تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

شمس

«شمس المجنونة، شمس اللي مخّها ضارب كل هذا لا يهمّني». هي عبارة رددتها الفنانة شمس أكثر من مرة في حوارها مع «لها، إنطلاقاً من ثقتها بنفسها وإيمانها بالنظرة المستقبلية التي تمتلكها في رؤيتها الفنية الخاصة. ترى أنها رائدة في كلّ شي، وتقول إنها تحمّلت كل الإنتقادات وأسوأ الألقاب بسبب جرأتها، ورغم كلّ هذا عادوا اليوم ليقلّدوها في الشكل والصورة وحتى في الأداء الذي لم تتجرأ خليجية واحدة على غنائه سابقاً... تحضّر حالياً أغنيات ألبومها الجديد الذي تغني فيه اللبنانية والمصرية، فضلاً عن ألبوم خليجي في آن واحد. أما هديتها للشعب الخليجي والسعودي خصوصاً، فهي أغنية للملك عبدالله تطرحها لمناسبة ذكرى الجلوس.... قصدناها في منزلها في لبنان حيث كانت تطهو، وكان هذا الحوار...

- ما قصّة «البامية»؟
(تضحك) حضّرت عدة أصناف اليوم، بامية وسمك مشوي... أعيش حالة فراغ وأحاول التعويض عنها في المطبخ.

- لماذا الفراغ؟
هو فراغ موقت. كل شيء كان متوقفاً تقريباً بسبب الإنتخابات، وبما أن عملي هو كلّ وقتي من الطبيعي أن أشعر بالملل والفراغ.

- أي هو ليس فراغاً عاطفياً؟
(تضحك) كلا، الفراغ العاطفي موجود من فترة طويلة معي. ليته ينتهي لأني أشعر بأني وصلت إلى حال مزرية...

- ما سبب ذلك؟
أعتقد أن الخطأ من عندي.

- لم نفهم، ليتك تحددين. لأنك فنانة مثلاً؟
كلا، لا علاقة للفن بذلك. المرء عندما يحب بصدق قد يترك كل شيء من أجل هذا الحب ولا يسمح لأي شيء بعرقلته ، شرط أن يجد الحب الحقيقي.

- لكن كي يجد المرء الحب الحقيقي عليه أن يفسح لنفسه المجال في التعرّف إلى الناس، وغالباً ما تنحصر أوقات الفنانين إما في السفر أو الاستوديو والحفلات.؟
أجد الكثير من الفنانات في مناسبات إجتماعية وفنية، إفتتاح متجر أو عروض أزياء وسهرات وحفلات زفاف وغيرها. أما أنا فلا أشارك في أي من هذه الحفلات وبالكاد أخرج إن لم يكن ذلك لعمل ما... فأين سأجد هذا الحبيب المجهول؟ في إحدى زوايا منزلي أم في الشارع... إن سارت الفنانة في الشارع يقول الناس: ما بها تستعرض نفسها؟ أين أذهب؟ خصوصاً أن الحبيب في حياتي يجب أن يكون من خارج الوسط وبعيداً عنه كثيراً. لا بل أفضّل أن يحبّني دون أن يعرف أني فنانة أصلاً بل مجرد إمرأة عادية. وبالمناسبة حصل معي هذا الأمر سابقاً.

- لست اجتماعية بطعبك؟
بلى لكن ليس مع كلّ الناس ولا في كلّ الأوقات. أحب إيجاد صداقات مع أشخاص يملكون فكراً لأني لا أطيق الجلوس لثوان مع أناس فارغين قلباً وعقلاً، أختنق وأشعر بالضيق وأسأل نفسي بم سأتحدث معهم! حقيقة لا أتحمّل الجلوس مع هؤلاء لأكثر من خمس دقائق، ممّا يعني أن المواصفات التي أطلبها أساساً صعبة.

- ما هي هذه المواصفات؟
أن يكون الشخص صاحب فكر معين، أنيقاً في كلامه، وسيماً لكن ليس كما السيدات بل محافظاً على الرجولة في شكله... أريده أن يهتمّ بي أكثر من أن يحبني. من الضروري جداً أن يكون مهتماً بي ويكترث لأمري ويحيط بي ويحتويني. عندما يغرم بنا شخص ما ينسى أن يهتمّ بنا، بل يصبح اهتمامه من منطلق الغيرة فيسأل «أين كنت وإلى أين تذهبين...»، وذلك لأن إحساسه يكون عالياً فيريد منا ما يقابله... أما ما أبحث عنه أنا فهو أن يهتمّ بي كما قلت وليس أن يغار عليّ. الحب في نظري هو الإهتمام، ولديّ والحمدلله أشخاص كثر أحبهم ويحبونني. وأنا بالمناسبة يا إما يحبني الشخص بتطرّف أو يكرهني بتطرّف، والوسط غير موجود أبداً. ربما لأنني بعيدة ولست اجتماعية، فيعتقد البعض أني مغرورة أو أختلق المشاكل، لكن عندما يتعرّفون إليّ ويجدون أن كل ذلك غير صحيح يتعلّقون بي.

- أفهم من كلامك أن ما تبحثين عنه لدى الرجل هو الإحساس بالأمان قبل أي شيء آخر؟
صحيح مئة في المئة. ما فائدة أن أحب شخصاً قد لا يقف بجانبي متى وقعت في أزمة أو مشكلة ما...؟ والإعجاب لا يمكن أن ينفصل عن الحب، فكيف أًعجب بشخص لا يستطيع أن يفعل لي شيئاً في الأزمات... هنا يجب أن نطلق على الحب ما أسمّيه رصاصة الرحمة، لأن الإعجاب والحب سيزولان معاً متى شعرت أن هذا الشخص عاجز عن حمايتي، لا بل سأحتقر هذا الحب وهذا الحبيب. نظرتي اختلفت عن السابق، كذلك قناعاتي في نواح كثيرة لأني صرت أشعر بتعب مبكّر، وهذا لا يفترض أن يحصل بما أني لا أزال صغيرة في السنّ نسبياً. دخلت مجال الفن في سنّ مبكرة وكنت وحدي دائماً، لهذا أشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بقيمة ومعنى وجود رجل في حياتي، أنا في حاجة إلى هذا.

 

- مما لاشكّ فيه أن حياة الفنانة تفرض قيوداً معينة، كالمثل الذي ذكرته بداية عن السير في الشارع...
(تقاطعني) حقيقة هذا ما يحصل. هل من شخص في الدنيا يذهب إلى «الشانزيليزيه» ولا يسير في الشارع! كنت أسمعهم كيف يتهامسون إن صادفت أشخاصاً عرباً يعرفونني... فيقولون مثلاً «شو عندها»؟ ولست وحدي طبعاً بل كثير من الفنانات صديقاتي يُخبرنني بذلك. أو إن صادفنا سيدة مثلا تسير مع زوجها، تخيّلي ردّة فعلها إن قال لها زوجها «هذه شمس الفنانة»... إحدى السيدات ضربت زوجها عندما حصل ذلك في أحد فنادق القاهرة!

- «اوف» معقول؟
نعم وحصلت هذه الحادثة معي وبوجود أصدقاء لي. كنت أمرّ في بهو الفندق حيث كنت أقيم، وكانت هناك مجموعة من الأطفال ينتظرون قبل التوجّه في رحلة، وهم من أسر خليجية كانوا في مصر للسياحة. عندما رآني الأطفال، صرخوا وتجمهروا حولي وكان عددهم حوالي الخمسين مما أحدث ضجة في البهو. وكان هناك رجل مع زوجته شاهد ما حصل فقال لها: «أنظري شمس الفنانة...»، فما كان منها إلاّ أن ضربته أمام كل الناس من شدّة الغيرة. لهذا صرت أتجنّب الظهور كي لا أتأذى وأسمع كلاماً مهيناً أو أن يتأذى أحد بسببي، وأنا حساسة جداً وأشعر أني مذنبة رغم أن لا ذنب لي في الموضوع. للأسف نادراً ما تجدين سيدة مثلاً تطلب أن تلتقط صورة تجمعنا أنا وهي وزوجها... وهذا بسبب عدم ثقتها بنفسها. لكن لو كنت متزوجة وزوجي يرافقني، أعتقد أن هذه الحالة ستختلف.

- لكن هذا الأمر يمكن أن يحصل مع أي سيدة تغار وتشعر بأن زوجها ينظر بإعجاب إلى أي فتاة جميلة، سواء كانت فنانة أو لم تكن؟
طبعاً هذا صحيح، حتى أن هناك أجانب ألتقي بهم في الخارج وأجدهم يطلبون أن يتصوّروا معي وهم لا يعرفون أني شمس الفنانة. لأني بطبعي أحب الأناقة والتميّز في الأزياء، فتجدين الناس ينظرون إليّ بشكل مختلف. أما بخصوص السؤال فهذه أمور تحصل طبعاً، لكن نسبتها أكثر لدى الفنانات. أو على الأقلّ قد أدافع عن نفسي أو عن الشخص الذي تسببت له بمشكلة لو لم أكن فنانة، ولن أخجل من التوجّه إلى تلك السيدة وسؤالها عن سبب تصرّفها، لأني أكره الظلم... لكني لا أستطيع ذلك طبعاً لأني فنانة وشخصية معروفة!

- ذكرت في بداية الحوار أنك ارتبطت عاطفياً بشخص لم يكن يعرف أنك مطربة؟
صحيح، وفي كثير من الأحيان أتعرّف إلى أناس يُبدون إعجابهم بي كسيدة عادية دون أن يعرفوا أنني الفنانة شمس، خصوصاً في مجال الإعمال إذ تجدين أغلب هؤلاء لا يتابعون محطات التلفزة وما يحصل في مجال الفن، إضافة إلى ان شكلي يختلف قليلاً بين الحقيقة والتلفزيون إذ أبدو أكبر سنّاً من خلاله.

- ماذا حدث بالنسبة إلى الشخص الذي ارتبطت به عاطفياً؟
أُصيب بصاعقة عندما علم بالأمر كتلك التي أصابت الطائرة الفرنسية أخيراً، فاختفى... لأنه لا يستطيع الإرتباط بفنانة حسب تفكيره وثقافته. وهناك أشخاص لا يتحمّلون الأمر بسبب الغيرة، فكيف سيوافق بغيرته وعقليته الشرقية على أن تجلس زوجته مع شعراء وملحنين والخ والخ...

 - هل تشعرين بالمقابل بأن هناك أشخاصاً يتقرّبون منك من أجل المصلحة؟
حقيقةً أنا شخصية غريبة، وقد حصلت معي أشياء يصعب تصديقها لولا وجود شهود عليها. هل صادفت شخصاً يُدخل إلى منزله أفاعي وعقارب؟ لا أريد أن أُقسم، لكنني بالفعل تعاملت مع أناس وأحسنت إليهم وأدخلتهم بيتي، وأنا أعلم مسبقاً أنهم يضمرون لي سوءاً أو أن نواياهم ليست صافية... لديّ القدرة على تناول الطعام معه إلى المائدة ذاتها وأهتمّ به أكثر من أقرب المقرّبين رغم علمي بنيّته.

- لماذا؟ كي تحرجيه مثلاً؟
كلا بل لأن الخير أقوى من الشرّ، ولكي ينتصر الخير يجب أن يكون ضعفَي الشرّ الذي يقابله. لهذا أحاول أن أُكثر من الخير تجاهه ومن منطلق القوّة وليس من منطلق الضعف أو الخوف... هناك إعلامية كويتية أعرفها آذت كثيرين في الوسط الفني ولم أكن وحدي ضحيّتها، وهي إما تتقرّب من الفنانين كي تستفيد منهم ومن نجوميتهم، وإماّ تحاربهم. جعلتها تدخل منزلي وأنا أعرف أنها كانت ترسل من منزلي «إيميلات» شتم وتجريح ضدّي... تصرّفت على طبيعتي ولم أجعلها تشعر بأي شيء، والكل من حولي كان مصدوماً لأنهم يعرفون الحكاية. قبل أيام قليلة قصدني إعلامي مهم جداً سبق أن آذاني بشكل قاس إلى درجة أن والدتي مكثت في المستشفى أسبوعا كاملاً بسبب ما فعله في أحد لقاءاته. إستقبلته كما لا تستقبله شقيقته، وهو أتى يطلب مساعدتي بعد تعرّضه لمشكلة كبيرة وليخبرني بأن والدته تأذّت صحياً بسبب ما حصل معه والأشخاص الذين آذوه. فقلت له إن من يعمل مقدار ذرة خيراً يرى، ومن يعمل مقدار ذرة شراً يرى. وأخبرته ما الذي حلّ بوالدتي بعد تلك المقابلة التي تعرّضت إليّ بكثير من السوء والتجريح، مقارنة بالذي حصل لوالدته. إذ كان عليه أن يدرك أن ما دبّره لسواه حصل معه هو، ورغم ذلك سامحته وطلبت منه أن يعتبرني شقيقته.... أحد أصدقائي قال لي: «كيف تمكنت من استقباله أساساً؟ هل نسيتِ أن هذا الشخص عمل لأكثر من سنتين وتواطأ مع أعدائك بهدف أذيتك...». حقيقة لا أعرف كيف تأتيني هذه القوة لكن هذه هي شخصيتي.

- ما كانت ردّة فعله عندما أخبرته أن والدتك رقدت أسبوعاً في المستشفى بسبب ما فعله؟
إنهار باكياً. عندها شعرت بأن حقيّ وصلني لأن ضميره أنّبه وشعر بالخطأ. وأنا في داخلي أدرك أنه طيب، لكنه اندفع ربما لتبييض صفحة شخص آخر وليس لأنه يكرهني، لأنه أساساً لا يعرفني شخصياً. للأسف الوسط الفني كما  هي أوساط كثيرة في مجتمعنا، صار مبنياً على مجموعات تجتمع للأذى، ومشكلتي أني لم أُحسب على أحد لأني أرفض التعامل بمنطق «الشَلَلِيّة» في أي شيء.

- هل لنا أن نسأل من هو هذا الإعلامي؟
طبعاً لا.

- ذكرت في بداية الحوار أنك كنت تقريباً في إجازة بسبب الإنتخابات في لبنان. كونك تعيشين هنا، هل لديك أي اهتمامات في السياسة اللبنانية خصوصاً أننا نعرف أنك متابعة سياسية جيدة عموماً؟
بالتأكيد أتابع، لكن أريد أن أقول إن من لا يعيش في لبنان يصعب عليه أن يفهم ما الذي يجري حقيقة في الداخل اللبناني. لهذا أوجّه رسالتي هذه إلى كلّ شخص يعيش في الخارج وكوّن رأيه من خلال ما يسمعه في الإعلام، وأقول: «طالما أنكم لا تعيشون في لبنان رجاءً لا تحكموا على أحد». هناك ظلم كبير وأمور خاطئة يروّج لها الإعلام عن لبنان واللبنانيين. لبنان بلد راق جداً، ويجب أن نعيش فيه كي نستوعب بعض الأمور ونقوّمها بدقّة. لكن بما أني لست لبنانية، لا أسمح لنفسي بالإعلان عن آرائي التي كوّنتها عن السياسة والسياسيين. لكن دون شك لي ميولي وتوجّهاتي، وكل تمنيّاتي أن يتمكن الشرفاء من أن يحكموا هذا البلد، لكن وصول الشريف صعب في كل شيء. هذا معروف على مدى التاريخ. وبالمناسبة،  السلحفاة رغم بطئها تجدينها ثابتة عندما تصل، لهذا أنا مع السلحفاة.

 

- الفنانون اللبنانيون بدورهم لا يعلنون عن انتماءاتهم السياسية، ما رأيك؟
صحيح قرأت تصريحات كثيرة يقولون فيها «أنا مع لبنان»، رغم أن جنسياتهم تكون أحياناً غير لبنانية...  قبل أيام قليلة، تعرّفت على شخص يبلغ من العمر حوالي سبعين عاماً، «بروفسور» ومثقف جداً وكان يجلس مع مجموعة من الدكاترة والأساتذة يتناقشون في السياسة. وكنت سعيدة جداً بالفرصة التي سُنحت أمامي كي أتحاور مع شخص بقيمته فكرياً وثقافياً. تخيّلي عندما عرف أنني فنانة كويتية، فرح وقال لي «يا بختك تقدري تقولي رأيك بصراحة دون خوف أو تردد، نحن لا نستطيع ذلك دائماً». للأسف لكل شخص ظروفه، لكنني لست مع إخفاء الآراء بل على العكس، متى قال كلّ منا رأيه سيصبح لنا رأي وموقف على الأقل في العالم العربي. وطالما نحن مسيّرون لن يكون لنا أي رأي أو موقف. إن قلت «أنا مع فلان، هذا لا يعني أنني أشتم الطرف الآخر»، وإن قلت إني أحب وردة الجزائرية لست أعني بذلك أني أكره ميادة. هذه هي مشكلتنا في العالم العربي، وطالما بقي التردد والخوف موجودين في نفوسنا سيبقى متنفّس الحرية هامشياً في حياتنا. يقولون إن الإنتخابات ممارسة ديمقراطية، لماذا يفرضون العازل إذاً كي لا يعلن الشخص لمن اقترع! الديمقراطية هي أن تعلن عن ذلك ودون أن يتعرّض لك أحد. وبالمناسبة سعدت كثيراً بوصول أربع سيدات إلى البرلمان الكويتي، وكنت دائماً أقول إني أتمنى ألاّ يتوجه أي كويتي لينتخب شخصاً ما فقط لأنه من قبيلته... هذه قمّة الديكتاتورية أن ينتخب الشخص مرشحاً لأنه من طائفته أو قبيلته. بل يجب أن نختار على أساس ضمير المرشح، وعلمه و ثقافته وليس أمواله أو طائفته.

- هل توقّعت وصول سيدات إلى الندوة البرلمانية في الكويت؟
نعم، لأني تابعت الإنتخابات وكوّنت الكثير من الإستنتاجات. المشكلة أن العرب لم يستوعبوا بعد أن الجيل الجديد أو جيل الشباب هو العنصر الأساس في الإنتخابات، لأن الكبار ملّوا. أما المرشحات والنائبات حالياً، فكانت خطواتهّن إيجابية وفي غاية الذكاء من خلال توجههن إلى جيل الشباب، خصوصاً أنهنّ يدرّسن في الجامعات ويتعاملن مباشرة مع الشباب. وقد لاحظت أن حملاتهّن كانت قائمة على متطوّعين شبان لم يتقاضوا منهنّ أي فلس. وهذا ما أعجبني كثيراً وأسعدني، لأنهنّ لم يعتمدن على عنصر المال ولا الهدايا، بل على الخطاب المباشر وخطط العمل للمستقبل. وأتمنى أن يجدن فرصتهنّ في المجلس رغم أن عددهنّ قليل.

- بالعودة إلى الفن، صوّرت أخيراً أغنية «ويش صاير» وهي «راب» خليجي؟
(تضحك) صحيح لكن لا أعرف إن كانت هذه التسمية تصلح. «الراب» هو اللون الغنائي الشائع لدى الفقراء في الولايات المتحدة، ثم حقق نجاحاً كبيراً وانتشر في كل دول العالم لأنه جميل وشعبي. في أغنيتي أدرجت كلاماً خليجياً مطعّماً بكلام أميركي، فكرته بسيطة جداً تحكي عن زعل الحبيب مني فيسأل الناس عن السبب وأقول لهم إني لا أعرف لأني لم أرتكب سوءاً، بل فعلت كل أستطيع لإرضائه.

- هل صحيح أن الأغنية موجودة بحوزتك منذ خمس سنوات؟
صحيح.

- لماذا لم تصدريها سابقاً؟
لو أصدرتها من خمس سنوات لما كان فهمها أحد. أنا متابعة جيدة للموسيقى الغربية وأعرف كل ما هو موجود في الساحة العالمية، وشعرت في ذلك الوقت بأنها لن تنجح.

- لكن «الراب» كان قد عُرف حينها؟
نعم لكن ليس في العالم العربي وبهذا الشكل.

- لكن البعض سبقك؟
«ما عندي مشكلة»، ورغم ذلك لا أزال أول خليجية تغني «الراب» لأن أحداً لم يقدّمه في الخليج. كنت أنتظر فقط أن يُفهم عندما أقدمه، واليوم إنتشرت فكرة «الراب» كثيراً وصارت مفهومة فشعرت بأن الوقت صار مناسباً. الموسيقى التي اعتمدتها ليست مجرد إيقاعات غربية ورقص، بل هي حقيقة ذات أسلوب عالمي عمل عليها الموزّع طوني سابا بشكل رائع، إضافة إلى العمل المتقن لروجيه حلبي في «الميكس» بعد أن غيّرنا في التوزيع الموسيقي القديم. اليوم أشعر بأنها صارت عالمية أكثر وبتّ مطمئنة إلى نجاحها.

- صورتها مع المخرج أوليفر عجيل الذي تتعاونين معه للمرة الأولى؟
نعم. كانت لديّ فكرة معينة في بالي للتصوير، لكنها تحتاج إلى احتراف في التقنيات لتنفيذها وهو ما أجد أن اوليفر يبرع فيه، وما يملكه من تقنيات ليس موجوداً لدى أي مخرج عربي صراحة. ما أتحدث عنه تحديداً هو تقنيات الـ «ثري دي» والـ «غرافيكس» التي بدأ بها الغرب منذ سنوات، وكل الإتجاه في السنتين المقبلتين سيكون نحوها. مفهوم الصورة تغير كثيراً وصار يتكّل على الإنسجام بين مشهد وآخر دون قطع... كل هذا صار موضة قديمة والإتكال صار على التقنيات وليس على الصورة الحقيقية. يمكن أن نصوّر مثلاً حوض سباحة، لكن المناظر الطبيعية حوله ستكون «غرافيكس»، لأنه في الحقيقة لا يوجد حوض سباحة وسط الشلالات مثلاً. المطلوب صار الإعتماد على الخيال لتقديم صورة تُمتع المشاهد، إي اختراع صورة جميلة وليس تصوير مشهد جميل. وبالمناسبة، نفّذت هذا الأسلوب في أول كليب صورته مع ميرنا خياط حيث صورنا داخل قصر لكن كل ما هو داخله وخارجه كان غرافيكس، ونحن بحاجة إلى هذا النوع من التقنيات التي أعتقد أن أوليفر عجيل هو الرقم واحد فيها. (تضحك وتقول مازحة) حُكم عليّ أن أكون رائدة في كلّ شيء.

 - ستكونين أيضاً أول خليجية تغني اللهجة اللبنانية مع أغنية «ضربة شمس» باللون البلدي؟
(تضحك) «كله جديد في جديد»... دخلت هذا البلد (أي لبنان) الحبيب حيث أنا شبه مستقرّة، وأردت أن أقدّم نفسي إلى الجمهور اللبناني من خلال عمل يكون قريباً منه، وأكثر ما يمكن التعبير من خلاله عن العمق اللبناني هو اللون البلدي اللبناني. ما فائدة أن أغني أي كلام لبناني لمجرّد القول إني غنّيت... ليس هذا ما أطلبه، لأن القدرة الحقيقية هي تقديم أصعب الألوان التراثية الخاصة ببلد معين. وهذا ما يحصل في الخليج العربي حالياً، حيث هناك صعوبة كبيرة في تقديم الألوان الشعبية. يجب أن يكون الفنان قريباً جداً من البيئة كي يتمكّن من تقديم اللفظ الخاص بالشكل الصحيح والمعنى المراد منه.

- هل تمرّنت على إجادة اللفظ اللبناني؟
أغلب أصدقائي هم من اللبنانيين كما أني أتردد إلى هذا البلد منذ كنت صغيرة. وحقيقةً لم أجد صعوبة كبيرة عندما غنّيت اللهجة البلدية لأنها أساساً قريبة من البدوية التي لا تبتعد كثيراً بدورها عن الخليجية. لهذا كان أسهل بالنسبة إليّ إتقان اللفظ الجبلي من الغناء بلهجة لبنانية مبسّطة في أغنيتي الكلاسيكية الجديدة. عدا عن كلّ هذا أنا مستمعة جيدة إلى الفن اللبناني وأحفظ أرشيف وديع الصافي حتى صار مخزّناً في عقلي ووجداني ومنه تعلّمت كيفية اللفظ.

 

- ماذا عن الأغنية الكلاسيكية؟
هي أيضاً باللهجة اللبنانية، كلاسيكية أوبرالية من ألحان وسام الأمير وعنوانها «ضحكت عليّ»، ونفّذناها موسيقياً بأسلوب عالمي مع الدكتور أشرف محروس عالم الذرّة الذي اتجّه إلى الموسيقى. وبالمناسبة أخذت أربع أغنيات من وسام الأمير لكن سأصدر اثنتين فقط في الألبوم كي أتلمّس بداية إن كان الجمهور سيتقبّلهما مني. يعني أنا ضيفة «وأريد أن تبقى إقامتي خفيفة على قلوب الناس».

- هل تصدرين أيضاً ألبوماً خليجياً كما فعلت في السابق؟
صحيح سأصدر ألبومين في وقت واحد، الأول خليجي بالكامل والثاني مصري -  لبناني. هذا ضروري بالنسبة إليّ لأني أتوجّه إلى سوقين مختلفتين، أي الخليج والدول العربية الأخرى. من الصعب أن أقدّم عملاً خليجياً شعبياً للمستمع العربي لأنه لن يفهم منه شيئاً، بالتالي سأظلمه. كما أنه من غير المعقول أن أقدّم ألبوماً باللهجة البيضاء التي يفهمها العرب لكنها لا ترضي المستمع الخليجي الذي يريد أن يسمع لهجته الشعبية الأصلية، أيضاً سأظلمه. لهذا أحرص على تقديم ألبومين إحتراماً وتقديراً للثقافتين العربية والخليجية. 

- لكن الأغنية الخليجية منتشرة في كل الدول العربية ولها جمهور عريض خارج نطاق الخليج؟
ما ينتشر عربياً هو ما يقدّم باللهجة البيضاء التي لا يمكن أن تعبّر عن عمق المعاني والمفردات في اللهجة الخليجية البحتة. حقيقةً من الصعب استيعاب المعاني الخليجية متى كُتبت بمفرداتها الشعبية. ثقافات الخليج قد تبدو متشابهة في الشكل لكنها تختلف كثيراً في التفاصيل، حتى من مدينة إلى أخرى هناك اختلاف لا نفهمه نحن أبناء الخليج. هناك مثلاً اليمني والنجدي والحجازي والعدني والحضرمي والكويتي والبحريني والإماراتي.. حتى داخل الإمارات تختلف مثلاً لهجة دبي عن أبو ظبي.

- تقدّمين خمس أغنيات من أعمال ناصر الصالح في الألبوم قيل إنها كانت لأحلام ؟
أخذت منه خمس أغنيات لكني لن أقدّمها دفعة واحدة، بل سأكتفي بثلاث.

- أنت لم تتعاوني مع ناصر الصالح إلا مرة واحدة. هل صحيح أنك اخترت هذه الأغنيات دون سواها، للردّ بشكل غير مباشر على أحلام التي ذكرتِ سابقاً أنها أخذت منك أغنية؟
لم أكن أتعاون مع الصالح لأن أحلام أو سواها اشترطوا عليه ذلك لا أعرف، وبعد أن اختلفوا معه صار بإمكاني غناء ألحانه. (تضحك) ربما تعود الأمور بينهم إلى سابق عهدها عندها سينقطع التواصل معه من جديد، لهذا أخذت خمسة. وطبعاً أنا لست أعني أنهم كانوا يفرضون رأيهم عليه لكن ربما هي سياسة مصالح... في كلّ الأحوال لا يهمني إن كانت الأغنيات التي اخترتها لأحلام أم لا. أحببت الأغنيات واخترتها على هذا الأساس، كما أن فيها جرأة لا يمكن أن يقدّمها أيّ كان.

- جرأة من أي ناحية؟
الكلام وأسلوب الطرح الذي هو أسلوبي بالأساس.

- على أي أساس إذاً يمكن أن تكون أحلام قد اختارتها؟
لا أعرف، ربما لأنها في الفترة الأخيرة صارت تتجه إلى لوني الغنائي الخاص. وبالمناسبة أبارك لها ألبومها الجديد وحقيقةً أعجبني كثيراً. لكنها في الفترة صارت تقترب من لوني الغنائي، حتى في طريقة أدائي الذي هو «هانك» خليجي لا يستطيع تقديمه أيّ كان، ويتميّز بطريقة معينة في مدّ الحرف والكلمة. هذا «الهانك» هو سعودي نجدي من النادر أن يغنيه أحد لأنه صعب جداً، ويسمّونه «ترحّل على الإيقاع» أي كمن يطير ويكاد يقع لكنه يقع ثابتاً ولا يسقط... تميّزت فيه من بداياتي ومن لا يعرفه يعتقد أنه دلع، لكنه لون خليجي بحت عندما تغنيه المرأة يبدو دلعاً. وأحلام أدّت هذا اللون في ألبومها الأخير، أي هي من اتخّذ طريقي وليس العكس. الخط الذي اتخّذته أحلام جميل لكنه صار قديماً. لست أدّعي شيئاً لأني حقيقة تميّزت بهذه الطريقة في الأداء ولم أكن أتقصّد ذلك. لكني أعشق الأغنية التي أغنيها، فأبدو وكأني أدلّعها لأني أنسجم كثيراً معها وكأني في عالم آخر. فنانات الخليج لم يتجرأن سابقاً على تقديم هذه الطريقة خوفاً من ألاّ يتقبلهنّ أحد. أما أنا فتحمّلت كل الإنتقادات والناس كانوا يقولون إني أغني بدلع لأني لا أملك صوتاً ولا أعرف أصول الغناء، بينما يجهلون أن هذا فن بحدّ ذاته وقدّمته بأسلوب خاص نتيجة ثقافة معينة تكوّنت لديّ. أما اليوم فالكل يتجّه نحوه تدريجياً.

- أي أنت فتحت الباب؟
نعم، فتحته صورة وصوتاً، «واللي بدّو يزعل يشفله حيطه يضرب راسه فيها». أطلقوا عليّ عشرات الألقاب منها «روبي الخليج» ومنها «ما ادري ايش» لكني تجاهلتها جميعاًَ، لأني لا أستطيع فرض ما أملكه على الناس دفعةَ واحدة، بل قمت بذلك تدريجياً. ربما قلائل فهموا ما أقصده، لأني لم أشرح ذلك في حوارات، ومعروف أني لا أطلّ كثيراً على شاشة التلفزيون، حتى أنني لم أُسأل عنه أساساً لكن سعيدة لأني أشرحه للمرة الأولى. أعود وأقول إن ما تغنيه أحلام اليوم هو لوني، إسمعوا أعمالي وأعمال أحلام من باب المقارنة العلمية، وقارنوها بأرشيفها القديم ليتضّح سريعاً أنها لم تغنّ هذا الأسلوب ولا مرة في حياتها، لا هي ولا أي فنانة خليجية أخرى. لست منزعجة بل أعتبر نفسي رائدة.

 

- دون شك أحلام ستردّ عليك وربما بقسوة؟
أعود وأقول إني أطلب من الناس أن يسمعوا الأعمال ويقوّموها، قلّدوني حتى الصورة... ليخبرني أحد رجاء منذ متى نرى فنانات الخليج بشعر «كيرلي» على طريقة «الجيبسي» (الغجر) أو بأسلوب مجنون وغريب؟ أنا الوحيدة التي ظهرت بكلّ ذلك ونفّذته من بداياتي وهوجمت كثيراً بسببه. «يا خرابي على الكلام اللي اتقال عنّي». حرام ظلموني فعلاً لأنهم لم يفهموني، لكن أين هم الآن، ولينظروا إليها (أي أحلام). ألم تطلّ على الناس بشكل جديد وغريب سواء في الصور أو في الكليب. أليست هي من كانت تقول إنها لو ارتدت البنطال «زوجها يكسّر رجلها؟» وكم مرة كررتها في حواراتها! عندما تشتمني كانت تقول «لا يمكن أن ارتدي بنطالاً، في الخليج ما عنّا بنات تلبس بنطلون وتطلع على التلفزيونات، وما عنّا بنات تقول لابوك لابو جدّك، هذه هندية وليست خليجية...». وهل هي خليجية بما تفعله اليوم؟ (تضحك) على الأقلّ أنا طلعت هندية أصلية أما هي فتقليد. كانت تهاجمني باستمرار ثم راحت تقلّدني. لكني أقول لها إني أحبّها لأنها طيبة من الداخل، ورجاء عليها أن تحافظ على خطّها الذي عُرفت من خلاله والصورة البدوية التي أحبّها الناس من خلالها، ولونها الغنائي وطريقة أزيائها. هذه هي البراعة، في أن نحافظ على لون غنائي خاص، وإن أردنا تطويره لا نتخطّاه بل نبقى في إطاره، ولا ننتقل من النقيض إلى النقيض. هي تغيّرت ولم تتطوّر، ما أطلّت به أحلام أخيراً لا يشببها ولا يمتّ إليها بصلة ولا يناسب سنّها أصلاً.

- هي قالت مرة أن عليك أن تشكري الله لأنها تذكرك؟
«ما عندي مشكلة» أنا أشكر ربي باستمرار على كلّ شيء. لكني لم أُسئ إليها ولا مرة، وإني أتحدّاها للمرة الأخيرة في أن تردّ على ما أقول وتثبت علمياً أنه غير صحيح، وأترك الحكم للجمهور.

- متى سيصدر ألبومك؟
في فترة عيد الفطر إن شاء الله. لكنه تطلّب مني جهداً كبيراً، ليس فقط لجهة الأغاني بل أيضاً الفكرة المعتمدة للتصوير والموضوع العام للغلاف. وأطلب من الناس حتى لو لم يحبّوه، أن يقدّروا الجهد المبذول فيه الذي أقوم به.

- يارا قدّمت أخيراً أغنية خليجية نجدية. كيف تقوّمين تجربتها؟
أحب صوت يارا وأداءها، لكني شخصياً أفضّل أن تبقى ضمن إطار اللهجة البيضاء التي نجحت فيها مثل أغنية «صدفة» التي نجحت كثيراً. الأغنية النجدية من أصعب أنواع الغناء الخليجي حتى على الخليجيين أنفسهم. أنا شخصياً أعدت تسجيل أغنية مرتين بسبب اختلاف لفظ كلمة بين مدينة وأخرى، وهي «شِف وشوف»، في بعض المناطق تلفظ «شِف» وفي مناطق أخرى يقولون «شوف»، أي الكسرة فقط ثم ألغيت الأغنية بسبب ذلك. وبالمناسبة أعجبتني كثيراً أغنية «مكانه وين» لميريام فارس، لكن بصفة عامة أنصح الكلّ بالبقاء ضمن إطار اللهجة البيضاء. لأننا نتحدث عن ثقافة شعب مطبوعة في الأذهان، يجب أن نعيش معها بقدر سنوات عمرنا كي نستوعبها كما هي ونقدّمها دون تشويه.

- لكن مطربات كثيرات برعن في الأغنية الخليجية كذكرى رحمها الله وأصالة وغيرهما ؟
برعن في الإحساس ولكن ليس في النطق، وأنا أؤيّد أحلام في هذه النقطة لأنه يجب احترام المستمع الخليجي. لهذا إن أردنا تقديم لهجته يفضّل أن تكون بيضاء وليس الخليجية البحتة، تماماً كما يجب أن يحصل مع الأغنية اللبنانية. هناك فارس كرم مثلاً وعاصي الحلاني وغيرهما يغنون اللبناني الشعبي ولهم محبّون في كل الدول العربية ومنها الخليجية مع أنهم لم يغنّوا خليجي. فيروز لم تغنّ الخليجية، هل قللّ هذا من قيمتها؟ على العكس تماماً متى احترم الفنان جمهوره والثقافة الخاصة بكلّ بلد سيحترمه الناس في كلّ مكان.

- لكن في هذه الحالة أنتِ أيضاً لا يحقّ لك غناء اللهجة البلدية؟
عندما تصدر الأغنية أنا مستعدة لكلّ الإنتقادات من كلّ اللبنانيين لو وجدوا أني أخطأت في لفظ معين. الخليجية أصعب، كما أن اللهجة الجبلية اللبنانية كما ذكرت قريبة من البدوية، والبدوية قريبة من الخليجية.

- ماذا عن أغنياتك المصرية في الألبوم؟
هناك تجديد كبير في المواضيع والكلام والموسيقى والأداء وأعتبر أني أخوض مغامرة مع أغنياتي المصرية الجديدة، وبعض الأغنيات أوزعها في أوروبا وتركيا، أي هناك الكثير من التجديد على الأسلوب المصري. سيلحظ الجمهور ذلك من خلال الموسيقى والتشبّع الموجود فيها، مما يشير إلى مجهود جبّار في العمل وهذا واجب كل فنان يحترم من يسمعه. سمعت أغنية لإحدى النجمات، وصُعقت كيف أنها منفّذة فقط على آلة «الأورغن»... أليس في هذا استسهال واسترخاص وعدم احترام لأي شخص يمكن أن يشتري الألبوم!

- بقي أن نسألك أخيراً عن الأغنية التي سجّلتها للملك عبدالله وستُقدّم لمناسبة عيد الجلوس؟
هي تجربة مميزة في مسيرتي، لأني بالأساس أرفض الغناء لشخص لا أحبّه كائناً من كان ولو ملّكني الدنيا، وهو أمر معروف عني لأني صريحة جداً. أما الملك عبدالله فإني من المعجبين به كثيراً منذ أن كان لا يزال ولياً للعهد. أعشق صراحته وطيبته وتواضعه، إضافة إلى ما يقدّمه من إنجازات كبيرة ومهمة برزت نتائجها تطوراً سريعاً وملفتاً على مستوى المملكة، ويبدو مذهلاً قياساً بفترة تولّيه الحكم مما يجعله رائداً وله أهمية أي حاكم عالمي. لا تتخيّلي مدى إعجابي بكل ما يقوم به، خصوصاً حوار الأديان الذي أُقيم أخيراً وجمع كل الثقافات والحضارات من أجل الحوار. وأنا أعتبر نفسي من هذه المدرسة التي تدعو إلى التسامح والمحبة، لهذا قررت أن أغني له.

- صورتها أيضاً؟
صحيح وأيضاً مع المخرج أوليفر عجيل، وارتديت فيها حجاباً من باب الإحترام. يقولون شمس المجنونة، «اللي مخّها ضارب» أو «ما بعرف ايش»، كل هذا لا يهمني. لكن عندما أغني لثقافة شعب لا يمكن ألاّ أحترم خصوصياتهم وأقدّم ما يناسبهم. الأغنية رائعة جداً وتعبّر حقيقة عن شخص الملك. لحنّها فيصل الراشد ووزّعها موسيقياً وليد فايد. أتمنى أن تنال الإستحسان خصوصاً أنها بلون «العرضة» الذي يعتبر رجالياً وأغنّيه للمرة الأولى، فيه كبرياء وعنفوان وقوّة.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079