هشام عباس: أنا مغامر وتعرّضت لمشاكل كثيرة
بعد غياب دام عشر سنوات عن عالم الألبومات، يعود الفنان هشام عباس الى جمهوره بألبوم غنائي جديد عنوانه "عامل ضجة"، ويضم أغنيات أربعة ألبومات كان من المفترض طرحها في الفترة الماضية، فاختار 11 أغنية من أصل 28 أغنية كان قد سجّلها، لكي يقدّمها الى جمهوره المشتاق الى سماع صوته، منذ طرحه ألبوم "ماتبطليش". في حواره مع "لها"، يتحدّث هشام عباس عن تفاصيل وكواليس ألبومه الجديد، وسبب اختياره "عامل ضجة" عنواناً للألبوم، ويكشف عن المشاكل التي واجهها طوال السنوات العشر الماضية، ورأيه في النجاح الذي لا تزال تحققه أسماء الله الحسنى بصوته، وحقيقة رفضه بطولة عدد من أهم الأعمال الفنية التي قُدّمت في السنوات الأخيرة.
- ما سبب هذا الغياب الطويل عن جمهورك؟
لم أغب تماماً عن جمهوري، وكنت ألتقيهم في الحفلات والأعراس، ويستمتعون بالأغاني التي أقدّمها لهم، كما أنني طوال فترة الغياب لم أنعزل في منزلي، بل غنّيت عدداً من تترات المسلسلات الدرامية، التي عُرضت خلال شهر رمضان، وقدّمت أيضاً ثلاثة برامج تلفزيونية، هي: "شريط كوكتيل" الذي يُعرض حالياً، و"أحلى مسا" مع الفنانة فيفي عبده، و"ساعة لقلبك" الذي يشتمل على فقرات متنوعة مع الفنانين، إضافة الى برنامج إذاعي قدّمته عبر إذاعة "إينرجي"، كذلك طرحت أكثر من أغنية "سينغل"، إحداها بعنوان "حالة حب"، وكنت قد أطلقتها في عيد الحب، لكنها لم تحقق النجاح المرجو، لأنني لم أطرحها عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأخرى بعنوان "وحشتوني" قدّمتها مع محسن جابر، كما كنت أحتاج للجلوس مع أولادي، "علي" و"ياسمينا" و"تمارا"، وأن أراهم يكبرون أمام عيني، وأحببتُ أيضاً أن أشارك زوجتي "جيهان" في تربيتهم، وأعتقد أنني نجحت في ذلك.
- لماذا استغرق العمل على أغنيات ألبوم "عامل ضجة" عشر سنوات؟
لا أُبالغ إذا قلت إن العمل على ألبوم "عامل ضجة" بدأ أواخر عام 2009، وكنت أُحضّر لعدد من الألبومات، لدرجة أنني سجّلت أكثر من 28 أغنية، بحيث كان من المقرر أن يُطرح ألبوم عام 2010 بعنوان "أغلى من العين"، ويتضمن عدداً من الأغنيات التي طُرحت في الألبوم الجديد، منها أغنية "تاعب قلبي". ولم تمضِ أشهر قليلة حتى اندلعت الثورة في شوارع مصر ولم يعد أحد يهتم بالغناء، وبقينا على هذه الحال إلى أن حدثت ثورة أخرى، وأنا لا يمكنني الغناء في ظل الأجواء الحزينة التي تعيشها مصر، وفي عام 2016 كان سيُطرح ألبوم آخر بعنوان "الفترة اللي فاتت"، وفي عام 2018 كان من المقرر أن يصدر ألبوم بعنوان "شاري بالغالي"، إلى أن طرحتُ ألبوم "عامل ضجة" في آخر عام 2019، والذي ضمّنته 11 أغنية كنت قد انتقيتها من عدد من الألبومات. والمضحك في الأمر، أنني خلال السنوات الخمس الأخيرة كنت أقرأ أخباراً حول طرح ألبومي في الأعياد ورأس السنة، وأنا صاحب الألبوم لم أكن أعرف الموعد النهائي لطرحه. لذا، وبمجرد انتهائي من تسجيل أغنيات الألبوم، اتّصلت بالمنتج محسن جابر صاحب شركة "مزيكا"، وطلبت منه الإسراع في طرح الألبوم في الأسواق، لكنه لم يلبِّ طلبي، إلى أن فوجئ بي أقتحم مكتبه وأُسلّمه ماستر الألبوم ليبدأ عملية الطرح في الأسواق، لكن بعد تسليم الألبوم واجهتُ مشكلة، فحين طلب مني محسن جابر تصوير الأغنيات، صُدمت بوزني الزائد، وهذا حال دون تصويرها.
- لماذا اخترت أغنية "عامل ضجة" عنواناً للألبوم؟
كنت أفكر في طرح الألبوم بعنوان "أغلى من العين" أو "الفترة اللي فاتت"، وكنت أكثر ميلاً للأغنية الثانية، لكن البعض رأى أنها غير مناسبة، لأن كلماتها ستذكّر المستمعين بغيابي الطويل عنهم، كما فضّلت الشركة المُنتجة للألبوم اسم "عامل ضجة"، لأنهم يعرفون أن هشام عباس يثير ضجة أينما وُجد، فاقتنعت باختيارهم، لكنني كنت خائفاً من ألاّ تنجح الأغنية، لأن كلماتها لشاعر جديد أتعاون معه للمرة الأولى في مسيرتي الفنية.
- طرحت أغنية بعنوان "شاري بالغالي"، وقد ذُكرت في كتيب الألبوم باسم "يا مسهّل يا رب"، فما السبب؟
تعلّقت بأغنية "شاري بالغالي" منذ أن استمعت إليها، وشكرت الشاعر حسن عطية والملحن أحمد زعيم على هذه الهدية القيّمة، ورأيت فيها نجاح أغنيتَي "فينه" و"حبيبي ده"، لأنها أغنية رئيسية وإيقاعها جميل، لكنني طلبت من الشاعر حسن عطية تغيير بعض مفرداتها، فقال لي لا تقلق "الناس هتحبّها لأنها أغنية لهجة بيضا"، وتخاطب جمهور الدول العربية ودول البحر المتوسط. ومن أبرز الجمل التي وردت في الأغنية "يا مسهّل يا ربّ"، وقد أحببتها كثيراً، ولذلك فكّرت في جعلها عنواناً للأغنية، ظانّاً أن "يا مسهّل يارب"، يمكن أن تساعد في الترويج للألبوم في الأسواق، لكن للأسف بعد تسجيل الأغنية وجدنا أن هذه الجملة واردة فقط في افتتاحية الأغنية ومدخلها، ولا تتكرر أبداً، في حين أن جملة "شاري بالغالي" تتكرر مراراً، لذا قرّرنا جعلها عنواناً للأغنية، وقد حققت صدى رائعاً لدى الجمهور بعد طرحها.
- هل أغنية "الفترة اللي فاتت" هي لسان حال هشام عباس؟
لا يمكنني القول إن أغنيات الألبوم تمثّلني شخصياً، بل إن غالبيها تمثل أصحابها الشعراء والملحنين، لكن بينما كنت أُسجّل أغنية "الفترة اللي فاتت"، شعرت بأنها لامست جراحي، خصوصاً مطلعها الذي يقول "الفترة اللي فاتت في حياتي كانت عندي مشاكل متلتلة". وبصراحة، عانيت مشاكل عدة خلال السنوات الماضية، وهذه الأغنية ربما تكون من أقرب أغنيات الألبوم الى قلبي، لأنني أحببت إيقاعها الموسيقي، علماً أنها الأغنية الأولى التي أتعاون فيها مع الثلاثي الناجح، الشاعر شادي نور والملحن بلال سرور والموزّع هاني يعقوب، الذين قدموا أعمالاً رائعة مع عدد من نجوم الغناء العربي، وأبرزهم سميرة سعيد.
- وما هي الأغنيات التي تعاونت فيها مع الثلاثي، شادي وبلال وهاني؟
في ألبوم "عامل ضجة" هناك ثلاث أغنيات تعاونت فيها مع هذا الثلاثي، وهي: "الفترة اللي فاتت" و"اهربي" و"في حاجات"، ولكنني لا أزال أحتفظ بعدد من الأغنيات في أدراج مكتبي، كما أن هناك أغنيات تم توزيعها والعمل عليها، وربما تُطرح قريباً، وأتوقع لهذه الأغنيات أن تحقق النجاح الباهر، وتتصدّر سباق الأغاني، لأنها تحمل أفكاراً جديدة ومميزة.
- قدّمت في الألبوم أغنية "حذّرتك 100 مرة"، هل تحبّ الأغنية المؤثّرة؟
لا بد هنا من أن أوجّه شكراً خاصاً للشاعر والملحن عزيز الشافعي، صاحب فكرة الأغنية، وهو من أقرب أصدقائي في الوسط الفني، ودائماً يقدّم لي أفضل ما يكتب ويلحّن من أعمال، وحين قدّم لي الأغنية سعُدت بها كثيراً، خاصة أنني مغامر وأحرص على تضمين أغنياتي الكلمات و"الإفيهات" الغريبة، وأعتقد أن ذلك ظهر بوضوح في معظم تترات المسلسلات التلفزيونية التي غنّيتها، وأكثر ما جذبني في الأغنية، مفرداتها الغريبة والتي تقدَّم على شكل حوار بين الرجل والمرأة.
- لماذا بدت أغنية "اهربي" مختلفة تماماً عن كل الأغنيات المطروحة في الألبوم؟
أحببت أن يضم الألبوم أغنية تتميز بالإيقاع الموسيقي الغربي، واقترحت الفكرة على الملحن بلال سرور والشاعر شادي نور، ونسيت الموضوع... وبعد مضي أيام، وبينما كنت أسجّل إحدى الأغاني في استوديو الموزّع كريم عبدالوهاب، تلقّيت اتصالاً من بلال يطلب مني فيه أن أستمع الى الأغنية التي أرسلها إليّ على تطبيق "واتس آب"، ففعلت، وفور سماعها افتُتنت بها، علماً أن تلك الأغنية تعكس واقع أحد صنّاعها.
- ما أكثر أغنية أرهقتك خلال العمل على الألبوم؟
أغنية "تاعب قلبي"، فهذه الأغنية كنت قد اشتريتها من الفنان عزيز الشافعي عام 2006، واحتفظت بها، وعملت على توزيعها أكثر من مرة، وكنت كلّما اقترب موعد طرح الألبوم في الأسواق، أرى أن التوزيع بات قديماً، إلى أن استقررت على التوزيع الذي تولّاه الموزّع كريم عبدالوهاب.
- هل أنت راضٍ عن مستوى ألبوماتك الأخيرة التي سبقت ألبوم "عامل ضجة"؟
بصراحة، ألبوم "جوه في قلبي" الذي طُرح عام 2002، كان من أهم وأفضل الألبومات في مسيرتي الغنائية، ولاقى صدىً كبيراً لدى الجمهور، خاصة أغنيات: "فينه" و"أمي الحبيبة" و"مين اللي جوه في قلبي". وبعد عامين، طرحت ألبوم "سيبها تحبّك"، وكنت أنتظر أن يحقق هذا الألبوم نجاحاً مماثلاً لنجاح الألبومين اللذين سبقاه، وهما "حبيبي ده" و"جوه في قلبي"، لكنه وللأسف لم يصل الى مستوى نجاحهما، رغم تضمنّه عدداً كبيراً من الأغنيات الرائعة. وفي عام 2007، قدّمت مع شركة "عالم الفن" ألبوم "يا حبيبي تعال جنبي"، وكنت أعتقد أنه سيحقق طفرة بسبب الأغنيات التي يضمّها، ومنها دويتو غنائي مع مغنّية تركية شهيرة، لكنه هو أيضاً لم يحقق النجاح المرجو. وفي عام 2009، طرحت ألبوم "ماتبطليش" مع شركة "روتانا"، واستطاع هذا العمل أن يحقق نجاحاً رائعاً بفضل أغنيات "كل ما بتيجي قصادي" و"قدّامه" و"حاجة غريبة و"مكنش ذنب حد".
- هل تشعر بالسعادة لدى سماع "أسماء الله الحسنى" بصوتك في افتتاح أي مشروع جديد؟
دائماً أدعو الله أن يكون تقديمي "أسماء الله الحسنى" بصوتي سبباً من أسباب دخولي الجنّة، وهي تُطلب مني في أعراس المسلمين والمسيحيين، وهنا لا بد من أشكر الموسيقار الراحل رياض الهمشري، لأن له فضلاً كبيراً في تقديمي لتلك الأسماء في عمل فني، كما أنه صاحب فكرة التسجيل، وتوقع أن تحقق نجاحاً كبيراً مع تسجيلها، وكان توقّعه في محله.
- ما رأيك بظاهرة أغنيات المهرجانات التي انتشرت أخيراً؟ وهل تحبّ سماع هذا النوع من الأغاني؟
كثرة الاستماع الى أغنيات المهرجانات، والتي تتميز بموسيقاها الصاخبة، قد تشتت تفكير المستمع وتؤثر في ذائقته الفنية. أحب الموسيقى التي تطبع تلك الأغنيات، ولكن لا يمكنني سماعها أكثر من مرة أو مرتين.
- زوجتك جيهان قدّمت فقرة في برنامج الإعلامي عمرو أديب، فما رأيك بأدائها؟
المضحك في الأمر أن جيهان كانت ترفض دوماً فكرة الظهور في الإعلام، وكان عمرو أديب يلحّ عليها منذ سنوات لتقديم فقرة الطبخ في برامجه، خاصة أن علاقة صداقة تربط بين عائلتينا، وعمرو يعرف كم أن جيهان ماهرة في الطبخ، إلا أنها كانت ترفض دائماً، إلى أن نجح أخيراً في إقناعها بخوض التجربة، فقدّمت الفقرة وأحبّها الجمهور، علماً أن جيهان لم تظهر بعدُ بشخصيتها الكاملة، وكل ما يعرفه عنها الجمهور أنها سيدة أنيقة وطبّاخة ماهرة.
- حققت نجاحاً خلال ظهورك في إحدى حلقات مسلسل "الوصية" مع أكرم حسني وأحمد أمين، ألا تفكّر في دخول عالم التمثيل؟
علاقتي مع التمثيل غامضة، ولم يكتب لي الله حتى الآن النجاح في الدراما، فخلال مشواري الفني رفضت خمسة أعمال عُرضت عليّ وحقق معظمها نجاحاً كبيراً، ومنها شخصية الفنان أحمد السقا في فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية"، فقد رفضتها لأنني لا أحبّ الظهور كمطرب في نادٍ ليلي، كذلك رفضت شخصية النجم مصطفى قمر في فيلم "الحب الأول"، وشخصية أخرى في فيلم "فيلم هندي" الذي قدّمه أحمد آدم ومنة شلبي، رفضتها لأنني لم أرَ نفسي فيها، إضافة الى فيلم بعنوان "133 إمبابة كاليفورنيا"، أحببته كثيراً وعملت عليه في عام 1999، وكان سيجمعني بالفنانَين أحمد السقا ومحمود البزاوي، ولكنني لا أعرف حتى الآن لماذا توقف تصويره.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024