تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

يحيى الفخراني

لم يكن في خطط النجم يحيي الفخراني الحضور على شاشة رمضان هذا العام، خاصة مع انشغاله بالتحضير لفيلم «محمد علي»، لكن تأجيل الفيلم أعاده من خلال «ابن الأرندلي». وفي حواره معنا يتحدث الفخراني عن تفاصيل مسلسله الجديد الذي دخل به سباق دراما رمضان وحكايته مع منى زكي ومنة شلبي والمخرجة السورية رشا شربتجي، ولماذا لم يكرر تجربته مع هالة فاخر رغم نجاحهما معاً العام الماضي. ويحكي عن فيلمه التاريخي«محمد علي» وكيف استعدّ لأداء الشخصية بشكل يعيد قراءة التاريخ من منظور مختلف مع المخرج السوري حاتم علي. ويعترف الفخراني بأنه كان مقصّراً مع أولاده ويحاول تعويض ذلك مع حفيده الصغير، وأنه يتمني المشاركة في عمل من إخراج ابنه شادي الفخراني. ويروي تفاصيل علاقته الخاصة مع الدكتورة لميس جابر، الزوجة والمؤلفة.

- صرحت أكثر من مرة أنك ستغيب عن دراما رمضان هذا العام، هل كان ذلك بسبب الهجوم على مسلسلك الأخير "شرف فتح الباب"؟
على العكس، فالمسلسل حقق نسبة مشاهدة عالية جداً وكانت ردود الفعل عليه رائعة من خلال وسائل متعددة أصدقها الشارع الذي اعتبره المقياس الحقيقي. وعندما وجدت الناس وخاصة الأطفال في الشارع ينادونني أثناء عرض المسلسل «ياأستاذ شرف». بدأت ألتقط أنفاسي وعرفت أن المسلسل أعجب الناس وأثر فيهم. أما غيابي فكان سببه الوحيد هو التحضير لفيلم «محمد علي»، وعندما تأجّل قرّرت الحضور في رمضان خاصة أنني عثرت على سيناريو أعجبني هو «ابن الأرندلي».

- ما هي طبيعة مسلسلك الجديد «ابن الأرندلي»؟
«ابن الأرندلي» يمثل حالة خاصة ولكنها نموذج أصبح موجوداً كثيراً في المجتمعات كلها، وهو نموذج المحامي الذي يطلق عليه بلغة الشارع (فهلوي)، وهو المحامي الذي أجاد دراسة القانون وبرع جيداً ولكن بدلاً من أن يطبق ما درسه بحياد ليحقق رسالة العدالة، يستغل كل ثغرة من ثغرات القانون لتحقيق مكاسب غير مستحقّة. والمسلسل يدور في إطار كوميدي رغم من خطورة القضايا التي يناقشها، ويشاركني بطولته وفاء عامر ودلال عبد العزيز ونادين سابا وعدد كبير من النجوم والوجوه الشابة.

- هل تقديمك مسلسلاً كوميدياً سببه نجاح مسلسل «حمادة عزو»؟
 
يضحك الفخراني قبل أن يقول: «حمادة عزو» كان مغامرة فاجأني نجاحها، ولكن الحقيقة أنني كنت أبحث من البداية عن سيناريو لمسلسل كوميدي لأنني أحببت الكوميديا ووجدت نفسي فيها رغم أنها أكثر صعوبة من أشكال الدراما الأخرى. وقررت أن أقدم هذا العام لوناً مختلفاً لرسم الابتسامة على وجوه الناس بعد حالة الشجن والاكتئاب التي سببتها لهم في مسلسلي السابق «شرف فتح الباب», خصوصاً أن طبيعة مسلسل «ابن الأرندلي» وأحداثه ساعدت كثيراً في تصوير مشاهد في إطار كوميدي ساخر.

- ألم تخش من هجوم المحامين عليك لتقديمهم في شكل مجموعة من الفاسدين كما حدث من قبل مع نجوم آخرين؟
الجمهور أصبح على درجة عالية جداً من الوعي ويستطيع التفرقة بين الطرح والمناقشة والتشويه والإدانة، ولا يمكن أن يتّهمني أحد بالإساءة إلى هذه الفئة التي تضم الكثير من الشرفاء الذين يدافعون عن حقوقنا. ولكن ليس محظوراً تناول النماذج السيئة لأن أي مهنة فيها نماذج إيجابية وأخرى سلبية، والتعميم ليس مقبولاً أبداً. لذلك أنا بريء من تهمة تشويه صورة المحامين، ونحن أمام عمل درامي يتناول عدداً من القضايا الموجودة في المجتمع من بينها قضية استغلال ثغرات في القانون لإدانة شخص أو تبرئة آخر بغير حق.

- لماذا التعامل مع المخرجة السورية رشا شربتجي للعام الثاني على التوالي بعد مسلسل «شرف فتح الباب»؟ ألم تجد المخرج المصري الذي يُرضي طموحك المهني؟
ليس هناك فرق بين مخرج مصري أو سوري، لكن عندما تعاملت مع المخرجة رشا الشربتجي وجدتها إنسانة موهوبة ومخلصة في عملها، تدقق في كل صغيرة وكبيرة لكي يخرج العمل في أحسن صورة. لذلك قررت التعامل معها مرة جديدة. وهذا لا يقلّل أبداً من شأن المخرجين المصريين الذين لا تحتاج نجاحاتهم إلى دليل.

- كيف ترى المنافسة في رمضان خصوصاً أن المسلسلات هذا العام أكثر عدداً منها العام الماضي؟
في كل الأحوال أشعر بالقلق نفسه لدرجة أنني كل عام أقول لنفسي إن العام المقبل سأكون أكثر اطمئناناً وهدوءاً. ولكن يبدو أن القلق لن يتركني مادمت أعمل في هذه المهنة الشاقة. وأتفق معك أن المسلسلات هذا العام أكثر من العدد المناسب مما يتسبّب بظلمها ويشتت المشاهد الذي يفقد قدرته على التركيز مع كثرة الأعمال والنجوم، خصوصاً أن معظم الأعمال تعرض في التوقيت نفسه يومياً مما يؤدّي أيضاً إلى إساءة الحكم على كثير من الأعمال الجيدة. ولكن بوجه عام العمل الجيد هو الذي يخطف الأنظار مما يتطلب منا مجهوداً أكبر.

- لماذا اعتذرت الفنانة منى زكي عن عدم المشاركة في بطولة المسلسل؟
هذا الكلام انتشر اثناء ترشيح المشاركين في بطولة المسلسل، ولكنه غير صحيح. فالفنانة منى زكي لم تعتذر لأنها لم تكن مرشحة من الأساس لمشاركتي البطولة، وهذا لا يقلل من نجومية منى أو يسيء إلى موهبتها العالية، لكن لم يكن هناك دور مناسب لها ضمن أحداث المسلسل.

- مسلسلك «سكة الهلالي» حقّق نجاحاً بمشاركة النجمة الشابة منة شلبي، فلماذا لم تخترها لبطولة مسلسلك الجديد؟
منّة فنانة مجتهدة جداً ولها طبيعة خاصة تميّزها عن باقي الفنانات. ورغم نجاحها من خلال دورها الذي لفتت به الأنظار وكان بالنسبة إليها بمثابة عودة إلى الدراما التلفزيونية، كنت أعرف أنها مشغولة بتصوير مسلسلها الجديد «حرب الجواسيس» الذي يعرض أيضاً في شهر رمضان المبارك وأتمنى لها النجاح.

- حقّقت ثنائياً ناجحاً مع الفنانة هالة فاخر وكانت التجربة بمثابة اكتشاف جديد لها في مسلسل «شرف فتح الباب»، لماذا لم تكرر التجربة معها هذا العام؟
بالفعل استمتعت بالعمل مع  هالة فاخر، وهي فنانة قديرة وتستطيع صنع نجومية في أي دور  تقدمه وحقّقت نجاحاً كبيراً في الأدوار الكوميدية. وفي موازاة قلقها من طبيعة دورها في مسلسل «شرف فتح الباب» وخشيتها ردّ فعل الجمهور، كنت متفائلاً وكنت  أطمئنها وأقول لها ستكونين نجمة المسلسل، وهو ما حدث بالفعل. وعلى الجانب الآخر تجمعني وزوجتي صداقة عائلية  بهالة فاخر وهي رائعة جداً على المستوى الإنساني، لكن ليس بالضرورة أن أتعاون في كل عمل مع نجوم نجحت معهم في عمل سابق. بالطبع أتمنى التعاون معها في أعمال مقبلة وأتمنى لها التوفيق في أعمالها التي تقوم بتصويرها حالياً.

- هل تستشير زوجتك في اختيار أبطال أعمالك؟
لميس ليست زوجتي بل صديقتي المقربة أيضاً واستشيرها في كل أمور الحياة. ولكن في ما يتعلّق باختيار أبطال العمل فهو أمر متروك في الأساس للمخرجة رشا شربتجي. هذا لا يمنع مشاركتي في اختيار الأبطال الذين أراهم مناسبين للدور، ولكنه في النهاية مجرد ترشيح و قرار الاختيار يكون للمخرج.

- تستعدّ لتقديم فيلم «محمد علي» وهو من تأليف زوجتك لميس جابر, كيف تجد التعامل معها وهل تضطرّ لمجاملتها؟
على العكس تماماً، فعلاقتي بلميس مختلفة تماماً فهي زوجتي التي وقفت بجواري كثيراً ودعمتني ولا أستطيع أن أنكر فضلها وأدين لها بكل نجاحاتي. ولكن عندما يجمعنا عمل تزول كل الاعتبارات ونتعامل كغريبين ويكون الفيصل جودة العمل وبالتالي فأنا لن أجامل زوجتي على حساب الجمهور بل على العكس أكون قاسياً جداً في التعامل معها وأطلب الكثير من التعديلات, خصوصاً أن فيلم «محمد علي» له طبيعة خاصة ويحتاج إلى مجهود أكبر وقراءة مراجع كثيرة. ولا أنكر أن لميس بذلت مجهوداً جباراً ليخرج السيناريو بهذا الشكل الذي سيكون مفاجأة للجمهور.

- ما الذي يدفعك لتقديم فيلم تاريخي غير مضمون الإيرادات؟
يجب ألا نفكر بهذه الطريقة طوال الوقت. هناك أشياء كثيرة أهم جداً من الفلوس والإيرادات، فالجمهور يحتاج إلي أعمال تنمّي وعيه وتثقّفه وتمكّنه من معرفة تاريخه ليصنع مستقبله، خصوصاً في ظلّ اختفاء الكتاب وانتشار الثقافة المرئية أكثر من المقروءة. لذلك فالعمل الدرامي هو المدخل الرئيسي لإجبار الشباب على معرفة تاريخهم وترسيخ ملامح هويتهم، والعمل الجيد هو الذي يعيش ويخلده التاريخ مثل أعمال تاريخية كثيرة مازالت موجودة في أذهاننا حتى الآن مثل فيلم «الناصر صلاح الدين» وغيره من الأفلام الناجحة.

- هل صحيح أنك اعترضت على وجود المخرج السوري حاتم علي في فيلم «محمد علي» خصوصاً أن له طبيعة مختلفة عن طبيعة السينما المصرية؟
لم أعترض على المخرج حاتم علي أبداً، فالدكتورة لميس مؤلفة العمل كانت معجبة به جداً وتتابع أعماله في المسلسلات السورية من قبل، لذلك كنا مقتنعين به. وبالمناسبة من رشحه للإخراج هو الأستاذ عماد الدين أديب الذي تعاون معه في مسلسل «الملك فاروق» الذي حقّق نجاحاً كبيراً وأعاد إلى الدراما التاريخية رونقها واستطاع أن يوصل الرسالة المطلوبة وأعاد الشباب إلى مشاهدة الأعمال التاريخية بشغف، فهو مخرج محترف جداً وأتمنى أن يتم المشروع وأتعامل معه.

- لماذا محمد علي؟
هو اختيار زوجتي لميس لأنها كانت مهووسة به جداً وقرأت مرحلته التاريخية كلها. لذلك لفتت نظري إلى شخصيته ومدى ثرائها مما جعلني أحلم به وأتخيله كثيراً، لذلك قرّرنا عدم التخلّي عن الفكرة خصوصاً أنني كنت سأقوم ببطولة مسلسل «الملك فاروق» لكن لم يحالفني الحظ، فقرّرت عدم التنازل عن هذا الفيلم. وأعترف بأن ما شجّعني أكثر هو النجاح الذي حققه «الملك فاروق».

- لماذا لم يتمّ تحويل فيلم «محمد علي» إلى مسلسل تلفزيوني؟ وهل تعتقد أن مدة ساعة ونصف الساعة كافية لعرض كل أحداث مرحلة مرحلة محمد علي؟
السيناريو مكتوب بشكل مكثف جداً يضم الأحداث التي نريد الإشارة إليها وتوضيحها، وفي الوقت نفسه يضم مشاهد وأحداثاً درامية. بالإضافة إلى أن فكرة تقديم مسلسل من ثلاثين حلقة أو أكثر لعمل تاريخي ستتطلّب ميزانية ضخمة جداً ومعظم المنتجين في حالة قلق حالياً بسبب الأزمات المتتالية التي تواجههم.

- هل تقدّم شخصية محمد علي كما درسناها في كتب التاريخ بالمدارس؟
 لا، فالكتب مثلاً تؤكد أن محمد علي هو جد الملك فاروق وغيرها من الأحداث والوقائع، ولكنني أؤكد أن الفيلم سوف يشكّل صدمة ليست بحجم الصدمة التي تلقّاها الجمهور في مسلسل «الملك فاروق» ولكنها تجربة مختلفة سوف نكشف بها حقيقة واقع هذه الفترة لأنه ليس فقط المحتكر للصناعة والزراعة ومضطّهد المصريين، وهو ليس فقط الرجل الذي تلوّثت يداه بدم المماليك في مذبحة القلعة، ولكن هذا الرجل له أعمال عديدة ساهمت في تغيير وضع مصر الداخلي والخارجي.

- كيف تستعدّ حالياً لفيلم «محمد علي»؟
هذا الفيلم اضطرّني للقيام بتحضيرات لم أتعوّد عليها من قبل رغم مساري الطويل في مجال الفن لأنني لم أقدم فيلماً تاريخياً من قبل، ودوري يحتاج إلى ماكياج مختلف يعبر عن تلك المرحلة وأكسسوارات وملابس خاصة، بالإضافة إلى تدرّبي على ركوب الخيل، وهو أمر كان صعباً جداً بالنسبة إليّ بعدما تخطّيت عامي الخمسين. كما ذهبت إلى المكان الذي ولد ونشأ فيه محمد علي. وقد انتهيت من كل التجهيزات رغم عدم تحديد الموعد النهائي لبداية التصوير.

- لماذا كان كل هذا الغياب عن السينما فيما عاد إليها نجوم كبار؟
لأنني أجري دائماً وراء الموضوع، فأنا ممثل من الدرجة الأولى ولا تهمني السينما بل القضية التي أقدّمها. ووجدت أن التلفزيون يمنحني الفرصة لتقديم الشخصيات الجادة والعامة في أعمال مهمة، فلماذا أشغل نفسي في الجري وراء السينما خصوصاً أنني وجدت أن نجومية التلفزيون تكفي، وأنا راضٍ بذلك وأرى أنني استطعت الخروج من دائرة الإيرادات والتفكير فيها والجري وراء الملايين دون الاهتمام بمحتوى الموضوع الذي تقدّمه،  كما أن أن تأثير التلفزيون يفوق تأثير السينما بملايين المرات.

- رغم كونك من الفنانين المثقفين لك مواقف تحتاج إلى تبرير. فمثلاً وقت «أزمة غزة» توقف الكثيرون عن التصوير تضامناً مع غزه ولكن على العكس قمت أنت بعرض مسرحيتك «الملك لير»؟
لأنني ببساطة لست مؤمناً بهذا المنطق ولم أقتنع به لذلك لم أطبقه. وأعرف جيداً أن العمل والإجتهاد هما السلاح الأكثر فاعلية في مواجهة الأزمات مهما كانت صعبة أو مستعصية، وكنت أتوقع  في مثل هذه المصائب أن أرى كل واحد في البلد يزيد معدلات إنتاجه، فالطبيب يعمل أكثر ويخلص في عمله مع مرضاه ويساهم في شفاء أكبر عدد من المرضى لتخف الأمراض ونصبح أقوى، وكذلك المدرس يزيد إخلاصه في الشرح والاهتمام بطلابه ليخلص أكبر عدد من أهل هذا المجتمع من الجهل ليكون قادراً على المقاومة في ضوء العلم ونوره، وكذلك السياسي يزيد تركيزه وقراءاته ليرى الحل الأنسب للخروج من مثل هذه الأزمات... المقاطعة ليستً حلاً.

- ولكن المقاطعة أحياناً تكون سلاحاً قويا!
الظروف تختلف بين بلاد وأخرى، وفي كل الأحوال أنا لا أؤمن بالمقاطعة وهذا يذكرني- وعذرا للتعبير- بـ «الطالب الخايب» الذي كان يقوم بحرق وتقطيع كتاب اللغة الإنكليزية كنوع من الاحتجاج أثناء فترة الاحتلال الإنكليزي لمصر. فكلما تذكر هذه الفترة مزق الكتب التي تحمل هذه اللغة فكانت النتيجة رسوبه هو فقط دون أن يتأثر الإنكليز ولم يستطع إجلاء الاحتلال عن مصر.

- هل تنوي تقديم فيلم سينمائي عن غزّة وما يحدث على أراضيها؟
هذه أمنية حياتي. ودائماً أتحدث إلى نفسي وأقول لابد من فيلم عن غزة والشعب الفلسطيني ولكن هذه المرة لابد أن يكون هذا الفيلم صادقاً وصادماً في الوقت نفسه. للأسف حتى الآن مازلت أبحث عن سيناريو قوي ومختلف ليكون بمثابة انفجار يوثق كل ما يحدث على هذه الأرض ويذكّر بالحقائق التي يحاول أن يخفيها البعض. وحبذا لو أجد هذا السيناريو الذي يستطيع أن ينقل الأحداث بشكل يحقق المعادلة بين الدراما الفنية والإنسانية وبين الصور الحقيقية التي يتم عرضها من صور قتلى وأشلاء ودماء على شاشات التلفزيون وأتمنى أن يتحقق هذا الحلم في أقرب وقت.

- حدّثنا عن حياتك الجديدة مع حفيدك الصغير؟
 يحيى الصغير استطاع أن يقلب حياتي رأساً على عقب ولم أتخيل أني سأحبه بهذا الشكل، لكنه أصبح أول اهتماماتنا أنا وجدته لميس. ومعه اكتشفت أن الأحفاد أجمل شيء في الدنيا خصوصاً أنني لم أتعامل مع أولادي كثيراً، فعندما كانوا أطفالاً كنت مشغولاً جداً بالعمل والبحث عن فرص أكثر لكي أستطيع تأمين حياتهم ومستقبلهم، حتى أن والدتي كانت تتّهمني بإهمالهم. لكن انشغالي عنهم كان لخوفي على مستقبلهم، أما يحيى الصغير فهو الذي أعاد حياتي إلى البداية وأحاول من خلاله التعويض عن تقصيري السابق تجاه أولادي.

- هل هناك تشابه بينه وبينك؟
يشبهني جداً لدرجة أنه نسخة مصغره مني. لقد تجاوز عامه الأول منذ أيام قليلة وبدأ يأخذ من ملامح أبيه شادي وأمه. وهناك قصة طريفة خاصة بحفيدي بطلتها الفنانة رانيا فريد شوقي التي تجمعنا بها أنا وأسرتي علاقة صداقة. فقد حرصت على الحضور في ثاني أيام الولادة وعندما شاهدت يحيى تعجبت جداً لأنه يشبهني وحرصت على حمله لفترة طويلة لتقسم لزملائنا وكل من يعرفنا أنها حملت يحيى الفخراني!

- لماذا لم نر حتى الآن أي عمل من إخراج ابنك شادي؟
حالياً يدرس شادي مشاريع عدة ليختار بينها، وقريباً سيرى أحدها النور.

- لماذا لم تساعده وتنتج له في ظل الأزمة التي ساهمت في تأخيره؟
 شادي يؤمن بضرورة عدم اقتران اسمه باسم يحيى الفخراني. ولكنني مؤمن بضرورة مساعدته والوقوف بجواره. وإذا طلب أن أنتج له أعماله الأولى لن أتردّد في ذلك، وأنا أتمنّى تقديم عمل من إخراجه.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080