تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نادين الراسي

تميّزت أدوارها بالشخصية القوية لإيمانها بأن المرأة تصنع من الضعف قوة. وفي الوقت نفسه تتّسم شخصيتها بالحنان إلى درجة يلومونها عليها. صفة نقلتها الى إبنها البكر الذي تؤكد أنه الأكثر حناناً في العالم... نادين الراسي الممثلة اللبنانية ساعدها جمالها لتعبر من عالم الاعلانات الى عالم التمثيل وفق ما تقول. أما ثقل الموهبة فجعلها تحقق ما تحلم به لبنانياً، لتنتقل الى العالم العربي في أول تجربة عربية لها في مصر عبر مسلسل «كلام نسوان»... مع نادين الراسي كان هذا اللقاء:

- بعد نيلك جائزة «الموركس دور» في لبنان لأفضل ممثلة لبنانية في دور ثانٍ عن مسلسل «غنوجة بيا» عام 2006، وأفضل ممثلة لبنانية في دور أول عن مسلسل «ابني» عام 2007، هل حقّقت ما تطمحين إليه محلياً، وهل بدأت انطلاقتك نحو الشهرة العربية؟
أنا أفتخر بما حققته محلياً في وقت غير طويل، والأهم إصراري على صون ما وصلت إليه. ويهمني الانتشار عربياً ككل فنان لبناني، ومسلسل "كلام نسوان" الذي يعرض خلال شهر رمضان المبارك لثلاثين حلقة على شاشة MBC أول باب لي نحو العالم العربي، وأتمنى أن تظهر صورة نادين الراسي في الدول العربية بالطريقة نفسها التي ظهرت بها في لبنان وأن يحبها الجمهور العربي كما أحبها الجمهور اللبناني.

- لكن مسرحية «زنوبيا» للرحابنة التي لعبت فيها دور «كليوباترا» عرضت في دبي والمسلسلات اللبنانية تعرض فضائياً؟
نعم لاشك أنني معروفة في الدول العربية من تونس الى دبي الى سورية الى المغرب، أعرف ذلك من نادي المعجبين الذي بلغ حالياً عدد المنتسبين إليه حوالي أربعين ألف شخص، غير أن عملاً مثل «كلام نسوان» سيساعدني في تحقيق تقدم في انتشاري العربي.

- هل تعتبرين أن النجاح الذي حققته هو تحدٍّ لسببين: أنك دخلت عالم التمثيل من عالم عرض الأزياء، وأنك عشت تجربة زواج فاشلة قد تؤثر في الحياة المهنية لأي شخص؟
أهم ما أود الاشارة إليه هو أنني لا أرغب في إلغاء أي مرحلة من مراحل حياتي، لا بل أن كل ما مررت به أكان سلبياً أو إيجابياً أعطاني نضجاً كافياً لأكون على ما أنا عليه اليوم. أنا عرضت الأزياء لمرتين، فكنت أصوّر الاعلانات والأزياء للمجلات بشكل أكثر، وكنت فتاة الاعلانات الأولى في سن السابعة عشرة. أقول دائماً إن الجمال كان جواز عبور بالنسبة إليّ لكن الإستمرارية تعود إلى الموهبة. أما بالنسبة إلى تجربة زواجي الأولى وإن فشلت فأنا أعتقد أن المعاناة أعطتني القوة وغذّت لدي أحاسيس ساعدتني لأترجمها بصدق في أداء أدوار بعض الشخصيات، فمشاعر الفرح والحزن التي عشتها هي التي كوّنت نادين الراسي الممثلة.

- قلت إنك في مسلسل «الباشاوات» الذي كان فيه اول ادوارك، ركزت على ظهورك الخارجي، كيف استطعت بعد ذلك صقل موهبتك وتطوير أدائك؟
من لفت انتباهي هو المخرج ميلاد الهاشم الذي قال لي «في داخلك ممثلة لا تقمعيها، فالناس لا تقف عند الجمال الخارجي بل تبحث عن موهبة الممثل». وبدأت حينها العمل الجدي من خلال قراءة النص بعمق، التركيز على الشخصية، مراقبة ما فهمته من الدور، لأدرس مدى استطاعتي التجاوب مع الشخصية لأتمكن من نقلها الى الجمهور.

- لكن لا يزال المشاهد ينتظر شكل نادين الخارجي الى جانب أدائها للشخصية، وأناقتها، وملابسها؟
رغم أنني لا أغير في مظهري الخارجي أبداً فإن المشاهد أصبح يحب نادين لذلك ينتظرها شكلاً ومضموناً. لكن عندما ينعم الفنان بمحبة الجمهور يصبح أبرز ما يركز عليه هو المادة الجديدة التي يقدمها.

- هل تعتبرين أن طريق النجاح كان صعباً؟
تطلب مني كل ذلك جهداً وهذا طبيعي جداً. ولكني كنت أعمل بفرح داخلي دون أن أفكر يوماً في أن نادين الراسي ستكون من الأرقام الصعبة أو انني سأكون ممثلة مشهورة وفي هذه السن، علماً أنني عندما كنت صغيرة كنت أكرر دائماً كتابة إسمي على أي ورقة تقع أمامي دون أن أعرف الهدف من ذلك، قد يكون ذلك إحساساً داخلياً بنجاحي. وأنا انسانة مؤمنة واعتبر أن الحياة تخبئ المحطات الصعبة والسهلة، فأشكر ربي على كل ما حققته أكان إعادة بناء العائلة وإنجاب طفليّ أو نجاحي المهني. المهم لنجاح الفنان هو «تنفيس البخار من الرأس» أي الإبتعاد عن الغرور لأن الجميل هو أن تفرح الناس لنجاحك لا أن تنزعج منه.

- ما المعايير التي تختارين أدوارك على أساسها؟
ألا يكون هناك مشاهد جنسية في العمل، ومشاهد مخلة بالآداب ولا عبارات مؤذية اجتماعياً ودينياً. أرفض كل ما يخالف اقتناعاتي، لذلك ما زلت لا أتقبل أن ألعب دور الشريرة حتى الآن، رغم أنه عرض علي، لكنه في حكم المؤجل بالنسبة إليّ حالياً.

- لعبت الكوميديا والدراما، أين تتعبين أكثر؟
في الدراما طبعاً. لأن الكوميديا غير بعيدة عن حياتي اليومية، فهي موجودة في الوقت الذي أمضيه مع زوجي وأولادي، في أوقات التسلية واللعب وربما حتى أثناء قيامي بالأعمال المنزلية... أما الدراما فهي أيضاً أنا، لكن ليس في كل الحالات. ما يتعبني في الدراما هو أنني كثيرة التأثّر بالأدوار التي تتطلّب البكاء والحزن والعصبية.

- كيف تصفين تجربتك في الدورين التاريخيين اللذين لعبتهما: «كليوباترا» في مسرحية «زنوبيا» و«نفرتيتي» في سلسلة «حواء من التاريخ»؟
تجربة رائعة جداً لأنهما سيدتان من التاريخ، غيرتا في ثقافات وجغرافية بلدان. حبذا لو يوجد في أيامنا سيدات يحقّقن ما حققته السيدات التاريخيات طبعاً بما يلائم هذا العصر. اكتشفت من خلال لعبي هذه الادوار ان المرأة فعلاً تستطيع أن تغير التاريخ. إن الرجل يغير بقوته، أما المرأة فتستطيع أن تغير بقوتها وبضعفها. ضعف الرجل يكسره، أما ضعف المرأة فقد يكون سلاحاً بالنسبة لها كقوتها تماماً.

- عرفت نادين الراسي في دور المرأة ذات الشخصية القوية في «عصر الحريم» وفي «ابني»، وحتى في الدورين التاريخيين، الخ... لماذا يستهويك هذا النوع من الشخصيات؟
لأن هذه هي حقيقة المرأة، أنا لا أفهم وجود امرأة تمضي حياتها ضعيفة، باكية ... فالمرأة بالتكوين قوية وقادرة ومصممة ومنفذة مهما كان دورها في المجتمع، فلننظر الى المرأة الأم التي تنجب وتعلم الخطوة الاولى والكلمة الاولى وتربي وتنشئ... وهكذا بالنسبة إلى المرأة الزوجة وسيدة المجتمع.

- قلت إن «عصر الحريم» جعلك تتعمّقين في بعض الحالات الاجتماعية كألا ترضخ المرأة للظلم، هل من حالات أخرى قد ترغبين في أن يسلط الضوء عليها؟
طبعاً، مثل موضوعي الطلاق وحضانة الاطفال لأنهما أصبحا شائعين في المجتمع، واعتبر ان كل ما يحق للرجل في إطار هذين الموضوعين يحق للمرأة خاصة في الدول العربية حيث يطغى المجتمع الذكوري.

- هل يمكن أن تطرحي فكرة المسلسل؟
أنا فعلت ذلك فعلاً والعمل حالياً في مرحلة الكتابة، لا أستطيع اعطاء التفاصيل لأن لا شيء سيظهر قبل السنة المقبلة. ما أستطيع قوله هو أن في العمل محاكاة للمجتمع الذكوري، فيه بعض نواحي حياتي، فلكل منا قصته في الحياة. وسيتطلب دوري قوة زائدة في الشخصية كنت اقمعها دائماً. تسلمت العمل شركة «مروى غروب» للمنتج مروان حداد.

- مثلت في السينما والمسرح والتلفزيون، هل تعتبرين أنك نجحت في مجال على حساب آخر؟
لا أعتبر انني نجحت في مجال على حساب آخر إذ بالنسبة إليّ الأولوية هي للتلفزيون. منه ندخل الى كل بيت دون استئذان حيث يجب احترام كل الأعمار، وأنا أثق بالنصوص المعدة للعرض عبر شاشة التلفزيون.

- غيّرت اللهجة في «مش زابطة» وفي «نفرتيتي»، وفي «كليوباترا» بالفصحى من أين تأتين هذه السهولة في التجاوب مع مختلف اللهجات؟
التحدث بالفصحى غير سهل أبداً، لكني أجيد اللغة العربية لذلك لم اتعذب كثيراً. اما في «مش زابطة» فتمرنت كثيراً من خلال مراقبة طريقة كلام أقارب لي يعيشون في الخارج.

- لديك أيضاً موهبة الغناء؟
الغناء ليس رسالتي أبداً، أغني فقط في سهرات الكاراوكيه مع الأصدقاء، وفي المنزل عندما يعزف والدي على العود، فجو منزلنا فني. وأحب الأغاني القديمة للسيدات فيروز ووردة وميادة الحناوي وللراحل عبد الحليم حافظ. ولا مانع لديّ من المشاركة في مسلسل أو فيلم غنائي كما في مسلسل «كلام نسوان» حيث سأؤدي ثلاث أغنيات.

- ما الذي تعتبرينه نقطة تحول في حياتك: نجاحك الفني أم بناء حياتك العائلية؟
أنا أرى تميزاً في حياتي لجهة الجمع بين الحياة المهنية والعائلية، وهذه نعمة من ربي خاصة بعد خروجي من تجربة الزواج الأولى؛ ولديّ ولدان مارك (12 سنة) من زواجي الأول ومارسيل (سنة ونصف) من زواجي الثاني. أنا أحب العائلة الكبيرة لذا أتمنى انجاب ولدين بعد وتحديداً صبيين، فأنا حنونة جداً واخاف كثيراً على الفتاة. ومارك ابني حنون مثلي، فأنا أراهن أن إبني هو الولد الأكثر إحساساً بالحنان، وهو مؤمن ويصلّي. وأنا حنونة إلى درجة يلومني البعض عليها، فصفة الحنان جميلة لكنها متعبة في الوقت نفسه، والمنتج مروان حداد يقول لي ذلك تحديداً. فأنا مثلاً أريد التأكد بنفسي أن كل شيء في المنزل على يرام، ولأقل الأسباب التي تتعلق بولديّ أراني عائدة الى البيت لأطمئن عليهما.

- كيف تستعدّين لكل عمل يعرض عليك، فالسيدة المتزوجة قد تضطرّ للتضحية في حياتها المهنية؟
أحرص على تمضية خمسة أيام في المنزل مع العائلة مقابل كل خمسة ايام تصوير، ويوم الأحد مخصّص للعائلة بمختلف نشاطاته من الصباح حتى المساء. كما أننا نسافر مرتين في السنة لنمضي الوقت معاً. الأولوية هي لعائلتي. وهنا أود أن أتوجه بالشكر الى الملحقة الإعلامية جيسي مراد من شركة Promar لمساعدتها لي من الناحية المهنية.

- لماذا لم تحبذي دخول اختك ساندرين مجال الغناء، مع أن أخاك الفنان جورج الراسي أثبت نجاحه في هذا المجال؟
لاأزال لا أحبذ دخول ساندرين هذا المجال، وساندرين وأنا مقتنعتان أنه ليس المجال المناسب لها. وهي حالياً لديها فقط أغنيتان ولن تتخذ الموضوع كأولوية في حياتها، فعالم الغناء لم يعد على المستوى الذي كان عليه. أما جورج فقد دخل معتركاً هو قادر على مواجهته لذلك نجح.

- هل تخشين أن يتحول عالم التمثيل الى ما تحوّل اليه عالم الغناء؟
مستحيل أن يتحول عالم التمثيل الى ما أصبح عليه عالم الغناء، لأن كل من أراد الغناء يمكنه أن يغني، لكن ليس كل من أراد التمثيل أمكنه ذلك. يحاول البعض دخول عالم التمثيل رغم عدم أهليتهم لذلك لكنهم سرعان ما ينسحبون أو يتقوقعون في الأدوار نفسها. أما إذا أثبتوا نفسهم فأهلاً وسهلاً فسيدخلون مجال المنافسة الصحية بين الممثلين.

- هل التنافس القائم بين الممثلات حالياً صحّي؟
نعم، لكن في بعض الأحيان قد يخرج البعض عن الخط. في النهاية الكل معرض لزلات اللسان أو الخطوات الناقصة، لكن لا وجود للكره بين الممثلات. مثلاً انزعج البعض مني عندما قلت إنني بين الأوائل وإنني حالياً من الأرقام الصعبة، رغم أنني أقول الحق، فهذا تبرزه الجوائز والصحافة ونادي المعجبين وأنا بذلك لا أذلّ أحداً، وأعتذر إذا أزعجت أحداً.

- إلى ماذا تردّين شائعة طلاقك مع زوجك جيسكار أبي نادر؟
أزعجتني فعلاً هذه الشائعة، مع العلم أنني لم أتعرّض لغيرها، إذ لا يوجد شيء في حياتي قيد التداول، فعملي هو محطّ إهتمامي، ومنزلي هو جنتي ومملكتي، لكن الناس يحبون الأقاويل.

- كيف تصفين وضع الإنتاج حالياً في لبنان؟
لا يقارن بوضع الإنتاج في الدول العربية، فأنا حالياً أعمل في مصر وألاحظ الفرق طبعاً. فنعم تجوز المقارنة مع الوضع اللبناني من حيث المردود المادي، لكن تبقى الأولوية بالنسبة إلى الفنان وطنه.

- محطتك المقبلة عربية للمرة الأولى عبر مسلسل «كلام نسوان»، ماذا عنه؟
هو مسلسل درامي يروي قصص أربع نساء تجمعهن البسمة والدمعة، يأتين من أربعة مجتمعات، هنّ الفنانات لوسي من مصر وفريال يوسف من تونس ومايا دياب من لبنان التي تلعب دور المرأة الخليجية وأنا من لبنان (سيبقى اسمي في المسلسل نادين). شخصية المسلسل تشبهني ففيه تغادر «نادين» لبنان الى مصر لتؤمّن المال من أجل شراء منزل لزوجها وولدها في بيروت فتغني في حفلات وأعياد ميلاد الأطفال. وما أحببته في المسلسل هو مشاركتي باللهجة اللبنانية وهذا كان هدفي، مع الإشارة إلى أن مسلسل «كلام نسوان» هو نفسه الذي عرف بـ «طعم البيوت» بحيث استبدل الإسم مبدئياً.

- وفي لبنان تصورين مسلسلاً جديداً هو «ميتر ندى»؟
نعم، هو كوميديا إجتماعية، سيبدأ عرضها في 20 أيلول/سبتمبر على شاشة «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، كتابة سمية الشمالي، وإنتاج مروى غروب وإخراج غادة فلغد. ألعب فيه دور المحامية التي تريد إثبات نفسها، لكن مشكلتها أنها تريد الوصول دفعة واحدة بدل من صعود السلم درجة درجة.

من أعمال نادين الراسي في التلفزيون والمسرح والسينما

  • «عصر الحريم» (2009)
  • «خليك معي» (2008)
  • «غنوجة بيا» (2007)
  • «حواء في التاريخ»  (2007)
  • «ابني» (2007)
  • «زنوبيا» (2007)
  • «مش ظابطة» (2006)
  • «الليلة الأخيرة» (2007)
  • «فاميليا» (2000)
  • «زمن الأوغاد» (1998)
  • «عمول كنترول»
  • «الحل بايدك»
  • «دويك» (2000)
  •  SL Chi (2000)
  • «ليل الذئاب» (1999)
  •  «الباشاوات» (1998)

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078