غادة عادل جيلي قادر على منافسة الكبار
تخطو غادة عادل خطوة جديدة نحو التألق والنجومية، فبعدما أعادت اكتشاف نفسها وأفصحت عن موهبتها على شاشة السينما في «شقة مصر الجديدة»، تكشف أيضاً عن موهبة خاصة في «قلب ميت» الذي تمرّدت فيه على شخصيتها المدللة والرومانسية لتعيش في ثوب بائعة شاي تعاني القهر والظلم وتعيش على السطوح. غادة عادل قبل أن تبدأ التصوير أعلنت التحدي وقفزت إلى عالم لم تكن تألفه من قبل. عاشت ليالي في خوف وقلق ورعب، لكنها اطمأنت وسكن الهدوء قلبها فور عرض حلقات المسلسل وحصدها كلمات المديح والإعجاب من الجمهور في الشارع.
- ما هي أسرار حماسك لمسلسل «قلب ميت»؟
«قلب ميت» خطوة مهمة لي في الدراما التلفزيونية. فقد شعرت بتعلق شديد بهذا العمل من اللحظة الأولى التي كنت أقرأ فيها الورق. وتعلقي لم يكن فقط بشخصية «بسمة» التي أجسّدها ولكن أيضاً بالعمل ككل ففيه جوانب اجتماعية وإنسانية كبيرة. وفي الوقت الذي كان معروضاً علي «قلب ميت» كان معروضاً عليّ ثلاثة أعمال أخرى ولكنني وجدت نفسي مشدودة إلى «قلب ميت». وهذا المسلسل فيه إضافة جديدة إليّ، فشخصية بسمة تختلف تماماً عن أي شخصية قدمتها من قبل في التلفزيون بداية من «وجه القمر» إلى «المصراوية».
- ألم تشعري بالخوف من تقديم شخصية تبعد كثيراً عنك في مواصفاتها الشكلية والاجتماعية؟
أعترف بأن بسمة مغامرة كبيرة لكنها في الوقت نفسه محسوبة. شخصية بسمة استفزتني كفنانة وكإنسانة لأن بها مساحة ممتازة لإبراز قدراتي الفنية. فهي شخصية مليئة بالمشاعر وتعرضت لظروف اجتماعية قاسية. وأنا وصلت الى مرحلة مهمة في حياتي الفنية أرفض فيها أن ينظر إليّ على أني مجرد بنت حلوة، وأريد ألا تحرمني مواصفاتي الشكلية من تجسيد بعض الأدوار. لذا قبلت تحدّي بسمة وحاولت قدر الإمكان أن تكون صادقة على الشاشة حتى يصدقها الجمهور. وبعد الحلقات الأولى فوجئت بأن ردود الفعل طيبة جداً وتلقيت كمّاً هائلاً من الاتصالات لتهنئتي على الدور وعلى المسلسل.
- وكيف كان استعدادك لشخصية بسمة؟
من أجمل الأشياء وأصعبها في شخصية بسمة أن مشاعرها مكشوفة دون أن تتكلم. وعموماً عندما أكون مصدقة الشخصية أشعر بأنها ستصل الى الناس بالصدق نفسه. وفي كل الأدوار التي أقدمها أحرص على ألا تبعد عن غادة عادل نفسها بمعنى أن تتحول إلى جزء مني. وبالنسبة الى بسمة تعمدت أن تبدو شديدة الواقعية لا مفتعلة. بمعنى البعد عن الصورة النمطية، فمثلاً الفلاحون الذين يظهرون في التلفزيون بعيدون كل البعد عن الواقع. لذا قرّرت ألا تظهر بسمة بالجلابية رغم أنها فتاة على نصبة شاي وفقيرة لأن البنات الفقيرات لم يعدن يلبسن الجلابيب بل ملابس عادية رخيصة الثمن. وهذا ما حاولت أن أفعله لتبدو بسمة فتاة واقعية قد يصادفها الناس عشرات المرات.
- هل هناك شخصية في الواقع تشبه بسمة تأثرت بها أثناء التصوير؟
في الحياة نقابل عشرات الشخصيات التي نختزنها في الذاكرة ونستدعيها في الوقت المناسب. وتأثّرت كثيراً بشخصية بنت كانت تبيع المرطبات في الشارع الذي أسكن فيه، إذ لديها ملامح الحزن وقسوة الزمان والبساطة. لذا تأثّرت بهذه الفتاة كثيراً أثناء استعدادي للشخصية.
- ملامح بسمة تحمل الكثير من الحزن، لماذا؟
بسمة إنسانة قسا عليها الزمن الى درجة أنها تخيّلت أنها نحس. ولم تبتسم لها الدنيا إلا بعد صراع طويل. فقد فتحت عينيها على الدنيا لتجد الزلزال أخذ منها الأب والأم والسند في الدنيا وتجد نفسها وحيدة لتواجه مجتمعاً لا يرحم فتاة بمثل هذه الظروف. وفي بعض الحلقات تشعر الفتاة باليأس وأن الدنيا لم يعد فيها خير. وتعمّدت أن أبرز مدى يأس هذه الفتاة ومدى جمال انفراج أزمتها ليشعر الناس فعلاً أن الدنيا لا تزال بخير.
- لكن دخولك عالم الدراما التلفزيونية وسط كبار نجوم الدراما يؤكد انك صاحبة قلب ميت؟
لا أضع نفسي في مقارنة مع الأساتذة الكبار مثل الفخراني ونور ويسرا وميرفت أمين وسميرة أحمد، فهؤلاء عمالقة الدراما المصرية. ولكن هذا العام ظهر على الساحة جيل جديد مثلي وهند صبري وخالد صالح وشريف منير. أقارن نفسي بهؤلاء ونحاول كجيل أن نجد لأنفسنا مكانا إلى جانب العمالقة. واعتقد أن دخول هذا الجيل عالم الدراما التلفزيونية سيجعل الشباب يلتفون حول الشاشة وسيتيح لمزيد من القضايا السياسية أن تجد لها مكاناً على الشاشة.
- ولكن الوجود التلفزيوني سيجعلكم أوراقا محروقة في السينما؟
لا أعتقد ذلك، فالسنوات الخمس الأخيرة كان فيها الكثير من المتغيرات أبرزها الانتشار الواسع جداً للفضائيات التي أصبحت ساحة مفتوحة لعرض الأعمال السينمائية سريعاً بعد عرضها في السينما مباشرة، مما يجعل نظرية حرق النجوم هذه غير واقعية الآن. ثم إن نجاحنا في السينما هو الذي جعلنا الآن موجودين في الفيديو، والتلفزيون هو الأكثر قدرة على الوصول الى الناس والأكثر مناسبة لطرح القضايا العميقة.
- في السينما بدأت مع نجوم الكوميديا. كيف حدث «فض الاشتباك» معهم؟
أنا حزينة جداً لفضّ الاشتباك، ففي رمضان هذا العام قدمت مسلسلاً إذاعياً كوميدياً (يا خميس يا جمعة) مع أحمد حلمي وأشرف عبد الباقي وشعرنا جميعاً بالاستمتاع بالعمل معاً، وقلنا لماذا لا نقدم عملاً جماعياً جميلاً يحسب لنا ونمتّع به الناس؟ فأنا مثلاً أتابع المسلسلات السورية ومرتبطة بها من زمان لأني عشت فترة طويلة في ليبيا وحيث تعرض الدراما السورية إلى جانب المصرية. وفي الدراما السورية ترى فعلاً روعة البطولات الجماعية وأسأل نفسي دائماً لماذا لا يوجد لدينا هذا الحضور الجماعي في السينما أو التلفزيون؟
- هل يستطيع المخرج في بعض الأحيان أن يفجر من غادة أشياء تخفى عنها؟
طبعاً فمثلاً لولا وجود مخرج كبير مثل مجدي أبو عميرة لما اطمأننت لتقديم دور مثل بسمة، فالمخرج الماهر هو مايسترو العمل وهو الذي يستطيع أن يوظف إمكانات الفنان. والحقيقة أنني أعتبر نفسي محظوظة بالتعاون مع مجموعة من المخرجين العمالقة مثل مجدي أبو عميرة وإسماعيل عبد الحافظ ومحمد خان.
- لماذا لم تستثمري نجاحك الكبير مع محمد خان ورفضت «نسمة في مهب الريح»؟
الأستاذ محمد خان غاضب مني جداً لأني اعتذرت عن «نسمة في مهب الريح». وباختصار رغم إعجابي الشديد بشخصية نسمة إلا أنها ليست أنا، فقد عملت بروفات على «الماسك» والملابس وشعرت بأن شكلي مفتعل ولن يصدقه الناس. فالكل يعرف أنني نحيفة فكيف أناقش مشكلات الفتاة البدينة. ورغم حبي واحترامي الشديد لأستاذي محمد خان لن أؤذي نفسي لأرضي أستاذي.
- ما زالت الدراما التي تناقش سير الشخصيات التاريخية موجودة حتى الآن. ألم تستهوك إحدى الشخصيات التاريخية لتقديمها؟
الحقيقة أن هذه منطقة شائكة أخاف منها، خصوصاً بعد إخفاق الكثير من هذه الأعمال. وللعلم فإن الجمهور يعقد مقارنات قاسية بين الشخصيات الحقيقية وما يراه على الشاشة. ورغم هذه المخاوف فكرت في فترة ما في أن أقدم شخصية الأميرة ديانا ولكني تراجعت عن هذه الفكرة للأسباب السابقة.
- هل أنت أميرة في بيتك؟
أنا ملكة متوجة على عرش مملكتي الصغيرة وهي بيتي، فأنا أؤمن بأني زوجة وأم أولاً. وعلى فكرة الناس استغربوا في المسلسل قيامي بدور بائعة الشاي وهم لا يعرفون أني أعمل أجمل شاي لزوجي مجدي الهواري. وأنا زوجة عادية جداً ومع أولادي طفلة صغيرة ألعب معهم وأعيش أمومتي.
- كيف تحافظ غادة على قوامها بعد إنجاب خمسة أطفال؟
هذا السؤال يوجه إليّ في كل مكان وفي كل المناسبات الى درجة أن مدرّسة ابني اتصلت بي وقالت لي أن زوجها يوجه إليّ هذا السؤال. والحقيقة أن طبيعة جسمي مع الاعتدال في الأكل وممارسة الرياضة هي التي جعلتني أحافظ على رشاقتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024