يسرا اللوزي: من لا تعجبه أفلامي لا يشاهدها!
هي تركيبة مختلفة، جريئة، جميلة، وأحدث عروس في الوسط الفني. لها حكايات كثيرة غريبة، أولاها مع كرة القدم وسيرها في التظاهرات السياسية وانحيازها إلى التيار الناصري وعشقها لجمال عبدالناصر وعملها في مجال التنمية والجمعيات الأهلية، وحبها لخالد أبوالنجا، واهتمامها بالسينما المستقلة اكثر من السينما التجارية، واعتراضها على الأعمال الكوميدية المصرية وتوقع ابتعادها عن التمثيل لاستكمال دراستها... إنها الممثلة الشابة يسرا اللوزي صاحبة التركيبة الغريبة التي تكشف لنا أسراراً كثيرة عنها في هذا الحوار.
- هل تشعرين بالرضا عن فيلمك «قبلات مسروقة»؟
لديّ مشكلة هي أنني لا أستطيع الحكم على شيء جديد قمت به، فأنا شاهدت فيلم «اسكندرية نيويورك» ١٢ مرة وحتى الآن لم أستطع الحكم عليه فما بالك بالفيلم الذي لم أشاهده سوى ٣ مرات؟ بوجه عام أنا سعيدة جداً بأني عملت في هذا الفيلم، وكلما شاهدته أحببته أكثر.
- لكن الطبيعي أن يكون للممثل حس يعرف به الفيلم الجيد من السيئ عند قراءته السيناريو وليس بعد ان يشاهد الفيلم ١٢ مرة؟
لا تصدق اي ممثل يقول لك انه يعرف الفيلم الجيد من السيئ من قراءته السيناريو، لأني أعرف ممثلين كباراً لن أذكر أسماءهم عملوا أفلاماً كانوا يظنون انها ستملأ الدنيا نجاحاً ولم تنجح لأن هناك عوامل أخرى تساعد على نجاح الفيلم أو فشله، مثل المونتاج وجودة الصورة ورؤية المخرج. فلابد أن يأخذ الممثل في اعتباره عند دخوله الفيلم أنه قد يفشل. حتى النجوم الكبار لا يكونون واثقين ١٠٠ في المئة أن أفلامهم ستنجح.
- النقّاد هاجموا الفيلم بشدة، فما كان ردّ فعلك على هذا النقد وما هو النقد الذي لم يعجبك؟
أنا لا أركز على كلام النقّاد لأنهم أحرار ومن حقهم أن يكتبوا ما يحلو لهم وأن يعبروا عن رأيهم، ولا أغضب من النقد، وأنا لم أسمع إلا نقداً واحداً هو أن قصة الفيلم قديمة وقدّمت أكثر من مرة وأن الفيلم لا يقدم جديداً. وردي على هذا أن المشاكل ما زالت موجودة وأعتقد أن الشباب يتعرّضون لمشاكل بشعة واكبر بكثير من التي تم عرضها في الفيلم، وأعتقد أن المخرج خالد الحجر استطاع تحديث الفكرة إلى حدّ كبير لكي لا تبدو قديمة. وهذا النقد صحيح وجميعنا كان يعرف ذلك عند تصوير الفيلم، وقرّرنا أن نتغلب على هذا بأن نتناول الموضوع بشكل مختلف وأن نجتهد في أدائنا بقدر المستطاع حتى يشعر المشاهد بأننا نقدم له واقعاً وليس تمثيلاً. وأعتقد أن هذا حدث، وما يؤكد ذلك أننا حصلنا على جائزة أفضل تمثيل عن الفيلم في مهرجان الاسكندرية.
- البعض قال إن مشاهد القبلات في الفيلم كان يمكن الإستغناء عن أغلبها فما تعليقك؟
أرى عكس ذلك فالقبلات في الفيلم موظّفة جيداً للتعبير عن مشاعر الشخصيات.
- تعرّضت لانتقادات في فيلمك الاول «اسكندرية نيويورك» لأدائك المشاهد الساخنة، ومع ذلك قدمت مثلها في هذا الفيلم. الا يشغلك رأي النقاد والجمهور؟
لست في موقف اتهام لكي أدافع عن نفسي. أنا قدمت فيلماً جيداً مع مخرج جيد والذي لا يعجبه أفلامي لا يشاهدها.
- البعض ربط تحرّرك وتقديمك الأدوار الجريئة بدراستك في الجامعة الأميركية، ما تعليقك؟
لا طبعاً، فالجرأة طبيعتي واختياري الأدوار ناتج عن تركيبتي الشخصية. ولا أعرف لماذا يربطون كوني خرّيجة الجامعة الأميركية بما أقدمه من أدوار. واسأل من يقولون هذا هل هند رستم وسعاد حسني كانتا من خريجي الجامعة الأميركية؟ فهذا كلام ليس له أساس من الصحة.
- رفضت نيللي كريم الدور الذي قدمته في الفيلم، ألا تقلقين من قبول دور رفضته ممثلة قبلك؟
وارد جداً أن تكون نيللي رفضت الدور لأنها مشغولة بتصوير عمل آخر أو أن هذا الدور لن يكون نقلة في حياتها الفنية، فخطوات نيللي غير خطواتي فهي في مرحلة وأنا في مرحلة بعيدة عنها. وأريد أن أقول أن أي فيلم تشاهدونه في السينما لا يكون أبطاله هم أول من عرض عليهم الفيلم، وأنا شخصياً رفضت ١٨ فيلماً في الأربع سنوات الماضية لأني كنت في الجامعة وأشهر دورين رفضتهما دور «دوللي شاهين» في فيلم «ويجا» ودور «اروى» في فيلم «مفيش غير كده».
- هل توجد نوعية من الأدوار لا تستطيعين أداءها؟
أخاف من الكوميديا لأن أبي مخرج وأعرف ان الكوميديا لابد أن تؤدى بطريقة صحيحة. وللأسف كل الكوميديا في مصر مصنوعة بطريقة خاطئة ولا تعجبني. وأحمد حلمي هو الوحيد الأقرب إلى الصحيح ولا أريد خوض هذه التجربة لأني لا أريد تقديم كوميديا مثل التي أشاهدها في السينما المصرية. حتى «الست كوم» لم أشاهد حتى الآن ما يجذبني لمشاهدتها بما في ذلك «راجل وست ستات».
- لكِ أكثر من تجربة في السينما المستقلّة فما الذي يجذبك إليها؟
لأني أستمتع بها أكثر من السينما التجارية فهي تختلف حتى أثناء التصوير. فعندما أصور سينما تجارية يقولون لي يا نجمة ويكون هناك تفرقة بين الناس، وأنا لا أحب هذا التمييز. أما في السينما المستقلة فنكون جميعنا أصدقاء ونعمل ما نحب ليس من أجل مال أو شهرة.
- ما جديدك في السينما المستقلّة؟
انتهيت من فيلم بعنوان «مصر الجديدة». صعب جداً أن أشرح قصة الفيلم لأنه صغير جداً، لكن باختصار تدور أحداثه حول مجموعة أشخاص يعيشون في مصر الجديدة أحداث يوم واحد. والفيلم بطريقة مختلفة. والغريب في موضوعه أنه ليس له موضوع أصلاً بمعنى أن الشخصيات لا تتطوّر ولا يحدث جديد، على عكس أفلام السينما التجارية. في «مصر الجديدة» نركّز على التفاصيل الصغيرة جداً في حياتنا اليومية. ويشاركني بطولة هذا الفيلم خالد أبو النجا وحنان مطاوع وسمية الجويني... وقرّرت العمل في فيلم اسمه «شتاء»، علماً أنه من المتوقع أن يتغير اسمه. وأقوم فيه بدور طالبة تدرس في كلية فنون جميلة وتختلف مع والدتها فتترك بيتها وتذهب إلى بيت جدتها القديم المليء بالأتربة، فتستجم هناك وترسم. ويحدث لها موقف رومانسي مع أحد جيرانها. وهو إخراج ايزيس بلانتية وهي مخرجة مصرية فرنسية، وكتبه أحمد حداد.
- هل صحيح أن هذا اللقاء جمعك بخالد أبو النجا بعد توقّف أكثر من عمل بينكما؟
بالفعل وجاءت أكثر من فرصة لأعمل معه لكن كل هذه الفرص تضيع لدرجة أني بدأت أتشاءم من ترشيحه معي في أي سيناريو لأني أعرف مسبقاً أنه لن يستمر! فمن المفروض أننا كنا مع بعضنا في فيلم «إحنا والقمر جيران»، وتوقّف الفيلم لظروف إنتاجية ولم نبدأ تصويره حتى الآن. وكنا مع بعضنا أيضاً في فيلم «مصر الجديدة» لكن لم يجمعنا أي مشهد.
- اختفيت بعد عملك مع يوسف شاهين أربع سنوات، فهل إصابتك لعنة يوسف شاهين؟
إذا كان العمل مع يوسف شاهين لعنة فما أحلاها ولكن هذا الكلام يقال لأن بعض الممثلين لا يظهرون مرة أخرى بعد العمل مع يوسف شاهين. لكن هذا لا يحدث فقط معه بل يحدث مع كل المخرجين ولكن الإعلام يركّز أكثر مع من يمثلون مع شاهين. ولا أنكر أن هناك مشكلة أخرى وأكبر وهي أن الممثل لا يريد أن ينزل عن المستوى الذي ظهر به مع شاهين، ولذلك يصيبه الغرور ويجلس في البيت. وأنا لم يصبني الغرور لأن عندي ثقة بنفسي، وأعتقد أن الذي لم يظهر بعد العمل مع شاهين قراره شخصي لأن الذي يعمل مع يوسف شاهين يعرض عليه بعدها أكثر من ألف عمل. قبل أن يعرض فيلم «اسكندرية نيويورك» عرض عليّ أكثر من 5 أفلام ومنها فيلم «حالة حب» ورفضته لأن تصويره كان خارج مصر وأنا كنت ملتزمة في الجامعة... لم تصبني لعنة يوسف شاهين، بقيت أربع سنوات في البيت بمزاجي واختياري لأني كنت أريد أن أنهي دراستي من دون أن أرسب.
- وكيف كانت حياتك في هذه الفترة؟
كنت أعيش حياة جامعية عادية مثل بنات جيلي وكنت أمثّل في مسرحيات الجامعة.
- سنراك قريباً على خشبة المسرح؟
لن تروني على المسرح التجاري بسبب الفوضى التي تحدث فيه. فأنا أحب النظام جداً وإذا تأخّر أحد على البروفة نصف ساعة سأترك المسرح وارحل سواء كان نجماً أو نصف نجم... لديّ عرض باليه سنوي خاص بي في نادي الجزيرة.
- هل تعتمدين على الأدوار التي تظهر جمالك؟
الجمال سلاح ذو حدين. فالكل يعتقد أن أي بنت جميلة تكون غبية لا تفهم. أنا لا أعتمد على جمالي، وقراراتي واختياراتي صحيحة وهذا ما سترونه في فيلم «يوسف والأشباح» الذي أقدّم فيه دوراً مختلفاً ومفاجأة لكم.
- ومتى ستنتهين من تصوير «يوسف والأشباح»؟
كنت أصوّر الفيلم حتى يوم زفافي ١٦ تشرين الأول/اكتوبر الماضي وأخذت إجازة وعندما أعود من شهر العسل سأعود إلى التصوير مباشرة. ألعب في الفيلم دور بنت اسمها إلهام، وأبطال الفيلم هم فرح يوسف وفريال يوسف وكريم قاسم وابراهيم صلاح، وسيكون معنا الأستاذ جميل راتب ومحمود حميدة.
- ولماذا لم تستمرّي في فيلم «واحد صفر»؟
كان المفروض أن أعمل الفيلم لكن بعد أن تركته ليلى علوي وجاءت إلهام شاهين بدلاً منها حدثت بعض الانتقالات، وجاءت نيللي كريم التي أرى أنها مناسبة للدور أكثر مني.
- هل ساعدك والدك أستاذ المسرح في الجامعة الأميركية في دخول الوسط الفني؟لم يكن والدي واسطة لي في السينما رغم أن جميع السينمائيين أصدقاؤه. لكن كونه يدرس ويفهم في المسرح شجّعني على دخولي مجال التمثيل.
- هل انتهيت من إجراءات قيدك في النقابة أم ما زلت ممثلة بتصاريح؟
أمثّل حتى الآن بتصاريح ولم أقابل بعد النقيب أشرف زكي. لكن أعتقد بعد أن أمثل فيلمين بعد «يوسف والأشباح» قد يوافق على إخراج بطاقة لي.
- لكِ تصريح قلتِ فيه أنك تعشقين الفن وتكرهين النجومية والشهرة ما هذا التناقض؟
ليس تناقضاً. أحب التمثيل وأخشى ضريبة الشهرة والنجومية وهذا ما قصدته من تصريحي.
- ما طموحاتك؟
أتمنى العمل مع مخرجين يختارونني لأني ممثلة حقيقية وليس لأن صورتي على الأفيش تجذب الجمهور. وأتمنى العمل مع يسري نصرالله لأنه يركّز على الممثل وليس على ما يأتي من ورائه.
- ما حكايتك مع كرة القدم؟
ألعب كرة القدم منذ أن كان عمري ٣ سنوات فأبي لم يكن يفرّق بيني وبين أخي الصغير في شيء. وتم ترشيحي لدخول منتخب مصر لكني أصبت في قدمي والطبيب منعني من الاستمرار في اللعب.
- هل صحيح أنك لا تملكين سيارة وتتنقلين بالمترو والتاكسي؟
نعم هذا حقيقي وسأظلّ هكذا دائماً. وإذا كنت نجمة هل نجوميتي وحب الناس لي سيفوقان حب الناس للرئيس الراحل جمال عبدالناصر؟ أكيد لا، ومع ذلك عبدالناصر كان يسير في الشارع على قدميه أو في سيارة مفتوحة وأبي شاهده أكثر من مرة.
- هل أنت ناصرية؟
أنا أحب جمال عبد الناصر. أنا ناصرية لكن لا أنتمي إلى أي حزب سياسي. قرأت كثيراً عن الثورة وعن جمال عبدالناصر وأريد أن أقول لكم إني عندما أشاهد فيلم «ناصر» أبكي.
- هل يمكن أن نراك في تظاهرات في الشارع؟
هذا حدث ويحدث وسيحدث. شاركت في تظاهرة أيام حرب لبنان طالبنا فيها بطرد السفير الإسرائيلي من مصر، وشاركت في تظاهرات كثيرة أخرى.
- هل تعملين في مجال دراستك؟
أحب العمل في مجال التنمية والجمعيات الأهلية رغم أن فيها فساداً كثيراً. وفي الفترات التي لا أكون فيها مشغولة بالتصوير أشارك في نشاطات اجتماعية.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024