نور الغندور: انتظروني في رمضان في "دفعة بيروت"
ترى أن العمل الجيد يفرض نفسه وسط ضجيج الأعمال الدرامية وكثرتها، وتسعى دائماً إلى أن تكون ممثلة مجتهدة في أدوارها، كما استطاعت خلال فترة قصيرة أن تلفت الأنظار بموهبتها وجمالها الراقي وقوة تأثيرها في المُشاهد الخليجي، مما جعلها وجهاً مألوفاً في أهم أعمال الدراما الخليجية. إنها النجمة نور الغندور التي التقتها "لها" في حوار صريح تحدثت فيه عن نجاحها المدوّي في آخر عملين لها، وهما "دفعة القاهرة" و"جمان"، وكشفت أيضاً عن غيرة الفنانات منها، وعن تكوينها ثنائياً مع الفنان مهنّد الحمدي، والكثير من الأمور الحياتية.
- كيف وجدت مشاركتك في مسلسل "دفعة القاهرة" ومن بعده مسلسل "جمان" الذي عُرض أخيراً وحقق نجاحاً كبيراً؟
مشاركتي في هذين العملين شكّلت نقلة نوعية في مسيرتي الفنية، ففيهما تعلّمت أشياء كثيرة في التمثيل، وشعرت للمرة الأولى أنني أُمثّل بصدق، كما أن تصوير أحداث مسلسل "دفعة القاهرة" في مصر وفي مدينة الإنتاج الإعلامي ساعدنا كثيراً وسهّل علينا الأمور.
- تعرّض "دفعة القاهرة" لانتقادات كثيرة لاذعه من الجمهورَين الكويتي والمصري، لماذا برأيك؟
ما من عمل فنّي يسلم من الانتقادات، فما بالك إذا كان عملاً خليجياً بهذه الضخامة؟! من الطبيعي أن يتعرض لتعليقات سلبية وإيجابية، ولكن نحن ننظر الى الجانب الإيجابي طالما أنه يطغى على السلبي.
- هل تعتقدين أن الضجة التي أُثيرت حول المسلسل ساهمت في إقبال الجمهور على مشاهدته وبالتالي نجاحه؟
لا، بل إن نص العمل الجيد والإخراج المبدع وأداء الممثلين المميز هي التي ساهمت في نجاح المسلسل.
- كيف استعددت لتقديم هذه الشخصية؟
عقدتُ أكثر من جلسة عمل مع المخرج علي العلي، تناقشنا خلالها في تفاصيل شخصيتي في المسلسل، كما حرصت على مشاهدة أدوار لتوائم كثر، حتى أتمكّن من تجسيد دوري بصدق وإتقان في العمل، وسعيت جاهدةً لئلا أُظهر فارقاً ولو بسيطاً بين شخصيّتي التوأمين اللتين قدّمتهما، وكي لا يبدو أدائي مصطنعاً.
- ننتقل الى مسلسل "جمان" الذي عُرض أخيراً وحقق نجاحاً كبيراً، كيف وجدت العرض خارج السباق الرمضاني؟
أسعدني نجاح مسلسل "جمان"، فجمهور المشاهدين أحبّوا الشخصية التي قدّمتها فيه، لدرجة أنهم كلما التقيت بهم، ينادونني بـ"جمان"... وهذا دليل على أنني حاضرة في أذهانهم بسبب شخصيه أدّيتها وأحبّوها كثيراً.
- هو تعاونك الثاني مع الفنان مهنّد الحمدي بعد مسلسل "دفعة القاهرة"، فما رأيك بالعمل معه؟
مهنّد إنسان خلوق، ملتزم في عمله، ويسعى دائماً لتطوير نفسه، كما أنه يتقبّل النقد برحابة صدر، شرط أن يكون نقداً بنّاءً.
- هل يمكن أن نراكما معاً في عمل فنيّ؟
ولمَ لا؟! طالما أننا خضنا معاً تجربة ناجحة، فلا مشكلة في ذلك، شرط أن يكون العمل الذي سيجمعنا مختلفاً في فكرته كي لا يمل المُشاهد.
- هل صحيح ما يقال من أنك أصبحت تفرضين شروطاً تعجيزية على المنتجين بعد نجاحك الباهر في مسلسل "جمان"؟
هذا الكلام لا أساس له من الصحة، فأنا سلسة وغير متطلّبة مع المنتجين، لأنني أحب عملي، والفن بالنسبة إليّ ليس تجارة، بل موهبة أحب ممارستها وأسعى لتطويرها باستمرار. وإذا تعاملت مع الفن من باب التجارة فسأخسر كثيراً.
- هل ترين أن المسلسل ودورك فيه تحديداً يعبّران عن بنات جيلك؟
"جمان" قصه واقعية وموجودة في كل المجتمعات الخليجية والعربية.
- ما هو شعورك بعد عرض المسلسل؟
شعور لا يوصف، وتغمرني السعادة كلما قرأت تعليقاً إيجابياً على المسلسل أو سمعت الناس يشيدون به.
- ما أكثر مشهد قدّمته في "جمان" وأثّر فيك؟
ليس هناك مشهد معين، فكل مشهد قدّمته في هذا المسلسل كان له طعم مختلف، وأثّر فيّ بشكل أو بآخر.
- هل يمكننا القول إن نور أصبحت اليوم نجمة لها ثقلها الفني؟
في هذه النقطة أترك الحكم للجمهور والنقّاد.
- ما سرّ نجاحك، وخصوصاً في أعمالك الأخيرة؟
سر نجاحي يكمن في انتقائي للأدوار، وحرصي الدائم على تطوير أدائي التمثيلي.
- في رأيك، أي دور من أدوارك هو الأكثر رسوخاً في إذهان المشاهدين؟
"سبيجة" و"إقبال" في مسلسل "دفعة القاهرة"، و"جمان" في مسلسل "جمان".
- هل شعرت بغيرة بعض الفنانات منك بعد نجاحك المدوّي في مسلسل "جمان"؟
لا، بل على العكس غالبية الفنانات هنّأنني بالنجاح، وسُررت كثيراً بمتابعتهن للمسلسل.
- من هنّ صديقاتك المقرّبات في الوسط الفني؟
أُحب جميع زميلاتي في الوسط الفني وأحترمهنّ، وتربطني بهن علاقة صداقة متينة، ولكن من النادر أن نلتقي مع بعضنا البعض بحكم انشغال كلٍ منّا بأعمالها الفنية وحياتها الخاصة.
- هل تتمتعين بصفة تميّزك عن باقي الفنانات؟
بصراحة، لا أعرف، والجمهور وحده القادر على التمييز بين الفنانات.
- كيف تتعاملين مع فضول الجمهور وحبّه للاستطلاع؟
أتعامل معهم بطبيعية، لكن إذا بدر منهم تصرف لا يعجبني، أكتفي بالصمت.
- ما الأدوار التي تبتعدين عنها؟
أرفض تقديم الأدوار الجريئة والمبتذلة.
- هل من أعمال ندمت عليها؟
لا، فكل عمل فني شاركت فيه، أفادني واكتسبت منه خبرة جديدة.
- لكن يردّد البعض أنك تسرّعتِ في الموافقة على مسلسل "قابل للكسر"، مؤكدين أنه لم يضف إليك أي نجاح...
يكفي أنه تجربه تعلّمت منها.
- هل تعتبرين نفسك محظوظة فنيا؟
الحمد لله.
- هل تتردّدين في اتخاذ القرارات؟
طبعاً، أنا أفكر ملياً قبل اتّخاذ أي قرار في حياتي.
- أي دور جسّدتِه وكان الأحبّ إلى قلبك؟
"جمان".
- نور، هل توافقين على أن الفنان ملك للجمهور لا لنفسه؟
الفنان في رأيي نصفان، نصف لنفسه والنصف الآخر لجمهوره.
- ماذا تريدين من الفن: النجاح أم الشهرة أم المال؟
النجاح، ولا شيء آخر.
- ما هو مفهومك للنجومية؟
النجومية هي أن تكون فناناً تقدّم كل ما يليق بالجمهور... والنجومية تعني "جمهورك ينتظرك"، أي يجب ألاّ تبتعد عنه كثيراً، وأن تقدّم له عملاً كل فتره ليستمتع بفنّك الجميل.
- هل يحصرك المنتجون في أدوار معينة؟
هذا كان في بداية مسيرتي الفنية، أما اليوم فأصبحت الأمور أكثر مرونةً.
- ما أكثر شائعة أغضبتك؟
بصراحة، ما من شائعة أغضبتني.
- هل تستشيرين أحداً في الأدوار التي تُعرض عليك؟
أستشير نفسي وأهلي.
- ما أكثر عبارات الإطراء التي قيلت عنك وأسعدتك؟
تدخلين القلب بمجرد ظهورك على شاشة التلفزيون.
- هل من معايير تختارين على أساسها أدوارك؟
هي ليستْ معايير بالمفهوم المتعارف عليه، وكل ما في الأمر أنني في الفترة الأخيرة أصبحتُ أنتقي الأدوار الجديدة التي لم يسبق لي أن قدّمتُها من قبل، حتى أتحاشى الوقوع في فخ التكرار، لأنني أرى أن كل دور مختلف يضيف تطويراً مهماً لأدوات الممثل وقدراته. ففي كل عمل أشارك فيه أحاول الحصول على دور أهم من الذي سبقه، بحيث يحتاج إلى مجهود كبير وإبداع أكبر.
- كأنك تبحثين عن دور ما تتمنين تجسيده!
بكل صراحة، يمكنني القول إنني إلى الآن لم أحصل على الدور الذي أطمح إليه. فكل ما سبق أن قدّمته منذ دخولي مجال التمثيل محصور في شخصية الفتاة التي تَعشق وتُحب وتُخان...، أريد الخروج من عباءة الرومانسية، والانتقال إلى مناطق أخرى أُبدع فيها بملامح نفسية مختلفة.
- وما الدور الذي يساور طموحك الفني؟
ربما من يرى مظهري الخارجي، يظن أن ليس في مقدوري تقديم شخصية مركبة، لكنه فعلاً مخطئ. ولا أخفيك القول إنني أرغب بشدة في تقديم شخصية معقّدة تتسع لمشاعر متناقضة ومواقف متضاربة، ومستعدّة للظهور على الشاشة من دون ماكياج، لأن مثل هذه الأدوار تُبرز إبداع الفنان الحقيقي، وهذا ما أبحث عنه بالضبط.
- هل تضطرين إلى المجاملة في سبيل المشاركة في عمل فني؟
وفقاً لما أراه، لم يعُد هناك منتج أو مخرج على حد سواء يطلب من الفنان المجاملة على حساب نفسه، لأن لكل ممثل ملعبه ومكانه الخاص. لكن ربما تكون المجاملة على صعيد الأجر، وأنا شخصياً أُجامل في حال أُعجبتُ بالشخصية أو العمل برمّته، رغم اقتناعي بأن الماديات ليست كل شيء.
- هل تهتمين بمسألة ترتيب اسمك في التتر؟
لن أكذب وأقول لا يهمّني الأمر، لأن كل شخص يتعب على عمله يتمنّى في المقابل أن يجد التقدير المناسب. وأنا شخصياً قبل دخولي أي عمل، أحرص على معرفة مكاني فيه، فإذا شعرتُ بأنني حصلت على حقي الكامل والكافي، لا أتدخّل أو أفرض شروطاً. ومنذ بدايات مشواري الفني، لم أخُض أي نقاش أو خلاف بهذا الشأن.
- نادراً ما تظهرين في الإعلام، فما السبب؟
لأنني أرفض الظهور لمجرد الظهور، بل أختار التحدّث إلى الإعلام حين يكون لديّ عمل جديد أرغب بكشف تفاصيله للجمهور، وأرى أن كثرة ظهور الفنان عبر صفحات الجرائد قد تُصيب الجمهور بالملل.
- هل لعب الجمال دوراً أساسياً في نجاحك؟
الجمال ليس وسيلة للنجاح، ولم أعتمد يوماً على شكلي الخارجي لتحقيق النجاح، فهناك بعض الفنانات الجميلات فشلن في أدائهن، وأنا لا أمانع في الظهور على الشاشة من دون ماكياج، لأن هدفي من التمثيل أن يحبّ الناس الشخصيات التي أؤدّيها وليس ملامحي الجميلة، فمحبّة الجمهور لي هي السبب الرئيس لنجاحي.
- لماذا تفضّلين المشاركة في الأعمال الدرامية الكويتية؟
بما أنني أُقيم في الكويت، من الطبيعي أن أشارك في أعمال درامية كويتية، ولكنني أرحّب بالانضمام الى أعمال درامية خليجية، فالتنويع مطلوب للفنان، خصوصاً إذا كان في بداية مشواره الفني.
- هل ترين أن ما تقدّمه الدراما حالياً من موضوعات مستقىً من واقع مجتمعنا الخليجي؟
غالبية مؤلّفينا على دراية تامة بكيفية طرح المشاكل المستمدّة من واقعنا بالشكل الصحيح، وبالفعل تصل رسائلهم إلى المُشاهد، وهناك آخرون يبالغون في ذلك.
- لماذا لم نرَك بعدُ في أعمال مصرية رغم أنك مصرية؟
أرغب في المشاركة بالأعمال الدرامية المصرية، فكل فنان يسعى إلى تلك المشارَكات، وستكون لي مشاركة من خلال عمل مصري سيتم الكشف عنه قريباً.
- ما نوعية الأدوار التي تطمحين إلى تجسيدها؟
أتمنى أن أقدّم دوراً كوميدياً، بالإضافة إلى أدوار لم يتم طرحها كثيراً في الخليج، وهي أدوار "الأكشن" بالنسبة إلى الفتاة.
- أخيراً، ما هو جديدك الفني؟
أحضّر حالياً لمسلسل جديد عنوانه "دفعة بيروت"، وسوف يُعرض في موسم رمضان المقبل، فانتظروني...
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات