الزومبا لخسارة الوزن ورفع هورمون السعادة خلال فترة الحجر المنزلي
بعد أسابيع من إعلان حالة الطوارئ وفرض الحجر الصحي في المنازل في مختلف دول العالم، وما رافقه من إغلاق للمحال التجارية والمطاعم والمقاهي والصالات والمراكز الرياضية لمنع التجمّعات، كإجراء وقائي للحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجدّ، تعاني غالبية السيدات من صعوبة في التأقلم مع الحياة الخالية من الحركة، واللجوء في أغلب الأحيان إلى تناول كميات كبيرة وغير منتظمة من الأطعمة والمقرمشات لتمضية الوقت الطويل في المنزل. وبالفعل بدأت سيدات كثيرات حول العالم بالتعبير عن انزعاجهن من المكوث لفترة طويلة في المنزل، لما يرافقه من اكتساب للوزن الزائد بسبب قلّة الحركة، إضافة إلى حالة التوتر التي يعيشها العالم، والتي تدفع بعدد كبير من السيدات إلى تناول المزيد من الأطعمة وخاصة الحلويات للشعور بالراحة. لذا نقدّم لكِ بعض البدائل البسيطة والمسلّية، والتي يمكن تطبيقها بسهولة في المنزل الى حين انحسار الوباء العالمي وعودة الحياة إلى طبيعتها.
فوائد الزومبا البدنية والنفسية
تعتبر الزومبا من أكثر الرياضات المسلّية والمحبّبة في العالم، والتي يمكن اللجوء إليها واعتمادها في الفترة القاسية التي نعيشها حالياً بسبب فيروس كورونا، لا سيما أنها تناسب كل الأعمار، ويمكن أن تُمارس بشكل جماعي بين أفراد الأسرة، ما يساعد في تخفيف الضغوط النفسية والهروب قليلاً من الأخبار السيئة والخروج من حالة الملل اليومية. وتُصنَّف الزومبا بأنها من الرياضات التي تعمل على تحسين المزاج من خلال زيادة إفراز هورمون "الإندروفين"، أو ما يسمّى بهورمون السعادة.
وفي هذا السياق، تحدّثت مدرّبة الـ zumba fitness instructor والحاصلة على عضوية ZIN العالمية، السيدة بيروت أبو هديب عن الفوائد البدنية والصحية والنفسية للزومبا، فأكدت أنها تساهم في حرق الدهون وخسارة كمية كبيرة من الوزن الزائد، ويحصل ذلك بسلاسة من دون أن يشعر الشخص بالقصاص. ويرجع الفضل في ذلك إلى أن الحركات تؤدّى على أنغام موسيقى صاخبة، وتجمع بين الرقص والحركات الرياضيَّة السريعة والبطيئة في آن واحد، والمختلفة إلى حدّ كبير عن حركات الأيروبكس العادية التي تراها معظم السيدات مملّة. هذا وتعمل حركات الزومبا على تنشيط العضلات، وتحفّز نسبة الكتلة العضليّة في الجسم، ما يرفع معدل الأيض. كذلك تشدُّ الزومبا عضلات الجسم، ولا سيَّما في منطقة البطن المترهلّة والفخذين والذراعين. وأيضاً تمدّ الأشخاص بالراحة النفسية والطاقة الإيجابية، ما يساعدهم في التخلص من الاكتئاب والقضاء على التوتر بسبب ارتفاع مستوى هورمون السعادة في الدم خلال التدريب.
ولفتت أبو هديب إلى أن الزومبا تساهم أيضاً في تنشيط الدورة الدمويّة، وبذلك تتحسّن صحّة القلب والشرايين والرئتين.
الزومبا مثالية لحرق الدهون
أكدت المدرّبة المقيمة في الأردن أن غالبية ما يتم حرقه خلال ممارسة الزومبا هو من الدهون، وذلك بسبب التنويع الكبير في الحركات وسرعة الأداء. ونسبة الحرق تتفاوت من شخص إلى آخر، بحسب عمره ونشاطه البدني وحركته ولياقته البدنية. إضافة إلى أن الوزن يلعب دوراً مهماً في تحديد نسبة حرق الدهون، فكلما زاد وزن السيدة تمكّنت من حرق كمية أكبر من الدهون، والتي قد تتراوح بين 300 و800 وحدة حرارية، وقد تصل إلى 1000 وحدة حرارية في ساعة واحدة من التمرين. ولفتت إلى أن طريقة تطبيق الحركات التدريبية تؤثر أيضاً في عملية الحرق، فكلما تم تنفيذها بقوة وبشكل صحيح، ارتفعت النسبة.
وأكدت الدراسات الحديثة أن رقصة الزومبا تُساعد في خسارة ما بين ثلاثة وخمسة كيلوغرامات، وذلك عند المواظبة على ممارستها لساعة واحدة على الأقل، ولثلاث مرّات أسبوعياً.
الزومبا تسهّل عملية الولادة
أوضحت بيروت أبو هديب أن في إمكان أي شخص ممارسة تمارين الزومبا مهما كانت حالته الصحية، ذلك أنه يمكن تعديل بعض الحركات الراقصة وتخفيف سرعتها والتقليل من المجهود المبذول لتتماشى مع بعض الحالات المَرضية الاستثنائية مثل الأوجاع في الركبة أو الديسك وآلام الظهر. لذا، ليس هناك أي حالة مرضية تمنع السيدات من ممارسة هذه الرياضة.
أما بالنسبة الى المرأة الحامل، فأشارت المدرّبة إلى أنه يمكنها ممارسة الزومبا الهادئة والخالية من القفز والحركات القاسية، والتي تحتاج إلى مجهود بدني كبير، وتستطيع أن تمارسها باستمرار في صالات الرياضة أو في المنزل بحسب حالتها الصحية. ورقص الحامل لمدة 45 دقيقة في اليوم يعادل المشي لأكثر من ساعة، وينصح الأطباء به لتسهيل عملية الولادة.
ويشجّع عدد من الأطباء النساء الحوامل اللواتي لديهن تاريخ من المشاكل الصحية مثل مرض السكري أو ضغط الدم أو المخاض المبكر، على اختيار الزومبا كحلّ فعّال للتخفيف من مضاعفات تلك الأمراض عليهن وعلى الجنين.
الأطباء النفسيون يوصون بممارسة الزومبا
وخلال فترة الحجر المنزلي، يمكن السيدات الاستفادة من وقت الفراغ الطويل واختيار الرقصات والأغاني الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقاء الحركات التي تناسب حاجة أجسادهن، إن كان لخسارة الوزن أو لنحت الجسم وتحسين شكل الأرداف أو تقوية العضلات، الأمر الذي يمنحهن قواماً رشيقاً ومتناسقاً ويعزّز ثقتهن بأنفسهن ويمدّهن بالقوة والشعور الإيجابي قبل حلول فصل الصيف.
وشجع عدد كبير من الأطباء النفسيين في أوروبا المحجورين في منازلهم حالياً بسبب الإجراءات الوقائية القاسية المفروضة في كل دول العالم، على ممارسة رياضة الزومبا 3 مرات في الأسبوع على الأقل لأنها تحسّن المزاج، إضافة إلى أنها وسيلة سهلة للتخلص من الضغط العصبي والقلق الذي يسبّبه فيروس كورونا للجميع منذ نهاية العام الماضي.
نصائح من مدرّبين رياضيين فرنسيين
وتحت شعار "خلّيك في البيت"، أطلق عدد من مدرّبي اللياقة البدنية في فرنسا حملة لتشجيع الأُسر على ممارسة الزومبا في المنزل بشكل جماعي، لأنها تساهم في تقوية الجهاز المناعي ومفاصل الجسم، وحرق السعرات الحرارية، وتحسين عملية التمثيل الغذائي، كما تقضي على الملل والكآبة. وبالتالي تجمع الزومبا ما بين الحفاظ على الوزن والترفيه، والاستماع إلى الموسيقى التي تعتبر علاجاً للروح والنفس في ظل المخاوف والضغوط الكبيرة التي يعيشها العالم حالياً مع ازدياد عدد المصابين بالفيروس القاتل، واضطرار الحكومات إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع الناس من الخروج من منازلهم.
وإلى جانب الرقص، نصح المدرّبون الجميع خلال فترة الحجر المنزلي بتناول الطعام الصحي قدر المستطاع، وتجنّب الإفراط في تناول الأطعمة المليئة بالدهون، والتقليل من السكريات والأرز والمعكرونة واستبدالها بالنشويات المعقّدة مثل البطاطس والشوفان والموز، أو الخضروات لكونها تمدّ الجسم بالمعادن والطاقة وتقوّي الجهاز المناعي، مع الحرص على شرب كمية كبيرة من الماء.
ما هي رقصة الزومبا؟
تعتمد الزومبا في الأساس على الرقصة اللاتينية، ويدخل فيها بعض التمارين الرياضية المدروسة والتي غالباً ما تكون صادرة عن منظمة zin العالمية، والتي توزّعها بدورها على المدرّبين الحاصلين على العضوية والشهادة مع الأغاني، ويحق لكل مدرب تغيير بعض الحركات بطريقة ممنهجة وإضافة شخصيته على الرقصات.
وتندرج رقصة الزومبا ضمن برامج اللياقة البدينة الأكثر طلباً في العالم، وتضمّ مجموعة من الرقصات، منها السالسا، والسامبا، والتانغو، وبيلي دانس، وموسيقى الرقص الشرقي.
وتتعدّد رقصات الزومبا وفق السنّ والحالة الجسديَّة، فهناك حركات خاصة بالصغار وأخرى لمن هم فوق الـ12 عاماً، وصولاً إلى الناضجين بحيث تتفاوت بين حركات للمبتدئين وأخرى لمن يتمتعون بلياقة بدنية عالية، هذا بالإضافة إلى الزومبا المائية. كما أن لكلِّ نوع من أنواع الرقصات، الموسيقى الخاصة به والحركات الممنهجة والمفيدة لصحة الجسم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024