"الميراث"... أول مسلسل سعودي يعكس واقع الحياة في المملكة

04 نيسان 2020 | أبو ظبي - هنادي عيسى

يعتبر "الميراث" أول مسلسل سعودي من نوع Soap Opera، وهو بمثابة مواكبة درامية لواقع الحياة في المملكة العربية السعودية بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمتغيرات الحاصلة. ويأتي "الميراث" ثمرة تعاون مشترك بين كلٍ من Two Four 24 و MBC Studios Nation وimage nation abu dhaby ، ويضم ورشة من الكتّاب حيث وضع فكرة المشروع الرئيسية الكاتب العالمي طوني جوردن، وتولى رئاسة فريق الكتابة مازن طه، فيما عمدت إلى وضع القصص والبناء الدرامي لها نور شيشكلي، بمشاركة الكاتبين الرئيسيين جيسكار لحود وثائر العقل.. أما الإخراج فيحمل توقيع المخرجَين العالميين، كريستين ميليك وأندرا بوز، إضافة الى كلٍ من عامر بسيوني وعبدالله الجنيبي... فيما تستمر عملية التصوير وإنتاج العمل خلال العام الحالي. تدور أحداث مسلسل "الميراث" حول صراع قديم ومتجذّر بين عائلتَي البهيتاني والخطوان، صراع يترك النار مشتعلةً بصورة دائمة، فلا مجال للصلح بين هاتين العائلتين، ولا مكان للاتفاق... هذا قبل أن يتدخل الحبّ ويقول كلمته بين شاب وفتاة من العائلتين المتحاربتين. "لها" حضرت في كواليس تصوير مسلسل "الميراث" في إحدى الفيلات في مدينة شخبوط في أبو ظبي، والتقت بعدد من المشاركين فيه للوقوف على آرائهم في هذا العمل.

المخرج عبدالله الجنيبي: في "الميراث" تنازلت عن أنانيتي كمخرج

البداية كانت مع المخرج عبدالله الجنيبي الذي قال: "عندما عُرضت عليّ المشاركة في إخراج مسلسل "الميراث" إلى جانب ثلاثة مخرجين، تحمّست للفكرة، ومن أجله تركت عملاً آخر هو "الشهد المر"، لأن "الميراث" ينتمي الى نوعية Soap Opera، كما أن التعاون مع مجموعة "أم بي سي" وفنانين سعوديين يُضيف إلى رصيدي الفني، وهو العمل السعودي الأول في مسيرتي المهنية، علماً أنني قدّمت سابقاً إعلانات تجارية سعودية".

وأضاف: "شرطي الأول في هذا العمل كان الابتعاد عن الأنانية كمخرج، إذ يجب أن تكون المصلحة العامة هي الهدف الأول والأخير، رغم أن كل مخرج يتمنّى أن يُبرز مهاراته في إنجاز أي عمل فني. ونحن المخرجين الأربعة أصبحنا نتكلم لغة فنية واحدة، فلم يكن مطلوباً في هذا المسلسل إبراز العضلات الإخراجية، بل تقديم المادة البصرية بدون تعقيدات. وقد حضرتُ في الأسبوع الأول من التصوير، وعقدتُ جلسة عمل مع المخرجين الثلاثة الآخرين، ووضعنا معاً أفكاراً ورؤية واحدة للعمل، ولا شك في أن "أم بي سي" تقدّم دائماً أعمالاً مهمّة، وأنا أُحيُي كل من شارك في هذا المشروع الفنّي المتكامل".

هنـد محمـد: "الميراث" عمل مختلف عن كل ما قدّمته

عن مشاركتها في "الميراث"، تقول الفنانة السعودية هند محمد: "الميراث" عمل مختلف عن باقي الأعمال التي قدّمتها من قبل، وأعتبره تحدياً بالنسبة إليّ، لأنه من نوع Soap Opera، وهناك طرف ثالث مشارك فيه هو الجمهور، لأن ليس من السهل تقديم عمل مؤلف من 250 حلقة، وحتى الآن لا نملك الحلقات الأخيرة من هذا المسلسل، لأن استمرار الشخصيات في الظهور فيه متوقّف على ردود فعل المشاهدين إذ من الممكن أن تغادر شخصية العمل وتستمر أخرى حسب تفاعل الناس معها".

وتضيف هند: "المشروع بأكمله استوقفني، بحيث يتعاون أربعة مخرجين في إخراج المسلسل، وتشاركتْ مجموعة من المؤلفين في كتابته، وعندما عرض عليّ نص "الميراث" فكّرتُ ملياً قبل الموافقة عليه، لأن تصويره سيستغرق مدة زمنية طويلة تتخطّى العام، لكن نوعاً ما استطعت أن أوازن بين حياتي الشخصية والبُّعد عن السعودية والسفر الى أبو ظبي للتصوير. ودوري في المسلسل هو لسيدة تدعى "جويرية" وشخصيتها محورية في العمل، لأنها امرأة صلبة وعنيدة وصارمة، وقد تبدو قاسية أمام المشاهدين والمقرّبين، وتحارب من أجل أن تحمي مملكتها وعائلتها، ولا يمكنني الكشف عن المزيد...". وعن تجربتها مع المخرجين الأربعة، تقول هند: "بالنسبة إلى المخرجَين العربيين في العمل، فقد سبق وعملت معهما، لكن لكلٍ منهما رؤيته الإخراجية الخاصة والتي تميّزه عن الآخر. أما المخرجان الأجنبيان فكانت رؤيتهما مختلفة في موقع التصوير داخل الاستديوهات. أما لناحية التوجيه في التمثيل، فقد حرص الجميع على العمل ضمن رؤية واحدة متكاملة مع جهة الإنتاج. وأتوقع أن يشكل مسلسل "الميراث" بصمة لأننا أمام تحدٍّ كبير".

محمـد الحجـي: هذا العمل بمثابة مفاجاة

يتحدّث الممثل السعودي محمد الحجي عن تجربته في هذا المسلسل فيقول: "رشّحني للمشاركة في "الميراث" الأستاذ حسن العسيري، والذي سبق أن تعاونت معه في عدد من الأعمال الطويلة المهمّة. وأرى هذا العمل بمثابة مفاجأة، لأن المشاركة في 250 حلقة ليست أمراً سهلاً إذ يحتاج الممثل الى نَفَس طويل، وأعتبره فرصة جديدة لتكريس مثل هذه الأعمال التي ترعاها "أم بي سي". أؤدي في المسلسل دور "ماجد الخطوان"، وفكرة العمل تدور حول اسمه، أي "الميراث"، كثأر أو حب أو كراهية إلخ... وأتمنى أن يحقق العمل النجاح المرجو، ونحن بانتظار آراء الجمهور".

فيصـل فريـد: لحظة قرأت النص قبلت التحدّي

أما الممثل الكويتي فيصل فريد فيقول عن مشاركته في هذا العمل: "تلقّيتُ العرض من المخرج منير الزعبي، والذي أخبرني أن الشركة المُنتجة لـ"الميراث" طلبتْ منه أسماء ممثلين شباب للمشاركة في هذا المسلسل، فالتقيت بأصحاب شركة "الصدف" وكشفوا لي التفاصيل... في البداية تردّدت لكون المسلسل مؤلفاً من 250 حلقة، لكن بعدما قرأت النصّ وجدتُ أن الحلقات خفيفة وحلوة وتجذب المشاهدين. ودوري في "الميراث" صعب وجديد، بحيث أُقدّم شخصية شاب كويتي يُقيم في السعودية، وهي عبارة عن الشرّ المحبّب، أي الشخص الذي يرتكب أفعالاً سيئة، ورغم ذلك سيحبّه الجمهور. وهذا المسلسل يشتمل على كل أنواع الحب، وآمل أن ينال النجاح المتوقع".

ريـم العلـي: مشاركتي في "الميراث" فرصة كبيرة لي

وتقول الممثلة السورية ريم العلي عن هذا العمل: "حين عرضتْ عليّ شركة "الصدف" الانضمام الى مسلسل "الميراث"، خُفت كثيراً، لكنْ اعتبرت أن المشاركة في هذا العمل فرصة جيدة لي، لأن الظهور يومياً على شاشة MBC يفيدني كممثلة مبتدئة ولا تزال في طور اكتشاف قدراتها في التمثيل، وسعدت بوجود أستاذ تمثيل في كواليس تصوير "الميراث". وأُجسّد في المسلسل شخصية "سارة"، الفتاة الشريرة والخطيرة، وهذا الدور جديد ومختلف عن الأدوار التي قدّمتها سابقاً، وأرجو أن ينال دوري هذا إعجاب المشاهدين".

شيريـن الرفاعـي: شخصية "ترف" تشبهني كثيراً

تشير الممثلة والإعلامية السعودية شيرين الرفاعي إلى أنها تقدّم في المسلسل شخصية "ترف"، وعنها تقول: "ثمة شبه كبير بين شخصيتي الحقيقية وشخصية "ترف" التي أجسّدها في "الميراث"، فـ"ترف" امرأة تحب زوجها وتخلص له إذ تخفي عن الجميع سرّ أنه عقيم لا يُنجب أطفالاً، وتنسب هذا العيب إليها حفاظاً على حبّهما وعلاقتهما الزوجية، ولا شك في أن صراعها مع أهل زوجها يكون عنيفاً، وهذا الدور هو السهل الممتنع بالنسبة إليّ، وأتمنى أن يحظى بإعجاب الناس، كما أن استمراري بالظهور في كل الحلقات يتوقف على مدى تقبّل المشاهدين لدوري، وأنا أشكر القيّمين على هذا العمل لاختيارهم لي للمشاركة في "الميراث"".

جينـا أنطـون: قدّمت رؤية الحياة الجديدة في السعودية

وعن اختيارها لعمل مؤلف من 250 حلقة، تقول الستايلست جينا أنطون: "أخوض في هذا المسلسل تجربة جديدة، وقد عرض عليّ "الميراث" بينما كنت أتواجد في السعودية للعمل مع شركة "الصدف" في سلسلة أفلام "عناقيد"، فوافقت بعد تردّد، لأن التصوير لعام كامل وأكثر ليس سهلاً، وقد يضيّع عليّ فرص المشاركة في أعمال أخرى، سواء في لبنان أو الدول العربية، لكن الشركة المحترفة "الصدف" شجّعتني، كما أن انتماء العمل الى نوعية Soap Opera تجربة فريدة وتغيير نوعي في الدراما، وأنا سعيدة جداً بهذا العمل".

وتضيف جينا: "إن رؤيتي في الملابس لهذا العمل تواكب الانفتاح الحاصل في المملكة العربية السعودية إذ بدأت السيدات بارتداء العباءات الملونة واستغنين عن غطاء الرأس، وقد اتفقتُ مع صنّاع العمل على نقل صورة المرأة السعودية في الوقت الراهن. أما للرجال فما زلنا نستخدم "الثوب" لأنه من صميم التراث، لكن في أماكن ومواقع معينة استخدمنا الملابس العادية مثل الجينز والبدلات، وأتوقع أن يحصد هذا المسلسل نجاحاً كبيراً".

علي جابر: هذا العمل يرتقي بـ "أم بي سي" إلى العالمية

قبل البدء بعرض المسلسل على شاشة MBC1، عُقد مؤتمر صحافي قال فيه الأستاذ علي جابر مدير عام القنوات في مجموعة MBC: "كنا في "أم بي سي" السبّاقين عربياً في إنتاج وإطلاق "السوب أوبرا"، واليوم تُكرّس شراكتنا هذا التوجّه وتحمله الى مستويات ترقى الى العالمية. نحن نتحدث اليوم عن أول مسلسل سعودي Soap Opera من نوعه قلباً وقالباً، أي أنه متكامل العناصر من ناحية القصّة والحبكة ومواقع الأحداث المفترضة وغيرها... نقدّر لشركائنا في Two Four 24 جهودهم، بدءاً من الاستديو الضخم الذي تمّ بناؤه خصيصاً للتصوير، وصولاً إلى الخدمات اللوجستية والفنية وتلك العائدة إلى ما بعد الإنتاج، كما نثمّن لشركائنا في Image Nation Abu Dhaby رفدهم العمل بمواهب شابة مدرّبة في مختلف الاختصاصات".

الجدير ذكره أن أحداث مسلسل "الميراث" انطلقت منذ لحظة وفاة عبد المحسن البهيتاني، والتي ستكون نقطة التحوّل الجذري لمرحلة ما قبل وما بعد، فموت الرجل سيكشف عن حقائق كثيرة، منها الإعلان عن وجود ولد ذكر له من زوجة سابقة، ومخطّطات تكاد تبوء بالفشل لشراكات تعاقدية بين العائلتين المتقاتلتين، بالإضافة إلى مؤامرات للسطو على الميراث الذي تركه الرجل. وفي ظل هذه الظروف يتسابق الجميع على نيل حصة من المال ليست من حقّه، فلا يجد الإنسان الطيّب مكاناً له ولا يعرف كيفية الحصول على أبسط حقوقه، حين يقرّر الأقربون والمحتالون اقتناص أكبر قدر ممكن من التركة... لكن إذا دخل الحب من الباب فهل يقرّب بين القلوب أم يُباعد ما بين النفوس حد العداء؟!.