تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

شريف منير

شريف منير

خطواته بطيئة وهو يعترف بذلك، لكنها في الوقت نفسه حفرت له مكاناً متميزاً وثابتاً في خريطة النجومية. إنه شريف منير الذي كشف في حواره معنا أسرار ابتعاده عن شاشة التلفزيون في رمضان المقبل، وخطته لرمضان ما بعد المقبل. وتحدث أيضاً عن أحلامه وأسباب ابتعاده عن المسرح وعلاقته بالنجوم الكبار وكيف يرى عودتهم إلى السينما. وتكلم بصراحة عن فيلمه مع شريف عرفة «أولاد العم» وأسباب تأجيل التصوير.

 

 - ما السبب الحقيقي لتوقف تصوير فيلم «أولاد العم» فترة طويلة؟
كانت هناك ملاحظات رقابية على السيناريو لأنه يتناول موضوعاً حساساً وشائكاً، وكان من المفترض إرسال نسخة من الفيلم لإحدى الجهات الأمنية لكن الرقابة لم تفعل. وبعدما بدأنا التصوير اعترضت الجهة الرقابية لعدم وصول النسخة إليها وهذا حقهم، فتوقف التصوير حتى تم حل الأزمة أخيراً.

- البعض يرى شريف عرفة ديكتاتوراً، فكيف تراه؟
هو ليس ديكتاتوراً، وإنما لا ينفّذ ما تقترحه إذا لم يقتنع به. أما إذا اقتنع فلا مانع عنده أن يأخذ به. وأنا أتمنى أن أتحدث عن الفيلم، وأقول للناس أنه عمل جيد، لكن في الوقت نفسه لا أستطيع أن أخل باتفاقي معه، لأننا اتفقنا على أن يكون هو الوحيد الذي يتحدث عن الفيلم. وهذا الأمر سبّب حالة من التشويق والإثارة عند الناس ستكون في مصلحة الفيلم.

- هل كنت تتمنى عرض الفيلم هذا الصيف؟
كنت أتمنى ذلك، لأنني متأكد أنه من أقوى أفلام العام، ويستطيع المنافسة بقوة، لأن موضوعه جديد، ويتم تناوله بشكل مختلف تماماً عن التناول في السينما المصرية. والممثلون في الفيلم يظهرون بشكل مختلف. وأرى أن هذا العمل سيكون علامة في السينما المصرية. ظروف تأجيله منعته من العرض في الصيف لكنني واثق من نجاحه في أي وقت يعرض فيه.

- لماذا غيرتم كثيراً إسم الفيلم؟
لا أحد يعرف إسم الفيلم حتى الآن، والأسماء التي يتم تناولها في الصحف مجرّد اجتهادات.

- ألم تخش التعامل مع عمرو سمير عاطف في أولى تجاربه السينمائية؟
عندما جاءني السيناريو لم أتصور أن الذي كتب «تامر وشوقية» و«العيادة»، هو نفسه الذي كتبه، وأعتقد أن شريف عرفة تفهم ذلك وخاف أن أخلط بين الكاتب وبين جودة الفيلم، فتعمد أن يعطيني السيناريو دون الورقة الأولى المكتوب فيها إسم المؤلف. وعندما قرأت السيناريو أعجبني جداً، فسألته عن الكاتب، ففاجأني بأنه نفسه كاتب مسلسل «تامر وشوقية». لكن المؤكد أن شريف عرفة كان له تدخلات لأن خبرته ظهرت على الورق.

- كيف ترى وجود الفنانين الكبار في سينما الشباب؟
أرى أن وجودهم عودة حميدة تأخرت كثيراً، فهم ثروة حقيقية، ولا تستطيع السينما التألّق دونهم. وأعتقد أن جزءاً كبيراً من الفضل في عودتهم يعود إلى أحمد السقا، لأنه دائماً مشغول بالتفكير في أساتذته، ويعرف كيف يصنع لهم أدواراً تناسب قيمتهم في أفلامه، وهذا ذكاء منه. فعندما شاركه محمود ياسين فيلم «الجزيرة» لم يشعر أحد من المشاهدين بأن محمود ياسين ليس بطلاً رغم أن مساحة الدور لم تكن كبيرة، وكذلك بالنسبة إلى محمود عبدالعزيز في فيلم «إبراهيم الأبيض» حيث يقدّم دوراً مهماً ومحورياً في الأحداث، وأعتبره مفاجأة الموسم. وأتمنى أن يمتدّ هذا التعاون بين الجيل الحالي وجيل الأساتذة أكثر، وأن يصل إلى نجمات السينما المصرية اللواتي نفتقد حضورهن مثل شويكار ونادية لطفي وصفية العمري. وأمنية حياتي أن تعود الجميلة نجلاء فتحي لأنني أحبها جداً.

- لماذا رفضت الفنانة نادية لطفي مشاركتكم الفيلم؟
أعتقد أن السبب كان صغر مساحة الدور، ولذلك أوجه رسالة إلى كتاب السيناريو أن يضعوا في حساباتهم عند كتابة سيناريو لفيلم فيه دور لممثل كبير مراعاة حجم النجم وتاريخه. كما أوجه رسالة إلى الأساتذة الكبار ألا يكون الفيصل في المشاركة هو مساحة الدور.

 

- توقّع الجميع أن تنهال العروض السينمائية عليك بعد مسلسل «قلب ميت» ولكن ذلك لم يحدث؟
بالعكس حدث ذلك بالفعل، ولديّ الآن خمسة سيناريوهات بطولة مطلقة، لكن حتى الآن لم أوافق على أي منها. وأعترف بأن هذا المسلسل حقّق لي نقلة كبيرة، وأعتقد أن سبب النجاح أنني كنت بعيداً عن الدراما 12 عاماً، وللسبب نفسه قرّرت الغياب عن الجمهور هذا العام، حتى لا يمل من كثرة رؤيتي على الشاشة في رمضان.

- هل تراجعت إلى الأدوار الثانية بعدما قدّمت أدوار البطولة المطلقة؟
لم أتراجع ولم أقدم شيئاً من الأصل لأن السيناريوهات التي عُرضت عليّ لم تكن جيدة، لذا فضّلت عدم الحضور إلا إذا وجدت فيلماً يدفعني إلى الأمام. وأنا لا أتعجّل في أي خطوة، لكي لا أندم بعد أن أقدم فيلماً ولا أكون راضياً عنه مثلما حدث مع كريم عبدالعزيز في فيلم «في محطة مصر»، فهو تعجل في تصويره ليلحق موسم الصيف، وكانت النتيجة أن كريم نفسه لم يرض عن الفيلم ويراه دون المستوى المطلوب لأنه لم يأخذ وقته.

- لكنك واقعياً لست موجوداً سينمائياً إلا في فيلم من بطولة كريم عبدالعزيز؟
الفيلم ليس بطولة مطلقة لكريم عبدالعزيز، ولكنه بطولة مشتركة لأربعة نجوم هم كريم عبدالعزيز ومنى زكي وشريف منير، وشريف عرفة كمخرج. أدوارنا متساوية في المساحة والأهمية، فالعمل بطولة مشتركة وليس لكريم عبدالعزيز فقط. أن إسم الفيلم ليس منسوباً إلى بطل من أبطاله، وهو من نوعية فيلم «سهر الليالي» بطولته جماعية.

- لكنك بذلك تظلّ بلا بطولة مطلقة؟
بالعكس تُعرض عليّ بطولات كثيرة وعندما أرى أي سيناريو جيد لا أتردّد في الموافقة عليه. والدليل أنه عندما جاءني سيناريو فيلم شريف عرفة ووجدته مناسباً وافقت عليه بلا تردّد. لكن بوجه عام أفضّل أن يكون حضوري في السينما أو التلفزيون قليلاً وليس مبالغاً فيه لأترك أثراً جيداً عند الناس، وهذا ما يميّزني عن غيري من الممثلين، فأنا لا أهتم بالبطولة قدر اهتمامي بالدور نفسه.

- إلى أي مدى تعاني حتى تجد السيناريو الذي يرضيك؟
في كثير من الأحيان أجلس في البيت وأعيش حالة من التوتر، خاصة عندما لا أجد أدواراً متميزة تناسب طموحاتي، ولكن سرعان ما أتغلب على اليأس، ويصبرني على هذا أكثر أنني أعرف أن النجاح لا يأتي معلباً.

- هل تعرّضت للظلم في حياتك الفنية؟
الحمد لله أنا راضٍ جداً بقليلي، وأبي وأمي علماني الرضا فلم أقل أبداً لماذا ممثل أصغر مني حقّق نجومية أكبر؟ أنا مؤمن بأن كل إنسان في النهاية يأخذ حقه ولذلك لم أشعر بأني تعرّضت للظلم طوال مشواري.

- كيف ترى المنافسة بين أفلام موسم الصيف؟
أراها أقل من ناحية عدد الأفلام مقارنة بالعام الماضي، لكنها أفلام عالية الجودة، فهناك «إبراهيم الأبيض» لأحمد السقا و«ألف مبروك» لأحمد حلمي و«احكي ياشهرزاد» لمنى زكي.

- هل هناك من الأفلام التي قدمتها ما حقّق لك نقلة مثل «سهر الليالي»؟
فيلم «سهر الليالي» لم يتكرر حتى الآن، ورغم خوض المنتجين في أكثر من تجربة مثل «كامب» و«علاقات خاصة» وغيرهما، فإنهم لم يستطيعوا الوصول إلى روح «سهر الليالي». وأرى أن فيلم «كباريه» هو أول إفراز لـ «سهر الليالي»، حتى فيلم «واحد صفر» الذي انتشر أنه مثل «سهر الليالي»، ليس مثله.

 

- هل أنت مستمرّ في فيلم «أسوار القمر»؟
حتى هذه اللحظة لا أعرف إن كنت مع فريق الفيلم أم لا، فقد تحدثت مع طارق العريان أكثر من مرة، لكنه اختفى، ولا أعرف هل سيستمرّ الفيلم أم لا.

- وما جديدك في السينما؟
لديّ مشروعان قيد الدراسة، الأول مع المخرج حاتم فريد، وهو فيلم رومانسي كوميدي ومازال في مرحلة الكتابة الأولية، وستعاد كتابته، ونعقد الآن جلسات عمل للتعديل. والثاني مع المخرج عمرو عرفة، وهو فيلم رعب، لكنني لن أصرح أكثر من ذلك لأنني لم أوقع عليهما حتى الآن.

- هل لديك مشاريع لرمضان المقبل؟
مسلسل «بره الدنيا» من إخراج مجدي أبو عميرة وتأليف أحمد عبدالفتاح، الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي وتم الانتهاء من كتابة 10 حلقات منه، وقد أظهر في رمضان المقبل من خلال برنامج تلفزيوني أحاول الإستقرار على شكله الآن.

- ماذا عن تفاصيل هذا المسلسل؟
مسلسل إنساني جداً وأقوم فيه بدور جديد عليّ، من خلال شخصية رجل يحب زوجته جداً ويعيش معها حياة جميلة، ولكنها تمرض ولا تخبره، وتتوفى نتيجة هذا المرض، فيكتشف لحظة وفاتها الوحدة ويقرر ترك بيته ويخرج إلى الشارع ويعيش على الرصيف. وعند تجوله في الشوارع يلتقي فتاة تغير مسار حياته تماماً، وتحدث له مشكلة كبيرة يتم بناء أحداث المسلسل عليها.

- هل تفضّل الأعمال الإنسانية؟
لا أفضّل نوعية واحدة من الأعمال لأنني أحب تقديم كل الأدوار والشخصيات سواء كانت شراً أو إنسانية أو كوميدية أو إجتماعية، فأنا لا أحصر نفسي في اتجاه أو لون معين، سواء في الدراما أو السينما أو المسرح.

- لست مؤمناً بالتخصّص؟
فقط إذا وجدت نفسي لا أستطيع أن أقدم إلا لوناً واحداً، لكن الحمد لله قدّمت كل الأدوار ونجحت فيها. قدمت الكوميدي في «سهر الليالي»، و«عريس من جهة أمنية»، وقدمت الاجتماعي والرومانسي في «قص ولزق»، وقدّمت في «ويجا» الشخصية المركّبة، وقدّمت على المسرح الكوميديا الصريحة والاستعراض. فأنا أرى أنني أصلح لكل الأدوار. والتخصّص مطلوب إذا كان الجمهور يحب الممثل في لون واحد مثل تميز أحمد السقا في الأكشن لقوة بنيانه الجسماني، ورغم أن الجمهور لم يحبه في الرومانسي عندما قدم «عن العشق والهوا» إلا أنه في رأيي قدم الدور بأفضل شكل ممكن، وهو ما شعر به الجمهور عندما عُرض الفيلم على الفضائيات، وتجد أحمد حلمي بارعاً في الكوميديا أكثر.

- لماذا ابتعدت عن المسرح؟
أخذتني السينما ، وحال المسرح لا يسرّ عدواً ولا حبيباً، إضافة إلى أنني لا أستطيع العمل على المسرح إلا مع الناس الذين أعرفهم فقط، وهم أحمد السقا ومنى زكي ومحمد هنيدي وكان الله يرحمه علاء ولي الدين. هذه هي المجموعة التي لا أستطيع العمل من دونها على المسرح، ولا أستطيع تكوين مجموعة جديدة لأعمل معها. وإذا أرادت أن تستمرّ هذه المجموعة على المسرح فأنا مستعدّ للعمل على خشبته فوراً، كما أنني لن أعمل على المسرح إلا مع المنتجين عصام إمام وعماد الباشا.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077