مغامرة جديدة في زمن "الترند" أسرار وكواليس ألبوم عمرو دياب "سهران"
رحلة عمرو دياب في صناعة ألبومه الأخير "سهران"، والذي يحمل الرقم 32 في مشواره الفني، كانت مليئة بالمفاجآت والأسرار، التي يكشفها لـ"لها" صنّاع هذا الألبوم من شعراء وملحنين، يحكون عن تفاصيل خروج الكلمات والألحان الى النور، والأحاديث التي كانت تدور بينهم وبين "الهضبة" في جلسات العمل.
يتضمن ألبوم "سهران" للنجم عمرو دياب أغنيات جديدة، وعدداً من الأغنيات التي أدّاها بطريقة "السينغل"، وقد تصدّر القوائم الأكثر تداولاً في مصر والوطن العربي، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد دقائق من طرحه عبر الخدمات الصوتية لإحدى شركات الاتصالات المصرية، كما أصبح اسمه واسم ألبومه الذي أنتجته شركته "ناي"، من أكثر العناوين التي بحث عنها المصريون عبر محرك البحث "غوغل".
في البداية، قرّر دياب طرح 14 أغنية، هي: "جامدة بس"، و"سهران"، و"هيعيش يفتكرني"، و"مهرجان"، و"جميلة"، و"بالضحكة دي"، و"عم الطبيب"، و"مكانك في قلبي"، و"حلوة البدايات"، و"زي ما أنتي"، و"يا روقانك"، و"روح"، بالإضافة الى أغنيتين كان قد طرحهما من قبل وهما: "يوم تلات" و"قدّام مرايتها"، ثم ضمّ أغنيتين أخريين وهما: "بحبّه" و"أول يوم في البعد"، ليصبح بذلك عدد أغنيات الألبوم المطروح في الأسواق رسمياً مع شركة "ناي" وعبر المنصات الإلكترونية للأغنيات والموسيقى 16 أغنية.
تعاون دياب في ألبومه الجديد مع نخبة من أبرز الأسماء التي عمل معها من قبل، على رأسهم الشاعر تامر حسين الذي قدّم له ست أغنيات، بالإضافة الى كلٍ من أحمد المالكي وخالد تاج الدين وصابر كمال وشادي نور وأيمن بهجت قمر، وعلى مستوى التلحين فقد تعاون "الهضبة" مع عزيز الشافعي، الذي كتب أيضاً أغنيتين، بالإضافة إلى محمد يحيى وعمرو مصطفى وشريف بدر وبلال سرور ومحمدي.
أما بالنسبة إلى التوزيع الموسيقي للألبوم فقد ساهم فيه أكثر من موزّع، منهم طارق مدكور الذي عاد للعمل مع عمرو دياب وقدّم له مجموعة كبيرة من الأغنيات، ونادر حمدي موزّع ألبوم "ليلي نهاري" الذي صدر عام 2004، ورامي سمير وأسامة الهندي.
مفاجأة
مفاجأة الألبوم الكبرى كانت مشاركة "جنا" ابنة عمرو دياب الصغرى في أغنية "جميلة"، حيث شاركت بلال سرور في التلحين وكتابة الجزء الخاص بها، الذي غنّته باللغة الإنكليزية، وهي المرة الثانية التي يقدّم فيها عمرو دياب دويتو غنائياً مع امرأة، بعد تقديمه دويتو غنائياً بعنوان "أنا بحبك أكتر" مع المطربة اليونانية أنجيلا ديميتريو في ألبوم "قمرين" عام 1999، كما أنها المرة الثانية التي يُذكر فيها اسم "جنا" في ألبومات عمرو، حيث سبق لدياب أن غنّى لها أغنية "جنا" في ألبوم "شفت الأيام" عام 2014.
ومن المفاجآت التي تضمّنها الألبوم أيضاً، ظهور موهبة مدير أعمال الفنان عمرو دياب، أحمد زغلول، الذي قدّم له أغنية "روح"، فرغم المشوار الطويل الذي سلكاه معاً، لم يقدّم زغلول أي عمل فني لعمرو، رغم تقديمه ألحاناً لعدد من المطربين، أبرزهم هاني شاكر الذي لحّن له أغنيته الوطنية "وأنت ماشي في مصر"، كما أنها المرة الأولى التي يظهر فيها زغلول شاعراً.
وخطف "الهضبة" الأنظار بتقديمه الجمل والكلمات الشعبية ضمن سياق الأغنيات، فهي المرة الأولى التي يتلفّظ فيها بكلمات غريبة على الآذان المصرية والعربية، مثل "دايخ مدروخ" و"سرّه باتع" و"تحبيشة" و"مرار العيشة" في أغنية "عم الطبيب"، كما أدخل عمرو جملة "مهرجان غنائي" الى أغنية "مهرجان" أو التي عُرفت باسم "مبقاش يناسبك"، قائلاً: "ده أنا هاعمل مهرجان وخلاص هنسى اللي كان مهما كان".
وجهة نظر
يُعدّ الشاعر تامر حسين العمود الرئيس لأغنيات ألبوم عمرو دياب الجديد، لمساهمته في كتابة ست أغنيات، وهي "سهران" و"هيعيش يفتكرني"، و"مكانك في قلبي"، و"جامدة بس"، و"قدّام مرايتها"، و"يوم التلات".
تحدث تامر حسين عن كواليس أغنية "سهران" قائلاً: "عمرو دياب أحبَّ فكرة التعاون الثنائي بيني وبين عزيز الشافعي، وأنا أيضاً أحببت التعاون مع عزيز رغبةً مني في تغيير جلدي وتقديم أشكال غنائية جديدة ومتنوعة، بالتحديد بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية "يوم تلات"". وأضاف: "بدأنا العمل على "سهران" قبل طرح أغنية "قدّام مرايتها"، التي كتبها وأرسلها الى عزيز الشافعي، وكانت حالة خاصة تتوافق مع مزاجهم الغنائي، لكنهم تأخروا في تنفيذها، إلاّ أن نجاح أغنية "قدّام مرايتها"، دفعهم للإسراع في العمل على "سهران" وتنفيذها، وقد أحبّها عمرو كثيراً وأصر على جعلها عنواناً للألبوم".
وعن أغنية "مكانك في قلبي"، قال تامر حسين إنها تعبّر عن مرحلة مرّ بها بعد وفاة والده، ووجد نفسه يكتب كلماتها التي تقول: "محدّش هيعرف يملا أي مكان تسيبه... وعايش حياتي في بعدك على الذكريات... فيه حد في الدنيا دي بيعوّض حبيبه... أنا اللي بإيدي صحيت في قلبي حكايات"، وأكد حسين أنها كانت من آخر الأغنيات التي استمع إليها عمرو قبل طرح الألبوم، ونُفّذت في وقت قصير، ولحّنها شريف بدر".
أما أغنية "هيعيش يفتكرني"، فقد كشف حسين عن تفاصيلها قائلاً: "هذه الأغنية تعكس رؤيتي الشعرية لحالة عمرو دياب الغنائية، فنحن نفتقر إلى الأغنيات الدرامية الجيدة، وجمهور "الهضبة" متعطّش لها، وأنا أحببت أن أضع له شعاراً غنائياً يُسجَّل في تاريخه الفني، وبالتحديد في "كوبليه"...، وأضاف: "أنا بشوف أن عمرو دياب عمل اللي محدّش عمله وقال اللي محدّش قاله، وخلال العمل على الأغنية، أُعجب عمرو بهذا "الكوبليه"، ثم وضعنا تلك الكلمات في سياق درامي وخرجت بهذا الشكل المبهر".
وعن أغنية "جامدة بس"، قال تامر: "هي آخر أغنية أُضيفت إلى الألبوم، وفكرتها وُلدتْ خلال رحلتي أنا والموزّع نادر حمدي الأخيرة مع عمرو دياب إلى المملكة العربية السعودية، حيث أخبرني دياب بأنه يريد أغنية بموسيقى لاتين لكي يضمّها الى الألبوم، فاتّصلت بعمرو مصطفى لكي يجهّز لحناً، ففعل وأرسل إليّ اللحن وكتبت الكلمات عليه، وعرضتها على عمرو، فوافق عليها ومن ثم نفّذنا الأغنية وسجّلناها قبل طرح الألبوم بساعات معدودة".
وفي ما يتعلّق بأغنية "قدّام مرايتها"، قال تامر: "اتّصل بي عمرو دياب في أحد الأيام ليسألني عمّا إذا كنت قد كتبت أغنية جديدة لابنتي "ليان"، لأنه يعرف أنني أكتب أغنياتي لبناتي، وقد كتبت لـ"ليان" أغنيات "معاك قلبي" و"رسمها" و"حبيبتي"، فعرضت عليه فكرة "قدّام مرايتها" وأُعجب بها، وأصرّ على تسجيلها لأن فكرتها جديدة ولم يقدّمها من قبل".
تأخير
يُعدّ الشاعر والملحن عزيز الشافعي ثاني أكثر الفنانين مشاركةً في ألبوم عمرو دياب الجديد "سهران"، بحيث شارك في خمس أغانٍ، منها اثنتان من كلماته وألحانه، وهما "زي ما إنتي" و"الضحكة دي"، بالإضافة إلى ثلاث أغنيات من ألحانه، وهي "سهران" و"يوم التلات" و"قدّام مرايتها".
قال عزيز الشافعي: "على الرغم من أنها المرة الأولى التي أتعاون فيها مع عمرو دياب في أحد ألبوماته، إلا أنني أشارك بخمس أغانٍ دفعة واحدة، والسبب في ذلك هو التوفيق من الله سبحانه وتعالى، والطاقة الإيجابية التي يبثّها عمرو دياب في كل من يعمل معه، وأسلوبه في اختيار كلمات أغنياته وألحانها"، وأضاف: "استمع عمرو دياب لأغنية "يوم التلات" منذ ثلاث سنوات، لكنه لم يتحمّس لها وقتذاك، وظلّت حبيسة الأدراج إلى أن قرر تسجيلها في صيف عام 2019، وبعد النجاح الكبير الذي حققته الأغنية، شجّعه عمرو على استكمال أفكاره الغنائية".
وكشف الشافعي عن كواليس أغنية "زي ما إنتي"، قائلاً: "عمرو أحبّ الأغنية استمع إليها، ولكنه أجرى تعديلات عليها، كتغيير بعض الكلمات وحذف إحدى أبياتها لتكون بسيطة وسهلة".
في الطائرة
بعد انقطاع بينهما دام أربع سنوات، عاد الشاعر خالد تاج الدين للعمل مع عمرو دياب بأغنية "حلوة البدايات"، التي لحّنها عمرو مصطفى ووزّعها نادر حمدي.
وكشف خالد لـ"لها" عن تفاصيل أغنيته قائلاً: "في إحدى جلسات العمل التي جمعتني كالعادة بصديقي الملحن عمرو مصطفى، أسمعني تيمة لحن الأغنية، واعتدت في عملي مع عمرو أن أكتب على التيمة بشكل تلقائي خلال جلستنا، مثلما حدث في أغنيتَي "ليلي نهاري"، و"ماله"، ولكن هذه المرة طلبت من مصطفى أن يتركني أذهب الى منزلي وأتفرّغ للعمل عليها، واستغرق ذلك يومين"، وأضاف خالد: "عندما انتهيت من كتابة مذهب الأغنية ومطلعها الذي يقول "حلوة البدايات كلها حكايات"، تولى نادر حمدي توزيع المذهب. أما باقي أبيات الأغنية فقد تمت كتابتها خلال التسجيل في الاستوديو مع عمرو دياب". وتابع موضحاً: "الأغنية اختارها دياب بالصدفة، فخلال رحلة عودتي معه على متن الطائرة الخاصة به من مدينة الرياض في السعودية منذ أسابيع عدة، أسمعته الأغنية وأُعجب بها كثيراً، وقرر تنفيذها عقب وصولنا".
وأشار تاج الدين إلى أنه يحب العمل مع عمرو دياب منذ أن تعرّف إليه في ألبوم "أكتر واحد" عام 2001، وأنه يحاول من حين لآخر العمل معه. وعلى الرغم من أنه غاب عن ألبوماته الغنائية منذ أغنية "وعدتك" التي طُرحت في ألبوم "أحلى وأحلى" عام 2016، إلا أنه تعاون معه في أغنية التأهّل لكأس العالم "الفرحة الليلة".
حلم
كشف أحمد المالكي عن تفاصيل أغنيتيه اللتين شارك بهما في ألبوم عمرو دياب الجديد، وهما "أول يوم في البعد" التي لحّنها محمدي، و"يا روقانك" التي لحّنها محمد يحيى. كما تحدث عن علاقته بدياب قائلاً: "لطالما حلمت بالعمل مع عمرو دياب، وأرى أن العمل معه سيغيّر مجرى حياتي، وبدأت مشواري مع الكتابة من أجل تحقيق حلمي بالوصول إليه، وأول تعاون بيننا كان عام 2014 من خلال أغنية من ألحان مصطفى شكري، ولكنها لم تُطرح حتى الآن. وبعد مضيّ أعوام عدة، تعرّفت إلى الملحن سامح كريم الذي كان سبباً في طرح أول أغنية له مع دياب، وكانت "أول كل حاجة" من ألبوم "معدّي الناس"، ومن ذلك الحين وهو يشارك بأغنيات في كل ألبومات عمرو دياب".
وعن كواليس الأغنية المنفردة "أول يوم في البعد"، التي حققت نجاحاً كبيراً وقت طرحها، قال المالكي: "هذه الأغنية تتحدث عن تجربة شخصية مررت بها، وهي وفاة صهري زوج شقيقتي، وكان من المقربين إليّ، وكتبت الأغنية لتكون انعكاساً لحالة شقيقتي، وأتذكّر أن بعد وفاته وجدت نفسي أكتب في مدوّنة هاتفي جملة "أول يوم في البعد"... لكن نجاح الأغنية يعود لعمرو دياب الذي غنّاها بأسلوبه الخاص، فظهرت بصورة رائعة".
وبالنسبة إلى أغنية "يا روقانك"، أوضح المالكي: "عقب كتابتي لكلمات الأغنية، اتّصلت بالملحن محمد يحيى، الذي طلب مني الحضور الى منزله لبدء العمل على الأغنية، ففعلت، واتّصل حينذاك يحيى بعمرو دياب وأرسل إليه الأغنية، فوافق عليها فوراً، ولكنه طلب بعض التعديلات على كلماتها، والأغنية تم تسجيلها منذ ثلاثة أشهر، وتحديداً بعد طرح أغنية "أول يوم في البعد" كـسينغل"، وهذه الأغنية كتبتها لخطيبتي".
قبل الطرح
أكد الملحن عمرو مصطفى أن العمل على ألبوم عمرو دياب "سهران" استمر حتى الساعات الأخيرة التي سبقت طرحه في الأسواق، وأضاف: "استمر العمل على أغنية "جامدة بس"، التي كتبها الشاعر تامر حسين ووزّعها نادر حمدي 36 ساعة، وانتهينا منها قبل دقائق من طرح الألبوم عبر خدمة إحدى شركات الاتصالات المصرية الصوتية.
وقد تم تسجيل الأغنية في استوديو الموزّع طارق مدكور".
يُذكر أن عمرو مصطفى شارك في ألبوم عمرو دياب بأغنيتين، هما "هيعيش يفتكرني" و"حلوة البدايات".
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024