تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

طوني الأسمر: أقمت دعويين على نجوى كرم وروتانا

دخل مجال الفنّ كمطرب ونال كأس الفنان فريد الأطرش في برنامج «كأس النجوم»، وأصدر أغنية واحدة فقط بعد أن نصحه الشاعر ميشال حجا بتبديل إسمه من طوني إلى بلال. لكن حياة الليل والحفلات لم تستهوه كثيراً، فعاد إلى إسم طوني وخاض تجارب فنيّة كشاعر وملحن. كان يفترض أن تغني من كلماته نجوى كرم أغنية «لا عالبال ولا عالخاطر»، لكن الظروف حالت دون ذلك بعد أن غنّاها وسام الأمير ملحن الأغنية إثر خلاف بينه وبين كرم التي تصالح معها لاحقاً. أثار جدلاً واسعاً مع أغنية «واوا أح» لدومينيك حوراني التي كتبها ولحنّها، وقال إن دومينيك سجّلتها قبل «واوا» هيفاء بعام، لكنها لم تصدرها لأنها كانت مترددة إزاءها، ولا يعرف كيف حصل توارد الأفكار بين أغنية دومينيك وأغنية هيفاء. ثم كانت الفرصة في التعامل مجدداً مع نجوى كرم في أغنية «حبيبي ما بخبّي عليك» والتي بسببها أقام دعويين على نجوى وعلى شركة روتانا قبل فترة قصيرة. في موضوع الدعوى سألناه:  

- ما هو الخلاف الذي حصل مع نجوى كرم حول أغنية «حبيبي ما بخبّي عليك» والدعوى المقامة ضدّها؟
عندما صدر ألبوم نجوى كرم العام الماضي، ورد على غلافه خطأ في كتابة إسمي كشاعر أغنية «حبيبي ما بخبّي عليك»، فتجدين عبارة: «شعر طوني سلامة»، وهذا الأخير هو كاتب العدل الذي سجّلنا لديه التنازل أو ما يسمّى السماح القانوني لأداء الأغنية. صُدمت وانزعجت كثيراً مما حصل لأن هذا أبسط حقوقي.

- الخطأ حصل من جانب نجوى كرم أم من شركة روتانا منتجة العمل؟
لم أكن أعلم شيئاً في البداية، فاتصلت بالسيد طارق أبو جوده مدير أعمال نجوى فقال لي: «ولا يهمّك، الخطأ حصل عندنا وسوف نصحّحه بالتأكيد في النسخة الثانية التي ستصدر». فلم أعترض رغم أن الموضوع لم يُفرحني كثيراً، خصوصاً أن غالبية الناس يشترون النسخة الأولى، فقلت في نفسي: «ماشي الحال، الخطأ حصل ولم يكن مقصوداً». وأخبرني الملحن وسام الأمير بعد أيام قليلة أن نجوى تنوي تصوير الأغنية، فقلت إنه يجب استباق الأمور كي لا يتكرر الخطأ. فاتصلت بكثيرين منهم في روتانا وأيضاً المخرجة رندى العلم ومقرّبين من نجوى والكلّ طمأنني إلى أن الخطأ لا يمكن أن يحصل مجدداً. إلى أن صوّر الكليب وبُث على شاشات روتانا ولكن مع الخطأ نفسه أي طوني سلامة بدلاً من طوني الأسمر، وهذا ما لم أفهمه مطلقاً. فاتصلت فوراً بطارق أبو جودة فلم يرد على اتصالاتي، ثم تحدثت مع روتانا وقالوا لي إنهم سيحلّون المشكلة. إنتظرت خمس عشرة يوماً دون أن يتمّ تصحيح إسمي، فاضطررت إلى إقامة دعوى لتحصيل حقوقي. والأدهى من كلّ هذا، أني خلال تحضير الدعوى شاهدت إعلانات لمشروع «اللؤلؤة» العقاري الذي صوّرته نجوى، وجرى فيه اعتماد أغنية «حبيبي ما بخبّي عليك» بصوت نجوى كرم، وهذا ليس من حقّ نجوى لأن أحداً لم يستشرني. عندها أقمت دعويين على نجوى وروتانا.

- ما كان ردّ روتانا؟
في موضوع الخطأ في الإسم، قالوا عبر محاميهم إنهم ليسوا مسؤولين عن الخطأ لأنهم استلموا كل المعلومات المتعلّقة بالألبوم من مكتب نجوى كرم. بصراحة شديدة حاولت كثيراً تجنّب إقامة دعوى على نجوى كرم لأني أحترمها وأحبّ فنّها وأفخر بها كونها إبنة بلدي، ولكنهم لم يتركوا لي أي فرصة ولم يعد ممكناً التراجع. حتى أني لم أصرّح بأي شيء في وسائل الإعلام قبل الآن لعلّنا نتوصّل إلى حلّ. وبعد أن وصل الإنذار إلى روتانا، قاموا بتصحيح الخطأ في جينيريك الكليب. ثم تلقيّت اتصالاً من طارق أبو جوده مدير أعمال نجوى الذي راح يعاتبني على إقامة الدعوى. فقلت له إني قمت بذلك بعد أن يئست من المطالبة بحقّي، فقال كلاماً جارحاً أتحفّظ عن ذكره.

- ماذا حصل لاحقاً؟
تلقّيت رداً من مكتب نجوى كرم بخصوص إعلان مشروع «اللؤلؤة»، قالوا فيه إن الإعلان توقّف وبُث مدة شهر واحد. هذا ما لم أفهمه، لأن لا علاقة لي بذلك حتى لو بُث الإعلان مرة واحدة فقط... كما قالوا أيضاً في ردّهم إنه لا يحقّ لي المطالبة في أيّ شيء والموضوع عالق عند هذه النقطة.

 - على أي أساس قالوا إنه لا يحقّ المطالبة بشيء؟
لا أعرف، ربما على أساس أنها نجوى كرم. بصراحة أكثر ما أزعجني في الموضوع هي طريقة التعاطي وقلّة الإحترام وكأني شخص نكرة لا قيمة له. لو كانت نجوى كرم صوّرت الإعلان لصالح مؤسسة خيرية لما اعترضت طبعاً، لكن الإعلان تجاري بحت وهناك حقوق معنوية ومادية للشاعر والملحن.

- ما كان ردّ روتانا في الدعوى الخاصة بالإعلان؟
قالوا بداية إنهم لم ينسوا حصّتي... وهذا أيضاً لا يجوز إذ يفترض أن هناك نسبة مئوية. ثم قالوا إن المقابل المادي للإعلان لم يكن مالاً أي «كاش»، بل عقارات وأسهم. وصلت إلى حائط مسدود بعدما أخبروني أنه يفترض أن نجتمع مع نجوى ونحلّ كلّ الأمور العالقة، لكن لم يحصل شيء.

- طالما أنه كان في نيّة نجوى كرم أن تجتمع بك لماذا لم يتم اللقاء؟
لا أعرف. بلغني عن طريق مقرّبين منها أنه كان مطلوباً مني التنازل عن الدعوى ومن ثم نتحدّث. أي «إكسر رقبتك ثم إحضر كي نتفاوض»، وهذا أيضاً لا يجوز.

- هل يحق لك إقامة دعوى على نجوى كرم بينما روتانا هي منتجة الأغنية، ويفترض أن التنازل الذي كتبته هو بإسم روتانا؟
كلا، التنازل كُتب بإسم نجوى كرم وليس بإسم روتانا. وحتى لو لم يكن بإسمها في النهاية هي التي صوّرت الإعلان وعليها حقوق. وأيضاً يحقّ لي مقاضاة روتانا لأنها منتجة الأغنية.

- لكننا نسمع أن روتانا صارت تفرض على الشعراء والملحنين كتابة التنازلات القانونية بإسم الشركة وليس بإسم الفنانين؟
صحيح لكني لم أوافق وهم بدورهم لم يعترضوا. وبالمناسبة هذه العقود التي تبرم بين روتانا والملحنين والشعراء هي «عقود ذلّ» لأنها تنصّ على تنازل الشاعر أو الملحن عن كلّ حقوقه، ومن أبرز البنود فيه أنه في حال استعمال الأغنية في الإعلان لا يحقّ لنا بأي مطالبات.... وأنا لا يمكن أن أوافق على كتابة تنازلات وعقود مماثلة.

- كيف توافق جمعية المؤلفين والملحنين المعروفة بـ «ساسيم» على عقود مماثلة مع روتانا التي تُنتج أكثر من سبعين في المئة من الأغنيات حالياً، بينما يفترض أن «ساسيم» هي الجهة التي تتولّى تحصيل حقوقكم؟
أنا أستغرب صراحة كيف يوافقون فعلاً على ما يحصل. ربما يوافقون كي يحافظوا على عملهم، وهم أحرار. لكن في الغرب هذا الموضوع غير وارد مطلقاً لأنه يجب احترام القانون من الكلّ، ولهذا تجدين أن أي شاعر أو ملحن حتى ولو ألّف أغنية واحدة، تبقى حقوقه محفوظة ويمكن أن يؤمّن عيشاً كريماً من هذا اللحن فقط.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079