شيرين عبد الوهاب رداً بعد حفلتها المبهرة في قرطاج
«شعرت بأني أطير وكنت مستعدّة للغناء حتى الصباح». هذا ما قالته شيرين عبد الوهاب رداً على سؤالنا عن حفلتها المبهرة على مدرّجات قرطاج في تونس إلى جانب فضل شاكر، حيث تخطّت الوقت وغنّت ساعتين تقريباً قالت إنهما مرّتا كعشر دقائق. دون شك كانت سعيدة، وكيف لا تكون كذلك وهي تشاهد المدرّجات وقد امتلأت عن بكرة أبيها وفيها 16 ألف متفرّج يغنون معها ويصفّقون لها بحماس غريب وحبّ كبير؟ إلتقيناها هناك، بعد الحفلة مباشرة في جلسة حوار صريح إنتهى مع بزوغ الفجر، وأسمعتنا ألبومها الذي لم يكن قد صدر بعد. وبنبرة المتسائل قلنا: قرطاج؟! فضحكت بخجل ولم تُجب. ثم قلنا...
- أتريدين أن نسألك أم تتحدثين من تلقاء نفسك؟
أنتِ كنتِ هناك وشاهدت بأمّ العين ماذا حصل. كلّ ما أستطيع قوله «ألف حمد وشكر ليك يا رب». أشكر الله على هذه النعمة التي منحني إياها في جعل هذا الكمّ الهائل من الناس يحبونني ويلتفتون إلى أغنياتي، وأتمنى من كلّ قلبي أن أتمكّن من الحفاظ على هذه المحبة. لشدّة سعادتي بتجاوب الناس وتفاعلهم، غنّيت مقطعاً من أغنيتي الجديدة «أنا مش مبيّنالو» من ألبومي الذي لم يصدر بعد.
- الجمهور بدأ بالتوافد إلى قرطاج منذ الخامسة عصراً واستمع قبلك إلى وصلة النجم فضل شاكر، بمعنى أنه جلس طويلاً على المدرّجات الصخرية وتعب، ورغم ذلك بقي يغنّي ويصفّق بحماس حتى انتهاء وصلتك. أمام هذا المشهد ماذا تقولين؟
لا أستطيع أن أصف شعوري ولا أجد أي كلام يمكن أن يفي حقيقةً هذا الجمهور الرائع حقّه. لن أُضيف جديداً إذا قلت إن قرطاج محطة مهمة جداً في مسيرة أي فنان، لكني أستذكر الراحلة ذكرى رحمها الله التي كانت تقول لي: «غناؤك في أي مكان من العالم شيء، وغناؤك على مسرح قرطاج شيء آخر». إضافةً إلى كلّ هذا، لجمهور قرطاج معزّة خاصة لأني لا أنسى أني أعلنت أمامه للمرة الأولى خبر زواجي من محمد مصطفى الذي تمّ قبل الحفلة بيومين فقط في 2007. لهذا كنت سعيدة ومتحمّسة في إخبارهم ان ابنتي «سنّتها الشمال بتطلع»، وكأنها إبنتهم أي إبنة قرطاج. أردت أن أُخبرهم كم كانوا فاتحة خير عليّ لأني أعيش سعادة لا توصف بزواجي ومع ابنتي مريم «أحلى بنت في العالم».
- «حبّيت» هو عنوان ألبومك الجديد، ماذا عنه؟
يتضمّن عشر أغنيات منوّعة وفيها الكثير من التجديد سواء لناحية الرؤية الموسيقية أو الألحان وأساليب التوزيع، لكن ضمن إطار المحافظة على هويتي الغنائية. أي التجديد يكمن في القالب الموسيقي العام، أما أسلوب الغناء أو الأداء فلا يزال هو نفسه.
- لاحظنا أيضاً أنك تقدمين ألواناً غنائية جديدة على الساحة وليس فقط بالنسبة إليكِ، وأخرى طربية لم نسمعها منذ وقت بعيد؟
بالفعل هذا صحيح. سعيت كثيراً واجتهدت لأقدّم ألبوماً منوّعاً ذا مستوى جيد على مختلف الصعد، ولهذا تأخرت في إصداره. إستلزم مني وقتاً طويلاً في التحضير رغم أني أخترت بعض الأغنيات قبل زواجي مثل أغنية «إنكتبلي عمر» التي أعجبت الفنان فضل شاكر عندما أسمعته ألبومي.
- أغنية نصر محروس «فاكر ايه»كانت في حوزتك قبل انفصالك عنه فنّياً وانضمامك إلى روتانا؟
صحيح، هي معي منذ حوالي أربع سنوات. وانا سعيدة جداً بتقديم أغنية للراحل الهمشري إضافة إلى سعادتي بكلّ الأسماء الأخرى التي تعاونت معها مثل تامر علي ووليد سعد وفهد وتميم واحمد ابراهيم. وللأسف كان هناك أغنية رائعة من محمد محيي لم أتمكّن من إصدارها، لكني أعده بأني سأقدّمها في ألبوم آخر.
- هل اعترض نصر محروس على تقديمك هذه الأغنية في ألبوم تنتجه الشركة المنافسة روتانا خصوصاً بعد خلافك الشهير معه؟
أبداً، بل على العكس وأراد أن تأخذ حقّها وتظهر للناس. وأنا متأكدّة من نجاحها لأنها أغنية رائعة والوحيدة في ألبومي التي تحمل النمط الشرقي البحت.
- وروتانا؟ هل تحفّظوا عن فكرة غنائك كلمات نصر محروس؟
أرى أن أبرز الأسباب التي دفعت روتانا إلى التعاقد مع شيرين عبد الوهاب، هي ما قدّمه لها نصر محروس ونجاحها معه. والمسؤولون في روتانا ذوّاقون للفن الجيد، لهذا لا أعتقد أنه يمكن لروتانا لأي سبب كان، أن تعترض على شيء جميل يخدمها ويخدم فنانيها ويستمرّ مع الجمهور لسنوات عديدة مقبلة.
- كيف تنظرين إلى وضع نصر محروس كمنتج بعد تخلّيكما أنت وتامر حسني عنه، خصوصاً أنكما كنتما تشكّلان العمود الفقري لشركته؟
كواحدة من المراقبين في الوسط الفني أقول إن أكثر ما أثّر على نصر محروس في عالم الموسيقى هو خوضه تجربته الإنتاج السينمائي. وأنا شخصياً «أتحايل عليه» (بالعاميّة المصرية وتعني أرجوه) ألاّ يبتعد عن الموسيقى وأن يركّز على إنتاج الألبومات الغنائية لأنها أكثر ما يُبدع فيه. التجربة السينمائية التي قدّمها لم تكن سيئة، لكن هناك متعة أخرى يعيشها المنتج عندما يصدر ألبوماً يستمتع به كلّ الناس في كلّ مكان. ونصر محروس قادر كلّ يوم على صناعة نجوم جدد كما فعل في السابق.
- هل فوجئت عندما سمعت خبر انفصال تامر حسني عن تامر محروس؟
فوجئت وانصدمت، لأن كلامه في السابق كان مختلفاً ووصل إلى حدّ المبالغة. بعد خلافي مع نصر، كان يفترض ان يقول مثلاً «لكلّ فنان ظروفه وربما شيرين ليست مرتاحة مع نصر». لكنه كان يقول: «أنا ما سيبش الراجل اللي ساعدني ومدّلي إيدو... وانا ما انساش فضله وجميلُه عليّ...» وعبارات أخرى من هذا النوع. وها قد حصل الخلاف بينه وبين محروس وانضمّ إلى شركة أخرى. أما كان أفضل لو فكّر حينها أن الخلاف ممكن أن يحصل مع أيّ كان!
- هل تعتبرين أن ما كان يردده سابقاً كان من أجل مهاجمتك بطريقة غير مباشرة والقول إنك قليلة الوفاء؟
«فعلاً، أنا ما لقيتش تفسير تاني». كنت أتمنى لو ان الخلاف لم يحصل بينهما، لكن تامر ذكي ولن يخسر نصر محروس الذي كان موجوداً في حفلة إطلاق ألبومه مع «عالم الفنّ». «ما شاالله عليه ما بيخسرش حدّ بسهولة».
- كنت أودّ سؤالك عن أغنية «قول لإمتى» التي لحّنها زوجك محمد مصطفى؟
لحّنها قبل زواجنا بفترة.
- توقّعت أن تمنحي نفسك التقدير والقول إن حبّك هو الذي جعل منه ملحناً بعد عيشكما في منزل واحد؟
(تضحك) تقصدين أن أقول إني مُلهمته! لا أعرف أن أكذب، وبالفعل هو لحّن الأغنية قبل زواجنا وكان قد أسمعني إياها. بعد فترة سألته عنها وطلبت أن أغنّيها فاستغرب وقال إنها بعيدة عن أسلوبي، لكني أصرّيت. بدأنا العمل على التوزيع والتسجيل وكانت بالفعل جديدة عليّ ومختلفة عن هويتي الغنائية، لكني أحببتها كثيراً كذلك كلّ من سمعها.
- ما هي الأغنيات التي تتوقعين لها النجاح أكثر من سواها؟
سؤال محرج لأني أحبّ كل الأغنيات ومقتنعة بها تماماً. لكن إن أردت التحديد أقول إني أتوقّع نجاحاً كبيراً لـ «إنكتبلي عمر» التي ستترك بصمة، وأيضاً «كتّر خيري». وبصراحة وبعيداً عن أيّ غرور أرى كلّ الألبوم ناجحاً، وأتمنى أن يجد صداه بين الناس.
- تقصّدت أن تُسمعي أغنيات ألبومك لفضل شاكر خلال لقائكما في تونس؟
يهمني رأي بعض الأشخاص إلى حدّ كبير، ومنهم فضل شاكر لأنه صادق كثيراً ولا يُخفي إحساسه سواء أعجبه العمل أو لم يعجبه. أدرك مثلاً أنه لن يتردد في قول الآه إن سمع مني عُربة جميلة، وليس كبعض الفنانين الذين يفكرون بطريقة سخيفة ولا يعترفون لأي فنان آخر بأي شيء. لهذا أحب فضل وهو صديق قبل أن يكون فناناً زميلاً. عندما نجلس معاً، يُخيّل للمرء أننا جيران أو نشأنا في حيّ واحد منذ الطفولة. الحواجز التي يضعها الفنانون بينهم ليست موجودة في علاقتنا أنا وفضل.
- ماذا قال لكِ عن الأغنيات؟
أُعجب بالألبوم كاملاً بشكل عام، لكنه ركّز على خمس أغنيات أكثر من سواها وقال إنها الأجمل. لكنه كان يسمعه للمرة الأولى، ومن الطبيعي ألاّ يحكم عليه بدقّة. لهذا أنا متأكدة أنه بعد فترة سيقول لي كلاماً مختلفاً.
- لم تصدري أيّ ألبوم منذ ثلاث سنوات تقريباً. هل أنت خائفة؟
«خايفة دي كلمة بسيطة» أمام ما أشعر به.
- أنتِ شخصياً لا تُنكرين فضل نصر محروس على نجاحك. بعد صدور ألبومك، هل تخشين المقارنة بينه وبين ألبوماتك السابقة والقول إن شيرين فشلت في اختيار أغنياتها بعد محروس لأنه هو من كان يختار؟
بالتأكيد أنا لا أنكر فضل محروس ولا يمكن أن أُنكره يوماً، لا بل أضعه تاجاً على رأسي. فهو فنان وذوّاق إلى جانب كونه منتجاً وصاحب خبرة طويلة. لكني لست خائفة من المقارنة وأقول بإصرار: «كلا، كلا، كلا»، لأني ببساطة تمكّنت من تحضير ألبوم بمستوى جيد. هذا إضافة إلى أني قدّمت في السابق أغنيات نجحت بشكل لا يوصف ومحروس لم يكن راضياً عنها، أو اعتبر أنها لا تليق بي، مثل أغنية «على بالي» التي كان يريدها لدنيا سمير غانم، وهذا الأمر أُفصح عنه للمرة الأولى. مع خبرة نصر محروس، أنا طوّرت نفسي موسيقياً وفنيّاً وغنيت «كتير بنعشق» التي لم يكن أيضاً موافقاً عليها.
- في النهاية هناك إحساسك الذي يلعب أيضاً دوراً مهماً!
هذا مؤكّد. يستحيل أن أغنّي ما لا أحسّه.
- تصوّرين قريباً أغنية مع المخرج سعيد الماروق في ثاني تعاون بينكما بعد ديو «العام الجديد»؟
إن شاء الله. يستطيع سعيد من خلال شخصيته وحضوره أن يجذب انتباه الفنان الذي يتحدّث إليه لأنه يمتلك فكراً متوقداً، أي «عندو دماغ». وأنا أحب الجلوس مع أشخاص مماثلين وأتناقش معهم الأفكار الجديدة التي تنمّ عن الإبداع والجمال والتميّز. إلاّ أني أحبّ طريقة تفكيره. لكن هذا لا يعني أني معجبة بكل كليباته، فلم أحبّ مثلاً ميله إلى الغرابة في بعض الأحيان. أحببته كثيراً في الكليبات الرومانسية التي يطغى عليها الإحساس مثل «إحساس جديد» و«مأثر فيّ» و»بحبك أنا كتير».
- ما سبب تأخير تصوير الكليب؟ ألم يكن مقرراً تصويره مطلع تموز/ يوليو؟
بالفعل كان يجب أن أحضر إلى بيروت لأجل هذا الغرض، لكننا بانتظار موافقة روتانا على موازنة الكليب وهذا أمر خارج عن إرادتي. أتمنى أن يُحلّ الموضوع قريباً.
- هل الموازنة مرتفعة؟
لا أعتقد أنها مرتفعة بالنسبة إلى روتانا.
- ويجب ألاّ تكون كذلك أيضاً بالنسبة إلى شيرين؟
(تضحك) أتمنى ذلك، وأعتقد أنهم في النهاية سيوافقون.
- بالحديث عن روتانا، إشتكيت سابقاً من قسم إدارة الأعمل ثم سويّت الخلافات بينكما. ما الذي حدث في تونس وجدّد هذا الخلاف؟ وقد علمنا أن المسؤول عن أعمالك غادر إلى بيروت لهذا السبب؟
بصراحة، لا أنكر أن الحوار السابق الذي أجريته في مجلة «لها» وسجّلت فيه عتبي على قسم إدارة الأعمال والشكوى منه، هو الذي ساهم في إزالة الخلاف. لأن سالم الهندي إتصّل بي بعد ذلك وتحدثنا، وقال كلّ واحد منا ما عنده، فسُويت الأمور وعولج الوضع السابق. لكن روتانا شركة كبيرة، وإن كان شخص ما فعل شيئاً أغضب شيرين، فهذا لا يعني أن روتانا سيئة. روتانا تحيطني بأشخاص محترمين ومريحين في العمل، منهم محمد الهاجري الذي بقي إلى جانبي في تونس كشقيق لي، وأيضاً طوني سمعان الذي لم أطلبه مرة ولم أجده، وسعيد إمام الذي لا أنسى فضله في العمل على ألبومي الأخير. حصل خلاف بسيط مع شربل ضومط لكنه انتهى، والخلافات أمور عادية وتعني أننا طبيعيون.
- سمعنا أن سبب الخلاف كان عدم تنظيم حفلات لكِ في بيروت؟
صحيح، لكنهم وعدوني بالمشاركة في حفلات بيروت. أنا لست خبيثة، وأقول ما أشعر به دون أن أخفي شيئاً لأني لا أعرف الكذب والمسايرة كي أنال ما أريد. وأنا سعيدة بكوني عفوية هكذا وصريحة وغير خبيثة، حتى ولو تسبّب ذلك بفهم الناس لي أحياناً بشكل خاطئ. لا أتصوّر نفسي أقول لشخص ما «يا حبيب قلبي» بينما أنا لا أطيقه، فقط من أجل المصلحة. وهذا دليل أني طيبة.
- سُرّبت إحدى أغنياتك الجديدة قبل أسابيع على شبكة الإنترنت؟
صحيح، هي أغنية «ما فيش مانع» للمحلن تامر علي. لا أدري كيف تسرّبت. البعض قال إني أنا من سرّبها للضغط على روتانا كي لا تتأخر أكثر في إصدار ألبومي، لكني أقسم أن هذا غير صحيح. ولو كنت أنا من سرّبها لأعلنت ذلك صراحة لأني لا أخاف أحداً.
- صدور ألبومك يأتي في فترة تشهد تنافساً كبيراً مع ألبومات عمرو دياب وأنغام وتامر حسني وسواهم. ألا يؤثّر ذلك على نجاحك؟
لا أعتقد ذلك، لأن كلّ واحد منا يقدّم لوناً مختلفاً عن الآخر. ومن يحب فناناً معيناً سيقصد المتجر ويبتاع الألبوم، حتى يمكن أن يشتري أكثر من ألبوم دفعة واحدة إن كان يحب أكثر من فنان، وهذا يحصل كثيراً. الهدية التي يقدمها الفنانون خلال موسم الصيف للناس هي الألبومات، كي يستمتعوا بها خلال الإجازة. أنا لا أخشى المنافسة لأني أعرف أن ما أملكه لايملكه سواي، وما يملكه سواي لا أملكه أنا.
- البعض يقول إن روتانا تعمّدت تأخير إصدار ألبومك كي لا يتزامن مع موعد طرح ألبوم عمرو دياب لأنكما من الأقوى مبيعاً في مصر؟
لا أعتقد ذلك. كلّ فنان يسلّم عمله إلى الشركة بمجرّد أن ينتهي العمل به. وأنا سلّمت ألبومي قبل سفري إلى تونس بيومين تقريباً.
- ما سرّ التغيير في صورة غلاف ألبومك الجديد؟
نفّذت جلسة التصوير في بيروت مع المصوّر المبدع رودريغ نجاريان وخبير التجميل بسام فتوح والمزين طوني المندلق، ولم أخضع لأي عمليات تجميل. لكني خسرت الكثير من وزني وجددت في أسلوب الماكياج والشعر هذا كلّ ما في الأمر. إعتمدت في صورة الغلاف على شكل بسيط وجديد بعيداً عن الصرعات. ولا أتخيّل نفسي مثلاً مع شعر غريب «سبايكي» فقط كي ألفت نظر الناس.
- بالعودة إلى قرطاج، توقّع الناس أن تغنّي مع فضل على المسرح ديو «العام الجديد»؟
يا ليت، لكن هذا الأمر يحتاج إلى تحضير. أنا شخصياً كنت أتمنى لو غنّيت معه الديو الأخير «جوّا الروح». (ثم راحت تدندنها).
- لماذا؟ إضافة إلى أنه يمكن أن تزعل إليسا؟
(تضحك) كلا، أنا لا أقصد شيئاً. لكن ديو «العام الجديد» لم يكن العمل الذي كنت أتمناه مع فضل أو الأغنية التي كان يجب أن تجمعنا، لأنها أغنية مناسبة ومرتبطة بزمن معين. كنت أفضّل لو غنّيت معه عملاً آخر، وبالمناسبة هو كان يصرّ دائماً على أن أغني معه على المسرح ديو «آخذني معك» الذي أعتبره أكثر ديو نجح لفضل. وأعجبت كثيراً بالديو الأخير خصوصاً أن فضل غنى فيه بإحساس رائع، وأتمنى أن أغني معه مجدداً.
- البعض يعتبر أن ديو فضل وإليسا لم ينجح كما يجب؟
لا أعرف، ربما شعروا بأنهما غير منسجمين كثيراً. وبالمناسبة، حصل معي الأمر ذاته في ديو «وبناقص حياتي معاك» الذي غنّيته مع بهاء سلطان. البعض أحبّه وآخرون لا، لكن الأضواء لم تكن مسلّطة عليه. هذه الأغنية كانت لبهاء بالأساس وأعجبتني كثيراً، فاقترح نصر محروس أن أسجل صوتي على موسيقاها. وبالفعل سجلتها وحدي ومن ثم مُزج التسجيلان معاً وأصبحت الأغنية ديو، تماماً كما حصل أيضاً في ديو «أنا قلبي ليك» مع هاني شاكر، وأنا أعتزّ بكلّ الديوهات التي قدّمتها.
- حُكي عن ديو قد يجمعك بالفنانة سميرة سعيد؟
«نِفسي أغنّي معاها» وأيضاً مع أنغام وصابر الرباعي وفضل شاكر مجدداً ومع حسين الجسمي ونبيل شعيل وأصالة ونوال الكويتية وأحلام وكل الفنانين الذين أحبّهم.
- هذا أصبح «اوبريت»؟
(تضحك) «يا ريت». بالنسبة إلي الديو مع سميرة سعيدة أستطيع القول إننا نحضّر له لكننا لم نستقرّ على فكرة معينة بعد، لكن طبعاً أتمنى من كل قلبي أن يتحقق.
- هل يمكن أن يُعرقل بسبب عدم وجودكما أنت وسميرة في شركة إنتاج واحدة؟
سميرة ستنضمّ قريباً إلى روتانا والمفاوضات مستمرة بينهما حسب علمي.
- ما كانت حقيقة مرض زوجك محمد مصطفى؟
أُصيب بورم خبيث في كليته اليمنى لناحية الخلف. والحمدلله أُزيل الورم بالجراحة التي نجحت بنسبة مئة في المئة وأجراها له الدكتور عمر عبد الحكيم إلى جانب الفريق الطبي البارع والمحترف. الورم كان في بدايته والحمدلله أُزيل قبل أن يتفشّى. لا أدري كيف وصل الخبر إلى الصحافة رغم كلّ التكتّم، وانا شخصياً نفيته عندما سًئلت لأننا كنا نخفي الأمر عن والدة محمد كي لا تتضايق، لكنها للأسف علمت من الصحافة وتعبت كثيراً بسبب ذلك.
- ما هي أقصى طموحاتك؟
أن أستمرّ بالنجاح ذاته.
- ما هو أكثر ما يُخيفك؟
أن يأتي يوم يرى فيه كل الناس أنه يجب أن أبقى في بيتي وأنا الوحيدة التي لا ترى ذلك... بمعنى أن أستمرّ في الغناء دون أن أؤثر فيصبح وجودي كعدمه. للأسف هناك بعض الفنانين اليوم يواصلون الغناء بينما من الأفضل لهم أن يتوقفوا، لأنهم بذلك فقط يستطيعون المحافظة على القيمة التي حققوها سابقاً بدل أن يضيّعوا هذه القيمة أو يقللوا مستواها. على الفنان أن يكون ذكياً ويدرك أنه يجب أن يعتزل بمجرد أن يشعر بأن وهج حضوره بدأ يخفّ، وأنا قد أقوم بذلك إن حصل معي أمر مماثل.
- أي توافقين فضل شاكر في موضوع اعتزاله بعد ثلاث أو أربع سنوات حسب ما قال قبل أن يخفّ الوهج؟
أبداً. فضل شاكر موضوع آخر والجمهور لم يرتوِ منه بعد، ولمن سأستمع أنا إن اعتزل هو؟ عندما سمعته يتحدث عن موضوع الإعتزال في التلفزيون، صدّقي أني أُصبت بألم في معدتي، وزوجي شاهد على ذلك. قلت له «لو اعتزلت حاقتلك». من المبكر جداً أن يعتزل فضل لأنه لا يزال في قمّة العطاء والجمهور يعشقه ويقبل على حفلاته بشكل غريب. «حرام يعتزل»، أو على الأقلّ لا يعتزل نهائياً بل يطلّ كل فترة وأخرى بأغنية أو مهرجان مثلاً. صوت فضل شاكر كما البلسم الذي يجمّل كل شيء وعندما أسمعه أشعر بأن الدنيا لا تزال بألف خير.
- هل سمعتِ ألبوم الفنانة أنغام؟
طبعاً، وهي أيضاً سمعت ألبومي قبل صدوره وأعجبت به. ودون مجاملة أقول إني أحببت ألبومها، وأنا أحترم فيها إصرارها على عدم التنازل عن قيمة الأعمال الفنية إرضاء لمتغيرات العصر، مع العلم أنها فنانة متجددة. لكنها حافظت على المستوى الراقي رغم التجديد، وهذا ما لا يستطيع فعله أيّ كان. أحببت كثيراً في ألبومها الأغنيات التي لحنّها لها كلّ من طارق مدكور وحسن الشافعي.
- أصبحتما صديقتين أخيراً أنتِ وأنغام؟
صحيح. كان هناك سوء تفاهم وصالحتنا لاحقاً الإعلامية هالة سرحان في بيروت. إتصلت بي للإطمئنان أكثر من مرة خلال حملي، كما باركت لي بعد الإنجاب بينما حضرتُ أنا حفلة عيد ميلاد إبنها. لكن عندما دخل زوجي إلى المستشفى، إهتمّت كثيراً وكأنها من أفراد العائلة إن لم أقل أكثر. في هذه الفترة، لمست فعلاً كم أنها شخص طيب كنت أجهله. هي شفافة من الداخل وحنون، وتهتم بمشاكل الآخرين ومِحنهم، وتساندهم وتعيش معهم كأنها محنتها هي. صرت أنظر إليها بطريقة مختلفة فيها الكثير من الإحترام والتقدير. وهذا لا يعني أني لم أكن أحترمها سابقاً معاذ الله، لكن ما أعنيه أني أدركت كم أنها إنسانة رائعة وصاحبة قبل كبير، لأني لم أعرف قبل ذلك مدى طيبتها. هي أيضاً عرفتني أكثر، فصرنا صديقتين وهذا ما كان يجب أن يحصل منذ زمن.
- وقوفها إلى جانبك يأتي في وقت تعاني فيه هي أيضاً من مشاكل على الصعيد الشخصي؟
بالفعل هي ليست مرتاحة، ولهذا ربما شعرت بوجعي وألمي أكثر من أي شخص آخر. هي لمست كم أن وجود محمد في حياتي له معنى كبير ومهم وليس فقط مجرد زوج. فعرفت أني سأنهار من دونه إذا أصابه مكروه لا سمح الله. من هنا أقدّر موقفها وكيف ساندتني ودعمتني ومنعتني من الإنهيار، لأني كنت في حال يُرثى لها. أتمنى أن تجد السعادة مع رجل يستحق الصفات الرائعة الموجودة فيها، و»ربّنا يخلّيلها ولادها» لأنهما رائعان والنظرة إليهما تساوي مئة رجل.
زيارتي لنانسي عجرم ونصيحتي إليها
- زرت نانسي عجرم في منزلها وباركت لها الإنجاب؟
صحيح. وجدتها سعيدة كالملائكة وهي تستحق فعلاً كلّ السعادة. إبنتها رائعة «ربّنا يحرسها»، وأيضاً زوجها شخص محترم كثيراً وكريم ويعرف كيف يتعامل مع ضيوفه. أتمنى لكل فتاة أن تجد رجلاً تحبه وتؤسس معه عائلة، لأن هذا أسمى ما في الوجود والعامل الذي يوفّر الأمان والإستقرار.
- ماذا دار بينكما من أحاديث؟
(تضحك) أنا التي تكلمت طوال الوقت، فهذه عادتي لأني لا أترك مجالاً لغيري في الكلام. نصحتها ألاّ تأخذ طفلتها معها عندما تسافر في هذه المرحلة. كما أخبرتها أنها في حاجة إلى بعض الوقت قبل أن تعود كما في السابق، وأعني حالة التوتر والتأثر الشديد كما حصل معي، لأن المرأة بعد الإنجاب تبدو شخصاً آخر ويجب أن يتفهّمها في ذلك جميع من هم حولها.
حماتي وبنتي وماما وأنا
- كيف هي علاقتك بحماتك؟
(تبتسم) أكثر من رائعة، أحترمها كثيراً وهي بمثابة أمّ ثانية لي. علّمتني أموراً كثيرة أبرزها الهدوء والتركيز والإنتباه على كلّ ما يدور من حولي.
- بماذا تختلف عن والدتك؟
والدتي تتصرّف أكثر على سجيّتها، بينما حماتي تُحكّم عقلها. ويكفي أنها والدة محمد زوجي الذي أحبّه والفنان القدير الذي يحظى بتقديري وتقدير الكثير من الفنانين. الموسيقى التي يقدمها ذات قيمة كبيرة سيدركها الناس لاحقاً. الفنانة ذكرى على سبيل المثال، وزّعت كل أغنيات ألبومها الأخير مع محمد، وأنا أفتخر به وبفنّه.
- ماذا عن طفلتك «مريم»؟
«دي عمري وحياتي». كنت أودّ أن تصوّر معي الكليب الخاص بأغنية الأم، لكنها لا تزال صغيرة جداً ولن تتحمل تعب التصوير. تنادي والدها «موده» كما أناديه أنا، لكنها تقول دائماً عكس ما يُطلب منها قوله. هي ظريفة جداً وتمنحني سعادة لا توصف. أما أغنية الأم فهي من كلمات هاني عبد الكريم وألحان وتوزيع محمد مصطفى.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024