تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

حسين فهمي: 'لا أفرض زوجتي على أعمالي

بعد غياب عشر سنوات يعود الفنان حسين فهمي إلى شاشة السينما من خلال فيلم «لمح البصر». وفي هذا الحوار يتحدث «دونجوان» السينما إلى «لها» عن الفيلم الذي نجح في إعادته إلى السينما ويعترف بأن المسرح ينهار, ويؤكد اختفاء دور العرض السينمائية خلال سنوات. كما يشنّ هجوماً حاداً على وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي يخوض معركة اليونسكو حالياً، مؤكداً أنه لن يحصل على المنصب وأنه سبب رئيسي لانهيار السينما والثقافة المصرية على حد سواء.


-
كيف نجح «لمح البصر» في إعادتك إلى السينما بعد عشر سنوات كاملة من الغياب؟
لأنني معجب أصلاً بالرواية القصيرة المأخوذ عنها الفيلم والتي كتبها الأستاذ نجيب محفوظ وتحمل نظرة فلسفية استهوتني لكونها تتحدث عن الحقيقة وماهيتها. كما استهواني شكل العلاقة التي يعرضها الفيلم بين الشاب ورجل يكبره سناً ويمران معاً برحلة فيستفيد كل منهما من تجارب الآخر وفكره. ويمرّ الوقت معهما في لمح البصر مثل الحياة نفسها. وأنا أعتبر أن العمل مع الممثلين الشباب أمر لابدّ منه، فأحمد حاتم، والمخرج، والمؤلف جميعهم شباب رائعون يستحقّون الدعم. كما أن الإنتاج وفر كل الإمكانات ليخرج الفيلم بشكل يليق باسمي.

- لماذا كان غيابك الطويل عن السينما؟
لم يكن هناك سبب سوى أنه لم يكن تُعرض عليّ أعمال جيدة تليق بتاريخي الفني.

-  أليست مخاطرة أن تكون عودتك مع ممثلين من الشباب؟
كل الأعمال الفنية التي قدمتها كانت فيها مخاطرة كبيرة. كما أن حجم الأسماء ليس مقياساً لنجاح العمل أو فشله. المهم في النهاية قيمة العمل نفسه وأداء العاملين فيه.

- هل فكرت في الإيرادات ونسبة المشاهدة عند اختيارك للسيناريو أم ركزت فقط على قيمة الفيلم فنياً؟
بالطبع فكرت في الإيرادات ونجاح الفيلم تجارياً، وليس فقط فنياً. فلا يوجد فنان يقدم فيلم سينما فقط من أجل الفن. وأرجو أن أحقق بمجموعة الشباب الذين أعمل معهم الإيرادات الجيدة والنجاح المرجو.

 - كيف تصنف فيلم «لمح البصر»؟
لا أعترف بما يسمى تصنيفات في السينما، وبالتالي «لمح البصر» فيلم سينما ليس له تصنيف.

- هل وضعت شروطاً لعودتك؟
لم يكن لديّ أي شروط. أعجبني السيناريو وبعدها بدأت التصوير على الفور.

- كيف ترى مشاركة السينما المصرية في المهرجانات الدولية؟
نحن نحاول ونقدم أفلامنا التي لا تعجب عادة لجان التحكيم فلا تختارها، وذلك لأن أفلامنا ببساطة شديدة لا ترقى إلى مستوى المهرجانات الدولية، وهذا واضح للجميع.  

- هل هذا رأيك في السينما المصرية؟
السينما فن وتجارة، والعالم كله عندما يصنع فيلماً يفكر في الفن والتجارة معاً، لأن الفيلم الجيد فنياً عندما يُعرض في المهرجانات الدولية يأخذ سمعة جيدة فينجح تجارياً. لكننا في مصر نركز فقط على الناحية التجارية للأسف.

- حصولنا على جائزة عالمية مستحيل؟
نعم يستحيل حصول فيلم مصري على جائزة أوسكار أو أي جائزة عالمية. فنحن إما نقدم فيلماً فنياً فقط ونسميه فيلم مهرجانات، رغم أنه لا يوجد ما يسمى فيلم المهرجانات، وإما نقدم فيلماً تجارياً فقط وهذا خطأ. فالفيلم لابد أن يكون فنياً وتجارياً في الوقت نفسه لكى يعجب المشاهد ويأتي بإيرادات.

- هل مقوّمات النجاح والوصول إلى العالمية متوافرة في صناعتنا السينمائية؟
كل المقوّمات متوافرة طبعاً، وقدّمنا أفلاماً كثيرة من قبل ترقى إلى المشاركة في المهرجانات الدولية، مثل فيلمي «العار» و«جري الوحوش»، لكن حالياً ورغم جهود المخرجين فإن مستوى الأفلام أقلّ بكثير من مستوى مهرجان فيه لجنة تحكيم دولية وخبراء في فن السينما.

- كيف ترى التكتّلات السينمائية الجديدة التي تمّ الإعلان عنها مؤخراً؟
شيء إيجابي جداً، لأن كل العالم تسيطر عليه التكتّلات ولا يوجد شيء ينجح إلا بها. وهو أمر في صالح السينما المصرية.

- ماذا عن المنتج الصغير واختفائه نتيجة هذه التكتّلات؟
المنتج الصغير سيظلّ ينتج أفلاماً صغيرة، والعالم كله فيه منتجون صغار ينتجون أفلاماً إلى جانب أفلام التكتلات الكبيرة. الفيلم الصغير ليس بالضرورة سيئاً لأن فيلم «لما حكيت مريم» الذي لم تتخط ميزانيته 40 ألف دولار حصل على جوائز كثيرة.

- لماذا لم تدخل تجربة الإنتاج حتى الآن؟
لأنني قدمت كل الأدوار والشخصيات التي أردت تقديمها لذلك لم أفكر في الإنتاج. وأغلب الممثلين الذين يفكرون في الإنتاج يكون دافعهم الرئيسي تجسيد شخصيات لا تأتيهم في الأدوار التي تعرض عليهم.

- في برنامجك التلفزيوني «أنا والحياة» هل وجدت حالات إنسانية تصلح لأن تُقدم في السينما؟
لو فتحت أي جريدة في أي يوم ستجد ما لا يقلّ عن 20 حالة تصلح لأن تقدم في السينما، وبالفعل كثير منها يقدم لكن برنامجي لم يجذبني فيه شيء لأقدمه كفيلم سينما.

- هل يتوقف حسين فهمي ليعيد حساباته الفنية كل فترة؟
لم أفكر أبداً في أن أعيد حساباتي في ما قدمت من أفلام أو مسلسلات أو مسرحيات، لأن كل ما قدمته أصبح واقعياً وموجوداً في تاريخي لذا أعتز به جداً. ولم تراودني أبداً فكرة كم فيلماً جيداً قدمت، وكم فيلماً ضعيفاً وكم فيلماً متوسطاً. فأنا أنظر فقط إلى الأمام، وهذه طريقة تفكيري في الحياة وليس فقط في الفن.

- من بين الممثلين الموجودين حالياً من تراه يكون خليفة لك في أدوار «الدونجوان»؟
لا أحد يحل مكان الآخر، ليس فقط مع حسين فهمي، فلن يحل أحد أبداً مكان رشدي أباظة، أو شكري سرحان، أو سعاد حسني، أو نادية لطفي.

- لماذا نفيت أن يكون دورك في مسلسل «قاتل بلا أجر» تجسيداً لقصة حياة الجرّاح العالمي الدكتور مجدي يعقوب رغم التشابه الشديد؟
لأن الدور الذي أقدّمه ليس له علاقة بالدكتور مجدي يعقوب، وهو صديق عزيز. وفضلت إعلان هذا مبكراً لكي لا يربط أحد بين الاثنين بسبب التشابه الذي أشرت إليه.

- ما الفكرة التي يدور حولها المسلسل؟
نحن نتحدث عن صراع بين شخصين، الأول يعيش في الخارج بثقافة أجنبية، والآخر مصري يعيش في مصر ولم يسافر أبداً.

- اتهمت بفرض زوجتك لقاء سويدان على العمل ما تعليقك؟
هل وجود زوجتي معي في عمل واحد أصبح اتهاماً؟ إذا كانت الإجابة بنعم إذن وجود عادل إمام مع أولاده اتهام، ومحمود ياسين مع أولاده اتهام، ونور الشريف مع أولاده اتهام، وفردوس عبدالحميد مع محمد فاضل اتهام، أما أنا فأرى ذلك طبيعياً جداً، والدور هو ما يستدعي الممثل في النهاية.

-هل تأثّر مسلسل «وكالة عطية» لتأجيله منذ عامين؟
بالعكس، تأجيل عرضه إلى رمضان المقبل لن يؤثر عليه سلباً لأنني مؤمن بأن العمل الدرامي يعرض في أي وقت.

- لكن عرضه بالتزامن مع مسلسل «قاتل بلا أجر» لن يكون في صالحك؟
هذا ليس صحيحاً، فثمّة ممثلون كثيرون يظهرون في مسلسلات كثيرة تعرض في وقت واحد ولا توجد مشكلة، ودوري في «وكالة عطية» مختلف تماماً عن دوري في «قاتل بلا أجر».

- تردّد دائماً أنك لا تحب عرض أعمالك في رمضان، ما السبب؟
بالفعل أفضل أن تعرض أعمالي خارج رمضان لأن الجمهور يشاهد الأعمال أفضل بعد رمضان. فشهر رمضان فيه أكثر من 50 مسلسلاً و60 برنامجاً، غير الصلاة والسهر في النصف الثاني من الشهر، فنسبة المشاهدة تكون مرتفعة جداً، وفي الوقت نفسه تكون نسبة التركيز ضعيفة جداً. فالناس لا تعرف ما الذي تشاهده، وفي تقديري الأعمال التي تعرض في رمضان تكون مظلومة.

- ماذا عن موافقتك على المشاركة في المسلسلات الخليجية؟
نناقش فكرة وجود تعاون بين مصر والخليج، لكن ليس هناك عروض جدية لأن أشارك في أعمال خليجية.

- كيف ترى تراجع بيع المسلسل المصري بعد ظهور المسلسلات التركية وانتشار الأعمال السورية والخليجية؟
هذا الكلام غير صحيح، فبيع المسلسل المصري لم يتراجع، ونسبة مشاهدته هي الأعلى حتى الآن. لكن هذا لا ينفي أن المسلسلات التركية والسورية جيدة ولها جمهور أنا واحد منه.

- كيف ترى حال المسرح الآن؟
المسرح انهار، وأنا توقعت ذلك منذ 20 عاماً، وسيحدث انهيار أيضاً في السينما، لأن هناك شيئاً يسمى تغير العصر، والناس هنا لا تتفهم ذلك، لذا لا نتطوّر ولا نعيش مع العصر. في أوروبا قديماً كان لكل قرية دار أوبرا، وعندما ظهر المسرح تحولت الأوبرات إلى مسارح، وتحول النص من غنائي أوبرالي إلى مسرحي تمثيلي، وعندما ظهرت السينما تحولت المسارح إلى دور عرض سينمائية، وعندما ظهر التلفزيون تم تقسيم دور العرض الضخمة إلى صالات صغيرة، لأن الناس أصبحت تقلل من ذهابها إلى السينما. أما اليوم ومع ظهور الإنترنت والفضائيات وتنوّعها، أصبح الذهاب إلى السينما قليلاً جداً، لأن الناس يشاهدون كل شيء وهم يجلسون في البيت. وفي وقت قريب لن يكون هناك دور سينما، وسيصبح إنتاج الأفلام فقط للإنترنت والفضائيات. وكل هذا ليس له علاقة بالسينما الأميركية فهي خارج الحسابات، لأن أميركا لها وضع مختلف عن باقي دول العالم.

- لماذا؟
لأنها مختلفة عن الجميع. هناك يكلّف الفيلم الواحد أكثر من 100 مليون دولار ويمتلكون أكثر من 5 آلاف دور عرض سينمائية مجهّزة.

- هل تتوقع أن يستعيد المسرح المصري أمجاده؟
لا أعتقد، وهناك عوامل عدة  تقف ضدّ ذلك، أولها حريق المسرح القومي وطول فترة العرض المسرحي التي تصل إلى ثلاث ساعات دون وجود نص قوي يجذب المشاهد. والعروض التي تنجح هذه الأيام هي التي تتكون من فصل واحد أو فصلين على الأكثر، وتكون سريعة الأحداث وكلمتها سريعة أيضاً، أما مسرحيات الخطب والشعارات فلم يعد لها مكان.

- إذا كان هذا رأيك فلماذا كنت مرتبطاً بالمسرح حتى وقت قريب؟
لأن المسرحية كانت سريعة مكونة من فصلين فقط، كل فصل أقل من ساعة، وتقول الكلمة سريعاً.

- لماذا تراهن دائماً في تصريحاتك الصحافية على فشل الوزير فاروق حسني وإخفاقه في انتخابات اليونسكو؟
لأنني دائم السفر إلى الخارج وأرى كيف يفكر الناس هناك، ولهم رأي آخر في نجاح فاروق حسني بهذا المنصب. وعلاقاتي في الخارج في الأمم المتحدة وغيرها تؤكد أنه لن ينجح، ومع ذلك إذا نجح فلن يكون هناك أفضل من ذلك، على الأقل سيأتي وزير ثقافة غيره.

- كيف ترى اتهامات الفنان عزت العلايلي للوزير فاروق حسني بأنه سبب انهيار السينما؟
عزت العلايلي عندما قال إن فاروق حسني السبب في انهيار السينما كان على حق، فهو واقع نعيشه بالفعل. حال السينما في مصر لا ترضي أحداً، ومن يجلس على كرسي وزير الثقافة، فهو المسؤول أمامي عن انهيار المسرح والسينما والثقافة في مصر.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079