عشرات الألبومات في أقلّ من شهرين

28 تموز 2009

في نظرة سريعة على خارطة الغناء العربي اليوم وتحديداًَ على سوق مبيع الألبومات الغنائية خلال الشهرين الماضيين، يشعر المرء بأنه غير قادر على متابعة كل ما يصدر بسبب كثافة هذه الإصدارات في فترة زمنية قصيرة نسبياً. فهناك عشرات الفنانين وعدد كبير من شركات الإنتاج التي تتنافس في ما بينها وهذا أمر طبيعي. لكن بعض المراقبين يرون في المقابل في أن تقوم شركة كبيرة مثل روتانا بإنتاج وطرح عدد كبير من الألبومات، ضربة لمبيعاتها. وبالفعل صدر عن شركة روتانا في الفترة الأخيرة خلال شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو ألبومات لكبار نجومها الذين يشكّلون دعائم أساسية فيها ويحققون لها أرباحاً في المبيعات. ومن هذه الألبومات التي صدرت أخيراً وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر: «الله كريم» لجورج وسوف، «خلّيني شوفك بالليل» لنجوى كرم، «نفسي أحبك» لأنغام، «ويّاه» لعمرو دياب، إضافة إلى ألبومات لهشام عباس وباسكال مشعلاني وأحمد الشريف وكارول صقر وصابر الرباعي. كما صدر عن شركات أخرى ألبومات لتامر حسني وإيهاب توفيق وعبد الفتاح القريني وغيرهم.

«لها» طرحت السؤال على مسؤولين في شركة روتانا للإستفسار عن هذه المنافسة والسؤال عن سياسة روتانا التي تعتمد إصدار هذا الكمّ من الأعمال لكبار النجوم وكأنها تنافس نفسها. السيد محمود موسى أحد مدراء الشؤون الفنية في روتانا قال: طالما شكّل موسم الصيف الموسم الأهمّ لتنشيط سوق مبيعات الألبومات الغنائية، لهذا ليس مستغرباً أبداً أن تصدر ألبومات النجوم في هذه الفترة وتحديداً خلال أشهر حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو وآب/ أغسطس. لأن الناس في هذه الفترة يكونون في موسم الإصطياف حيث تكثر الحفلات والمهرجانات فيكون الجمهور متعطّشاً ومستعداً لاستقبال أي جديد على ساحة الغناء. فلا هموم موسم دراسي ولا انشغالات بل سياحة واصطياف وغناء، لهذا يعتبر الصيف الموسم الأقوى الذي يُتكّل عليه.

وأضاف أيضاً أنه في السابق كان الصيف يستقبل أكثر من 12 ألبوماً دفعة واحدة عن شركات مختلفة. أما صدور كلّ هذه الألبومات عن شركة واحدة هي روتانا فهو أيضاً عامل إيجابي ولا يشكّل أي مضاربة بين ألبومات الفنانين، لأنهم يختلفون غنائياً عن بعضهم البعض ولأن لكلّ منهم خطاً غنائياً خاصاً وأسلوباً موسيقياً مختلفاً، وجمهوراً خاصاً ومختلفاً. فجمهور جورج وسوف يختلف بالتأكيد عن جمهور عمرو دياب، كما أن جمهور أنغام بعيد عن جمهور نجوى كرم وهكذا دواليك. وأضاف السيد موسى أن هذه الألبومات لا تتنافس في ما بينها والدليل أن هناك إقبالاً كبيراً عليها من قبل الجمهور في مختلف الدول العربية خصوصاً أنها لنجوم كبار.

كما طرحنا السؤال أيضاً على السيد هادي حجار مسؤول الإعلام والتسويق في روتانا فقال: ربما لو صدرت هذه الألبومات دفعة واحدة عن شركة أخرى غير روتانا لكانت المبيعات تأثرت. لكن روتانا، وبحسب السيد حجار، هي الشركة الوحيدة القادرة على اعتماد سياسة مماثلة نظراً للإمكانات الضخمة التي تملكها، سواء التقنية منها أو البشرية والإعلامية والإعلانية. تسويقياً، يضيف حجار، كلّ الحملات الإعلانية كانت ناجحة وأخذ كلّ فنان حقّه في التسويق الإعلاني، وروتانا لا تطرح الألبومات بشكل عبثي بل عن دراسة معمّقة للسوق كي تتأكّد من أن طرح ألبوم كذا في هذا التوقيت ممكن أو غير ممكن وما هي النتائج التي قد نصل إليها.

ومن المعروف طبعاً أن موسم الصيف هو أقوى المواسم في ما يخصّ مبيع الألبومات الغنائية بسبب العطلة، حيث يكون الجمهور متفرّغاً لاستقبال كلّ ما هو جديد. وبما أن لكلّ فنان جمهوراً، لن يكون هناك أي تنافس خصوصاً أن النجوم الذين نتحدث عنهم لهم شعبية كبيرة، إضافة إلى اختلاف الهوية الغنائية لكلّ واحد منهم.

وأشار السيد حجار أيضاً إلى اقتراب حلول شهر رمضان المبارك حيث تتوقف الإصدارات الغنائية عادة، أي هناك ألبومات كثيرة ستصدر أيضاً في فترة عيد الفطر. فيتمّ التقسيم دورياً بما أن روتانا تنتج لأكثر من 120 فناناً، مع الإشارة إلى إصدارها الألبومات بمجرّد أن تكون جاهزة.

وهنا سألناه عن حقيقة ما ذُكر في بعض وسائل الإعلام عن أن روتانا أجّلت طرح ألبوم شيرين كي لا يصدر في التوقيت ذاته مع عمرو دياب، فقال إن الخبر غير صحيح لأن روتانا تُصدر ألبوم الفنان عندما يكون كلّ شيء جاهزاً من الماسترينغ إلى صورة الغلاف ومعامل التصنيع والطبع وإلخ.... مشيراً إلى أن ألبوم شيرين سيصدر قريباً جداً.