المخرج السعودي عبدالخالق الغانم يقول
يحترم عمله ويخلص له كثيراً دون كللٍ أو ملل. يُعدّ من المخرجين المتميزين في منطقة الخليج العربي. كتب وأخرج العديد من الأعمال الفنية المتميزة التي وجدت صدى وقبولاً من الجمهور. من أعماله الشهيرة مسلسل «مجاديف الأمل» ومسلسل «طاش ما طاش» الذي عمل فيه مدة ثلاثة عشر عاماً متواصلة والذي كان نقطة تحوّل في مسيرته الفنية كما يقول. وها هو يطلّ علينا من جديد من خلال مسلسله الجديد «حارتنا حلوة» من إنتاج التلفزيون السعودي. العمل من بطولة النجم القطري غازي حسين وسمير النار ومحفوظ المنسف وليلى سلمان وبشير غنيم، وقد حقّق نجاحاً باهراً بشهادة النقاد والمحللين الفنيين. «لها» التقت المخرج السعودي عبدالخالق الغانم فكان هذا الحوار.
- ما هو انطباعك عن مسلسل «حارتنا حلوة»؟
منذ بداية كتابتي للقصة قبل ثلاثة عشر عاماً توقعت أن يحقق نجاحاً كبيراً. هو عملٌ مستوحى من الحياة الطبيعية والشعبية التي نعيشها، كان في السابق عبارة عن سهرةٍ تلفزيونية قبل أن يتحوّل مسلسلاً درامياً وذلك بمشاركة الزملاء في ورشة العمل التي تمّ تكوينها من الفنان سمير الناصر وفائقة أبو هزاع وعبدالرزاق الممتن ومني أنا صاحب الفكرة الأساسية. أعيدت كتابة النص وخرجنا بهذا العمل الجميل من إنتاج التلفزيون السعودي وبطولة الفنان الرائع غازي حسين وسمير الناصر وبشير غنيم ومحفوظ المنسف وإنتصار الشرّاح وغيرهم من الفنانين المتميزين. وفي هذه المناسبة أوجّه شكري وتقديري للتلفزيون السعودي الذي لم يبخل علينا بشيءٍ احتجنا إليه، وأخصّ بالذكر الأستاذ محمد القزاز الذي وقف بجانبي في كل صغيرة وكبيرة من أجل إنجاز هذا العمل الرائع.
- كم أخذتم من الوقت لتنفيذه وتسليمه إلى التلفزيون؟
أخذ منا تقريباً ثلاثة أشهر ما بين إعادة كتابة للنص وبين تنفيذ وتصوير ومونتاج علماً بان الموافقة على تنفيذ العمل أتت في وقت ضيق ومتأخر جداً. ولكن نحمد الله على توفيقه لنا.
- كيف اخترت أبطال العمل؟ وكيف وضعت الشخصيات المناسبة لهم؟
غالبية الشخصيات كانت في مخيّلتي قبل أن أبدأ في الكتابة، فمثلاً شخصية أبو هنادي وجدت أنها تناسب الفنان القدير محفوظ المنسف، وشخصية أبو حظين تتناسب مع الفنان بشير غنيم، وشخصية أبو إبراهيم رشحت لها الفنان القطري الكبير غازي حسين، وشخصية أبو مرزوق كانت مفصلة للفنان سمير الناصر. والكلام ينطبق على جميع الشخصيات في العمل والحمد لله كانت جميعها اختيارات موفقة.
- كيف خطرت لك فكرة مسلسل «حارتنا حلوة»؟
هذه الفكرة عمرها عشرون عاماً تقريباً وأتت إليّ وأنا أنطلق بسيارتي، وإذا بي أرى بعضاً من السيارات تسابقني وتقطع المسافات بسرعة هائلة رغم انطلاقي قبلها بمدة طويلة. رأيت أن السائقين يسابقون الزمن الذي نحن فيه، وإذا أردت أن أكون مثلهم فسأحتاج إلى فترة طويلة لكي أشتري مثل السيارات التي يملكونها، وكذلك البيوت التي يسكنون فيها، أي أنهم سبقوني بمراحل كبيرة رغم أننا في زمن واحد. من ثم كتبت الفكرة ووضعت الشخصيات وقسمت الأدوار.
- من الفنان الذي أعجبك أداؤه دون تكلف في مسلسل «حارتنا حلوة»؟
الفنان الشاب سلطان المقبالي الذي أدّى شخصية مرزوق إبن سمير الناصر في العمل وأتوقّع له مستقبلاً كبيراً في الدراما السعودية.
- لماذا غالبية المنتجين يقحمون أنفسهم في تنفيذ أعمالهم قبل شهر رمضان بفترات بسيطة؟
حقيقةً لا أعلم ظروف الآخرين ولكن غالباً ما تأتيهم الموافقات على الأعمال في وقت متأخر، كما حدث معنا.
- ما هي رؤيتك الإخراجية؟
أنا أميل كثيراً إلى وجود المنطق في العمل وأحبّ الأشياء الواقعية الملموسة، وأن لا نتجاوزها أبداً مهما كانت الظروف، إضافة إلى حبي لكوميديا الموقف.
- هل توجد مبالغة في الأعمال الدرامية الخليجية بصفة عامة؟
أبداً ليس هناك مبالغة، ولكن أحياناً العمل الدرامي يستدعي وجود أشياء معيّنة من أجل التعبير عن أمر واقعي وحقيقي ومن ثم إقناع المتلقي بذلك. ولكن من الصعوبة أن نأتي بشخصية من ذوي الدخل المحدود ونسكنه في داخل فيلا فخمة ونعطيه سيارةً قيمتها فوق الثلاثمئة ألف ونقول له مثل دورك بكل شفافية. لا بد من وجود موازنة في العمل الدرامي ومعايشة الواقع قدر الإمكان، والدراما الخليجية أصبحت منافسة جداً لجميع الأعمال العربية وهي تتطور بشكلٍ ملحوظ.
- ما هو العمل الفني الذي تعتبره نقطة تحول في مسيرتك الفنية؟
قدمت العديد من الأعمال الفنية التي وضعت لي بصمة واضحة خلال مسيرتي الإخراجية، ولكن يظلّ مسلسل «طاش ما طاش» علامةً بارزة ونقطة تحول أعتزّ بها كثيراً. عملت بهذا المسلسل الشهير ثلاثة عشر عاماً متواصلة وأنا أفتخر بهذا الإنجاز، بالإضافة إلى مسلسل «مجاديف الأمل» وأعمالٍ أخرى متنوّعة.
- هل أنت على خلاف مع عبد الله السدحان وناصر القصبي كما تردّد؟
أبداً لست على خلاف مع السدحان والقصبي وهذا كلامٌ عارٍ من الصحة ولا أساس له. السدحان والقصبي يظلاّن صديقين وتربطني بهما علاقة جيدة. وكل ما في الأمر أنهما حاولا التغيير مع توقّف مسلسل «طاش» لفترة محدودة والعودة إليه في السنة المقبلة، وأنا وجدتها فرصةً كبيرةً لكي أنجز مسلسل «حارتنا حلوة» وأظهره على الشاشة الفضية بعد أن ظل طويلاً في الأدراج. والحمد لله وفّقت في ذلك بمشاركة جميع الزملاء في هذا العمل.
- هل سيكون مسلسل «طاش» في السنة المقبلة من إخراجك؟
حقيقةً لا أعلم ذلك.
- ما رأيك في مسلسل «كلنا عيال قرية» للسدحان والقصبي ومسلسل «عسى ما شر» للمخرج عامر الحمود؟
«كلنا عيال قرية» لم أرَ منه شيئاً بحكم ارتباطاتي بعدة أعمالٍ فنية، ولكن سمعت بعضاً من الكلام الذي يفيد بأن المسلسل لم يرتق إلى مستوى «طاش»، أما بالنسبة إلى «عسى ما شر» فقد شاهدته في جزئية بسيطة ولا أستطيع الحكم عليه ما لم أشاهد حلقاته كاملة.
- هل يواجه المخرج السعودي صعوبات مختلفة عن غيره من المخرجين العرب؟
نحن في المملكة العربية السعودية نعاني من عدم توافر المناخ الفني المناسب الذي من خلاله نستطيع تقديم أفضل ما لدينا من أنواع الفنون. فمثلاً إذا احتجنا إلى كوادر فنية متخصّصة في جميع الأعمال الفنية لا نجدها متوافرة بسهولة وبالتالي نضطرّ إلى جلبها من الخارج، وهذا يستنزف منا الكثير من الجهد والوقت والمال وقطع تأشيرات الدخول والخروج. وينطبق ذلك أيضاً على احتياجنا إلى العنصر النسائي سواءً في الأدوار الأساسية أو أدوار الكومبارس، وهذا ما نعاني منه حتى الآن.
- ما سبب قلّة وجود العنصر النسائي السعودي حتى الآن؟
بالطبع هي العادات والتقاليد، ولكن أتوقع أن يتغير الوضع تماماً وسوف تظهر العديد من الفتيات السعوديات اللواتي يرغبن في الإلتحاق بمهنة التمثيل. والآن توجد لديّ فتاة سعودية شاركت معي في مسلسل «حارتنا حلوة» وهي هيا خالد، فنانة جميلة قادمة إلى الساحة الفنية السعودية بكل قوّة وينتظرها مستقبل زاهر.
- ما هي الأعمال الرمضانية الأخرى التي تابعتها؟
سبق أن قلت أني لم أشاهد شيئاً من الأعمال الرمضانية حتى الآن وذلك بسبب ظروف عملي.
- ما سبب عدم مشاركة الفنانين عبدالمحسن النمر وسعيد قريش في مسلسل «حارتنا حلوة»؟
كان من المفترض أن يشارك معنا الفنان عبدالمحسن النمر في العمل ولكنه تأخر في موافقة التلفزيون السعودي، وأتته فرصةً أخرى للمشاركة في المسلسل العربي «فنجان الدم» ووجدها فرصةً كبيرةً لا تعوض فارتبط معهم بشكلٍ رسمي. أما بالنسبة إلى الفنان سعيد قريش فكان بيني وبينه خلاف سابق حول قضية معينة إضافة إلى ارتباطه بعمل فني مع الفنان حسن عسيري حال دون مشاركته معنا.
- هل انتهى هذا الخلاف أم لا يزال قائماً؟
بالطبع انتهى وزال إلى غير رجعة. وهو فنان جميل وطيب القلب ويملك أخلاقاً عالية، وأنا بطبعي إنسانٌ متسامح ولا أحقد على أحد مهما كانت الأسباب. وقد نسيت كل ما حدث بيننا وإن شاء الله سيكون للفنان سعيد قريش مشاركات في أعمالنا المقبلة.
- ماذا تقول له من خلال هذا اللقاء؟
أقول له كل عام وأنت بألف خير وسوف نراك عن قريب.
- ما أكثر ما يزعجك في الوسط الفني؟
يزعجني كثيراً النقد غير البنّاء الذي يمسّ الفنان دون عمله. لذلك أوجه رسالة لأصحاب الأقلام الذين لا يحترمون أمانة القلم الذي يكتبون به، وأقول لهم حاولوا الارتقاء بأقلامكم الصحافية واكتبوا بأمانة عن الأعمال الفنية دون تعريض الفنان لصغار الأمور وأن لا يصيروا كالبوق الأجوف.
- هل أصبحت المصداقية مفقودة داخل الوسط الفني؟
هذا يعتمد على طبيعة البشر الذين حولنا والذين نتعامل معهم عن قرب، ولكن أنا لمست المصداقية في كل مكان أذهب إليه بغرض التعامل الفني.
- هل أخذ الفنان السعودي حقه من ناحية الأجر المادي أسوةً بزملائه فناني الخليج؟
أجور الفنانين ارتفعت بشكلٍ عام. والفنان السعودي يعامل مثله مثل الفنان الخليجي من ناحية الأجر المادي إضافة إلى المزايا الأخرى، ولكن هناك نجوم كبار على المستوى الخليجي والعربي لهم معاملة خاصة من ناحية الأجر نظراً الى تاريخهم الفني الكبير المليء بالإنجازات المحلية والعربية، وهذا حقٌ من حقوقهم الفنية والأدبية والمادية والمعنوية.
- ما الجديد الذي تستعد لتحضيره؟
لديّ العديد من الأفكار الفنية التي أرغب في تنفيذها في القريب العاجل.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024