تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عامر منيب

قرر أن ينتج لنفسه ويعترف أنه نادراً ما يستمع إلى أحد غيره ولا يشغل نفسه بأي منافسة. إنه المطرب عامر منيب الذي تكلم على أجمل تعليق وصل إليه على ألبومه الأخير «حظي من السما» وموقفه من السينما والنجوم الثلاثة الذين يراهم قادرين على الاستمرار والصمود في عالم الغناء واللقب المفضل له «أبو البنات»، وغيرها من الاعترافات في حوارنا معه.

 - أنت راضٍ عما حققه أحدث ألبوماتك الغنائية «حظي من السما» من نتائج؟
الحمد لله فهو الأول في المبيعات، فعلى شبكة الانترنت هناك 121 ألف شخص حملوا أغنيات الألبوم في 15 يوماً وفي محلات الكاسيت كان الأول بشهادة استفتاءات أجرتها الصحف والمجلات في الوقت الذي نزلت فيه ألبومات لنجوم أكبر مني وهو ما يعني أنني موجود والناس تريدني، ولذلك لا يمكن أن اتخلى عن مكاني هذا.

- ما أجمل تعليق تلقّيته من جمهورك على الألبوم؟
فتاة صغيرة تبلغ من العمر 12 سنة قالت لي: أنا أشكرك جداً على الألبوم. بالنسبة إليّ ليس أفضل من جملة خارجة من طفلة في هذه السن، وهو ما يعني أنه وصل إليها وكأنني قدمت لها هدية وقدرتها.

- ما الذي حرصت على تقديمه من خلال هذا الألبوم؟
أن أكون مع أفضل ملحن وهو عمرو مصطفى وقدمت معه 6 ألحان ومع أحسن مهندس صوت وموزع: أمير محروس.. أحسن الشعراء الذين يكتبون الكلمة: نادر عبد الله وتامر حسين وجمال الخولي الذين قدّموا كلاماً جميلا جداً وهذا دليل على أنهم متميزون. قدمت مع عزيز الشافعي أغنية «فيك حاجة» وصورناها فيديو كليب حيث عملت مع أحسن مخرج: شريف صبري. وبما أني أنتجت الألبوم على نفقتي الخاصة بحثت عن أحسن شركة انتاج في مصر فكانت «عالم الفن» عند محسن جابر الأستاذ الكبير، فهو رجل محترم ومثقف ويفهم في الموسيقى. لذا حرصت في هذا الألبوم على العمل مع الأفضل في كل شيء وهذا ما حدث. عملت مع كل العناصر المؤهلة للنجاح وبناء عليه وضعت معهم فكري وأخذت منهم خبرات وقدمنا العمل للناس وأعجبهم جداً. أنا أفكر بطريقة صحيحة، وشعرت بأني منتصر على نفسي حتى لو لم يكن لديّ أعداء.

- وأنت في فترة التحضير للألبوم ألم يكن في بالك فكرة المنافسة؟
لا أفكر كيف أنافس أحداً وببساطة لا أشغل نفسي بالمنافسة. والحقيقة أني غالباً لا أستمع إلى أحد غيري. ففي الوقت الذي أعمل فيه إذا حدث أن سمعت لغيري سأتأثر وهذا حال الموسيقي في العالم لأنه يفكر في ذلك من دون إرادته، لماذا؟ لأن هناك شيئاً اسمه الذاكرة الإنفعالية وهى تعني تذكرك لموقف ما، فدون إرادتك وأنت تستمع إلى أغنية لأي مطرب تحفظ جملة جميلة تخزنها في ذاكرتك وعندما تأتي لتعمل تجد أن تلك الجملة تحضر لك، لذا فأنا لا أستمع إلى أحد لأنني لا أريد التأثر بأحد.

- هل فعلت ذلك مع هذا الألبوم فقط أم أنت حريص على ذلك منذ بدايتك؟
أفعل هذا منذ أن بدأت. وأنا حريص على تقديم أغنيات خارجة مني شخصياً. كلمتان أريد قولهما بمفردي بعيداً عن حال السوق. وأنا تأثرت بذلك من جيل الأساتذة: عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد فوزي ونجاة ووردة وفيروز وفايزة أحمد، وبالطبع جدتي الفنانة ماري منيب. كل منهم كان لديه أسلوب خاص، وتمنيت أن أخطو خطاهم وهو أمر صعب جداً لكني أحاول أن لا أسير على الذي يسير الكل عليه. كما يخطر في ذهني أغني، وكما يخطر في ذهني أختار الأغنية وكيف يكون شكلها والمؤثرات والموسيقى وطبقة الصوت التي أختارها وسعة الأغنية...

- بمناسبة الحديث عن جدتك الفنانة الكبيرة الراحلة ماري منيب، هل كانت نشأتك في أسرة فنية وراء حبك للفن؟
أحب الفن منذ كنت أذهب إلى مسرح الريحاني في الاسكندرية وأنا طفل صغير. وكنت أقصد مع الأسرة عمارة في كامب شيزار. وهناك كانت جدتي وهدى سلطان وعادل خيري وابراهيم عمارة يقدمون مسرحية في المسرح القريب من العمارة. وكان أطفال العمارة يذهبون إلى ملاهي المعمورة إلا أنهم اكتشفوا عدم وجودي معهم في كل زياراتهم لأني كنت في كواليس المسرحية، أجلس في خشبة الملقن وأشاهد بكل انبهار ما يقدمه الفنانون على المسرح. وأنظر كيف يتحدثون مع بعضهم البعض وماذا وراء الستار حيث وجدتهم يلتقطون صوراً مع المعجبين ويكتبون لهم الأوتوغرافات. ومن هنا أحببت الشهرة ودخلت في ذهني.

- أحببت الفن لكنك لم تدرسه في المعاهد المتخصّصة، فأنت خرّيج كلية التجارة. ماذا حدث حتى اتجهت إلى الغناء؟
كان لابد أن أحصل على شهادتي ووجدت نفسي أعمل في تصدير فاكهة وشوكولاتة بالفكر التجاري الذي درسته، وكان معي شقيقي إلا أننا وجدنا نفسنا في حالة خسارة دائمة واكتشفنا أن التجارة موهبة. فجلست مع نفسي ووجدت أني يمكن أن أصبح مطرباً مشهوراً بناءً على الحفلات التي كنت أقدمها منذ أيام الجامعة. وقرّرت فعلاً الاحتراف. وكنت في الحقيقة قد أعددت أوراقي للهجرة إلى أوستراليا. وقررت يوم الخميس السابق للسفر الذي كان محدداً له يوم السبت عدم السفر.

- ظهورك الفني تمّ على أيدي أسماء كبيرة في عالم الموسيقى. فهل ساعدك ذلك على قطع خطوات أوسع نحو النجومية؟
من حبي للموسيقى في بدايتي ذهبت إلى الأستاذ ابراهيم الحجار وكان وقتها مريضاً وراقداً على السرير. وقلت له: أحبك وأحب فكرك في الموسيقى - فهو عملاق الموسيقى في مصر وحقه مهضوم - وقلت له: اعتبرني رابع أبنائك: علي وأحمد ورأفت. وطلبت منه أن يعلّمني العزف على العود، فقال لي: أنت بدأت صح جداً، لأنه يمكن لأي شخص العزف على الأورغ وينتهي الموضوع، لكن عندما تؤسس نفسك على العود فيكون الأمر مختلفاً. لكنه اعتذر نظراً الى ظروفه الصحية وعرفني إلى عازف العود الأول في الوطن العربي حسين صبري الذي جلست معه أكثر من مرة، لكنه قال لي: أنت تريد شاباً صغيراً مثلك وتجلسان معاً. وهو ما حدث فذهبت إلى الأستاذ عاطف عبد الحميد أستاذ التربية الموسيقية الذي علّمني أشياء أساسية في العود والبيانو. وبدأت أعمل في بيتنا القديم وأحضر نفسي لاحتراف الغناء.

 

- هل صحيح أنك في بداياتك تعرضت لموقف صعب من قبل لجنة الاستماع في الإذاعة؟
عندما قرّرت الذهاب إلى الجنة أخذت معي العود بعدما وجدت لديَّ أساساً جيداً. فدخلت الاختبار وقالوا لي قف، فقلت لهم كيف وأنا ممسك بالعود. وحدثت مشادة وقلت لن أستطيع أن أعمل وتركت الموضوع وأصابتني حالة من الاكتئاب.

- كثير من الناس يعتقدون أن ألبوم «قلبي» هو أول ألبوماتك لكن هذا غير صحيح؟
معهم حق، فأنا قدمت ألبوم «لمحني» وقمت بتصوير برومو مع طارق الكاشف ونزل الأول الى الأسواق دون دعاية وحقق نجاحاً على نطاق ضيق. بعدها جاء المنتج نصيف قزمان واتفق معي على تقديم ألبوم حيث كان معه في الشركة عمرو دياب ومحمد فؤاد وسيمون وأنا. وعملنا ألبوم «قلبي» الذي «كسر الدنيا».

- ما أهم المحطات الفنية في حياتك؟
المحطة الأولى «قلبي»، المحطة الثانية «فاكر» والمحطة الثالثة ألبومي الجديد «حظي من السما».

- أعرف أنك أول فنان تذهب إلى الغناء في غزة إبان فترة حكم الرئيس الراحل ياسر عرفات، فما ذكرياتك عن تلك الزيارة؟
حدث هذا بعد نجاح ألبوم «فاكر» سنة 1999 وقبل عام من إندلاع انتفاضة الأقصى. طلبوا مني الغناء في غزة وذهبت إلى هناك والتقيت الرئيس عرفات، ووقتها طلب مني تقديم حفلة ثانية رغم أننا كنا قد حجزنا تذاكر الطيران. وقدمت الحفلة بناءً على طلب الجمهور وطلب الرئيس عرفات.

- لماذا قررت ترك الشركة المنتجة لألبوماتك؟
قدمت معهم أنجح ألبومات في حياتي وفي حياتهم، فهات لي بأحد نجح معهم 6 سنوات في 6 ألبومات، لقد تركتهم لأن الدعاية كانت تظهر بعد نزول الألبوم في السوق بيومين وثلاثة.

- هل لهذا السبب قررت الإنتاج بنفسك؟
سبق لي أن انتجت ألبوم «فاكر» ونجحت. إذن نجاحاتي جاءت عندما أنتجت لنفسي لأنني أنتجت دون انتظار لمكسب مادي. وبالفعل في ألبوم «حظي من السما» عملت الدعاية المناسبة التي تسبق نزول الألبوم. فمن هو المنتج الذي سيصرف عليك كل هذه النقود ولن يأتيه في المقابل شيء. لقد صرفت على الألبوم مليونين و250 ألف جنيه.

- لكن ألم تخش من تجربة الإنتاج خصوصاً مع انهيار سوق الكاسيت؟
موضوع سوق الكاسيت انتهى، صناعة وانهارت مثل جزيرة ضربها زلزال واختفت. الانترنت خرب الكاسيت. لذلك المنتجون لا يحبون الانتاج لجيلنا. نحن ضحايا الانترنت والآن أصبح المنتجون يعملون مع المغنين الجدد.

- هؤلاء الجدد هل سيستمرون ويصمدون في عالم الغناء؟
نحن صامدون منذ 20 عاماً أما هم «فربنا يستر عليهم». وهناك أسماء قد تستمر مثل شيرين وتامر حسني ومحمد حماقي.

- لماذا لم تقدم حتى الآن دويتو؟
من الممكن أن أكون مخطئاً لأنه ليس كل شيء أفعله هو الصواب. والحقيقة أنني لم أفكر في الموضوع.

- قدمت للسينما أربعة أفلام، ألن تكرّر التجربة مرة أخرى؟
لن أقدم سينما طالما هى بالشكل هذا. وعندما أريد أن أعمل يكون ذلك مع ساندرا نشأت وشريف عرفة وعمرو عرفة، أعمل مع منتج يضعنا في 60 و70 دار عرض. أقدم عملاً من خلال ورق له معنى. كل ما هو أمامك سيناريوهات لن أقرأها ولا أريد أن أعمل سينما الآن نهائياً.

- لكن ما الذي ستفعله في الفترة المقبلة؟
أجهّز لبروفات مجموعة من الحفلات واحدة في شرم الشيخ واثنتان في القاهرة. أنا لا أستطيع إحياء حفلات لمجرّد الظهور فقط ولا بد أن يكون هناك جديد أقدمه.

- من أقرب الناس إليك في الوسط الفني؟
محمد فؤاد صديقي ونلعب معاً كرة قدم. نحن موجودان دوماً مع بعضنا. ففي عزاء والدتي في بيتنا القديم كان موجوداً وهكذا الحال عندما توفّي والده. أحمد السقا صديقي الأقرب كان هناك مشروع فيلم بيني وبينه. الفنان الكبير محمود ياسين ومدام شهيرة وولداها رانيا وعمرو أشخاص محترمون وقلوبهم نظيفة. ومحمد هنيدي صديقي.

- حان الوقت لنتحدث عن عامر منيب أبي البنات: مريم وزينة ونور؟
هن أغلى شيء في حياتي. ومثل أي أب أو أم في البداية كنا نتصور أننا سنسمي أبناءنا. لكني اكتشفت أنه لا يوجد كلام من هذا لأن الله قد خلق لكل إنسان اسمه. وهذا حدث معي مع أول بنوتة لي «مريم». وكنت خائفاً على زوجتي ولم أستطع عمل أي شىء سوى الإمساك بالمصحف والقراءة فيه، وأثناء القراءة توقفت عند سورة مريم. وعندما نزلت من السيارة وجدت إذاعة القرآن الكريم عليها سورة مريم. وعند الولادة أجد زوجتي تقول لي أنها قرّرت أن تسمي مريم. والثانية زينة وذلك لقوله تعالى: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا». وزينة تعني جميلة. والثالثة نور وأسمها جاء بعد أن قال لي حموي إني سميت بحروف الميم والذي أوضح لي أن عليَّ تسمية إبنتي بحرف النون ليكون «مزن» الذي هو السحاب الذي يحمل المياه النظيفة، وكانت نور.

- ما هو دور زوجتك في حياتك الشخصية والعملية؟
زوجتي مخلصة ووفية. عندما تجدني عصبياً تقوم بتهدئتي وتهتم بالبنات جداً وتوفّر لي الجوّ الملائم للعمل بهدوء. لذا أكون مطمئناً ومرتاحاً وأنا في شغلي وأعتبرها وراء نجاحي بالفعل.

- صفة تريد أن تتخلص منها؟
المزيكا والعصبية. المزيكا لأنها أتعبتني كثيراً. طوال الوقت تفكير وتجهيز ومتابعة. والعصبية لأنها ترهق أعصابي.

- صفة تتمنى وجودها فيك؟
الهدوء عكس الصفتين السابقتين.

- نقد قرأته ولم ينل إعجابك أخيراً؟
في عزّ نجاحي يأتي شخص لا يفهم شيئاً ويسيء إليّ على صفحات إحدى الصحف.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079