تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

الفنانة الفلسطينية جورجينا عصفور...

هي فنانة فلسطينية، عملت ممثلة مسرح منذ أن كان عمرها ثمانية عشر عاماً، وجسدت العديد من الشخصيات في الكثير من الأعمال الفنية المهمة، وشاركت في العديد من المهرجانات على مستوى الوطن العربي والعالم، بالإضافة إلى أنها عملت خارج فلسطين في أكثر من إنتاج فني مشترك، وشاركت في دورات سينما مكثّفة. وللغوص أكثر في حياة الفنانة التقت «لها» المسرحية الفلسطينية جورجينا عصفور.

- من اكتشف جورجينا عصفور؟
بعد أن أنهيت المرحلة الثانوية العامة، كان هناك في مجموعة من الشبان والشابات يعملون على تجسيد شخصيات مسرحية، وذلك ضمن نشاطات الشبيبة، بوجود الفنان خالد المصو ومساعدته لنا. وشعر خالد بأن لديّ موهبة فنية أكثر من غيري، وفي تلك الفترة كان مسرح «القصبة» يبحث عن شابات للعمل في عروض الأطفال، وأشار علي خالد المصو بأن أجرّب العمل في المسرح، والحمد لله حظيت بالتشجيع من أهلي. وذهبت لأول مرة إلى مسرح وسينماتك «القصبة» لكي أشاهد إحدى المسرحيات، وكانت هذه أول مرة في حياتي التي أشاهد فيها المسرح، لأنني من جيل عاش كل طفولته ومراهقته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى. كان المسرح بالنسبة إليّ عالماً ساحراً، وكنت ابحث عن المسرح حينها لكي انطلق وأجد نفسي فيه. وبدأت هناك في مسرحيات أطفال، وكنت أدرس في الجامعة في الوقت نفسه.

- هل شعرت برهبة المسرح عندما اعتليته لأول مره؟
في أول عرض لمسرحية للأطفال «ليلى الحمراء» في قرية جسر الزرقاء، وهي داخل مناطق العام 1948، كنت خائفة جداً. لكن التفاعل بيني وبين الأطفال كان جميلاً، وما يميز المسرح أنك تقطفين ثمار النجاح بعد انتهاء آخر مشهد على خشبة المسرح، وطوال الوقت هناك ردود فعل تشجع على الاستمرار.

- هل هناك تناقض في تعامل الأهل مع ابنتهم التي تعمل في حقل الفن؟
كانوا من المشجعين دائماً، ولكن الأهل أحياناً يعودون ويندمون بسبب إعطائهم الحرية، لأنهم يشعرون بأن الشخصية وأسلوب الحياة يختلفان، ولا يستطيعون أن يسيطروا على ابنتهم كلما تعمقت في عملها أكثر، وتصبح الحياة الاجتماعية مختلفة والطباع كذلك، وفي الوقت نفسه يفرحون لأنها ناجحة.

- ما هو أول عمل مسرحي قمت به للأطفال؟
هناك أعمال عدة ولكن أول عمل كان «ليلى الحمراء»، ومن ثم «السمكة الذهبية»، و«علاء الدين والفانوس السحري»، «الاسكافي والسلطان»، وغيرها. وإذا عرض علي أي عمل فني جيد للأطفال سأشارك فيه دون تردد.

- هل انتقلت بشكل مفاجئ الى أدوار مسرحية للكبار؟
لم أنتقل بشكل مفاجئ للعمل في مسرحيات للكبار، ولكن في مرحلة ما شعرت بأنني أرغب في التطوّر، وكانت الأجواء المحيطة تساعد على ذلك. وهدفي ليس فقط العمل للأطفال، ولكن أن أتطور. كما أن الفرصة تلعب دوراً، وأنا كنت محظوظة وموفقة. وكان أول عمل للكبار في اسبانيا واسمه «ثورة الفلاحين»، لكاتب اسباني اسمه لوبو دفيغا. والعمل الثاني كان «الزير سالم»، وكنت العب فيه دور أسماء أخت الزير. والعمل الثالث كان «اضبطوا الساعات»، مسرحية مأخوذة عن كاتب مصري. وبعدها شاركت في مسرحية «مش ع رمانة» التي تحدثت عن مشكلة حاجز الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى أنني أعتز كثيراً بمسرحية «قصص تحت الاحتلال»، وهي أنتجت بأسلوب مميز، وعرضت في دولة عربية وأجنبية مختلفة وحصلت على جوائز عدة.

- هل هناك أدوار ترغبين في تجسيدها على خشبة المسرح؟
جسدت جميع أدوار المرأة، ولكن حتى الآن لم أجسد شخصية المرأة القوية التي تشعر المشاهد بأنها جبارة، وأتمنى أن أؤدي هذا الدور.

- ما رأيك في المسرح في فلسطين؟
الممثل الفلسطيني يشبه جميع الممثلين في كل العالم، والممثل الذي يعمل في المسرح لن يصبح مشهوراً غالباً. ومن الأمور التي تعيق الفنان، قلة الفرص، وعدم انفتاحنا على الوطن العربي نتيجة الظروف السياسية، وأعرف الكثير من أصدقائي الفنانين في فرنسا وأوروبا وأينما أذهب أجدهم دون عمل، وقد نمتاز عنهم لأننا أقل عدداً وهناك فرص للعمل ولكن ليست فرصاً عظيمة.

- هل رفضت أعمالاً فنية معينة ولماذا؟
عندما أعمل مع كوادر فلسطينية أشعر بالاطمئنان، وقد عرض عليّ أن أعمل في مشاريع مشتركة، وكان هناك أحد المشاريع المشتركة الذي رفضته، فأنا أؤمن أن هذه الأعمال المشتركة تهدف إلى تبيان أن هناك مجموعتين إسرائيلية وفلسطينية تعملان مع بعض، وهذا يعطي صورة للآخرين بأننا نستطيع التعايش مع بعضنا. وهذا خطر ليس لأننا نرفض السلام، بل خطر لأنه ليس حقيقياً.

- هل تشعرين بأن هناك نقصاً في عرض قضايا المرأة؟
نعم، هناك نقص. وذلك رغم وجود محاولات كثيرة. وهناك مراكز من المفروض أن تتبنى قضايا المرأة، إنما هناك نقص قد يكون بسبب كثرة الموجود والأولويات المختلفة. فنحن أولوياتنا لفترة طويلة كانت عن النضال السياسي، ولكن الآن بدأ الحديث عن مشاكل المرأة الاجتماعية، مثل قتل النساء والعنف العائلي، وغيرهما. كما أن برامج المؤسسات الأهلية تتحكم في المسارح في فلسطين، وهذه البرامج قد لا تمت الى الواقع بصلة.

- هل عدم وجود سينما فلسطينية بشكل كاف يجبر الفنانين على البقاء في المسرح؟
هذا أحد الجوانب، كما أن السينما الفلسطينية مواسم، وهي عبارة عن اجتهادات شخصية للممثلين، ولا يوجد كثافة سينمائية تمكن هؤلاء من العمل. وهناك مشكلة أخرى هي أن هناك الكثير من المخرجين الذين يفضلون العمل مع أشخاص ليسوا ممثلين، لأن السينما تعتبر الشكل مهماً، وأحيانا لا يجدون الممثل المناسب من ناحية الشكل والعمر. ومن المخرجين من يعتقد أن العمل مع غير الممثل أفضل لأن الممثل الخام في نظره عبارة عن مجسم خام، يستطيع تشكيله حسبما يريد. ومن ناحية أخرى فإنه من المهم أن يجد المخرج كادراً فلسطينياً يعمل معه بدل أن يستقدم كادراً من الخارج.

- هل هناك مخرج معين استطاع أن يخرج المواهب الفنية من داخلك على خشبة المسرح؟
لا أعرف إذا جاء أم لا. هناك مخرجون يمكنونني من اكتشاف شخصيتي، وهناك مخرجان مهمان في حياتي وهما محمد خميس من المغرب ونزار الزعبي.

- هناك مشاهد لجسم المرأة في أكثر من فيلم من الأفلام التي تخرج في فلسطين، ما هو تعليقك على ذلك؟
أنا ضد استعمال المرأة كسلعة، ولكن عندما يتحدث العمل عن قضية شخصية للمرأة لا أشعر بأن هناك مشكلة.

- هل تميلين إلى استخدام الرمزية في العمل الفني؟
حضرت أفلاماً فلسطينية تظهر فيها المرأة عارية، مثل فيلم «عرس الجليل»، ولكن بالنسبة إليّ هذا الفيلم تعمق في خصوصية عالم النساء.

- هل تعملين فقط في مجال المسرح؟
أعمل حاليا في السكربت وهو ما يعني أنني مسؤولة عن استمرارية المشاهد في الأفلام التي أعمل فيها، لأن الفيلم يصور حسب الموقع. وأعتبر كنائبة عمن يجري المونتاج، كذلك يجب أن أقوم بإعداد التقارير للمونتاج.

- ما رأيك في الفنانة العربية عندما تجسد شخصية إحدى الفلسطينيات؟
انزعج كثيراً عندما أراها تؤدي دور امرأة فلسطينية، لأنه بعيد كل البعد عن المرأة الفلسطينية. نحن منغلقون على الوطن العربي، وهناك الكثير من الأعمال الفنية التي تتحدث عن القضية الفلسطينية يقوم بها غير فلسطينيين، وقد يكون السبب أنها ستصور في سورية أو لبنان أو غيرهما. وطبعاً من الصعب أن نصل الى تلك الأماكن، بالإضافة إلى أنهم يشعرون أحياننا بأننا لا نملك الكفاءة، وهذا أمر خاطئ. فعندما يقوم شخص لا يتحدث بلهجتك، ولم يعش التجارب التي عشتها، بأداء أدوار فلسطينية لا تمت الى شخصية الفلسطيني بصلة، فهذا أمر مؤسف، كما أن الممثل هو عبارة عن تجربة.

- ماذا تقولين للفنانات الفلسطينيات؟
أتمنى على المرأة التي تعمل في المجال الفني أن تكون ذات شخصية قوية، وأن تضع ضوابط لنفسها وللمتعاملين معها.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077