المخرجة الإماراتية نهلة الفهد
قبل أشهر نالت المخرجة الإماراتية نهلة الفهد جائزة تقديرية خاصة عن فيديو كليب أغنية «يا عيبو» للفنانة ديانا حداد من مهرجان «أوسكار الفيديو كليب الدولي» للأغنية في دورته العاشرة. و كانت لجنة التحكيم برئاسة الموسيقار محمد سلطان، أما اللجنة العليا للمهرجان فكانت برئاسة الفنانة القديرة مديحة يسري.
وقد أثارت أغنية «يا عيبو» رغم فوزها بالجائزة الكثير من الهجوم، فقد رأى البعض أنها تتهكم على كبار السن، بعد ظهور رجل مسن ومتصابٍ يؤدي دور المطارد للنساء.
المخرجة نهلة فهد اكتفت بالسكوت، تاركة لديانا حداد مهمة الدفاع عن تلك الرؤية الإخراجية. وزاد حيرة المتابعين اختفاء نهلة الفهد عن ساحة الإخراج للأغنيات المصورة، وهو ما دفعنا الى سؤالها لتجيب وتوضح...
- أين نهلة بن فهد؟ ولماذا الاختفاء بعد «يا عيبو»؟
أنهيت قبل أسابيع تصوير فيديو كليب في سورية للفنانة الجزائرية فلة، وآخر للفنانة لطيفة بعنوان «روحي بترد فيا»، بعد نجاح أغنية «أنا عارفه» التي صورتها للطيفة وعرضت قبل أسابيع. الى جانب مشاريع واعدة لشركات تابعة للحكومة في الإمارات، و مشاريع لأفلام قصيرة.
ولكني حالياً متفرغة لشركتي الخاصة التي تختص بأعمال الفيديو كليب والبرامج والإعلانات التلفزيونية، بعيداً عن عمل حكومي كنت ملتزمة به، ويأخذ معظم وقتي.
- هل تعد شركتك أول عمل خاص بك بعيداً عن العمل لحساب شركات إنتاج أخرى؟
لا لأن عمر شركتي الخاصة 3 سنوات، ولكني لم أكن متفرغة لها بسبب ارتباطي بالعمل مع جهات حكومية في الإمارات، ولكني حاليا تفرغت تماماً لهذا الموضوع. فقد كنت أعمل مديرة مشاريع الإذاعة والتلفزيون بالمجموعة الإعلامية العربية في دبي، والحمد لله كان عملا مميزاً ورائعاً، وكنت ضمن إدارة قناة «نور دبي» التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبعد مرور عامين تقريباً أحسست بضرورة التفرغ لعملي الخاص.
- هل يعني ذلك أن العمل الحكومي قد أبعدك عن عملك الأول كمخرجة معروفة في الإمارات والخليج؟
أنا أحب الانطلاق من ناحية عملي، خاصة في ظل وجود مجموعة أغنيات وأفلام قصيرة يستدعي العمل تصويرها بين دبي وجدة وبيروت وغيرها، وهذا يعني أن أكون غير مرتبطة بدوام ومواعيد عمل يومية يفرضها عملي في قناة «نور دبي». ولكن على الجانب الآخر حققت لذاتي خبرة كبيرة في هذا المكان، فقد استفدت كثيراً من عملي في إدارة المشاريع وإنشاء محطات تلفزيونية وإدارة فريق عمل كبير. بالعكس أنا أعشق العمل في مجالات جديدة لحرصي على التعلم واكتساب الخبرات وأيضاً لإفادة الآخرين من تجربتي وخبراتي.
- هل هذا ما حدث عند تسلمك لإدارة قناة «حواس» ثم ترك العمل فيها بعد عامين تقريباً؟
نعم فقد أمضيت عامين في عملي بقناة «حواس»، أنشأت خلالهما المحطة من البداية. وهذا يعني معرفتي لطريقة إنشاء المحطات التلفزيونية وإدارتها، وسبل ربط المحطة بالأقمار الصناعية. هي فرصة أتيحت لي وتعلمت منها الكثير، حتى جاءت اللحظة التي يجب فيها أن أترك القناة بحثاً عن تجربة أخرى والتفرغ لعملي كمخرجة.
- تجربتك مع المطربة الجزائرية فلة في أحدث فيديو كليب لها ماذا تمثل لك؟
عمل فني أضع آمالاً كبيرة عليه. والفنانة فلة من الفنانات القديرات في الساحة الفنية، وعملي معها يعد إضافة الى مسيرتي كمخرجة بعد التعاون مع بعض النجوم في الوطن العربي، فقد قدمت مع هؤلاء النجوم ما يزيد عن 40 كليباً وتعاملت مع كثير من الفنانين، من بينهم ديانا حداد ولطيفة وعلي بن محمد ورباب وغيرهم...
- هل ابتعادك عن العمل الحكومي والتفرغ لعملك الخاص كمخرجة يعني انتقالك من مرحلة الهواية إلي الاحتراف؟
لم أفكر في الأمر بهذا الشكل، لأني عاشقة لعملي سواء كان هواية أو احترافاً. فقد اخترت الاخراج لإحساسي بأن لدي أفكاراً يمكن أن أقدمها في «الفيديو كليب»، ومن خلال هذا العمل صنعت اسمي كامرأة خليجية، والحمد لله وصل أسمي الى الدول العربية الأخرى.
- كيف ترين الفارق بين مخرج متخصص في «الكليبات» ومخرج آخر؟ وما هي مواصفات النجاح في هذا الجانب؟
يعتمد عملنا على مهارة المخرج، وكيف يستطيع أن يميز عمله عن عمل الآخرين، وكيف ويخدم الأغنية ويضيف إليها، لأن «الفيديو كليب»أصبح جزءاً من نجاح الأغنية أو فشلها.
- وكيف يمكن التمييز بين مخرج ناجح وآخر فاشل؟
يبدو هذا واضحاً من السيناريو والفكرة التي تطرحها الأغنية المصوّرة خلال مدة عرضها على الشاشة. من الممكن أن أشاهد في الكليب من 3 إلى 4 دقائق سيناريو وقصة يجعلاني افهم الكليب وبالتالي موضوع الأغنية. وهناك أيضا الاستعراضات، والمهم أن يعرف المخرج المتميز كيف يوظف الاستعراض بطريقة صحيحة.
- هل طريقة التصوير وزاوية الكاميرا جزء من نجاح الكليب؟ وهل يعد ذلك من أسباب تميزك كمخرجة؟
بالطبع هي من سمات المخرج الناجح، لأني أستطيع من رؤية زوايا التصوير معرفة المخرج حتى ولو لم يكتب اسمه على الشاشة في نهاية الأغنية. وبالنسبة إلي اكتشفت زوايا أخرى في التصوير كنت غافلة عنها، فانفذها بشكل جديد بحثاً عن التميز، ولرغبتي في أن يعرف المشاهد العربي أن لدينا أفكاراً ورؤية، وليست تلك الأفكار والإبداعات فقط عند المخرج اللبناني والمصري والتونسي أو الأجنبي.
- هل سيظل «الكليب» محور حياتك وإبداعك؟ ماذا عن الأفلام الوثائقية؟
لا أحب أن يقول عني الناس أني مخرجة الفيديو كليب... لا أحب هذا المصطلح، بل أفضل أن يقولون عني إعلامية إماراتية، أحب إنتاج الفيديوهات المصورة، والأفلام الوثائقية والروائية هي محور اتجاهي الى الإخراج. وفي الفترة الحالية أعد لفيلمين وثائقيين عقب شهر رمضان المبارك، لأن فترة التحضير تستلزم وقتاً طويلاً، الى جانب عملي في إخراج مجموعة أفلام قصيرة أشارك بها في مهرجانات السينما في دبي وأبو ظبي وغيرهما. وحالياً أصور فيلماً قصيراً مابين دبي وجدة، وهو عن حياة شخصية واقعية كان معنا في العمل، فحكيت قصة حياته التي أرى أنها جديرة بالعرض والمتابعة لاستخلاص العبر.
- حدثينا عن أبرز أعمالك كمخرجة؟
كل الأفكار التي قدمتها كمخرجة للأغنيات المصوّرة راضية عنها، وأعتز بكليب «لو فاكر» للفنانة لطيفة، وأعمالي للفنانة ديانا حداد، وعلي بن محمد وعيضه المنهالي وعبد المنعم العامري وفلة وغيرهم... فكل عمل حرصت على أن يتناول قضية إنسانية كالمسنين والمرضى وأطفال الشوارع...
- نهلة الفهد متهمة بالخروج عن العادات والتقاليد الخليجية، كما حدث في أغنية ديانا حداد الأخيرة التي قدمت برؤية لبنانية، وخصوصاً أن البعض رآها تتهكم على كبار السن.
قالوا إن «الكليب» يسخر من كبار السن، لكن من يستمع الى الأغنية جيداً ويربط بين الكلمة والصورة لا بد أن يعي أن الصورة كانت معبرة وجديدة، لأننا قدمنا شريطاً يندرج تحت النوعية الكوميدية وفي إطار «الفانتازيا». لدينا أغنيات مصورة كثيرة في هذا الإطار، ولهذا استغرب هذا الاتهام لأنه من واقعنا العربي. والحمد لله، إيجابيات هذا العمل كانت كثيرة لأنه وصل الى الناس، وقدمني للوسط الفني وللمشاهد اللبناني.
- أنت متهمة أيضاً بالابتعاد عن مطربي الإمارات. للعمل مع المطربين والمطربات العرب؟
تهمة لا أحبها أو أتمناها رغم أنها تؤكد انتشاري عربياً، لأن معظم ما أصوره مع مطربين من الإمارات وقد صورت أخيراً أغنية مع المطرب هزاع وأخرى مع المطرب الوسمي، ولا تنسوا أعمالي المميزة مع عيضه المنهالي.
- الكليب «الحلم» الذي تتمنين تصويره؟
هو كل عمل جديد مع نجوم أكبر في الساحة الغنائية، ولعل أبرزهم عندي هو المطرب السعودي عبد المجيد عبد الله، لشعوري بأن الكليب الذي يمكن أن أقدمه له سيحمل فكراً جديداً.
- وما هو «الكليب» اللي شاهدته وكنت تتمنين إخراجه؟
الكليب الأخير للفنان ملحم زين وهو من إخراج سعيد الماروق. أحببت العمل كثيراً لأنه مؤثر كفكرة وإخراج وزوايا.
- من تحرصين على متابعة أعماله من المخرجين؟
أتابع كل المخرجين وكل شخص يقدم عملاً فنياً، لكن هناك أسماء أهتم بها، مثل يحيي سعادة وسعيد الماروق وليلى كنعان ونادين لبكي التي اشتقنا لرؤية جديدها لأن أعمالها القديمة مازالت مؤثرة، وهي اسم كبير في مجال الفيديو كليب، لأنها تركت بصمة وحافظت على المستوى الفني الذي تميزت به.
- صداقتك الوثيقة مع ديانا حداد هل تنعكس على عملكما معاً في الأغنيات المصورة؟
بالطبع يؤثر ذلك، لأني أفهم شخصية ديانا حداد، وأعرف ما تحبه والإطار الذي كانت فيه في الكليبات السابقة، وهو ما أتاح لي فرصة تقديمها بشكل جديد، لأن ديانا تضع حدوداً للفيديو كليب والأفكار التي تقدمها في أغنياتها المصورة. وفي إطار الاحترام للفنانة ديانا حداد، ومن خلال نقاشنا الدائم أرى أنها تبادلني الشعور بالارتياح عندما نعمل معاً، وأرى أيضاً أننا متفاهمتان في رؤيتنا للأشخاص والموضوعات. وهي تعرف شخصيتي وأنا اعرف شخصيتها، ولهذا ينعكس ذلك ايجاباً على عملنا معاً.
- كيف ترين أسباب طلاق ديانا وسهيل العبدول بحكم صداقتك للاثنين؟
لا أحب أن أخوض في هذا الموضوع، فهو يخصهما. وسهيل العبدول أخ عزيز بالنسبة إلي، وهو أستاذي في عالم الفن، وأول من أتاح لي فرصة العمل كمخرجة لأني تتلمذت على يده. أما ديانا فهي صديقة عمري. ولكن يهمني أن أقول انهما ابتعدا بأسلوب راقٍ، وباتفاق يراعي مصالح الطرفين والابنتين، وهما على تواصل دائم وبشكل حضاري.
- وماذا عن شقيقتك مريم بن فهد مديرة نادي دبي للصحافة ؟
ليس الأمر مجرد أننا شقيقتان، أو أننا درسنا الإعلام لنكون قريبتين من بعضنا. فنحن بالفعل نتشارك في أمور كثيرة، وهي أول من يعطي رأيه في أعمالي المصورة، لأنها لا تجاملني بل تعطيني رأيها بمنتهى الصراحة، وهو ما ينعكس إيجابا على ما أقدمه من أعمال. أغنية «يا عيبو» أعجبتها ورأت أنها جميلة وأغنية خفيفة، وأشاركها الرأي، بدليل حصول الأغنية على جائزة وتقدير من مهرجان الفيديو كليب الأخير في مصر.
- من أين تستمدين أفكارك للأغنيات المصورة التي تتصدين لإخراجها؟
من رؤيتي لكل ما حولي ومن واقع الحياة أمامي. أنا بشكل عام قارئة جيدة، وأشاهد السينما بشكل دائم، وأعرف كيف أستفيد من كل تطور تكنولوجي، وحريصة على أن اثقف نفسي بشكل دائم، وأسافر كثيراً، واحضر مهرجانات...
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024