تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مقابلة مع إلهام شاهين

أنفقت أكثر من مليون جنيه على ملابس مسلسلها الجديد وتعرضت لإرهاق شديد بسبب أسلوب تصويره وتعترف بأن المنافسة الرمضانية شرسة جداً. إنها النجمة إلهام شاهين التي تتحدث عن أسرار مسلسلها والإسقاطات السياسية فيه وسبب اعتذار محمد منير عن مشاركتها البطولة وتجربتها مع مخرج سوري للمرة الأولى، كما تتحدث عن حقيقة كتابة مذكراتها وحقيقة دعمها لابنة شقيقتها في السينما واعترافات أخرى جريئة في حوارنا معها.


- في البداية نريد الاطمئنان إليك بعد خضوعك لجراحة في الركبة؟
الحمد لله أصبحت طبيعية جداً لا أعاني شيئاً إطلاقاً. والآن أمشي على رجلي جيداً بشكل طبيعي، وهذه العملية لم تعطل المسلسل لأنها أجريت لي قبل أن  أبدأ التصوير.

- ما الذي حمّسك لمسلسل «علشان مليش غيرك»؟
لأن تركيبة شخصية منيرة التي أجسّدها لم أقدمها من قبل، وهى المرأة التي تحكم بلداً، وتكون متحكّمة في مصائر الرجال. وهذا الموضوع سياسي بالدرجة الأولى، لكننا نقدمه من خلال حدوتة اجتماعية تتخلّل سطورها أمور سياسية كثيرة.

- هل موضوع المسلسل ينادي بوصول المرأة إلى الحكم؟
المرأة وصلت إلى مناصب كثيرة ومن حقها أن تسعى لتحقيق كل طموحاتها السياسية. لكن المسلسل لا يقدم المرأة من خلال مصر فقط وإنما فيه إسقاط أن بلدة فيها بشر بسطاء وفقراء، لأن زوجي في المسلسل اسمه حسن الرشيدي، والبلدة اسمها «نزلة الرشيدي»، وعائلة زوجها تتوارث البلدة أباً عن جد. وعندما يتوفى الزوج الذي يمتلك كل شىء في البلدة، تحاول أن  تورث ابنها مكان أبيه، ولكنها تكتشف أن هذا الابن ليس لديه الاستعدادات ولا المقومات التي تجعله يحكم بلدة بأكملها، فتضطرّ لتولّي هذا المنصب بنفسها وتصبح هذه المرأة كبيرة للنزلة.
لكن المسلسل بوجه عام له علاقة بكل ما يحدث في حياتنا كمصريين، لأن عندنا أغنياء جداً وفقراء جداً، وهناك من هو مظلوم جداً في حياته، وهناك من هو قوي جداً يستطيع أخذ حقه. والمسلسل يقدم رسالة تقول إن  الأغنياء لابدّ أن  يشعروا بالفقراء، وأيضاً كيف نحاول أن نغير المجتمع ولا ننتظر التغيير من أحد. فشخصية «منيرة» تحاول الدخول في حياة البسطاء لتغيرها وتصلحها، وتعلمهم كيف يغيرون أنفسهم بأنفسهم وألا ينتظروا التغيير من الغير.

- أنت في المسلسل حاكمة عادلة لا ديكتاتورة ومتسلطة؟
الشخصية في المسلسل ليست متسلطة إطلاقاً. بالعكس تريد مساعدة كل الناس وتغيير حياتهم. وإذا قسنا ما يحدث في المسلسل بالواقع، سنكتشف دور المرأة في المجتمع، فهي تستطيع فعل كل شيء لأن عندنا نساء في المجتمع متميزات في كل المجالات، منهن الوزيرة والقاضية. ونؤكد أن  المرأة  الآن تساهم بشكل كبير في إصلاح المجتمع.

- هناك ٦٥ مقعداً في  مجلس الشعب بنظام الكوتا للمرأة لن ينافسهن عليها الرجال. هل تفكرين في ترشيح نفسك لنيل أحدها؟
ليس وارداً إطلاقاً أن أعمل في السياسة لأن التمثيل يأخذ كل وقتي، ولن أستطيع خدمة الناس من خلال أي مهنة أخرى غير التمثيل حتى إذا أصبحت عضو مجلس الشعب، فأنا أخدمهم من خلال أعمالي الفنية وأعلمهم وأثقفهم وأوصل إليهم رسائل.

- هل بعدك عن الأدوار الرومانسية في هذا العمل مقصود؟
ليس طبيعياً أن  تكون كل أدواري رومانسية، فأنا أريد أن أكون دائماً متنوعة، وأن يكون دوري في كل مسلسل أقدمه مفاجأة، فلا أحب أبداً أن أكون تقليدية ومكرّرة.

 

- صرحت أنك ستظهرين في  المسلسل بشكل مختلف، كيف؟
نعم لأن الجمهور سيراني ارتدي ملابس أقرب إلى الحجاب، وهى في الحقيقة امرأة غير محجبة بالمعنى الديني، ولكنها ارتدت الحجاب لأنه الزي الرسمي في  البلاد التي تعيش فيها. فهذا اللبس الفضفاض الطويل، والطرحة التي ترفع على الرأس، ليسا زي المرأة المتدينة فقط وإنما أصبح زياً للبلد بأكملها خاصة المناطق الشعبية.

- ما حقيقة أنك أنفقت أكثر من مليون جنيه على عباءات اشتريتها لترتديها في المسلسل؟
هذا صحيح فأنا اشتريت عباءات كثيرة من أكثر من بلد عربي، منها المغرب ومصر وأكثر من بلد خليجي، لكي أستطيع تجميع هذا الكم الكبير من العباءات المطلوبة للشخصية. وإذا كنتم ترون رقم مليون جنيه كبيراً فالمبلغ أكثر من هذا الرقم بكثير ولكنني قلت فقط «مليون».

- تردّد أن  المسلسل فيه من شخصيتك الحقيقية، ما صحّة ذلك؟
هذا ليس صحيحاً لأنني لا أحكم بلداً، وزوجي ليس متوفياً، ولم أحتل منصبه أو مكانه. فهو ليس فيه من شخصيتي شيء، كما أنها أم ولديها مشاكل أولادها الكثيرة التي تسعى إلى حلها، كما أنها تنزل وتحتك بالمجتمع لتعرف مشاكل الناس وتحلها بنفسها. وأنا لا أعيش هذه الحالة إطلاقاً، وأحداث المسلسل كلها بعيدة عني.

- ما هي أهم القضايا التي يتناولها المسلسل؟
الخوف والإحساس بالقهر الذي يشعر به المجتمع.

- لماذا اعتذر محمد منير عن عدم المشاركة في المسلسل؟
بالفعل محمد منير كان مقرراً أن  يشاركنا بطولة المسلسل تمثيلاً، لكنه اعتذر لأن لديه جدول حفلات ورحلات طوال فترة الصيف، وأكد أنه لن يستطيع الالتزام بمواعيد التصوير، فاعتذر وقال إنه سيغني فقط تيترات المسلسل. ولكنني أعتقد أن  الغناء بالنسبة إليه صعب أيضاً فهو حتى الآن يقول إنه مشغول ولا يستطيع تدبّر وقت ليغني.

- المسلسل صوّر على طريقة أفلام السينما مع مشاهد خارجية أكثر من الداخلية، فهل هذا أمر يميزه؟
طبعاً يميزه لأن الصورة مختلفة جداً وأجمل وأروع كثيراً. فالمسلسل صوّر ٧٥ في المئة من أحداثه خارجياً، و٢٥ في المئة فقط داخل الاستديوهات. بالإضافة إلى أننا صوّرنا في أماكن ساحلية على البحر في الإسماعيلية. والإسكندرية وأماكن أخرى. والصورة أفضل لأن الأماكن المفتوحة تريح العين. لكن هذا الأسلوب في التصوير أرهقني، خصوصاً أننا نصور في  الصيف ودرجة الحرارة فوق رؤوسنا أكثر من ٤٠ درجة. أجهدت جداً في  التصوير، ولا أعتقد أنني سأكرر تجربة تصوير المسلسل بطريقة أفلام السينما مرة أخرى.

- لماذا؟
لأن الفيلم الذي يصوّر خارجياً مدته ساعتان فقط يتم تصويرهما في شهرين على الأكثر، إما أن  أصور ٢٠ ساعة بهذه الطريقة فهذا يوازي ١٠ أفلام. هذا المسلسل هو أكثر عمل اجتهدت فيه طوال حياتي، ولذلك قرّرت ألا أكرّر هذه التجربة لأن الفيديو بالنسبة إليّ فيديو والسينما سينما.

- تعاونك مع المخرج السوري رضوان شاهين. هل هذا يعني انضمامك إلى قائمة النجوم الذين يستعينون بمخرجين عرب؟
كل المخرجين المصريين الكبار كانوا مشغولين بتصوير أعمالهم لرمضان، فقررنا الاستعانة بمخرج سوري لأننا بدأنا التصوير متأخرين. كما أن الاستعانة بمخرج سوري لم تكن في تفكيري، وإنما كان اقتراح المنتج لأنه لبناني فهو الذي رشح اسم رضوان شاهين لإخراج المسلسل وأنا لم اعترض.

 

- هل هناك ما يميز المخرج السوري عن غيره؟
المخرج هو المخرج في  أي بلد وأي وقت، ولا يوجد ما يميز مخرجاً عن غيره. وأنا لم أشعر حتى الآن بفرق بين المخرج المصري والسوري منذ أن بدأنا التصوير.

- كيف ترين المنافسة في رمضان؟
المنافسة كل سنة قوية وليس هذا العام فقط، لأن هناك كماً كبيراً من الأعمال، ومن المستحيل أن  يستطيع أحد مشاهدة هذا الكم الكبير من الأعمال، فشهر رمضان يعرض فيه أكثر من ٥٠ عملاً جديداً، والطبيعي أن  الناس لن تتابع أكثر من ٤ أعمال طوال الشهر. فالمنافسة شرسة وصعبة لأن كل مسلسل يفكر صناعه كيف ينجح وسط ٥٠ مسلسلاً.      

- هل دخول نجوم السينما المنافسة بمسلسلات يؤثّر على نجوم رمضان الرئيسيين؟
لا أعترف بما يسمى نجوم رمضان الرئيسيين لأن الخريطة تتغير كل عام، كما أن  نجوم السينما يعملون في التلفزيون طوال عمرهم. فأنا في حياتي لم أتوقف عن العمل في التلفزيون حتى عندما كنت أقدم ٦ أفلام في العام الواحد، فوجود نجوم السينما في التلفزيون طبيعي وليس ظاهرة.

- ألا تظلم مسلسلات بسبب مواعيد عرضها؟
أنا مقتنعة بأن المسلسل الجيد يجذب الناس في أي وقت وتحت أي ظرف وعلى أي محطة، فمن الممكن أن  ينزل مسلسل في  موسم منفرداً وأيضاً لا يشاهده أحد لأنه لم يعجب الناس.

- ما سبب كثرة المسلسلات في الفترة الأخيرة؟
أعتقد أن  السبب كثرة القنوات الفضائية فهذه القنوات أصبحت كثيرة جداً الى درجة أننا لم نعد نستطيع إحصاءها، وعدد المسلسلات يتناسب تناسباً طردياً مع عدد القنوات. فكلما ارتفع عدد الفضائيات ازداد عدد المسلسلات معها لأن كل قناة تحتاج أن تأخذ مسلسلاً متميزاً لها تجذب به الإعلانات، وأعتقد أن هذا في مصلحة الممثلين والدراما بشكل عام، لأنه حتى إذا لم تشاهد كل هذه الأعمال في رمضان، سيتم عرض الأعمال الجيدة منها بعد رمضان ويستطيع الناس مشاهدتها بشكل أفضل. والدليل أن  مسلسل «قصة الأمس» الذي قمت ببطولته مع مصطفى فهمى رمضان الماضى ما زال يعرض حتى الآن في  الفضائيات المختلفة، لذلك أشعر بصدى نجاحه طوال العام وربما بعد رمضان شعرت بصدى نجاحه أكثر.

- جميع النجوم متفقون على أن  العرض بعد رمضان أفضل، لكنكم جميعكم تصرون على العرض في الشهر نفسه أليس هذا تناقضاً؟
المنتجون هم الذين يصرون على العرض في رمضان، لأن المنتج يبيع المسلسل في رمضان بسعر أكبر بسبب الكثافة الإعلانية التي تكون في هذا الشهر. أنا شخصياً لا يفرق معي العرض في رمضان أو بعد رمضان لأن ما يشغلني نجاح المسلسل سواء في رمضان أو في  أي شهر آخر.

- مع كثرة الفضائيات هل ما زال يشغلك العرض على التلفزيون المصري؟
نعم يشغلني لأن العرض على التلفزيون المصري له رونق خاص رغم أن  كل الناس تشاهد الفضائيات الآن، إلا أن  العرض على شاشة التلفزيون المصري عادة جميلة تعودنا عليها نحن الفنانين القدامى.

- هل زيادة مسلسلات السير الذاتية تعود أيضاً إلى كثرة الفضائيات؟
لا ليس لكثرة الفضائيات، بل أعتقد أن نجاح مسلسلي «الملك فاروق» و«أسمهان» ومن قبلهما «أم كلثوم» فتح شهية المخرجين والمؤلفين على تقديم هذه النوعية من الأعمال. فهذه الأعمال نجحت لأنها كانت لثلاثة مخرجين أقوياء هم إنعام محمد علي، وحاتم علي، وشوقي الماجري.

 

- ترين أن السبب في قوة المخرجين وليس أهمية الشخصية التي يتناول سيرتها في المسلسل؟
نعم المخرج، لأن القصة إذا لم يقدمها مخرج قوي سينصرف الناس عنها.

- ماذا تتوقعين لإسماعيل ياسين وليلى مراد؟
أتوقع لهما النجاح لأنهما شخصيتان جذابتان جداً للمتفرج. كما أن أشرف عبدالباقى كوميديان بارع جداً والناس ستحب مشاهدته.

- هل تحبين تقديم سيرة ذاتية؟
معروض عليّ أن  أقدم مسلسل سيرة ذاتية للعام المقبل ولكنه تاريخي عن حياة الملكة شجرة الدر، وهو الآن في  مراحل الكتابة.

- هل فكرت في كتابة مذكراتك؟
أرى أن حياتي كفنانة ليست مهمة عند الجمهور لكي أكتبها، كما أنني لا أحب تقديم قصص حياة الفنانين في مسلسلات سيرة ذاتية لأنني أرى أن هذه المسلسلات إذا لم تكن تتناول حياة شخصية عامة سياسية أو تاريخية فلن تهم المشاهد في شيء. ويخرج من أعمال الفنانين مسلسل «أم كلثوم» لأنها لم تكن فقط شخصية فنية وكانت شخصية عامة فهى شاركت في تاريخ مصر والنهضة والحروب وكانت تسافر بنفسها وتجمع تبرعات لمصر، وتم ذكر اسمها في السياسة وأصبحت تشارك في أعمال كثيرة من أجل المجتمع. وبالنسبة إلى مسلسل «الملك فاروق» سنقول إن هذا كان ملك مصر، وكذلك أنور السادات وعبدالناصر فهؤلاء حكّام أثرّوا في تاريخ مصر. أما حياة الفنانين فليس لها أهمية عند الجمهور لأن الشخصية التاريخية تؤثر في مسار بلد، فأنا مع الشخصيات التاريخية والسياسية، وعندما شاهدت مسلسلين عن عبدالحليم وسعاد حسني لم أكن مرحبة بأن أعرف كل التفاصيل، لذلك لا أرى تقديم حياة الفنانين مهمّة.

- بعد مشاركتك في فيلمين الموسم الماضي ما هي خطوتك السينمائية المقبلة؟
أحضر لبطولة أربعة أفلام دفعة واحدة وذلك بعد النجاح الذي حقّقته في فيلمي الأخير «واحد صفر» إضافة إلى فيلم «خلطة فوزية» الذي أنتجته لنفسي. والأفلام هي «اللعبة الأمريكاني» تأليف وإخراج مدحت السباعي، و«عيون المها» تأليف ماجدة خيرالله، ولم يستقر على مخرجه حتى الآن، و«نسوان شداد» تأليف ورشة عمل، وإخراج محمد أبو سيف، و«رزق البنات»، تأليف محمود أبو زيد.

- ماذا عن الفيلم الذى قرّرت إنتاجه لابنة أختك؟
بالفعل تحدثت مع أكثر من سيناريست ليؤلف فيلماً أقدم به ابنة أختي، لكن حتى الآن لم يأت الموضوع الذي يستحق أن أقدمها به للجمهور. فهي ممثلة موهوبة جداً وتدرس الباليه وتغني وتحب التمثيل. ويجب أن تقدم للسينما بشكل صحيح، لذلك لن أجازف بدخولها في أي مشروع لأننا لم يعد عندنا مثل أنور وجدي الذي كان يعرف كيف يتبنى موهبة ويجعلها نجمة كبيرة. ومسألة التمويل ليست قضية فالفيلم قد يكون إنتاجي أو إنتاج غيري. 

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080