المتخصصون والنقاد يحاكمون عمرو دياب وتامر حسني
في سوق الألبومات والكاسيت وعالم الغناء الآن لا صوت يعلو فوق صوت معركة الصدارة التي تدور رحاها بين ألبومين، كل منهما يحمل اسم نجم له شعبية وجماهيرية، ومدعوم بإمكانات شركة من كبرى شركات صناعة الكاسيت. الأول ألبوم «وياه» للمطرب عمرو دياب الملقب «بالهضبة»، والثاني لتامر حسني الملقب «بنجم الجيل»، وبالرغم من الفارق الكبير في الخبرة والتجارب والنجاحات السابقة بين دياب وتامر، فإن المنافسة بينهما وصلت الى مرحلة صنعت منهما قطبين لسوق الكاسيت، ودعم ذلك صراع شركات الكاسيت المتبادل على كلا النجمين. فعمرو دياب كان الصفقة الأبرز لـ «روتانا» حتى الآن وضربتها الأقوى لمنافسها القوي محسن جابر، وتامر حسني هو الآخر يعدّ أهم صفقة في حياة محسن جابر، خصوصاً أنه حصل على توقيعه بعد أن كان على أعتاب «روتانا» وهو ما جعل شركتي «روتانا» و«عالم الفن» تحشدان كل ما لديهما من إمكانات وآليات إعلامية لمساندة مطربيهما وتحقيق النجاح لهما وهو ما حقق أثراً إيجابياً في سوق الكاسيت وأعاد اليها الروح مرة أخرى، وبدأت المبيعات بأرقام تتخطى العشرين ألف نسخة من جديد وخصوصاً بعد أن أعلنت عالم الفن أن الدفعة الأولى من ألبوم تامر حسني في الأسواق هي 100ألف نسخة وهو الرقم نفسه الذي طرحته «روتانا» لعمرو دياب مما يعني أن أحد الألبومين قد يصل إلى مبيعات قياسية خلال الفترة المقبلة.
لكن هذه المنافسة والحرب الإعلامية بين النجمين أو الشركتين السلاح الأول فيها هو الألبوم الغنائي نفسه، فكيف يقوّم أصحاب التخصص والنقاد الألبومين؟
الموسيقار يحيى الموجي هو أحد الملحنين الذين تعاونوا مع تامر حسني في بداياته خصوصاً في فيلم «حالة حب» من خلال أغنية «هي كده الحياة»، كما تعاون مع عمرو دياب في ألبوماته السابقة. يرى الموجي أن «عمرو دياب وتامر حسني يقدمان حالة من الاجتهاد الفني الذي يحقق ثراءً للوسط الغنائي». وقال إن «عمرو نجح في إحداث نقلة نوعية في جودة الموسيقى لأنه اهتم باختياراته بشكل دقيق على مستوى الكلمات والألحان والتوزيع، فخرج الألبوم متكاملاً وبجودة عالية»، وإن «عمرو دياب استعان بخبرته التي تصل إلى 25 سنة غناءً، في صناعة هذا الألبوم الذي تضمن أغنيات رائعة مثل أغنية «آه من الفراق» التي تحمل روح ألبومات عمرو القديمة ولكن بفكر وطريقة تنفيذ وموسيقى حديثة».
أما عن ألبوم تامر حسني فقال «من الظلم أن نضع تامر حسني في مقارنة مع عمرو دياب لأن هناك فارقاً كبيراً على مستوى الخبرة والنضج الفني والتجارب الموسيقية لا يمكن تجاوزه، فألبوم تامر تضمن أغاني جيدة ولكن مشكلة تامر أنه لا يسير على وتيرة واحدة، فتجده يقدم أغنية جيدة وفيها ابتكار وغناء جيد وبعدها أغنية سيئة، وقد يرجع ذلك إلى رغبته في تجربة السير في أكثر من اتجاه أو لنقص خبرته في اختيار ما يناسبه».
نقاط القوة
الملحن وليد سعد من أشهر الملحنين في مصر وله رصيد فني ضخم إلا أنه لم يتعاون مع عمرو دياب ولا تامر حسني، ورغم أنه كان متحفظاً في الحديث عن الاثنين، فإنه قال لا يجوز أن نقارن ألبوماً بآخر لأن الأصل في الأمور أن تقوّم كلاً على حدة لأنه ليس مطلوباً من مطرب أن يصنع ألبوماً في مستوى ألبوم مطرب آخر أو يتفوق عليه، ولكن المفروض أن يصنع المطرب الألبوم الذي يرى أنه أفضل من وجهة نظره ومشروعه الموسيقي. وأياً كان مستوى الألبومين فلابد أن نعترف بأن الآلة الإعلامية التي تقف خلفهما ستؤثر كثيراً على كل الآراء التي ستتناول الألبومين بالتحليل.
وأضاف وليد سعد قائلاً «الواضح في الألبومين أن كلاً من عمرو وتامر يعرفان نقاط قوتهما جيداً. فعمرو صنع ألبوماً في غاية الجمال قد يكون أفضل ألبوماته في السنوات الأخيرة على الإطلاق، واعتمد فيه على خبرته وتجاربه السابقة خصوصاً في عملية اختيار الأغاني والشكل الموسيقي، وقد أحدث حالة من التطور في فكره الموسيقي في هذا الألبوم. وهذه طريقة مختلفة عن طريقة تامر الذي لا ننكر أنه شخص موهوب ومحبوب من الناس وما زال في مرحلة التجريب لذلك اعتمد على الجرأة في اختيار أغانيه سواء من حيث الكلمات أو الألحان، وهذه الجرأة دفعته إلى غناء أغنية مثل «نظمي فهمي رسمي» وهي أغنية أحبها الناس، وأنا أؤمن بأن ما يحبه الناس هو الذي يحقق النجاح الحقيقي.
أسلوب مختلف
الملحن محمود خيامي أكد أن كلا الألبومين نالا إعجابه مع التأكيد على أنه لا توجد أوجه للمقارنة بين الألبومين لأن لكل منهما مدرسة وأسلوباً غنائياً مختلفاً وقال «الألبومان يتضمنان مجموعة متميزة من الأغاني والمقارنة لا تعني بالضرورة أن يكون أحدهما سيئاً والآخر جيداً، ولكن النظرة الموضوعية تفرض علينا أن نقول إن ألبوم تامر هو أفضل ما قُدّم حتى الآن، وأنه اجتهد في الظهور بشكل جديد وأغانٍ تحمل أفكاراً جديدة على مستوى الموسيقى والكلمات. أما عمرو دياب فهو نجم كبير ويعرف كيف يصنع ألبوماً وبالفعل صنع مفاجأة بألبومه الجديد رغم التسريبات والقرصنة التي تعرض لها. إلا أن ألبومه بكل أغانيه يحمل أفكاراً جديدة ومميزة، وأؤكد أن قوة ألبوم عمرو دياب ونجاحه لا يعنيان ضعف ألبوم تامر، والعكس صحيح، لأن كلاً منهما له مجاله وأسلوبه سواء في الغناء أو في اختيار الأغاني.
مغامرة
الناقد أحمد السماحي يرى أن كلاً من عمرو دياب وتامر حسني قدّم هذا الصيف أفضل ألبوماته على الإطلاق, وقال «إن تامر وعمرو دياب نجحا في الاستفادة من الأجواء التنافسية لتقديم أفضل ما لديهما وكل منهما استخدم أسلحته الخاصة. فعمرو دياب فضّل الاعتماد على فريقه الذي حقق معه النجاحات في ألبوماته السابقة وعاد للتعاون مع عمرو مصطفى وعمرو طنطاوي والشعراء بهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر وعبد المنعم طه، وجميعهم أسماء يتعامل معها عمرو منذ أكثر من عشر سنوات، ولم يدخل جديداً على فريقه سوى الشاعر تامر حسين، على عكس تامر حسني الذي غامر في الألبوم بإسناد تلحين نصف الأغاني الى كريم محسن وهو ملحن يخطو خطواته الأولى، وكذلك تقديمه لدويتو مع المطرب علاء عبد الخالق الذي اختفى من على الساحة منذ عشر سنوات فضلاً عن غنائه باللغة الإنكليزية في أغنية come back to me. والملحوظة التي تدل على حرص عمرو وتامر على تقديم أفضل ما لديهما هو مشاركة كل منهما بأكثر من لحن في الألبوم، فعمرو دياب للمرة الأولى يطرح أربع أغانٍ من ألحانه في ألبوم واحد، وكذلك تامر شارك في تلحين معظم أغاني الألبوم.
حرب البوسترات والمبيعات بين عمرو دياب وتامر حسني
في واحدة من أسخن حالات المنافسة التي شهدتها سوق الألبومات والكاسيت في السنوات الأخيرة يدور الصراع حالياً بين عمرو دياب وتامر حسني على المبيعات بعد أن طرح الاثنان ألبوميهما في التوقيت نفسه، عمرو طرح ألبومه «وياه» قبل أن يطرح تامر ألبومه «هأعيش حياتي» بأسبوع واحد فقط ومع نزول ألبوم تامر بدأت حرب الأرقام بين عمرو الذي يتعاون مع «روتانا» وتامر الذي يتعاون مع محسن جابر فكل شركة تردد أن ألبومها وزع أكثر.
إلا أن المنافسة بين النجمين لم تتوقف عند أرقام المبيعات التي لا يعرف أحد حقيقتها بشكل قاطع وإنما شملت المنافسة أيضاً بوسترات الألبومين، فلا يوجد تقريباً مكان فيه إعلان لألبوم عمرو إلا وتجد إعلاناً لألبوم تامر بجواره، ولا يوجد مكان فيه بوستر لتامر إلا وتجد «بوستر» لعمرو دياب.
وإذا كان عمرو دياب قد اختار أن يظهر على البوستر بشكل شبابي مرتدياً تي شيرت يظهر عضلاته، فإن تامر حسني اختار الظهور بشكل رسمي مرتدياً بدلة، إلا أنه تعرض لانتقادات بسبب ارتدائه «برنيطة» اعتبرها بعض النقاد نوعاً من تقليد المطربين الأجانب في الشكل.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024