تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أسد فولادكار مخرج 'راجل وست ستات'

من هو أسد فولادكار؟ وما حكاية اسمه؟ وماذا عن علاقته بالمخرج الراحل يوسف شاهين؟ ولماذا يفكر في «ست كوم» آخر ينافس به «راجل وست ستات»؟ وما هي أسرار نجاح «راجل وست ستات» وما رأيه في أبطال العمل؟ أسئلة كثيرة واجهنا بها المخرج اللبناني أسد فولادكار، فأجاب عنها بكل صراحة.

- البعض يرى إسمك غريباً، فما حكايته؟
أصلي إيراني وسميت أسد على إسم جدي. وفولادكار جدي الأكبر تزوج من لبنانية وأنا الجيل الثالث له في لبنان. والإسم غريب في لبنان أيضاً لأن إسم أسد ليس منتشراً وفولادكار ليس عربياً. واستغراب إسمي موجود في أي مكان أذهب إليه، لكن هذا شيء أحبه لأنه يعطيني خصوصية ويجعلني مميزاً. 

- من هو أسد فولادكار قبل «راجل وست ستات»؟ 
 رست المسرح في لبنان وحصلت على دراسات عليا فيه ثم حصلت على ماجستير في الإخراج السينمائي في أميركا في جامعة بوسطن. عملت في أميركا مخرج أفلام تسجيليه قصيرة عرضت في التلفزيون، ثم عملت في استراليا مساعد مخرج. وعندما عدت إلى لبنان عملت ناقداً سينمائياً وأخرجت ثلاثة مسلسلات تلفزيونية وكثيراً من الأفلام القصيرة. وأعمل معيداً في الجامعة منذ سنوات. وكانت النقلة في حياتي عندما أخرجت فيلماً طويلاً اسمه «لما حكيت مريم» حصل على ٢١ جائزة عالمية منها جائزتان في مهرجاني الإسكندرية والقاهرة. وعرفني الجمهور من خلال هذا الفيلم خصوصاً الجمهور العربي وبالأخص المصري، وابتدأت علاقتي بالنقاد والفنانين المصريين من خلاله أيضاً.

- إذن «لما حكيت مريم» هو سبب وجودك في مصر الآن؟
عدت بعدها الى لبنان ولم أكمل مشواري الفني في مصر، وإنما عدت بعد ذلك بفترة وكانت بداية وجودي الحقيقي في مصر من أجل «راجل وست ستات». وأنا حاولت المجيء قبله لكن المشروع الذي أتيت من أجله توقف لأسباب كثيرة، منها أنني لم أحصل على موافقة من نقابة السينمائيين لأبدأ التصوير. فعدت وأنا حزين لأني لم أعمل في مصر، وهذا كان خيراً لي وأنا سعيد جداً أن بدايتي في مصر لم تكن بهذا الفيلم وبدأت بـ «راجل وست ستات».

- كيف تم ترشيحك لإخراج «راجل وست ستات»؟
العمل إنتاج مصري لبناني والمنتج اللبناني هو من رشّحني لإخراج العمل لأني أحب هذا النوع من المسلسلات وصنعت مثله في استراليا، كما أنني لا أحب مشاهدة المسلسلات الدرامية وأشفق على الجمهور الذي يتابعها. كانت آخر مرة شاهدت فيها مسلسلاً درامياً من أوله إلى آخره كان عمري 16 سنة. وقررت أن أضع خبرتي التي اكتسبتها من عملي في الست كوم باستراليا في هذا العمل. ومن حسن حظي أنني بدأت الست كوم في مصر وليس في دولة عربية أخرى لأن الأعمال المصرية يراها كل العرب، فالنجاح في مصر دليل على النجاح في كل العالم العربي. جئت الى مصر بأفكار أريد أن يحولها أحد من لبناني إلى مصري لأن الكوميديا لابد أن تكون من ثقافة البلد، ولابد أن يكون كاتب السيناريو مصرياً. وجئنا بعمرو عاطف كاتب «تامر وشوقية» وقلت له أفكاري فلم يحسها وقال لى أفكاره فلم أحسها أيضاً، فأفكارنا لم تكن متقاربة فأخذت فكرة منه عن رجل يعيش مع 3 ستات هن أمه وأخته وزوجته وقلت له بدلاً من أن يكن 3 ستات فقط نجعلهن 6 ستات. ومن هنا بدأت الفكرة، وبعد ان انتهينا من الكتابة رشحنا الأبطال. ونحن محظوظون بأبطال العمل خصوصاً أشرف وسامح.

- هل تتوقع نجاح «راجل وست ستات» هذا العام مع هذا العدد الضخم من مسلسلات الست كوم؟
وجود الست كوم الأخرى دليل على نجاحنا، وأنا فخور جداً وسعيد بذلك. ونحن نجحنا ليس لعدم وجود غيرنا بل نجحنا لأن عملنا نظيف وحلو وسننجح هذا العام رغم وجود الآخرين.

- هل ستظل طوال حياتك مخرج ست كوم أم تنوي إخراج أعمال درامية؟
قد أنفذ أعمالاً درامية ولم لا؟ لكن الأقرب لي هو الست كوم، وسأقول للمرة الأولى أن عندي مشروع ست كوم آخر وسيكون إلى جانب «راجل وست ستات» العام المقبل إن شاء الله.

- إلى متى سيستمر «راجل وست ستات»؟
هو مستمر ولن يتوقف فالست كوم في العالم عمره طويل جداً يصل إلى ١٠ سنوات تقريباً. ولا أعرف الى أي مدى سيصل عمره في مصر لأن في الست كوم تجد قصصاً وحكايات جديدة وليس مرتبطاً بحدث واحد مثل الدراما، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل ظروف الممثلين. وحب الجمهور له اهم عنصر، فإذا كان الجمهور يريده سيستمر وإذا رفضه وضجر منه أكيد سنتوقف. لكن الحمد لله الجمهور يحب العمل جداً. وعلى فكرة الضحك الذي تسمعونه وأنتم تشاهدون المسلسل حقيقي وليس مركباً كما قال بعض النقاد العام الماضي، فهذا جمهور أتينا به الى الاستوديو ليشاهد الحلقات فيضحك فأسجل الضحك بشكل طبيعي جداً من دون أن أطلب شيئاً.

- نريد رأيك في أبطال العمل. أولاً: أشرف عبد الباقي؟
إحساسه بالكوميديا رائع يستحق اكثر بكثير مما أعطاه الفن وأنا معجب به وسعيد بنجاحه في «راجل وست ستات» لأنه أبدع في هذا العمل.

- هل شاهدت فيلمه الاخير «على جنب يا اسطى»؟
نعم شاهدته وهو فيلم جيد. وأريد أن أقول لأشرف إن خياراتك في السينما ليست صحيحة فالسينما شيء حساس جداً ونوع السيناريو وطريقة التمثيل مختلفان تماماً عن التلفزيون. ولابد أن يدرك أشرف أن سكته في التمثيل هي شخصية عادل في «راجل وست ستات»، و«على جنب ياسطى» فيلم جميل ولطيف لكن جماهيرياً لم يأت بإيرادات رغم أن أشرف يستأهل أكثر من ذلك بكثير.

- ننتقل الى لقاء الخميسي؟
هي ممثلة محترفة مهنيا وأداؤها يتحسن مع الوقت. مجتهدة ومخلصة جداً في الشغل وتخرج كل ما لديها من طاقة، ومؤمنة بأن التمثيل هو الشيء الذي تحبه، وتجسّد الشخصية التي تقدمها بطريقة جميلة.

- تراها موهوبة إذن فلماذا لا يختارها المخرجون في السينما؟
ما زال الطريق أمامها طويلاً والوقت معها، وهي مجتهدة جداً. العام الماضي قدمت شخصيتين مختلفتين تماماً في «قضية رأي عام» و«راجل وست ستات»، فالناس شاهدوا ممثلة قوية تستطيع أداء كل الأدوار، فهي استطاعت إضحاك المشاهدين في ساعة، وفي الساعة التالية أبكتهم.

- حدث خلاف بين أشرف عبدالباقي ولقاء أثناء التصوير فما كان سبب الخلاف؟
نحن نعيش مع بعضنا منذ 5 أشهر كل يوم، فمن الطبيعي حدوث خلافات. والحمد لله استمررنا وانتهينا من العمل بنجاح وعلاقة أشرف بلقاء أفضل من السابق.

- وماذا عن مها أبو عوف؟
دمها خفيف وقدمت دوراً هذا العام أفضل من دورها العام الماضي.

- انتصار؟
هي كوميديانة موهوبة لكن عندها مشاكل في المواعيد والحضور والسبب أنها لا تعرف كلمة «لا» في العروض التي تأتيها، وهذا يؤثر على مواعيدها إنما هي كوميديانة رائعة وكلما أتضايق منها أشاهد أي مشهد عملته لكي أنسى.

- لماذا اخترتم إنعام الجرادلي مكان زيزي رغم أن الطبيعة مختلفة؟
للأسف زيزى توفيت قبل بداية العمل بأسبوع واحد، وكان لا بد أن نجد بديلاً بسرعة. والحقيقة أن إنعام قبلت الدور في اللحظة الأخيرة. وكنا عرضنا الدور على كثيرات قبلها فرفضن.

- وماذا عن الطفلة الشقية منة عرفة؟
كنت متخوفاً جداً من العمل معها لأنى لا أحب العمل مع الأطفال بوجه عام. لكن عندما عملت معها اكتشفت أنها موهوبة وتتحمل المسؤولية. وأشعر وأنا أتعامل معها بأنني أتحدث مع ممثلة وليس طفلة، وهي تقترح وتؤلف أشياء بسرعة أثناء التمرين فهي موهوبة جداً وذكية وأتمنى أن تظل موجودة لأن العادة جرت على أن الطفل الممثل لا يستمر فعندما يكبر يختفي وهذا ما أخشاه عليها.

- بصراحة هل غياب زيزي مصطفى أثّر على العمل؟
أكيد أثّر طبعاً فنحن كان عندنا ممثلة كبيرة جداً ومهمة وكانت كوميديانة رائعة وكنت أقول لها دائماً لماذا لم تعملي في الكوميديا من قبل؟ وهي كانت أكثر شخص يضحكني في المسلسل وخاصة عندما نتحدث خارج التصوير، فطريقتها في الكلام تضحكني وكان دوري هو تحويل شخصيتها الحقيقية الى التلفزيون فكنت أقول لها لا تمثلي وابقي على طبيعتك. وهي أثّرت فيّ لأني أحبها وكانت أقرب ممثلة إليّ ورحيلها كان صدمة.

- من هم أعمدة العمل؟
أشرف عبدالباقي وسامح حسين.

- أنت المخرج أيضاً لفيلم سامح الجديد «حرامي على ما تفرج» فلماذا رشحت له سامح؟
لا أنا لم أرشح سامح للفيلم. قررت صنع فيلم لسامح بعد نجاحه في «راجل وست ستات» وبعدها بحثت له عن ورق جيد يناسبه، فطلبت من ولاء شريف المشرف على كتابة «راجل وست ستات» أن يكتب السيناريو. وعقدنا اجتماعات كثيرة وكتبنا فيلماً لسامح على مقاسه.

- سامح يسلك سكة الغباء في كل أعماله فهل هذا في صالحه أم ضده؟
في صالحه. فهي شخصية يحبها الناس وتكشف الناحية الثانية الموجودة عند المشاهد وهي البساطة واعتقاده أنه أحياناً غبي. والغباء الزائد عند رمزي يصل إلى كل الناس والجميع يتفاعلون معه وكل الناس يشعرون بأنهم أذكى منه فيضحكون. وهذه الشخصية يمكن أن تعمل منها ألف حكاية فلسفية وذكية. ولا يعني هذا أن الأفلام تكون غبية فشخصية الغبي يتفاعل معها الجمهور أكثر وأرى أنها رائعة وأنصح سامح بالإستمرار في هذا الطريق مدة لا تقل عن 10 سنوات.

- حضرت جنازة المخرج العالمي يوسف شاهين فهل كانت تربطك به علاقة؟
طبعاً فهو من أوائل الناس الذين أثّروا فيّ سينمائياً وهو الوحيد الذي تابعته في السينما العربية عندما كنت أدرس في أميركا. وأنا أجريت دراستين في أميركا الأولى عن السينما المصرية بوجه عام والثانية عن يوسف شاهين وهو لم يكن معروفاً وقتها في أميركا لأنه لم يكن أخذ جائزة مهرجان «كان»، لكنه معروف في أوروبا. أتيت بأفلامه ترجمتها لكي يشاهدوها، وبعدها أردت أن أتعرف عليه وقابلته وكان بودّي أن أعمل معه، لكن عوضت ذلك بأني ذهبت وشاهدت تصوير فيلم «هي فوضى».

- وما رأيك في تلميذه خالد يوسف ونوعية الادوار التي يقدمها؟
أنا معجب بخالد وبالقضايا التي يتناولها، فالسينما المصرية اعتمدت على الكوميديا فترة كبيرة والأفلام كانت للضحك فقط وليس لها أي رسالة. أنا لست ضد ذلك، لكن الخطأ أن تكون السينما تسير بموجة الكوميديا فقط. صحيح أن هذه الموجة أعادت الجمهور إلى السينما، إنما الذي فعله خالد انه أعاد شعبية الافلام الدراميه والتي تحمل رسالة كتلك التي صوّرها حسن الامام وحسين كمال. وهذه الافلام اختفت من السينما المصرية فترة طويلة وعادت مع خالد.

- من أهم النجوم العرب في السينما المصرية الآن؟
لا يوجد فنانون عرب مهمون في السينما المصرية سوى نور وهند صبري، أما جمال سليمان فلم يفعل شيئاً، ونيكول ورزان أيضاً لم تفعلا شيئاً. أما نور وهند صبري أصبح لهما تاريخ وأعمال كثيرة في السينما المصرية. 

- يتعلق وجود اللبنانيات في مصر بأداء أدوار الإغراء فما تعليقك؟
لماذا نحن معقدون من الإغراء فهند رستم قدّمت إغراءً رائعاً، والإغراء ليس عرياً، وارتداء المايوه ليس عرياً. والسينما المصرية في الماضي كان فيها مايوه، والآن أصبحت الفتاة التي ترتدي قميصاً من دون «أكمام» نحسبه عرياً، وهذا لأن المجتمع المصري مقيد للبنت أكثر.

- هل أنت مقيم في مصر؟
أعيش بين لبنان ومصر وأسرتي مثلي أيضاً بين لبنان ومصر.

- ما هي الأماكن التي تحب الذهاب إليها في مصر؟
استوديو النحاس بلاتوه رقم 2 لأني أعيش فيه، ومصر كلها جميلة والذي يعتقد أنه عرف مصر قبل أن يزورها مخطئ لأن مصر بالزيارة غير السماع. ومصر عالم خاص بذاته ولها ثقافة خاصة بها، وأنا أحب الجلوس في المقاهي ومقابلاتي كلها تكون في المقهى.

- من هم أصدقاؤك في مصر؟
خالد النبوي وكامل أبو ذكري وحسين فهمي وزوجته لقاء سويدان وأشرف عبدالباقي وسامح حسين. هذا من الوسط الفني ولي أصدقاء كثيرون من خارج الوسط.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079