خالد صالح
رغم أنه أخذ قراراً بالابتعاد عن شاشة رمضان هذا العام فإنه يعترف بأنه فقد السيطرة على قراره عندما قرأ سيناريو «تاجر السعادة» ليتراجع وينافس به في رمضان المقبل. إنه الفنان خالد صالح الذي يكشف لنا أسرار مسلسله الجديد ويتحدث عن المنافسة الرمضانية الساخنة ويرفض مقارنته بالنجم الكبير ويتكلم على علاقته بهند صبري وخلافه مع هاني سلامة واعترافات كثيرة جريئة في حوارنا معه.
- في البداية لماذا قررت العودة الى التلفزيون؟
قرار العودة الى التلفزيون في رمضان هذا العام كان بمثابة المستحيل بالنسبة إلي، وذلك بعد تفكير عميق. فقد كانت عندي الرغبة في الابتعاد هذا العام خصوصاً بعدما قدمت مسلسلي «بعد الفراق» و«سلطان الغرام»، ولكنني فقدت السيطرة على نفسي عندما قرأت سيناريو مسلسل «تاجر السعادة»، فقد وجدت نفسي منجذباً اليه من الصفحة الأولى ولم أستطع التوقف عن التفكير في شخصية «مصباح» ووجدتها تلازمني في كل مكان أذهب إليه، لذلك قررت تأجيل كل مشاريعي الفنية لأتفرغ لهذا المسلسل.
- ما الذي جذبك في مصباح إلى هذا الحد؟
مصباح رجل كفيف فقير جداً يعيش في حارة شعبية، ورغم البؤس يستطيع أن يصنع السعادة ويبيعها لكل من حوله. وهذا الرجل يحمل لغزاً كبيراً تفجره أحداث المسلسل. ومن المفارقات الغريبة أن أهل الحارة يلتفون حوله لظنهم أنه صاحب كرامات وله قدرة على التعرف على الغيب، فيلجأ إليه كل من لديه مشكلة أو يريد التعرف على ما سيحدث له في المستقبل... المسلسل يدور في إطار اجتماعي كوميدي.
- ألم تخش اتهامك بالتشجيع على الذهاب الى الدجالين والمشعوذين وترسيخ وجودهم؟
بالعكس، نحن ندق ناقوس الخطر للتنبيه الى ضرورة عدم الانسياق وراء هذا الجهل بعد انتشار هذه الظاهرة في المجتمع المصري والعربي رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الذي وصلنا إليه.
- كيف استعديت لهذه الشخصية؟
هذه الشخصية من أعمق الشخصيات وأكثرها صعوبة لذلك بذلت مجهوداً كبيراً جداً في التدرب عليها. فإلى جانب استعدادي الشكلي أو بمعنى آخر التدرب على حركات وتصرفات وطريقة سير الكفيف، فأنا أيضاً أمضيت أكثر من ثلاثة أشهر في التدريب على طريقة العزف على العود واكتشفت أنه من أصعب الآلات. وكذلك انضممت الى عدد من العازفين المكفوفين واخترت منهم اثنين وعقدت معهما جلسات وأخذت منهما تفاصيل عديدة لأجسدها في المسلسل.
- ما السبب الذي دفعك الى قبول هذا العمل، هل هو إعجابك بالسيناريو أم شخصية الكفيف؟
بصراحة دور الرجل الكفيف هو الذي أخذ عقلي. وجدت هذا العمل يتحدث عن فئة من الناس ربما تم تجاهلها الى درجة عدم وجود أعمال تتحدث عن معاناتهم ومشاكلهم وأحاسيسهم.
- كيف ستتناول شخصية مصباح الكفيف؟ في قالب كوميدي ساخر أم درامي تراجيدي؟
نحن لا نسخر من الرجل الكفيف أو نهينه بل سنتحدث عن حياته في إطار اجتماعي كوميدي. بمعنى آخر سوف نتناول الشخصية من كل الجوانب بتفاصيل مختلفة، خاصة أن هؤلاء الأشخاص لديهم الحق في الحياة الكاملة والحب والاستقرار. ومن خلال الأحداث سوف نركز على توضيح قدرات وجوانب ومهارات لدى هؤلاء البشر. فمع أن الله حرمهم نعمة البصر فهو منحهم نعمة البصيرة وهى أعمق بكثير من البصر. لذلك نجد ان الأعمى له القدرة على التخيل بشكل واسع وعميق جداً. فبالإضافة الى نعمة السمع التي تمكنهم من اكتشاف كثير من الأشياء التي يعجز الأصحاء عن التوصل إليها، تراهم يملكون خفة الظل والمواهب الكثيرة التي يتفوقون بها على الأصحاء الذين يقفون أمامهم ولا يملكون سوى قول «سبحان الله».
- ألم تفكر في العودة الى مشاهدة فيلم «الكيت كات» من ضمن وسائلك للتدرب على شخصية الكفيف؟
من منا يستطيع أن ينسى هذا الفيلم المهم، فهو علامة من علامات السينما المصرية، وبرع فيه النجم الكبير محمود عبد العزيز. شاهدته مرات عديدة، وكلما أشاهده أشعر بأنها المرة الأولى وأستمتع بأداء النجم محمود عبد العزيز من جديد.
- هل هناك تشابه بين الشيخ «حسني» الذي قدمه محمود عبد العزيز وشخصية الشيخ «مصباح» الذي تصوره حالياً؟
بالطبع سوف تكون هناك نقاط مشتركة بين الشخصيتين أو الدورين، وبين أغلب من يعانون من فقدان البصر. لكن ما سوف أحاول التغلب عليه هو التشابه في طريقة الأداء لأنني لن أتعمد تقليد النجم محمود عبد العزيز، بل قررت أن أجتهد لأقدم حالة جديدة أتمنى أن تُحدث أثراً كبيراً وتنال إعجاب الجمهور.
- ألم تخش مقارنتك بالنجم محمود عبد العزيز؟
ما أستطيع قوله هو أن مقارنتي بالنجم الكبير محمود عبد العزيز ظلم كبير، والحقيقة هي أن كل نجم من هؤلاء الكبار مدرسة وما يقدمه من أعمال مدرسة، ومحمود عبد العزيز مدرسة كبيرة. من حقي أن أختار أي مدرسة وأدخلها وأتدرب فيها وأرتدي عباءة أي نجم آخر ومن البديهي عدم مقارنة محمود عبد العزيز بأي ممثل آخر لأنه فنان منفرد ومتفرد في أدائه. وسوف أبذل كل جهدي لأتميز في هذا الدور لأبعد نفسي عن هذه المقارنة التي تمثل ظلماً وخطورة كبيرة جداً عليّ. وأنا أعترف بأنني قررت أن أكون تلميذاً في مدرسة محمود عبد العزيز.
- كيف تفسر تكرار تعاملك مع المخرجة شيرين عادل للمرة الثالثة بعد مسلسلي «سلطان الغرام» و«بعد الفراق»؟
ليس هناك سر في علاقتي بالمخرجة الموهوبة شيرين عادل. وقد يكون السبب الأساسي الذي يربطنا هو هدفنا الواحد، أي تقديم عمل فني متميز. ويجمعنا في الأصل الإخلاص والتفاني في العمل، وهذا ما شجعني عليه الجمهور لأنني وجدته سعيداً بأعمالنا المشتركة ويؤكد أننا ننجح معاً. لذلك أتمسك بها، لأنها تفهمني جيداً وأصبحت أفهمها بسرعة مما يجعل بيننا راحة في التعامل وثقة.
- لكن مسلسلك الماضي «بعد الفراق» واجه هجوماً شديداً من الجمهور؟
لا، الهجوم كان من النقاد.
- ما سبب الهجوم؟
السبب أن الناس ارادوني أن أودي الدور بالطريقة التي تعودوا عليها طوال حياتهم أي تطبيق الروتين، ولكن أنا قررت ألا أستجيب لأنني قررت أن أدخل مجال الفن لأكون مدهشاً ومختلفاً. ومع ذلك لا أزعم أن مسلسلي مع شيرين عادل يخلو من الأخطاء، فمن الصعب أن تقدم عملاً متكاملاً خارج مجال النقد ولكنني ابحث عن النقد الواعي والبناء الذي أتعلم منه وليس النقد لمجرد النقد أو مجرد الهجوم.
- لكن طريقة أداء الصحافي في «بعد الفراق» كانت هادئة أكثر من اللازم الى درجة أن البعض اتهمك بالبرود؟
هو ليس بروداً ولكن هذه هي طبيعة الشخصية، فالبطل كان متردداً وليس قادراً على أخذ قرار سليم ومناسب. لذلك كان صوته في أغلب المشاهد الأولى من المسلسل محبوساً وخافتاً، وهذا يتلاءم مع ظروفه وملامحه. وما أسهل أن يصرخ هذا الرجل ويطيح كل من حوله حتى يرضى عنه وعني الناس، ولكن أنا لن أستجيب لأحد حتى لو كان الجمهور طالما أنني لست مقتنعاً. ومع ذلك في النصف الثاني من أحداث المسلسل ظهرت بشكل مختلف وبدأ صوت هذا الصحافي يعلو لأنه أصبح واثقاً من خطواته وامتلك أدواته، ولكن للأسف النقد عندنا في مصر يسبق الأحداث وهذا ما حدث معي بالضبط، فالهجوم بدأ منذ عرض أول حلقة المسلسل قبل أن تضح معالم الشخصية.
- كيف وجدت التعامل مع هند صبري في أولى تجاربها في التلفزيون؟
هند صبري ممثلة كبيرة وموهوبة جداً وهذا ما جعلها مميزة منذ أن خاضت تجاربها الأولى في السينما. وهي نجمة متمكنة من أدواتها واستطاعت أن تقدم شخصية «سكرة» التي بدأت حياتها خادمة مع تطور المراحل المختلفة لها. ورغم أن هذه التجربة ليست الأولى التي تجمعني بهند صبري فإنني استمتعت كثيراً بالعمل معها.
- قدمت العام الماضي مسلسل «بعد الفراق» أمام هند صبري. ألم يزددْ قلقك هذا العام بعد تقديم مسلسل تشاركك بطولته داليا مصطفى التي تقل نجومية عن هند صبري؟
هذا الكلام ليس حقيقياً، كما أن هذه المخاوف ليست منطقية. فاسم النجم وحده ليس دليلاً على نجاح مسلسل أو فشله ولكن الموهبة والمجهود والتنظيم والجودة هي المقاييس الأولى لنجاح العمل. وأنا واثق من موهبة داليا مصطفى، فهي فنانة بكل معنى الكلمة وتؤدي في المسلسل دوراً مهماً ومؤثراً في الأحداث كما أن كل عمل له مقاييس مختلفة في اختيار أبطاله، لذلك أنا لست قلقاً لأن داليا مصطفى تشاركني البطولة، ولكنني قلق من قدرتي على تقديم الدور وتقبل الجمهور خاصة أنني هذه المرة أقدم شخصية تحتاج إلى أن يصدقني الجمهور فيها لأنها لا تحتمل الوقوف في المنطقة الوسط إما أن يصدقني الجمهور فينجح الدور أو العكس لا قدر الله. وبالمناسبة المسلسل فيه مجموعة من النجوم والعناصر المهمة التي تبرهن على نجاحه ابتداءً من الفنانة هالة فاخر وداليا مصطفى وأشرف مصيلحي ومجموعة أخرى من النجوم.
- لك تجربة سابقة وناجحة مع هالة فاخر، فهل هذا سبب كافٍ لتكرار تجربتك معها؟
أنا أحترم الفنانة هالة فاخر كما أنني من مشاهديها ومعجبيها لأنها فنانة لديها إحساس عالٍ جداً ومشاعر مرهفة. وبالفعل تشرفت بالتعاون معها في فيلم «هي فوضى». والدور الذي تلعبه هالة فاخر في المسلسل مختلف عنها جداً، ولكنه في الوقت نفسه يليق بأدائها ويبرز كثيراً من إمكاناتها التي سوف تبهر المشاهدين.
- لكن المنافسة هذا العام ستكون ساخنة جداً لكثرة المسلسلات خاصة أن هناك نجوماً من الشباب مثل أحمد عز ومحمد رجب؟
لا أخشى المنافسة أبداً وأنا واثق من جمهوري، فهو الذي وقف بجواري وشاهد مسلسلي العام الماضي قبل أن يوجد أحمد عز ومحمد رجب وغيرهما. لذلك هو سيدعمني أيضاً هذا العام. وأنا أجد أن الجمهور هو المستفيد الأول من هذه المنافسة لأن الفرصة لديه ستكون أكبر لاختيار ما هو أفضل. وأنا أحب أن يُعرض مسلسلي في رمضان حتى وإن كانت المنافسة شرسة.
- تحدثت عن فيلم «عرض البحر» ولكن لم نره حتى الآن؟
للأسف المشروع خضع لتأجيلات عدة وهو الآن في مرحلة التعديل. فقد وجدنا بعد تطور الأحداث والظروف أن أحداث الفيلم ومواقفه تحتاج إلى بعض التعديلات لتبدو محبوكة على نحو أفضل. والآن يعكف المؤلف على وضع لمساته على السيناريو.
- ما هو موضوع الفيلم؟
الفيلم يتحدث عن الهجرة غير الشرعية والأسباب التي تدفع الشباب الى الانحراف ومع هذا التيار الذي كثيراً ما يودي بحياتهم ويعرضهم لأخطار كثيرة.
- لكن هذه الظاهرة لم تعد حديثة كما أن هناك عشرات الأعمال التي تناولتها!
تقصدين بدأت تتناولها أخيراً، ولكن فيلمي يتناول الظاهرة من منظور مختلف تماماً فهو لا يرصد حوادث فقط بل يرصد تجارب إنسانية مليئة بالمعطيات والمشاعر والظروف التي تعكس الوضع الذي يعيشه كثيرون من الشباب. وما دفعنا لتقديم فيلم عن هذا الموضوع هو تزايد هذه الحوادث وانتشارها على صفحات الجرائد وأخبار الحوادث يومياً.
- هل رشحت حنان ترك للدور؟
هذه حقيقة، ففي الأحداث دور وجدته مناسباً جداً لحنان التي هي من أهم المواهب الفنية الموجودة في الساحة السينمائية، والحجاب ليس عائقاً لوجودها في السينما. فهناك كثير من الأدوار والنماذج التي تتناسب مع حنان لذلك رشحتها مع المخرج محمد جمعة الذي أعجب بالترشيح ووجدها مناسبة جداً، ولكنها طلبت بعض التعديلات وهو ما يحدث الآن.
- لماذا تم تأجيل فيلم «ستانلي»؟
ثمة ظروف إنتاجية جعلت الشركة المنتجة توقف المشروع بالكامل مما جعلني أشعر بحزن شديد لأنني فرحت جداً بهذا الفيلم وخصوصاً أني أحب المخرج محمد خان، فهو مخرج عبقري يستطيع أن يخرج ما بداخل الفنان ويقوم بتغيير جلده. ولكن للأسف الظروف عطّلت الحلم.
- لماذا انقطعت علاقتك بالمخرج خالد يوسف بعد فيلم «الريس عمر حرب»؟
بالعكس علاقتي بخالد جيدة ولكن ليس من الضروري أن أكون أنا بطل كل أفلامه لأثبت للجميع أنه لا توجد خلافات أو مشاكل بيننا. ليس مبرراً أن تخرج مثل هذه الشائعات لأنني لم أظهر في فيلمه التالي «الريس عمر حرب» والمخرج خالد يوسف من المخرجين الذين يمتلكون روحاً قادرة على الابتكار وخلق حالة مختلفة على الجميع.
- هل ستشاركه أعمالاً سينمائية قريباً؟
نحضر لفيلم بعنوان «كف القمر». وهو مميز جداً ولا أرغب في الحديث عن تفاصيله من الآن لأن السيناريو في مرحلة التحضير. لكن الفيلم يتناول صراع الإخوة والعلاقة بين الأشقاء.
- ما السبب وراء خلافاتك مع هاني سلامة عقب عرض «الريس عمر حرب»؟
لم أشارك في أي مشاكل أو خلافات بل سمعت عن هذه الخلافات مثل باقي الناس. في الحقيقة لم أعلم أنني كنت بطلاً فيها ولكن إن كان الأمر يتعلق بلقب البطل المطلق للفيلم فأنا أريد أن أذكر هذه الحقيقة من خلال «لها»، وهو أن الفنان هاني سلامة بطل الفيلم الحقيقي وليس أنا. و النجم هاني سلامة بطل ونجم كبير قبل أن أدخل أنا مجال السينما. فكيف يكون هو قد سبقني في الخبرة وخوض تجربة البطولة وأزعم أنا في هذا الفيلم أنني البطل.
- تعاملت مع نجمات كثيرات من جيل الشباب فمن هي التي شعرت بتفاهم أكبر معها؟
أسعدني الحظ بالعمل مع أغلب النجمات ومن دون مجاملة استمتعت بالعمل مع كل واحدة منهن، فأنا قدمت فيلم «هي فوضى» مع النجمة الجميلة منة شلبي وهي فتاة مميزة ولها شخصية واضحة ومختلفة. وتعاملت أيضاً مع غادة عادل وقدمنا فيلم «ملاكي إسكندرية» وكان ناجحاً جداً وحنان ترك موهوبة جداً. فهي معجونة بماء الفن، وغادة عبد الرازق وياسمين عبد العزيز وسمية الخشاب وهند صبري.
- من هي أكثر فنانة تحب العمل معها؟
كلهن جميلات، ولكن بصراحة وجدت متعة كبيرة في العمل مع النجمة هند صبري فهي مريحة جداً وأصبحنا نفهم بعضنا من نظرة. وأستطيع أن أقول إنها من أقرب النجمات إلي.
- تستعد لتقديم فيلمين هما «الولد» و«يا إسكندرية»، فهل قررت أن تقتحم بهما البطولة المطلقة بعد النجاح الكبير الذي حققته في السينما؟
لا أحب البطولة المطلقة وليس من الضروري أن نحب كل الأشياء التي وصلنا إليها. فمن المستحيل أن ينجح فنان بمفرده مهما كانت نجوميته ولكن لا بد أن تكتمل العناصر ليخرج الفيلم الى الجمهور ويحبه ويستمتع به. فالجمهور لا يعرف المجاملة، ولا يعترف بالبطولة المطلقة ولذلك لا تشغلني فكرة البطولة المطلقة، بقدر ما يشغلني الدور الذي أؤديه مهما كانت مساحته.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024