"ترافلجار الأحمر" عطر يصعب مقاومته
تبدو هذه الفتاة كأنها تنتظر بكبرياء شخصاً يشاركها. رغم هدوئها الظاهر، إلا أنها تُخفي جرأة يكشف عنها فستانها الأحمر المشتعل. تمتد القطعة العلوية من فستانها الأحمر الكرزي الذي صمّمه "لاجويني" إلى الأرداف، كاشفة عن كتف واحد بشكل مميّز. تقف بتلك النظرة الواثقة، والثوب المسترسل والمتهدل الممتد إلى ظهرها، والتنورة الأنيقة المتوهجة، التي يُلمح عند حافتها تنورة داخلية من الأورجنزا الوردية، لتكون مفاجأة رائعة.
الفستان كله باللون الأحمر، ذلك الأحمر الشهير من ديور والذي أصبح أيقونة تنفرد بها دار الأزياء الخاصة بديور. يحمل هذا الفستان المثير الاسم البديع "أتوت كور" والذي صمّمه "كريستيان ديور" لعرض الأزياء المنعقد في ربيع صيف عام 1955، إنه فاخر وصادم وأخّاذ. إنه بالتأكيد أحد النجاحات الساحقة لإبداعات "ترافلجار" التي أحب أن يعرضها في منتصف التشكيلة.
وليظل هذا التقليد سارياً في "ديور"، استلهم "فرانكويس ديماتشي" من هذا الأحمر الساحر تصميمه للعطر الجديد "روج ترافلجار". وهو الرائحة التي تجسّد اللون الأحمر المشرق بكافة مشاعره، والذي يعتبر إضافة رائعة إلى تشكيلة دار "كريستيان ديور".
"تجسيد اللون في عطر هو بحد ذاته تجربة حياة وأكثر، خصوصاً عندما يكون اللون الأحمر هو الأيقونة التي تتفرد بها دار الأزياء الخاصة بديور. بالنسبة لي، استحضر هذا اللون الأحمر لوناً بهيجاً، قرمزياً ولامعاً مثل الملابس التي صمّمها كريستيان ديور." فرانكويس ديماتشي، مصمّم عطور لدى دار ديور. للتعبير عن هذا النمط المفعم بالطاقة من خلال عطر، تخيل "فرانكويس ديماتشي" عطراً جميلاً راقصاً ونابضاً بالحياة.تبدأ الرحلة مع مجموعة كبيرة من التوت اللذيذ الذي يسبب الإدمان. الفراولة التي تفوح منها رائحة الصيف والفطائر التي تملأ الفم، بالإضافة إلى انتعاشة الماندرين. بداية هذه الرائحة مليئة بالضحك، يحيط بها التسامح ويينبع منها اللطف.إنه الأحمر المشاكس والبعيد كل البعد عن الجدية.على خلفية هذا المزيج الرائع، حان الوقت لنفسح المجال أمام "ترافلجار"! التوت الذي يتم منه تقطير عطر ثمين بجودة عالية وجرأة تخطف الأنظار. يوضح "فرانسوا ديماشي" أنه يعمل باحثاً عن "التوازن الصحيح" ليُضفي نكهة لا مثيل لها إلى هذه النكهات الرائعة.إنه لون غني برائحة الخشب والباتشولي، تحيط به رائحة المسك التي تدوم طويلاً وتمنحه شكلاً مميّزاً.إن اللون القرمزي البركاني بطلّته التي لا تصعب مقاومتها، وإطلالته الواثقة.من كان يتخيل هذه المفاجآت الرائعة في رائحة عطرية تبدو للوهلة الأولى وكأنها بطعم الفواكه فحسب؟ إنه رائحة تنتشر وتزداد في البداية، تماماً كالقبلة أو الضحكة، ثم سرعان ما تهدأ رغم المشاعر التي تثيرها خلال هدوئها. رشة من هذا العطر ستنشر مشاعر السعادة وستزيد من أجواء الإغراء، ببساطة كما تفعل الابتسامة المشرقة التي تسحر من حولها. إنه "ترافلجار الأحمر" التي تصعب مقاومته.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024