تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

الفنانة والمنتجة والإعلامية كندة علوش

فنانة شابة مفعمة بالحيوية والنشاط. هي عالم من التجارب الفنية والثقافية. درست النقد المسرحي وعملت في الصحافة. دخلت مشاريع إنتاج أفلام وثائقية عبر شركة «داماس». عملت في الإخراج كمساعدة لسنتين. وفي التمثيل فمنذ أدوارها الأولى لفتت الأنظار إليها لتتوالى عليها الترشيحات من المخرجين. وخلال فترة بسيطة استطاعت أن تضع بصمتها الخاصة من خلال العديد من الأدوار والشخصيات المتنوعة والمتجددة ضمن أعمال درامية سورية مهمة منها «أشواك ناعمة»، «أحقاد خفية»، «ظل امرأة»، «يوم ممطر آخر»، وغيرها من الأعمال الحديثة. التقينا الفنانة كندة علوش لتحدثنا عن العديد من القضايا الفنية بشكل عام، وعن أعمالها ومشاركاتها بشكل خاص وكانت البداية...

- نبدأ من آخر أعمالك. ما هي مشاركاتك في هذا الموسم الدرامي؟
أشارك هذا الموسم الدرامي عبر أكثر من عمل فني بدءاً من «خبر عاجل» إخراج غزوان بريجان، إلى مسلسل «يوم ممطر آخر» إخراج رشا شربتجي، و«جنون العصر» تأليف هاني السعدي وإخراج مروان بركات، ومسلسل «هيك تجوزنا» من إخراج عمار رضوان، ومسلسل «وجه العدالة» من إخراج سيف الشيخ نجيب، كما أني شاركت في بطولة فيلم سينمائي بعنوان «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» من كتابة هيثم حقي وإخراجه.

- بدأت عملك الدرامي من خلال دور ريما في مسلسل «أشواك ناعمة». هل تدينين بالفضل للمخرجة رشا شربتجي في شهرتك الفنية؟
الطبع أدين بالفضل للمخرجة رشا شربتجي، ودائماً أذكر هذا الشيء. لم يكن لديّ الجرأة الكافية للتمثيل فأعطتني الاهتمام الذي شجعني إن كان عبر الدور ومساحته أو توجيهي بالملاحظات المهمة. ولم تتخل عني طوال الوقت أثناء التجربة وبعدها، إذ شاركت معها في العديد من الأعمال. وبشكل شخصي أحب متابعة أعمالها لأن لها بصمتها الخاصة واهتمامها الواضح بكل التفاصيل الفنية.

- هل المرأة الكاتبة أو المخرجة هي الأجدر بطرح قضاياها ومعالجتها أكثر من الرجل؟
لا يجوز هذا التصنيف أو الفصل في قضية الإبداع، فهل يعقل أن نؤمن بفكرة أن الرجل يكتب للرجل أفضل أو أن المرأة تظهر المرأة بشكل أفضل، أو أن الشاب يستطيع الكتابة عن فئة الشباب أفضل من أي شخص آخر؟ هذا لا يجوز، لأن الكاتب الجيد قادر على الكتابة لكل فئات المجتمع يكتب على أساس الموهبة والثقافة وليس على أساس السنّ أو النوع الاجتماعي.

- شاركت بدور «نسرين» في مسلسل ظل امرأة، الذي كان من أهم أدوارك العام الماضي. ما هي تحفظاتك عن هذا العمل رغم المتابعة الكبيرة التي حظي بها؟
دور نسرين ليس عندي أي تحفظات عنه. وبصراحة عندي تحفظات عن العمل، فدوري فيه مختلف ومتميز ومساحته كبيرة، كما أنه ليس أحادي الجانب، فيه الطيبة وفيه مشاعر الغضب والفرح فيه صفات سلبية وإيجابية مثل الحياة وتناقضاتها. كما أنني استمتعت كثيراً بالعمل عليه ولابد من الإشارة إلى أن دوري في «ظل امرأة» من أكثر الأدوار التي تلقيت عليها الثناءات والملاحظات والآراء الإيجابية. ولكن لديّ تحفظات عن العمل وأسلوب الإخراج، فما قدم من خلال النص الدرامي أقوى بكثير مما قدم إخراجياً.

- عملت في الصحافة وهنا يجدر السؤال عن متاعب هذه المهنة، وعلاقة الفنان السوري بالصحافة السورية، فغالباً ما يتم اتهام الفنان بإهماله للصحافة وشروطه التي باتت صعبة وبالأخص شرط الغلاف الذي يفرضه فنان جديد أو فنانة ثانوية، ما رأيك؟
عملت في الصحافة وساعدتني بذلك دراستي للنقد المسرحي. واشتغلت في مجلة «ستار» وكانت لي فيها ثلاث صفحات كل أسبوع ما بين المقالة واللقاء. وكنت متعمقة إلى أبعد حد في عملي ذاك، كما أن علاقتي الجيدة بالفنانين ساعدتني في إنجاز لقاءات مختلفة.

أما علاقة الفنان والصحافة، فأعتقد أنها لم تصل بعد إلى صيغة جيدة وقد يكون الوقت كفيلاً بإصلاحها. كما أن افتتاح الكثير من الصحف والمجلات الخاصة يساهم بذلك. والفنان لا يصبح فناناً ناجحاً بمعزل عن الصحافة والنقد، لذلك من الضروري أن يكون هناك صيغ تعامل مريحة للطرفين. وبالنسبة إلى مسألة الغلاف يجب أن يكون الصحافي واضحاً في هذا الإطار. والمشكلة أن بعض الصحفيين يعطون وعوداً بالغلاف من أجل إجراء اللقاء وهم غير قادرين على تنفيذها، إذاً يتوجب وجود مصارحة بين الطرفين.

- درست في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد المسرحي. هل تعتبرين نفسك فنانة مسرحية أولاً، وهل تولين المسرح اهتمامك الأول؟
لا أعتبر المسرح اهتمامي الأول، خاصة لعدم وجود حركة مسرحية فعالة في سورية. إنما لديّ اهتمام كبير بالمسرح ومتابعته. والجدير ذكره أنني عملت مساعدة مخرج لمدة سنتين وأحب الإخراج كثيراً، لكن في الوقت القريب لا يوجد أي مشروع.

- سبق أن قدمت محلياً العديد من التجارب المسرحية الخاصة، ما رأيك في هذه التجارب، وكيف هو السبيل لإنعاش المسرح السوري؟
صحيح عملت مع شركة إنتاج خاصة مسرحية أسسها الأستاذ أديب خير وعملت معها لمدة سنتين وقدمنا العديد من العروض الجيدة وكنا نرى الصالة ممتلئة. فكانت البداية جيدة واستطاعت تلك العروض جذب الجمهور، فمن المعروف أن تعويد الجمهور على المسرح له علاقة وطيدة بشكل العروض وتحميلها القيم الفنية التي تخاطب كل فئات المجتمع كي يدخل إليها الطالب والشابة وربة المنزل وغيرهم، دونما التوجه إلى النخبة فقط.

- كيف جاءت فكرة شركة «استديو داماس» للإنتاج الفني، وإنتاجكم للأفلام الوثائقية، وهل هذه الأعمال مطلوبة في مفهوم السوق، وما الذي حققتموه حتى الآن؟
جاءت الفكرة منذ زمن طويل فسكنني هذا الهاجس وتشجعت بعد أن كسبت الخبرة في مجال الإنتاج بعد عملي لمدة سنة مع «تروأكشن»، فاخترنا الأفلام الوثائقية التي لا تحتاج إلى تمويل كبير، فكان الإنتاج تنفيذياً. وكان الهاجس نفسه عند زوجي فارس الذهبي واجتمعنا على هذا المشروع، وكان باكورة أعمالنا فيلم «طير الحمام» إخراج غسان زكريا، وفيلم عن العمال السوريين في لبنان. وهناك أكثر من مشروع للعمل عليه. وبالنسبة إلى التسويق لم نواجه صعوبة حتى الآن خصوصاً أن غالبية القنوات الفضائية باتت تهتم بالأعمال الوثائقية. وأعتقد أن جودة الفيلم تؤثر في تسويقه، فإذا ما كان جيداً سيحقق النجاح حتماً.

- هل تفكرون في الإنتاج الدرامي أم أنكم تخشون المنافسة خاصة بين شركات الإنتاج المنتشرة محلياً؟
لا أفكر في الإنتاج الدرامي بوجود منافسات قوية، فشركتي صغيرة وتمويلها المادي بسيط والتفكير في الفيلم السينمائي الدرامي مشروع بعيد المدى الآن خصوصاً أن الفيلم الوثائقي قليل ومن جهة ثانية يمكن أن يترجم الفن الحضاري والتاريخي والجغرافي لبلادنا. وهناك الكثير من المواضيع التي يمكن طرحها من خلال الفيلم الوثائقي الذي لا يقل أهمية وقيمة عن الفيلم الدرامي.

- جسدت دور البطولة في فيلم «التجلي الأخير لغيلان الدمشقي» إلى جانب الفنان فارس الحلو من إنتاج قناة الأوربت. كيف تم اختيارك لدور البطولة، وهل تؤمن فرصة العمل السينمائي الشهرة كما يقدمها العمل الدرامي السوري؟
اختارني الأستاذ هيثم حقي ولم أتردد للحظة لأسباب عدة ربما أولها بطولة فيلم سينمائي طويل كتبه ويخرجه هيثم حقي، إضافة إلى أن النص جميل جداً ومهم ومنذ أن قرأته تشجعت له ووافقت، فهذا الدور من أجمل الأدوار التي قمت بها.

- ماذا عن البرنامج الذي كان من المقرر أن تقدميه في إحدى الفضائيات السورية، وما الجديد في هذا البرنامج عن البرامج الحوارية المألوفة؟
أشارك في البرنامج كإعداد وتقديم مع قناة الشرق ومن المفترض أن يعرض مع افتتاح القناة في الشهر العاشر. لا يمكنني أن أتحدث أكثر عن التفاصيل، لكن ما يمكنني قوله أنه شكل جديد في الحوار وفي اللقاءات.

- شاركت في مسلسل «أحقاد خفية»، لكن العمل لم ينل نصيبه من النجاح، ما السبب؟
هناك أكثر من سبب، يمكن أن يكون توقيت العرض. أما دوري فكان متميزاً. سبق أن قدمت أدواراً مختلفة، الفتاة الشقية، والدلوعة وغيرها، أما في هذا العمل فجسدت دور الفتاة المتديّنة التي تستطيع أن تستوعب كل من حولها. فهي تفهم الدين بشكل منفتح وجديد، أي أنها امرأة متنورة في تعاملها في كل جانب من جوانب الحياة.

- هل مفهوم الصداقة موجود بين أبناء الوسط الفني، ومن هم أصدقاؤك؟
مفهوم الصداقة موجود وهو مفهوم مقدس بحد ذاته وعلاقته تحتاج إلى الإخلاص والوفاء وبذل الجهد. ومن الممكن إيجاد الصديق الوفي خارج الوسط وداخله، ومفهوم الصداقة في الوسط الفني كما هو في خارجه ولا يختلف عن باقي المجالات الأخرى.

- ما رأيك في تجارب الفنانات السوريات في مصر، كسلاف فواخرجي، جمانة مراد، وغيرهما؟
رأيت سلاف في فيلم «حليم» وأعجبتني، ورأيت جمانة مراد في أكثر من مسلسل مصري وكانت جيدة. لست ضد هذا الموضوع، فالمهم أن يكون العمل ناجحاً والممثل عليه أن يبحث عن العمل الجيد هنا وهناك، فالبحث عن النوعية ضروري إن كان في مصر أو سورية أو في أي مكان آخر.

- ما رأيك في تجربة الأعمال التركية المدبلجة، وهل أنت مع استمرار هذه التجارب المدبلجة وما هو أثرها المستقبلي على الدراما السورية؟
الأعمال المدبلجة تجربة ناجحة. التصوير جيد وكذلك الموسيقى وأسلوب تنفيذ المونتاج وغيرها وحتى تقنية الدبلجة. وأتمنى ألا تؤثر سلباً على الدراما السورية. أنا معجبة بتلك الأعمال لكن لست مع ذاك الإبهار المبالغ فيه. صحيح أن تلك الأعمال جميلة نتابعها للتسلية، لكن لا أن تصل إلى درجة تصبح فيها محور حياتنا، فهذا يدخل في خانة السخف.

- أين أنت من الغرور؟ وهل تخافين أن تصابي بهذا المرض؟
بعيدة عنه كل البعد لأنني في الأساس أتعامل كهاوية في مجال مازلت أعتبر نفسي أجرب فيه. ولأنني أرى الأمور بشكل واقعي وأدركت أن الشهرة التي تأتي بسرعة تذهب بسرعة، لا أؤخذ بظواهر الأمور، فأنا من النماذج التي لا تعول على الشهرة السريعة، بل على القيمة الفنية. وأعتقد لن يصيبني الغرور لأنني أعرف الأرض التي أقف عليها، فأنا شخص واقعي جداً.

- كثيرة هي الشائعات التي تلاحق الفنانين وبالأخص الفنانات، كيف تتعاملين مع الشائعات؟
تعرضت للكثير من الشائعات وكانت مسيئة، ومنها أني خضعت لعمليات تجميل، ومنها أني تحجبت واعتزلت وغيرها. لكن هذه الشائعات لم تزعجني لأنها تصدر عن شخصية أعرفها.

- بتنا نسمع عن مشكلات الفنانين في وسائل الأعلام المختلفة. هل أنت مع إثارة مشكلات الفنانين إعلامياً، وكيف تحلين مشكلاتك في العمل؟
المشاكل المهنية تحصل في أي مجال، لكن يتم تسليط الضوء على الوسط الفني أكثر من غيره. لست مع عرض مشكلات الفنانين الخاصة أو خصوصياته على طريقة المجلات الصفراء، فلا يجوز اقتحام حياة الفنان الخاصة، إنما أمر مقبول إذا ما تم الاهتمام بأعماله وما يقدمه.

- كثيرة هي الزيجات الفنية التي انتهت بالفشل. ما هي الصيغة التي تحاولين من خلالها الحفاظ على زواجك الفني؟
فارس الذهبي كاتب وليس ممثلاً. هناك مشروع إنتاج مشترك بيننا ونحاول عدم الخلط ما بين داخل المنزل وخارجه ومن جهتي علي أن أوفق بين الجانبين وألا يؤثر عملي سلباً في علاقتنا. وأذكر هنا أننا كنا صديقين أنا وفارس لذلك لن يدخل الملل بيننا فأحلامنا مشتركة وهواياتنا مشتركة ودائماً هناك أشياء متجددة في حياتنا. كما أن الثقة بيننا قوية وكان هو من أعز أصدقائي ومعجبة بكتاباته وفي أي خطوة كنت أخطوها كنت آخذ برأيه، وفي ما بعد تحولت تلك الصداقة إلى حب. وأعتقد أن علاقة تمتلك هذه المقومات ستكون ناجحة حتماً.

- ما الذي جذبك في الفنان والمسرحي فارس الذهبي؟
هدوؤه وتعمّقه وثقافته العالية واهتمامه بالتفاصيل، إضافة إلى أنه صاحب مشروع.

- على ماذا تختلفان، ومن يبادر بالمصالحة؟
أنا أبادر بالمصالحة. أنا عصبية، أغضب بسرعة وأهدأ بسرعة وهو أكثر هدوءاً وحساس جداً، أما خلافاتنا فعلى أشياء بسيطة ولا يوجد خلافات كبيرة، فهي أمور طبيعية تحصل بين أي شريكين.

- هل تحلمين بالأمومة، وهل يمكن أن تؤجلي هذا المشروع في حال توافر فرصة عمل مغرية؟
أحلم بالأمومة ولن أؤجل ذلك.

- ما هو سر لمعان نجم بعض الفنانات منذ بداية عملهن الفني، فيما نجد فنانات آخريات لهن باع في العمل الفني لم تحصل أي منهن على فرصتها بالدور الأول؟
أعتقد أن الأمر يتعلق بالمقدرة على إثبات الذات وتوافر صفات النجاح والحضور والموهبة وحتى الشكل الخارجي. من المحتمل وجود فنانات استفدن من العلاقات الشخصية وخدمهن الحظ، لكن إذا ما بذلت الجهد الكافي فإنني سأصل إلى هدفي عاجلاً أم آجلاً.

- تتباين آراء معظم الفنانات اللواتي نلتقيهن بين لقائهن الأول وما يليه من لقاءات، بأنهن أصبحن أكثر حرصاً في تصرفاتهن وأنهن تخلين عن عفويتهن وتلقائيتهن لأن هذا ما يفرضه العمل في الوسط الفني، ماذا عنك؟
أنا أتغير بحكم الحياة وتجاربها وعملي في الوسط الفني لم يؤثر في سلوكي. آخذ ما يرضيني ويلائمني، قد أكون عفوية وتلقائية بداية لكن السبب ليس العمل في الوسط الفني، بل بسبب صعوبة الحياة التي تفرض الجدية والتحفظ. مثلاً في السابق كنت أصدق بسرعة أي شيء وأمنح الثقة بسرعة لأي إنسان، أما الآن فصرت أكثر تحفظاً وتحسباً لأمور كثيرة وهذا يرتبط مباشرة بعلاقتي مع الحياة وتعلمي منها...

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077