نيللي كريم: لم أشغل بالي بالمنافسة
الفنانة نيللي كريم كانت ضمن مجموعة من النجوم العرب الذين اختارهم المخرج شوقي الماجري لبطولة «هدوء نسبي» أحد مسلسلات السباق الرمضاني وهو عمل يلقي الضوء على حياة المراسلين والصحافيين الذين غطوا الغزو الأميركي للعراق عام ٢٠٠٣. في حوارها معنا تلقي نيللي كريم الضوء على هذه التجربة المختلفة سواء من حيث فريق العمل أو الفكرة أو أماكن التصوير التي كان من بينها الحدود العراقية، وتتحدث أيضاً عن تجربتها مع المخرج شوقي الماجري وقصة حبها لعابد الفهد، ولماذا رفضت مسلسل «سنوات الحب والملح»، وهل لذلك علاقة بطلبها أن يكون أجرها مليوناً ونصف مليون جنيه، وكيف ترى المنافسة. وتتحدث عن فيلمها الذي يجمعها للمرة الثانية مع هاني رمزي ومتى ستقدم فيلماً جديداً مع أحمد السقا وحكايتها مع «مدرسة الباليه» وكذلك علاقتها مع أسرتها...
- لماذا تحمست لـ «هدوء نسبي»؟
جذبتني إليه أشياء كثيرة أهمها أن الموضوع مكتوب بشكل جيد يهم كل العرب، ثانياً مخرج العمل شوقي الماجري تميز بتقديم أعمال مهمة جداً مثل «أسمهان» و«الاجتياح» وغيرهما من الأعمال التي قدمت على شاشة رمضان من قبل، فهو مخرج مهم بالنسبة الى جميع الممثلين وليس أنا فقط بل مهم أيضاً عند الجمهور وكانت أمنية بالنسبة إلي أن أعمل معه،
- صرحت من قبل أنك لن تكوني موجودة في الدراما هذا العام، فماذا حدث؟
بالفعل قلت هذا الكلام لأنني لم أكن أريد المشاركة في عمل ضعيف أو سيئ، وبالفعل رفضت كل الأعمال التي عرضت عليّ في الفترة الماضية، لكن عندما جاءني سيناريو «هدوء نسبي» أعجبني جداً لأنه مهم وإضافة لي ولكل العاملين فيه، وأيضاً لا يتكرر كثيراً.
- ألم يكن القرار نابعاً من إخفاق مسلسلك للعام الماضي «نسيم الروح»؟
لا توجد علاقة بينهما، لأن المسلسل لم يكن سيئاً، ولكنه ظلم في مواعيد عرضه، رغم أنه على المستوى الفني جيد وبذل فيه جهد كبير سواء من المخرج الدكتور سمير سيف، أو الزملاء مصطفى شعبان وأيمن زيدان وأحمد راتب وصبا مبارك. وأنا لا يشغلني إلا تقديم مسلسل جيد بغض النظر عن عرضه في رمضان أو في أي شهر آخر من العام، أهم شيء بالنسبة إلي أن أقدم عملاً محترماً.
- ما هو دورك في «هدوء نسبي»؟
صحافية مصرية تعمل في إحدى القنوات الفضائية، وتكلف بتغطية أحداث الحرب الأميركية على العراق عام ٢٠٠٣، وتتعرض لمواقف صعبة كثيرة لأن حياة المراسلين دائماً معرضة للأخطار والإصابات، وفي بعض الأحيان للموت. وتقع هذه الصحافية في غرام زميل (عابد الفهد) أثناء وجودهما في العراق. ومعنا في المسلسل مجموعة من الممثلين من دول عربية مختلفة لأن المسلسل يقدم من خلال وجهة نظرهم ما كان يحدث لهم أثناء الحرب. ويشارك في المسلسل زملاء من لبنان والإمارات وسورية والعراق ودول الخليج واليمن، لذلك فخير وصف لهذا المسلسل أنه «مسلسل عربي» قلباً وقالباً.
- كيف أعددت نفسك للشخصية؟
لم أحضر للشخصية لأن السيناريو عرض عليّ قبل بداية التصوير بأسبوع واحد وهو وقت غير كافٍ، لكنني اكتسبت روح الشخصية من الجلسات التي عقدتها مع المخرج قبل التصوير، كما أنني أعرف صحافيين كثيرين في مصر وأعرف عن حياتهم وطبيعة عملهم الكثير، وهو ما ساعدني في إتقان الشخصية.
- هل المسلسل واقعي يرصد شخصيات حقيقية لمراسلين وقت حرب العراق؟
قد لا تكون الشخصيات كذلك بالضبط لكن أحداث المسلسل كذلك، ومن الأكيد أن هناك صحافيين كثيرين تم اعتقالهم وآخرين استشهدوا وآخرين عذبوا أثناء تأديتهم مهمتهم.
- هل صورتم بعض المشاهد في العراق؟
صورنا على حدود العراق لأننا للأسف لم نستطع التصوير داخل العراق لخطورة ذلك، كما صورنا في دمشق ومصر. وأعتقد أن المسلسل مختلف تماماً عن باقي مسلسلات رمضان.
- ما نوع هذا الاختلاف؟
من ناحية الإخراج والقصة والسيناريو، واختلاف جنسيات الممثلين، وأيضاً على مستوى الأحداث والتمثيل وسيلاحظ المشاهد ذلك.
- ما أصعب المشاهد التي واجهتك أثناء التصوير؟
مشاهد الانفجارات، لأن المسلسل فيه مشاهد «أكشن» كثيرة وكلها صعبة ومجهدة جداً.
- من خلال تجربتك مع شوقي الماجري ما الفرق بينه وبين المخرجين المصريين؟
ما يميز شوقي أنه مخرج يحب عمله جداً، وتفكيره سينمائي في كل شيء سواء في طريقة التصوير أو في أماكن التصوير، لدرجة أشعرتني أنني أصور ٣٠ فيلماً وليس مسلسلاً.
- البعض ربط موافقتك على «هدوء نسبي» ورفضك «سنوات الحب والملح» بإصرارك على أجر مليون ونصف المليون: ما تعليقك؟
هذا ليس صحيحاً لأنني لا أربط موافقتي على أي عمل بالأجر، وموافقتي على «هدوء نسبي» كانت لأن موضوع المسلسل مهم جداً ومختلف ولن يقدم مثله في التلفزيون. وأنا أرفض أن يقال عني ذلك رغم أمنيتي بالحصول على أكثر من المبالغ التي تكتب في الصحف وأن يصل أجري إلى 5 ملايين جنيه، فليس هناك من يكره زيادة أجره...
- المسلسل فيه دماء واعتقالات وتعذيب، فهل ترين أن هذا كان مناسباً لشهر رمضان الذى تتميز أعماله بالطابع الاجتماعي؟
اعتقد أن الأحداث الموجودة في المسلسل لم تتعارض مع الشهر الكريم, والأحداث لابد أن يكون فيها دماء وتعذيب وقتل وتشريد أطفال. فمن المستحيل تقديم صورة حرب دون إظهار هذه الجوانب وإلا لن تكون للعمل مصداقية. ومن الطبيعي وجود مسلسلات لها طبيعة أخرى وأن تتنوع الموضوعات التي تقدم، وهناك أعمال جادة كثيرة تم عرضها في رمضان من قبل مثل «رأفت الهجان» و«ليالي الحلمية»، ورغم هذا حققت نجاحاً كبيراً. المهم أن يكون العمل جيداً ومحترماً ويصلح للمشاهدة في كل وقت وليس فقط في رمضان.
- ما الرسالة التي تقدمينها من خلاله؟
أننا كعرب لابد أن نتحد في وقت الشدة ولابد أن نلم الشمل، فأي بلد عربي يتعرض لاعتداء أو مأساة تتأثر معه حكما بقية الدول العربية وما حدث في العراق لم يمر علينا مرور الكرام، فحرب العراق أثرت فينا كعرب جميعاً. ولو تذكرنا الأحداث الآن سندرك أننا جميعاً كنا نترك أعمالنا ونجلس أمام الشاشات لنتابع ما يحدث هناك لحظة بلحظة. والمسلسل يقدم رؤية أخرى غير تلك التي كنا نشاهدها من خلال رؤية المراسلين الذين كانوا هناك وقتها، وكيف كانوا يتعايشون مع إطلاق النار والتفجيرات المتواصلة ليلاً ونهاراً وما الذى كانوا يفكرون فيه. وإجمالاً فإن موضوع المسلسل جديد ولم يقدم في التلفزيون أو السينما من قبل، وأثق أنه سيجذب الناس لمشاهدته.
- كيف ترين المنافسة في رمضان؟
لا تشغلني المنافسة إطلاقاً، بل أتمنى نجاح كل المسلسلات إذا كانت كلها جيدة. وأنا شخصياً كنت حريصة على متابعة مسلسلات بعض زملائي خاصة منة شلبي وأحمد عز وإلهام شاهين وكلها أعجبتني.
- في رمضان يعرض ٥٠ مسلسلاً تقريباً والواقع أن الجمهور لا يتابع إلا عدداً قليلاً من الأعمال، فهل كنت تتوقعين أن تكوني ضمن المشهد الرمضاني؟
كنت أعرف أن المنافسة شرسة وأن هناك أعمالاً كثيرة تظلم بسبب كثرة الأعمال، لكن أنا قدمت عملي بأفضل شكل ممكن، والحمدلله أنه بالفعل من بين المسلسلات التي تحظى بالمشاهدة.
- أغلب ممثلي السينما وأنت معهم اتجهوا للعمل في الدراما فهل السينما لم تعد تحقق الوجود الكافي لكم؟
بالعكس السينما ما زالت تحقق انتشاراً واسعاً، ولو لم تكن الأعمال الموجودة في التلفزيون جيدة لما قدمناها. والتلفزيون تكمن أهميته في أن نسبة المشاهدة التي تتحقق في شهر رمضان تكون عالية جداً ليس فقط محلياً بل عربياً أيضاً، ولكن هذا يحتم على الممثل أن يكون على قدر المسؤولية.
- اتجه الكثير من الممثلين إلى تقديم البرامج خاصة في رمضان فمتى سنراك مذيعة؟
مستعدة إذا عرض عليّ برنامج جيد ومحترم.
- ماذا عن فيلم «الرجل الغامض بسلامته»؟
هو فيلم كوميدي أشارك هاني رمزي بطولته، وهي التجربة الثانية لنا معاً بعد فيلم «غبي منه فيه». وأنا سعيدة أنه جاء بعد فيلم «واحد صفر»« لأنه كان جاداً جداً فكان لا بد أن أغير جلدي وأظهر للجمهور بشكل مختلف لكي لا أكون في صورة واحدة طوال الوقت. ونحن حتى الآن لم ننته من تصويره ويتبقى فقط ثلاثة أيام تصوير سننتهي منها بعد رمضان.
- هل التأخير سببه مشاكل في الإنتاج؟
التوقف كان بطلب مني ومن هانى رمزي لانشغالي في «هدوء نسبي» وسفري مع فريق العمل الى خارج مصر. وهاني كان مشغولاً بتصوير مسلسل «عصابة بابا وماما»، كما ان التصوير صعب في رمضان ولذلك قررنا استكمال الفيلم بعده.
- ما هو دورك في الفيلم؟
أقوم بدور فتاه تتخرج في الجامعة الأميركية وتقع في غرام رجل غامض يلعب دوره هاني رمزي، وتحدث بينهما مغامرات كثيرة مثيرة وغريبة. والغامض رجل مدعٍ وكذاب، وتنتج عن كذبه مواقف ومشاكل يتم تناولها في إطار كوميدي.
- ما علاقة الفيلم باسم أغنية سعاد حسني «الرجل الغامض بسلامته»؟
لا يوجد أي شبه والمؤلف أدرى باختيار الاسم ومغزاه.
- كيف ترين تكرار العمل مع هاني رمزي؟
جميل جداً واستمتع به على المستويين الفني والشخصي، لأنه يحب عمله جداً ويهتم بكل صغيرة وكبيرة فيه.
- هل الفيلم على طريقة «غبي منه فيه»؟
لا هو بعيد ومختلف تماماً عن «غبي منه فيه»، فطريقة الكتابة والقصة والشخصيات مختلفة تماماً عن بعضها.
- هذا الفيلم الأول لهاني رمزي الذي لم تعترض عليه الرقابة فهل هو مختلف عن أفلامه؟
إذا كنت تقصد أن الفيلم خفيف ليس فيه سياسه فاعتقد أن هذا غير حقيقي لأن فيه مواقف سياسية موجودة بين السطور. لكنني لا أحب التحدث في التفاصيل وأفضل أن يكتشفها ويفهمها الجمهور بنفسه.
- هذا الفيلم الثاني لك مع هاني رمزي. بم تفسرين عدم تحقيق أفلامه إيرادات كبيرة؟
أفلام هاني رمزي كلها حققت النجاح الجماهيري وهذا أكثر ما يشغلني، أما الإيرادات فلا تهمني ولم أعمل يوماً من أجلها، كما أن الفيلم الذي عملت مع هاني رمزي فيه من قبل وهو «غبي منه فيه» حقق إيرادات مرضية.
- هل أغضبك عدم وجودك في الموسم السينمائي الحالي؟
لم أشعر بغياب لأنني كنت موجودة في الموسم السابق بفيلم «واحد صفر». كما أنني مشغولة بتصوير المسلسل وعرضه سيلحق الصيف لأن رمضان جاء مبكراً فلذلك أعتقد أنه سيغطي غيابي.
- رغم نجاحك مع أحمد السقا لم تكررا العمل معاً، لماذا؟
أحب العمل مع أحمد السقا مرة أخرى خاصة بعد نجاحنا معاً في فيلم «حرب أطاليا» لأنه من الممثلين القلائل الذين يتفانون في عملهم، كما أنني أحبه كممثل وأعتبر نفسي واحدة من جمهوره. لكن في النهاية كل دور يحتاج الى بطلة معينة بمواصفات محددة، وعندما تكون هناك فرصة لأن أكرر العمل معه في دور يناسبني لن أتأخر.
- لماذا لا تعملين في المسرح؟
لأنه يحتاج إلى وقت طويل، وأنا لا أستطيع التوفيق بين العمل فيه والعمل في التلفزيون والسينما لأن هذا صعب جداً.
- هل وجدت وقتاً لأسرتك وسط هذا الانشغال؟
للأسف الصيف بأكمله أمضيته في تصوير المسلسل باستثناء ثلاثة أيام ذهبت فيها مع أسرتي إلى الغردقة.
- ما هي هواياتك المفضلة؟
كثيرة جداً منها الاهتمام بديكور المنزل، وتصميم الملابس والتريكو.
- هل تشرفين على مدرسة الباليه الخاصة بك بنفسك؟
لا أتابعها ولم أذهب إليها منذ فترة طويلة لأنني مشغولة جداً في التصوير، لكنني خصصت مواعيد ثابتة خلال الفترة المقبلة لمتابعتها جيداً. وسأنتهزها فرصة لأعود إلى التمارين لأتمكن من تقديم عروضي في دار الأوبر مرة أخرى، بعد غياب عامين تقريباً.
- كيف تتعاملين مع الشائعات؟
نصف ما يقال عن الفنان وحياته شائعات وهو ما حدث معي، لذلك لا أهتم بها لأنني إذا انشغلت بكل الشائعات التي يطلقها الناس لن أعمل وسأتفرغ للرد عليها. وما دامت هذه الشائعات لا تمسني أو تمس عائلتي لا أهتم بها.
- ما الشىء الذى يسعدك؟
عندما أكون في بيتي، وأجد كل عائلتي سعيدة، وأغضب وأحزن عندما أجد إنساناً أحبه يكذب عليّ لأنني لا أحب هذه الصفة.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024