المذيعة السعودية نادين البدير: المرأة هي من أعطت الرجل السلطة!
ذكية ومثقفة،تدافع دائماً، سواء في مقالاتها الصحافية اللاذعة أو في برنامجها «مساواة» الذي يُعرض على قناة «الحرّة»، عن حقوق المرأة رغم أنها تتهمها بأنها هي منْ فرّطت في تلك الحقوق... إنها المذيعة والصحافية والكاتبة السعودية نادين البدير التي تفاجئك بأفكارها المناهضة للمظاهر النافرة التي يعيشها الإنسان العربي والظلم الذي تتعرّض له المرأة. فهي لا تخالف لمجرّد أن تُعرف بل هي صاحبة أفكار جديدة، إذ تكشف في حديثها عن أمور تعانيها المرأة معزّزة أقوالها بأمثلة وحجج تجعلها أكثر إقناعاً.
- أنت صحافية معروفة بمقالاتك الجريئة التي تطالبين فيها أو تدافعين فيها عن حقوق المرأة العربية عموماً والسعودية خصوصاً... كيف انتقلت إلى عالم التلفزيون وأصبحت مقدّمة برنامج «مساواة» الذي يُعرض على قناة «الحرّة» الفضائية؟
كنت أكتب في إحدى الصحف السعودية مقالات تركّز على حقوق الإنسان والمرأة في السعودية، وظللت فترة أدافع عن هذه الحقوق التي هي أبسط حقوق أي إنسان، وكنت حينها ما زلت طالبة أكمل دراساتي إلى أن حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. بعدها انتقلت إلى دبي، وخلال وجودي هناك، حللْت ضيفة على برنامج يُعرض على قناة «الحرّة»، وحين سُئلت تحدّثت عن القضية التي أكتب عنها دائماً، كما انتقدت الأسباب الرئيسية التي تعيق أوضاع السعوديات. وقد أحدثت هذه الحلقة بالذات ضجة كبيرة خصوصاً بعدما شاهدتها نسبة كبيرة من الناس. بعدها لفتّ أنظار مديري قناة «الحرّة» الذين عبّروا عن إعجابهم بشخصيتي، وقالوا لي إنهم يرغبون في التعاون معي من خلال برنامج ما. وعلى الفور أرسلت لهم مشروع البرنامج الذي كان في مخيّلتي، بالإضافة إلى تصوّري لعشرين حلقة مسبقة. وكان من حسن حظي أن وافقوا على فكرة البرنامج الذي اخترنا له اسم «مساواة» ليعبّر عن التمييز الحاصل بين المرأة والرجل.
- ما هي أكثر المواضيع أو القضايا التي تناقشينها في «مساواة»؟
منذ سنتين ونصف السنة يمكن القول إننا سلّطنا الضوء على معظم قضايا المرأة الخليجية ومشكلاتها، والقوانين التي تتعلّق بها، والإيجابيات والسلبيات التي تعيش تحت ظلّها، ومسألة التمييز التي تعانيها، وما إلى ذلك من معضلات حياتية واجتماعية يعانيها الإنسان العربي عموماً. وبما أن هناك العديد والكثير من المظاهر النافرة التي يعانيها المجتمع العربي، كان هناك فكرة لتوسيع البرنامج لتقديم حلقات عن الشابات العربيات وقضاياهنّ، إذ نشعر بأن المرأة الخليجية مضطهدة أكثر من غيرها من النساء العربيات، لذلك نرى أن مشكلاتها أكثر من مشكلات غيرها.
- ما هي أكثر المشكلات التي تعانيها المرأة السعودية تحديداً؟
هناك ناشطات خليجيات كثيرات صرّحن لي في أكثر من مقابلة بعدم وجود قوانين واضحة في قانون الأحوال الشخصية، وهذه القضية هي أكثر القضايا التي تعاني بسببها المرأة الطامحة. ولكن المشكلة العامة لدى النساء هي مشكلات الإرث والزواج والطلاق. وأكثر ما لفت نظري خلال مناقشتي لبعض المواضيع، خصوصاً موضوع الأحوال الشخصية، النساء أنفسهنّ اللواتي اعترضن على فكرة تحسين قانون الأحوال الشخصية الذي يطالب بحقوقهن وحياة أفضل لهنّ.
- هل تلقين اللوم على المرأة في هدر حقّها وعدم وصولها إلى المساواة المطلوبة؟
المرأة هي مَنْ أعطت الرجل السلطة. أنا لا أقول ذلك لأنني أرفض الرجل بل على العكس، فأكثر الذين أثّروا في حياتي وأغنوا تجاربي رجال سواء كانوا أصدقاء أو أقارب أو أخواني الكتّاب من الذين تتلمذت على أيديهم ولا أنكر فضلهم. ولكن لا يجوز للمرأة أن تعطيهم الصلاحية الكاملة في شؤونها، وبذلك تكون قد أهملت عقلها ورأيها. فالله عزّ وجلّ أعطاها عقلاً لتفكّر فيه ويكون لها رأي يمكن أن تكوّنه من خلال تجربتها أو قراءتها أو ثقافتها أو خبرتها.
- ألا تعتقدين أن الرجل نفسه هو من يسيطر على المرأة ويجعلها تناهض هذه الآراء لأن هناك الكثير من النساء اللواتي مازلن يعشن تحت رحمته؟
ليس هناك من رجل سواء كان زوجاً أو والداً أو أستاذاً أو رجل دين يمكنه أن يقدّم للمرأة الحياة المثلى على طبق من ذهب، وليس من مصلحته أن يعطي المرأة هذه الفرصة. كنت أعيش في كنف عائلة، كنت أقول في نفسي إنني لن أخرج منها إلا إذا توفيت أو تزوجت لأن الوالد كان صاحب شخصية قوية وجبّارة. بعدما نضجت أدركت أن الزواج لن يكون حلاًّ لأنني إذا تزوجت من رجل يمكن أن يفاجئني بقمع جديد. وكانت هناك مخاطرة لأن هذا الأمر أطال المشوار عليّ وأخذ من عمري سنوات طويلة لأنني لا أريد أن أخرج على خلاف.
- وكيف استطعت إقناع أهلك وتحديداً والدك بأن تكوني مذيعة على شاشة التلفزيون؟
في النهاية اقتنع والدي بأنني أريد أن أحقّق لنفسي شخصية خاصة وأن يكون لي دور فاعل في المجتمع.
- ما هي الصعاب التي واجهتها خصوصاً أن برنامجك جريء جداً ويتطرّق إلى مواضيع من الصعب مناقشتها؟
أوّل مقال كُتب عني أبكاني لأنني إنسانة حسّاسة جداً وأتأثّر لمجرّد أن يُقال عني كلمة صغيرة، إذ أشعر بإحساس غريب يجتاجني. أما اليوم وبعد التجربة فبتّ أكثر تقبّلاً للنقد. فكمية الشتائم التي انهالت عليّ من هذا المقال لم تكن إلا مصدر قوة بالنسبة إليّ. إذ عزّر ثقتي بنفسي، وإذا التقيت صاحبه فسأشكره على ذلك.
- من هم الذين ينتقدونك والذين لا يحلو لهم الغوص في مواضيع حقوق المرأة؟
أكثر الأشخاص الذين ينتقدوني ويهاجمونني هم الصحافيون أنفسهم الذين يكتبون المواضيع نفسها في مقالاتهم، ولكن لأنهم رجال لا يسمحون لي كامرأة بالتطرّق إليها دونهم. فهم يريدون تحرير المرأة من زاويتهم بمعنى على طريقتهم حتى تبقى الأمور تحت سيطرتهم.
- تشهد الساحة الإعلامية اليوم وجود مذيعات سعوديات وخليجيات استطعن أن يثبتن أنفسهنّ مثل منى أبو سليمان وعهود الفهد ومنى سراج وغادة مصلي وأميرة الفضل وغيرهنّ الكثير. هذا يعني أن المجال أصبح مفتوحاً أمام المرأة الطموحة التي يمكنها أن تثبت نفسها؟
أولاً لا يوجد تخصّص إعلام للفتيات في السعودية. ومن ثمّ الإعلاميات السعوديات اللواتي ذكرتهنّ وغيرهن يعملن في هذا المجال كموهبة وليس كدراسة. وهناك صحافيات كفوءات يعملن في هذا المجال رغم التمييز الحاصل بين الرجل والمرأة. فتجربة المذيعات العربيات أقدم وأهمّ من تجربة السعوديات، لذلك لا يمكن المقارنة لأن تجربتهنّ جديدة. ولكن هناك صحافيات سعوديات، ورغم قلّة عددهنّ، أثبتن أنفسهنّ مثل سمر المقرن وإيمان القحطاني. وكلّ المذيعات اللواتي ذكرتهن ترفع لهنّ القبعة لأنهن استطعن أن يثبتن أنفسهن رغم الصعاب، وبالتأكيد أنهنّ واجهن الكثير واعترضتهن مشكلات كبيرة للوصول إلى ما المكان الذي أردنه.
- من تعجبك من المذيعات العربيات؟
ليس هناك إعلامية مثل منتهى الرمحي، فهي أكثر المذيعات خبرة وذكاء. كما تعجبني نجوى قاسم الذي يشعر المشاهد بأن أسلوبها في التقديم ينمّ عن مقدرة صحافية بمعنى أنها تظهر خبرتها كصحافية، وهذا هو المطلوب. فلو عملت أي فتاة في المجال التلفزيوني دون أن يكون لها خبرة صحافية أو اهتمامات فكرية لن تنجح. فإذا بدأت عملها الإعلامي كصحافية ومن ثمّ انتقلت إلى عالم التلفزيون فبالتأكيد ستحقّق النجاح لأن الشاشة تحبّ الوجه الجميل لفترة ومن ثمّ لا يبقى إلا المضمون، كما أن هذا الوجه الجميل سيتغيّر مع الأيام، وبالتالي سينتهي عمر هذه الإعلامية مع زوال جمالها إذا كانت قد دخلت عالم التلفزيون من باب الجمال فقط. وهنا لا بدّ أن أذكر إعجابي بالإعلامية وفاء الكيلاني التي تتميّز بأدائها وأسلوبها الخاصين، وبالإعلامي زاهي وهبي الذي أحترم أسلوبه الراقي وأتابع برنامجه «خليك بالبيت» لأن أسئلته محترمة لضيف يكرّمه وليس كما يحصل في برامج أخرى.
- تقولين إنك لست مع دخول المرأة إلى التلفزيون من باب الجمال وتدافعين عن حرية المرأة رغم أنها أصبحت هي المسيطرة على شاشات التلفزة. فاليوم غالبية نشرات الأخبار تقدّمها فتيات وغالبية الأحداث تغطيها فتيات كما أن برامج الترفيه والتسلية تقدّمها فتيات!
من قال إن هذا الأمر إنجاز. ربما يكون استغلالاً لها من صاحب هذه القناة أو تلك. وما تصل إليه المرأة اليوم ليس بالأمر المشرّف لأننا لا نرى على الشاشات سوى فتيات جميلات وعارضات أزياء دون أن يكون لهنّ أي دور أو قضية يحملنها. وأكثر ما أستغربه اليوم أن غالبية المحطات الفضائية وصلت إلى درجة السقوط والإنحلال، ورغم هذا يصبح الإنفتاح محرّماً والمسخرة والفوضى أمراً عادياً بالنسبة إلى الجميع. فإذا طالبت إحداهنّ بحقّ من حقوقها يستغرب الجميع، بينما إذا ظهرت شبه عارية وفي أسلوب رخيص يتقبّلها الجميع، وهذا شيء مؤسف ومستغرب.
- ما هو الأسلوب الذي تعتمدينه كإعلامية ومذيعة؟ وما هو الأسلوب المهني الذي لا يمكنك إلا التمسك به؟
على الإعلامي أن يكون محايداً ويكون لديه إطلاع ووعي مرتبطان بقضايا الوطن والأمة. وهنا قصدت بالحياد أن يكون الإعلامي لسان حال الناس، أن يسأل أسئلتهم سواء كانت أفكاره تتناسب مع أفكار الضيف أو لا. فمهمة الإعلامي أن يكون «ابن المجتمع» و«ابن الشارع العام» ليعبّر عنه ويمثّله ويتحدّث عنه. ومن الأمور التي لا يمكنني التخلي عنها احترام الضيف، وألا أحاول تسليط الضوء على إطلالتي أكثر منه، لأن هذا الأمر يحوّل الوضع إلى مهزلة، كما أنه ليس من عمل الإعلامي.
- ولكنك تعملين في محطة عربية ـ أميركية لها خط معيّن، وبالتالي ليس هناك إعلام محايد في وقتنا هذا. أليس في ما تقولينه تناقض؟
عندما بدأت العمل في قناة «الحرّة» كنت أكتب مقالات لاذعة تعبّر عن غضبي من المظاهر النافرة في مجتمعنا. ولكن أوّل درس تعلّمته من القيّمين على هذه القناة أن أكون محايدة وأن أنسى غضب نادين. فهم محايدون أكثر مني والمسألة بالنسبة إليهم حسّاسة جداً خصوصاً أن «الحرّة» قناة أميركية تابعة للحكومة. فهم لا يريدون أن يأتوننا كعرب بمبادئ ليست من مبادئنا. ففي برنامج «مساواة» أستضيف إسلاميين وأناساً من مختلف الإنتماءات والإعتقادات، وبالتالي إدارة القناة لا تفرض عليّ أي ضيف أو أي سؤال. ويمكنني أن أتحدّث بحرّية عن السياسات الأميركية دون أن يكون هناك ممنوعات أو محظورات. فالمجال مفتوح في «الحرّة» للتحدّث عن كلّ شيء دون استثناء. وأكثر ما يثير استغرابي تناقض الناس عندما يشتمون أميركا ومن ثمّ يرسلون أولادهم للتعلّم فيها أو حتى أنهم يسعون جاهدين لولادة أبنائهم هناك للحصول على الجنسية. فضلاً عن ذلك نعادي المؤسسات الأميركية وهناك حكومات عربية صديقة للولايات المتحدة الأميركية.
- كيف تختارين القضايا التي تناقشينها؟
بحسب الأحداث السائدة والمتداولة، كما نسلّط الضوء على المشكلات التي تهمّ المشاهد أو الإنسان العربي محاولين إيجاد حلول لها. فهناك مثلاً مسألة قيادة المرأة للسيارة أو وصول المرأة الكويتية إلى السلطة، الإنتخابات النيابية، وغيرها من الأمور التي تكون قابلة للنقاش.
- هناك تفكير سائد بأن المرأة القوية التي تدافع دائماً عن حقوقها وتناقش المسائل التي تعانيها تؤثّر بشكل أو بآخر على علاقتها بالرجل، فهناك من يفضّل الإبتعاد عنها حتى ولو أُعجب بها. ما ردّك؟ وهل القوّة تلغي أنوثة المرأة؟
الأنوثة لا تعني الشكل الجميل والأنيق بل تكمن في الفكر. فأنا من أنصار الكاتبة نوال السعداوي التي تلفتني آراؤها عندما تقول إن المرأة يمكن أن تكون رقيقة وقوية في الوقت نفسه. فأنا أؤمن بهذا الشيء حتى أن القرآن أعطى المرأة حقوقاً كثيرة عندما يقول الكتاب الكريم «إن كيدكنّ عظيم»، مما يعني أن المرأة كائن قوي وليس بالضعيف كما هو معروف. فهي تكون قوية بثقافتها وعلمها وتفكيرها وامتصاصها للمشكلات. ولكن أجدني أغالط نوال السعداوي في قصة عدم صبغها شعرها قائلة إن الأنوثة بالشعر الأبيض لأنني أحبّ المرأة الجميلة.
- أين الرجل في حياة نادين؟ هل هو موجود أم أنه يخاف التقرّب منك؟
ليس لديّ رجل في حياتي ووالدي كان دائماً معارضاً لي. لذلك أشعر بأني أحمل مسؤولية أكبر مني خصوصاً أن ما من رجل يساندني سواء في السرّاء أو الضرّاء. لذلك لا تستخفّ المرأة بأهمية وجود الرجل في حياتها خصوصاً إذا كان منفتحاً وواعياً ومحافظاً في الوقت نفسه.
- ما هي الضريبة التي تدفعينها اليوم لقاء جرأتك في تناول المواضيع الحسّاسة والدقيقة؟
هناك من يقول إن إنفتاح المرأة وتحريرها هما إنحلال لشخصيتها، أما بالنسبة إليّ فهناك من يعتبرني إنسانة أسعى إلى الفساد لأنني أناقش موضوع حقوق المرأة، إلا أنني أعتبر نفسي بخلاف ما يقولون بل محافظة أكثر منهم، أتعرفين لماذا؟ لأنني أطالب بقيم إنسانية تمّ التخلي عنها منذ وقت بعيد، وهذه أخلاقيات. فعلى سبيل المثال الخيانة الزوجية أصبحت مسألة عادية ويعتبرونها من المسلّمات، فإذا اشتكت امرأة من خيانة زوجها يطلبون منها الصبر، وهناك أكثر من ثلاثة أرباع النساء يعشن الصبر.
- ألا تشعرين بالخوف وأنت تكتبين وتقدّمين برنامجاً جريئاً من أن تعرّضي نفسك لمشكلات أنت في غنى عنها؟
لم أشعر يوماً بالخوف ولا بالخجل من أي عمل أو شيء قمت به لأنني مؤمنة به كلّ الإيمان. فعندما يطالب الإنسان بحقّ ومنطق وقيم رفيعة فلماذا يخاف؟ فهم منْ عليهم أن يخافوا ويخجلوا وليس أنا لأنهم هم المخطئون. فعندما يرونني غير آبهة بأحد وسائرة في طريقي فتأكّدي أنهم هم الذين سيبتعدون عن طريقي. مرّة حاولوا الضغط عليّ للتخفيف من حدّة جرأتي، كما تلقيت تهديدات، إلا أنني سرت في الطريق نفسه لأنني لا أكتب لمجرّد الكتابة أو أفصح في برنامج عن أشياء لمجرّد الإفصاح عنها، بل لأنني أريد أن أُظهر حقائق كلّنا نريد إظهارها ولكن تنقصنا الجرأة والقوة. فبرنامجي ديني ـ سياسي ـ إجتماعي ويناقش كلّ المسائل المفتوحة على النقاش. وقد التقيت منذ فترة فتاتين في الرياض سلمتا عليّ وعبّرتا عن إعجابهما بآرائي وبرنامجي، مما يعني أنني استطعت أن أصل أيضاً إلى جيل الشباب والشابات.
- صحيح أن قناة «الحرّة» معروفة ولكن نسبة مشاهدتها لا تُقارن بنسبة المشاهدة في القنوات العربية الأخرى. هل تفكّرين في الإنتقال إلى قنوات تحقّق لك الإنتشار الأكبر والأوسع؟ وعينك على أي محطة؟
بصراحة أتتني عروض كثيرة من محطات فضائية عدّة، ولكن أشعر بأني ما زلت مرتاحة في «الحرة» خصوصاً أن برنامجي يحقّق نسبة مشاهدة عالية في الخليج، وهذا شيء مهمّ لأن «مساواة» موجّه إلى الجمهور الخليجي أولاً والعربي ثانياً. كما تأتيني رسائل من تونس وإيران وبلاد أستغرب تلقيها البرنامج، ومع ذلك فهم يشاهدون البرنامج في كلّ أنحاء العالم. وأعرف أن هناك جمهوراً كبيراً في العراق يتابع قناة «الحرّة» بتفاصيلها الدقيقة، بالإضافة إلى مشاهدين كثر في أوروبا ودول أخرى.
- هل من طموح معيّن في بالك سواء على صعيد تقديم البرامج أو على صعيد الكتابة؟
طموحي إصدار كتاب. وأنا اليوم بصدد وضع اللمسات الأولى لملامح شكله ومحتواه وموضوعه. كما أطمح دائماً إلى نقل الحقائق، وأن تتحوّل كلمتي إلى فعل حقيقي.
- ما الذي يزعجك؟
يزعجني أن تمرّ عليّ أمور لا أعرفها، ولو أن الحقيقة مزعجة، ولكن جميل أن نعرفها.
- بين الكتابة والصحافة والتقديم التلفزيوني، أين تجدين نفسك أكثر؟
أجد نفسي في كلّ ما ذكرت. فأنا جزء منهم. ففي التلفزيون أحبّ أن أدخل بيوت الناس وأطرح تساؤلاتهم لتكون محور النقاشات. فنحن شعوب لا تقرأ ولكن أقصر الطرق إلينا التلفزيون، لذلك أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا... وفي الكتابة أستطيع أن أعبّر عن نفسي أكثر، لأنني أجد فيها المكان الذي أرتاح فيه.
- من هي مثالك الأعلى في التقديم التلفزيوني؟ وما هي البرامج التي تحرصين على متابعتها؟
تلفتني كثيراً المذيعة الأميركية باربرا والترز، وأكثر ما يعجبني فيها، ككلّ الأميركيين والغربيين، أنها تعمل في الصحافة والتلفزيون ليس بهدف تحقيق شهرة و«برستيج» بل لأنها فعلاً صحافية ولديها همّ وأفكار تريد التعبير عنها ومناقشتها أمام الناس. والأجمل في الإعلام الغربي أن المذيعة إذا كبرت في السنّ تزداد خبرتها وتصبح أكثر إقناعاً للمشاهدين لأنهم لا يشاهدون البرامج والتلفزيون بهدف التفرّج على امرأة جميلة بل بهدف التنوّر والتفكّر والمعرفة. كما يعجبني أسلوب أوبرا وينفري عندما تناقش موضوعاً معيناً بحيث تعالجه من كلّ جوانبه الإنسانية والعاطفية والمنطقية.
- ما هي أكثر الحلقات التي قدّمتها وأثّرت فيك شخصياً؟
هناك حلقة أثّرت فيّ كثيراً عندما كنت في واشنطن وأجريت لقاءً مع مذيعة من أصل عربي تدعى دايان ريهام، وتحدّثت عن رفض المجتمع العربي لها، وكيف كانوا ينتقدونها. كما تحدّثت عن والديها عندها بكيت لأنني تذكّرت والدي وكيف بدأت أغضب منه.
- ما هي مواصفات الرجل التي تبحثين عنها ليكون زوج المستقبل؟ وهل تتزوجين من رجل غير سعودي؟
أولاً من الصعب في مجتمعي الزواج من غير سعودي، ولكن أعتقد أن الزواج ليس له جنسية ولا هوية. فالزواج هو حبّ، والحبّ يمكن أن يولد في أي بقعة من بقاع هذه الأرض. وعندما يتحوّل إلى ماديات ورسميات يصبح زواجاً تقليدياً. فالشباب يعجبون في بداية الأمر بفتاة جريئة ولكنهم لا يتمنونها زوجة لهم. فقد كنت مخطوبة لشاب أحببته ولكنه لم يتحمّل فكرة أن أكمل تعليمي، كما لم يستطع تحمّل قراءة اسمي في الصحف. لذلك أقول إنه ليس بالضرورة أن تكون ميولنا واحدة وأفكارنا واحدة ولكن المهمّ ألا يكون قامعاً لي وأكون قامعة له.
- لمن تقرأين؟ وما هي الكتابات التي تحبين قراءتها؟
أحبّ روايات الأميركي دان براون، تعجبني حبكته البوليسية المليئة بالخيال الواسع، ومن أبرز كتبه الجميلة «شيفرة دافنشي» و«ملائكة وشياطين». كما كانت تعجبني روايات باولو كويلو، ولكن بعد فترة شعرت بأنه أصبح يعيد نفسه كثيراً.
ذكية ومثقفة،تدافع دائماً، سواء في مقالاتها الصحافية اللاذعة أو في برنامجها «مساواة» الذي يُعرض على قناة «الحرّة»، عن حقوق المرأة رغم أنها تتهمها بأنها هي منْ فرّطت في تلك الحقوق... إنها المذيعة والصحافية والكاتبة السعودية نادين البدير التي تفاجئك بأفكارها المناهضة للمظاهر النافرة التي يعيشها الإنسان العربي والظلم الذي تتعرّض له المرأة. فهي لا تخالف لمجرّد أن تُعرف بل هي صاحبة أفكار جديدة، إذ تكشف في حديثها عن أمور تعانيها المرأة معزّزة أقوالها بأمثلة وحجج تجعلها أكثر إقناعاً.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024