بعد أحلام وفلّة
بتمام الساعة الثامنة من صباح يوم الثلاثاء الموافق في 2009/2/3 وصلت المطربة المغربية هدى سعد إلى مطار بيروت لتستقلّ الطائرة المتوجّهة إلى جنيف حيث تقيم، على أن تسافر منها لاحقاً إلى لوس انجليس (الولايات المتحدة الأميركية) لتصوير كليب. دخلت هدى بشكل عادي، وأكّدت حجز مقعدها على الطائرة Boarding ومن ثم إلى الأمن العام لتختم جواز السفر قبل المغادرة. لكنها فوجئت بإيقافها لدى تفحّص الأوراق، وذلك بسبب عدم التصريح في وقت سابق عن تصويرها كليب «ما صدّق» في بيروت الذي يعرض على شاشة روتانا موسيقى.
وبحسب القانون اللبناني، يجب على كل فنان أجنبي (غير لبناني) أن يصرّح لجهاز الأمن العام عن أسباب الزيارة ودفع الضرائب المستحقة جراء أي عمل فني يقوم به على الأراضي اللبنانية. فإن أحيا حفلةً على سبيل المثال هناك ضريبة معينة يدفعها هو أو المتعهد (حسب الإتفاق المبرم بينهما)، وإن صوّر فيديو كليب تدفع الشركة المنتجة بعد التصريح مبلغاً بقيمة 300 ألف ليرة (أي ما يعادل 200 دولار أميركي)، وفي حال الزيارة من أجل تصوير حلقة تلفزيونية، تتولى المحطة التصريح عن ذلك. وفي حالة هدى سعد، كان يجب على شركة «روتانا» التي تنتج أعمالها أن تدفع الرسوم المتوجبة نظير تصوير كليب «ما صدّق» موضوع الإشكال، غير أن الشركة لم تقم بذلك ما تسبب بتوقيف هدى في مطار بيروت وسحب جواز سفرها.
فوجئت هدى بما حصل خصوصا أنها لا تدري شيئاً عن هذه القوانين، فأجرت اتصالاً بمكتب الشركة في بيروت وأخبرت المسؤولين بما حصل. أحد الموظفين في الشركة قصد المطار لحلّ المسألة، بعد أن كان أحد المحققين قد أخبر هدى أنه في حال عدم دفع الرسوم، تُمنع نهائياً من العودة إلى لبنان. وهكذا مكثت هدى في مكتب التحقيق طوال اليوم ولم تتمكن طبعاً من السفر وعادت إلى الفندق حيث كانت تقيم بعد أن أُعيد إليها جواز السفر، ومُنحت مهلة ثماني وأربعين ساعة لدفع الرسوم من جانب شركة «روتانا» كونها المنتجة، وإلاّ يدرج إسمها على لائحة الممنوعين من الدخول إلى لبنان.
في اتصال هاتفي أجريناه معها، أكدت هدى أن المسؤولين في جهاز الأمن العام اللبناني عاملوها بكلّ احترام ولياقة ورقيّ، وأن مسألة توقيفها هي مجرّد تنفيذ للقانون الواجب احترامه، وبأنها ليست المسؤولة شخصياً عمّا حصل بل «روتانا»، مستغربةً كيفية حصول أمر مماثل في شركة تصوّر عشرات الكليبات لفنانين من لبنان ومن خارجه ويفترض أنها تعرف القوانين المرعيّة الإجراء. ومع صدور هذا العدد يفترض أن تكون هدى قد غادرت بعد تسوية المسألة العالقة لدى جهاز الأمن العام، متوجهة إلى باريس ومنها إلى جنيف بسبب عدم وجود خط طيران مباشر إلى سويسرا سوى مرتين أسبوعياً، وهي مضطرة للسفر لتتوجه بعد ذلك إلى لوس أنجليس لتصوير الكليب المتفق عليه مع مخرج لبناني - أميركي.
وفي السياق ذاته، علمنا من مصادر مطلعة أن المطربة أحلام التي حلّت ضيفة في برنامج «The Manager» على «روتانا موسيقى»، واجهت المشكلة ذاتها حيث دخلت إلى بيروت دون أن تقوم «روتانا» بالتصريح عن هذه الزيارة التي تعتبر زيارة عمل وليست للسياحة. ولم نعرف من الذي نبّه المسؤولين في روتانا أو في شركة «انديمول» (منتجة البرنامج) بعد وصول أحلام، وأشار إليهم بضرورة التصريح قبل أن تطلّ أحلام مباشرة على الهواء، فسعوا إلى معالجة الأمر قبل مساء الأحد موعد الحلقة، وإلاّ كانت ستواجه المشكلة ذاتها التي حصلت مع هدى لدى المغادرة أو العودة مرة أخرى. وقبل نحو شهرين، حصل أمر مماثل مع المطربة فلة عندما وصلت إلى بيروت لتصوير حلقة من برنامج «تاراتاتا»، وكاد جهاز الأمن العام يمنعها من الدخول لأن «روتانا» لم تصرّح عن زيارة سابقة قامت بها فلّة. وبعد ساعات من التحقيق وتدخّل أحد الموظفين في روتانا (هو ذاته الذي رافق هدى سعد) دُفعت الرسوم وحلّت المسألة ومرّ الموضوع على خير....
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024