بعد زواجي من مصطفى فهمي.
- ما السر وراء النيولوك الجديد؟
أحاول أن أقضي على الروتين والتكرار، والحقيقة أن زوجي شجعني على هذا وهو الذي نصحني بأن أجرب لون الصبغة الأحمر على شعري كنوع من التغيير. في البداية لم أكن مقتنعة باللون ولكن بعد فترة وجدت شقيقتي ناهد تؤيد الفكرة خاصة أنني كنت مقدمة على تصوير مسلسل «الوديعة والذئاب»، واللون الأحمر يتلاءم مع طبيعة الشخصية.
- هل شاهدتِ أفلام الموسم السينمائي؟
للأسف كنت مشغولة بتصوير «الحياة لونها بمبي» و «أبو ضحكة جنان» و«الوديعة والذئاب»، لذلك لم أجد الوقت الكافي لمشاهدة الأفلام. لكن بناتي شاهدن معظمها وأعجبهن فيلم «طير انت» الذي يقوم ببطولته أحمد مكي ودنيا سمير غانم وبمناسبة الحديث عن السينما فأنا معجبة جداً بتجربة منى زكي في فيلم «احكي يا شهرزاد».
- وهل استمعتِ الى ألبومات المطربين هذا الصيف؟
استغل الأوقات القليلة التي أكون فيها خارج التصوير واستمع الى بعض الأغنيات، ولكن على وجه التحديد استمعت الى ألبومات شيرين عبد الوهاب وعمرو دياب وإيهاب توفيق وأعجبتني جداً.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024