تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

عازفة البيانو أسماء نجا: الموسيقى تُحيي الروح... ورافقتني في كل الدروب

العازفة اسماء نجا

العازفة اسماء نجا

العازفة اسماء نجا

العازفة اسماء نجا

أسماء نجا مع زوجها

أسماء نجا مع زوجها

أسماء نجا مع الفرقة الموسيقية

أسماء نجا مع الفرقة الموسيقية

أسماء نجا مع الفرقة الموسيقية

أسماء نجا مع الفرقة الموسيقية

الموسيقى تهذّب الروح وتُسعد النفس، ويفهمها الجميع حين تلامس مشاعرهم، وتُدخل البهجة الى القلوب وتوقظ الأحاسيس لأنها مكوّنة من موجات صوتية تُصدر ذبذبات تؤثر في الخلايا العصبية، وتساعد على الاسترخاء وإزالة التوتر إذ تحفّز الجسم على إفراز هورمون الأندورفين. أسماء نجا عازفة بيانو ومغنّية رائعة، أبهرت الحضور بصوتها الرخيم وعزفها الجميل على مسارح المملكة العربية السعودية، وهي حاصلة على بكالوريوس في إدارة الأعمال، وماجستير في تعليم اللغة الإنكليزية للكبار من جامعة أكسفورد في بريطانيا، التقت بها "لها" وحاورتها حول الموسيقى وأهميتها في حياة الشعوب.


- متى بدأت العزف على البيانو؟

بدأت العزف على البيانو منذ طفولتي، حيث تلقيت دروساً في الموسيقى في الكونسرفتوار في الإسكندرية، واستمررت في تعلّم العزف على البيانو حتى سنّ التاسعة عشرة، وكنت أُشارك دائماً في الحفلات الموسيقية التي تُقام في المدرسة لتميّزي في العزف على البيانو.

- ومتى بدأت بالعزف والغناء على مسارح المملكة؟

منذ خمس سنوات، بدأت بالغناء والعزف على مسارح المملكة العربية السعودية، ذلك بعدما نمتْ موهبتي ونضُج صوتي.

- من إدارة الأعمال إلى تعليم اللغة الإنكليزية، ما هذه النقلة النوعية؟

هي ليست نقلة نوعية بمقدار ما أنها خطوة سارت بالتوازي مع كل مراحل دراستي ورافقتني في كل الدروب، لأن الموسيقى تُحيي الروح. لكن بسبب حبّي للتعليم، قررت الانتقال من إدارة الأعمال إلى تدريس اللغة الإنكليزية للكبار.

- كيف وجدت التدريس؟

أحب التعليم كثيراً، وأنسجم معه، وأُدرّس حالياً في المركز الثقافي البريطاني "British Council" في مدينة جدّة.

- كيف تصوغين رؤاك الموسيقية؟

لم أضع رؤى محدّدة للموسيقى، وموسيقاي تهدف الى الابتعاد عن إيقاع الحياة السريع، للترفيه عن النفس والحصول على طاقة إيجابية بعيداً عن ضغوط الحياة، وأحاول قدر الإمكان جعل الجمهور مستمتعاً بما أعزف له من مقطوعات موسيقية جميلة.


- أي نوع من الموسيقى تحبّين العزف؟

أعزف موسيقى الجاز، وهي نوع من أنواع الموسيقى الراقصة، وقد تميزت بها الشعوب الأفريقية والأميركية، إلا أنها باتت اليوم من أهم أنواع الفنون والموسيقى لدى الكثير من شعوب العالم، لأنها تجمع بين النغم المتقطّع والنغم المستمر. كما أعزف موسيقى البلوز، وهي خليط من الثقافتين الأفريقية والغربية.

- لماذا تركّزين في الجاز والبلوز؟

لأنني أجد نفسي فيهما، رغم أنهما من أصعب أنواع الموسيقى في العزف.

- في رأيك، من هم أبرز عازفي الجاز في العالم؟

من الزمن القديم Fitzgerald, Nina Simon, Louis Armstrong، ومن الزمن الحديث Beth Hart, Diana Krall, Joe Bonamassa.

- تعزفين أيضاً موسيقى كلاسيكية، لكن لمن؟

أحب أن أعزف مقطوعات موسيقية للموسيقار الألماني "باخ"، لأنني أميل إلى موسيقاه الحزينة، كما أعزف لـ "شوبان" و"بتهوفن".

- ما الذي يلفتك في "شوبان"؟

من المعروف أن مقطوعات "شوبان" يتخللها رقص الفالس، وهذا النوع من الرقص يأخذني إلى الزمن الجميل ويوقظ فيّ ذكريات الماضي.

- هل تحبّين الزمن القديم أيام العباقرة؟

بالتأكيد أحب الزمن القديم، نظراً لأهميته في المجتمع، حين كان الفنان الحقيقي يتألّق بسرعة على الساحة الفنية، لكنني أيضاً أحب الزمن الذي نعيش فيه الآن ونتماشى معه، فالجيل الحالي موهوب بعدد الفنون، ويجب أن تظهر مواهبه على الساحة.

- وهل تسرّع مواقع التواصل الاجتماعي في ظهور المواهب؟

رغم سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي، فهي تساعد في ظهور المواهب بسرعة، وتختصر لهم الطريق، وتعرّف الناس مواهبهم بأقصر وقت.

- كيف وصلت أسماء الى المسرح؟

كنت أحضر حفلة في مطعم UNDER GROUND لصديقة لي تعزف على آلة الـ "ساكسفون"، فتشجّعت على العزف والغناء، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة.

- تعزفين مع فرقة موسيقية، متى تشكّلت تلك الفرقة؟

بدأتُ العزف مع صديقة لي منذ أربع سنوات، لكنها سافرت خارج المملكة، مما دفعني لتشكيل فرقة تحت عنوان "Keys, Stix & sax" مؤلفة من الأعضاء: "بيتر" عازف "ساكسفون" من المملكة المتحدة، و "هامش" عازف "درامز" من نيوزلنده، وأنا عازفة البيانو، ورغم أن كلاً منّا من دولة مختلفة، لكن حين نتشارك في العزف، نشعر أننا روح واحدة متآلفة.

- كيف التقيتم للمرة الأولى؟

في إحدى المرات، كان لديّ حفلة وكنت أبحث عن عازف "ساكسفون"، فبحثت على "الفايسبوك" من خلال غروب "جدة نيوشزن"، سألت فردّ عليّ "بيتر" وعرّفني على "هامش"، ومن ذلك الحين بدأنا بالعزف معاً في الحفلات.

- هل تحبين العزف على البيانو أم الغيتار؟

أفضّل العزف على البيانو، لأنني متمكّنة منه أكثر، فالغيتار آلة جديدة بالنسبة إليّ، وأنا أحب أن أعلّم نفسي بنفسي، ومستمتعة جداً بذلك.

- هل يستمع السعوديون الى موسيقى الجاز أم يفضلون الموسيقى الكلاسيكية؟

الجاز والبلوز موسيقى جديدة بالنسبة الى المجتمع السعودي، لكن مع مرور الوقت بدأ يتقبّلها، لكنني فوجئت بأن بعض السعوديين يتماهون مع هذا النوع من الموسيقى، ويردّدون كل الأغاني التي تدخل في نطاقه.

- ما أهمية الموسيقى في حياة الشعوب؟

الموسيقى لغة الشعوب قاطبةً، تستطيع فهمها من دون الحاجة إلى ترجمتها، كما تعبّر الموسيقى عن مختلف الأحاسيس والمشاعر كالحب والسعادة والحزن والحماسة، وقد استخدمها القدماء للتعبير عن السمو والوصول الى الشفافية.

- إلى أي حد ترفع الموسيقى مستوى هورمون الأندورفين في الجسم؟

أظهرت نتائج بحث كامل أُجري عن الموسيقى، أنها تؤثر إيجاباً في المزاج إذ ترفع هورمون الأندورفين إلى أعلى مستوياته، كما تقوّي الجهاز المناعي في الجسم.

- هل حاولت العزف على آلة عربية؟

حين كنت طالبة في المدرسة، حاولت العزف على آلة العود، لكنني لم أستمر في ذلك نظراً لضيق الوقت آنذاك.

- بينما تعزفين وتغنّين، ما المشاعر التي ترغبين في إيصالها إلى الناس؟

في هذه الحالة، أتواصل مع روحي أولاً، لأتمكن بالتالي من التواصل مع الآخرين، ومن أن أنقل إليهم مشاعري التي تمنحهم السعادة.

- ابتسامة عفوية ترتسم على وجهك، فما مصدرها؟

هذه الابتسامة نابعة من شعور الفرح بالنجاح، شعور يخرج من أعماق روحي، وأترجمه للآخرين، ومصدره عائلتي الصغيرة، أي زوجي وولداي، الذين يغذّون فيّ الأمل بغدٍ مشرق.

- ماذا يعطيك الأمل؟

لا أستطيع العيش بدون أمل، لأن الأمل جواز المرور لتحقيق الأحلام.

- هل يجيد أولادك العزف؟

عندي ولدان بدأت أعلّمهما العزف منذ فترة وجيزة، وسعيدة بذلك، لأنهما سندي في الحياة، وزوجي يشجّعنا نحن الثلاثة.


- هل تغنّي أسماء باللغة العربية؟

أُغنّي الجاز الشرقي، مثل أغاني الفنانتين لينا شامميان وسعاد ماسي.

- لمن تستمعين من الفنانين العرب؟

أحب سماع صوت "الهضبة" عمرو دياب وتعجبني أغانيه، لأنه من فنّاني جيلنا.

- تنقّلت في العيش بين ثلاث مدن هي الإسكندرية ولندن وجدّة، كيف أثّرت فيك تلك المدن؟

عشتُ طفولتي في الإسكندرية، ودرست في لندن، وتعرّفت على عوالمها الثقافية، وتلك المدينة علّمتني التعامل مع الآخرين على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم وثقافاتهم. أما جدّة فهي عشقي الأبدي، لأنها مدينة ساحلية جميلة تشبه الإسكندرية ببحرها الجميل، وقد فتحت الآفاق أمامي للانتشار بموسيقاي.

- بمَ تشعرين وأنتِ تعزفين للجمهور؟

أشعر بالنشوة الموسيقية، أو "اليوفوريا"، وهو الابتهاج الذي يوصلني إلى قمة السعادة والإحساس بالرضا، ويبيّن لي مدى قدرتي على رُؤية الصّوت. كما تُسعدني ردود فعل الجمهور، والتي تنمّ عن استمتاعه بموسيقاي الجميلة.

- ما هو طموحك؟

أطمح أن أرى أولادي في أعلى مراتب النجاح، وأن أُعلّمهم كل ما تعلّمته في المدرسة أو الجامعة، وأدعو الله أن يحفظ لي عائلتي الصغيرة.

- كيف تقرأ أسماء نجاح المرأة السعودية العازفة؟

مع رؤية 2030 ظهرت كل المواهب الجميلة في المملكة العربية السعودية، وأتاحت الحرية الفكرية للفكر الموسيقي الثري أن يتربّع على عرش الإبداع الفني، خصوصاً أن الموسيقى تعبّر عن الذات الإنسانية.

- من نمّى فيك هذا الشغف بالموسيقى؟

أحببتُ الموسيقى منذ طفولتي، لكن أحياناً كنت أشعر بالملل منها، بسبب الصعوبة التي كنت أعانيها في الدراسة، لكنّ والديّ كانا يشجّعانني على تعلّم الموسيقى والاستمرار في هذا المجال.

- ماذا تقولين للمرأة؟

كوني نفسك، ولا تقلّدي أحداً، وحافظي على هويتك وانطلقي.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078