تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

سوسن ميخائيل

فنانة عرفها الناس عبر أدوار الظرف والمرح من خلال مسلسلي «عودة غوار» و«أحلام أبو الهنا»، واستمرت بعدها في أدوار خطها التحدي للذات والرغبة في التميز، بدءاً من دور الأم عبر «عصر الجنون» إلى الغجرية في «طيور الشوك» و «رجاها» والمرأة المتسلطة في «الانتظار» وغيرها.
وأغنت عملها من خلال دراستها الجامعية في كلية الآداب بمخزون معرفي وثقافي يظهر بجلاء عبر آرائها المتميزة وخياراتها الفنية وبحثها عن الأفضل، لتسجل ما يفوق الأربعين عملاً فنياً حتى الآن.
مع الفنانة سوسن ميخائيل كان لقاءٌ حول العمل والحب والصداقة...

- نبدأ من آخر أعمالك في مسلسل «خبر عاجل». كيف تقوّمين هذا العمل بين الأعمال التي عرضت في رمضان الموسم الماضي؟
أهمية «خبر عاجل» تكمن في معالجته الحية لأحداث مازالت تبعاتها ماثلة أمامنا، فهو يهتم باجتياح العراق كحدث سياسي وتناول الإعلام له، كما يركز من جهة ثانية على أهمية الصحافة ومسؤوليتها تجاه المجتمع والنهوض به عن طريق محاربة الفساد الذي بات حاضراً في كل المجالات السياسية والإجتماعية والثقافية وغيرها.

- ظهرت مجموعة من الأعمال التي تتناول الموضوع ذاته. ما الذي يميز هذا العمل عن الأعمال المشابهة؟
أهمية العمل أن زمنه معاصر وأحداثه راهنة، كما أنه اتسم بالجرأة عبر تسليط الضوء على الفساد دون محاباة أو مجاملة. وهؤلاء الصحافيون الجادون في حربهم أيضاً حوربوا وصدموا على أيدٍ خفية تعود إلى متنفذين لهم قرارهم وكلمتهم وتأثيرهم في المجتمع.

- جسّدت في هذا العمل دور صحافية تعتزل المهنة. كيف وجدت مهنة الصحافة؟ وهل هي فعلاً مهنة المتاعب؟
لكل مهنة خصوصيتها ومسؤوليتها تجاه المجتمع، وقد تكون الصحافة أكثر مسؤولية من غيرها لدورها الريادي في التوعية والإشارة إلى مكامن الخطأ، لذلك فهي تحمل المتاعب وسط كل تلك التناقضات، خصوصاً بالنسبة إلى شخص يرفع راية المبادئ والقيم. فهناك من يتضرر منها ويحاربها، فيأتي التعب والشقاء للصحافي هذا عدا ضرورة البحث التي تتطلبها المهنة للوصول إلى الحقائق.

- هل بتّ تعتبرين أن عمليك مع دريد لحام «أحلام أبو الهنا» و«عودة غوار» هما دون المستوى كما اعتبرهما البعض؟
من المستحيل أن أعتبرهما دون المستوى. فالفنان دريد لحام يمثل مرحلة مهمة من تاريخ الفن السوري، كما أنه رمز من رموز الفن والكوميديا ويبقى لأعماله الوقع الخاص في النفوس. وكلا العملين كان نقطة انطلاق مهمة بالنسبة إليّ ويعنيان الكثير فقد وضعاني في طريق الفن الذي أعشقه. وكانت مشاركتي فيهما بمثابة جواز سفر وشهادة يؤهلانني للنجاح في أي عمل أقوم به بعدهما.

- هل مازلت تعتبرين دريد لحام عرّابك كونه اكتشفك وقدمك للوسط الفني؟
للفنان دريد لحام فضل كبير علي إن كان عبر اكتشافي أو الثقة التي منحني إياها، أو اكتساب الخبرات المتميزة عبر تجاربي الفنية معه. فقد أفادني معنوياً وفنياً ومعرفة بتفاصيل العمل الفني وأدواته.

- لماذا لم ينجح دريد لحام بعد غوار؟ وهل نجح في التقديم أكثر منه في التمثيل؟
الفنان دريد لحام هرم فني كبير وأعماله جميعها تحمل التميز، إذ يستثمر نجوميته في التقديم والترجمة لمسؤوليته الثقافية والفنية تجاه مجتمعه في مجالات عديدة. فهو ناجح في التمثيل كما التقديم والإعلان الذي تتخلله التوعية الإعلامية والصحية في مناح عديدة.

- لماذا هذا التحول إلى التقديم؟ هل هي قلّة الأعمال الدرامية، أم ماذا؟
أحب التقديم ونجحت فيه. وما المانع من أن أعمل في التمثيل والتقديم معاً وكلاهما يستعير تفاصيل من المجال الآخر في نواح عديدة، عملي في التقديم لا يعود إلى قلّة الأعمال الدرامية بل السبب أنني أجده مجالاً رائعاً وأرغب في العمل فيه.

- من الواضح أن علاقتك بالتلفزيون السوري جيدة، هل من واسطة وراء عملك في التقديم أو الأعمال التابعة للتلفزيون المحلي؟
ولماذا يحشر هذا الافتراض؟ فأجندة أعمالي ومشاركاتي دليل على نجاح ما أقوم به في مجالات فنية عديدة من مسرح وتلفزيون. ونجاحي في التقديم. ترى ألا تكفي مشاركاتي تلك الكثيرة وعملي المتواصل لفتح الطريق أمامي في مسيرتي الفنية؟

- لم يعجب البعض تقديمك لإعلانات جوائز رمضان في التلفزيون السوري واعتبروا ذلك دون مستوى سوسن الفني، ما رأيك أنت؟
هذه وجهة نظر هم أحرار فيها. وإن لم أعجب البعض، فقد أعجبت الكثيرين.

- ماذا عن البرنامج الذي تحضّرين له «حلم وذكرى مع سوسن»؟ هل هو برنامج شبيه ببرنامج «ضيّ القناديل» أم ماذا؟
كان من المقرر التحضير للبرنامج. أنجزت حلقتين ولم يكتب له الإستمرار فلم أكمل تسجيل أي حلقات تالية ومات المشروع في مكانه.

- سمعنا أن العمل يتناول أعراس الفنانين، هل سيحثك ذلك على التفكير في الزواج جدياً؟
ما المانع من ذلك.

- دورك في «الانتظار» كان مختلفاً عن أدوارك السابقة، هل تفضلين أن تمسك المرأة بزمام الأمور في العلاقة الزوجية أم ماذا؟
دوري في «الانتظار» كان مختلفاً بالفعل وأحببته لأسباب عديدة. أما أن تمسك المرأة بزمام الأمور فهذه حالة لا يمكن أن أكون معها، فالمرأة متسلطة جداً وعصبية وتحب التحكم في الآخرين. وعلى العموم لكل علاقة خصوصيتها فالعلاقة الزوجية السليمة تحتاج إلى التوازن الذي تخيم عليه المحبة والألفة لا السيطرة من طرف على طرف آخر.

- هل تعتبرين مسلسل «الانتظار» من أهم الأعمال التي عملت فيها، وكيف كان جوّه بشكل عام؟
الانتظار مسلسل جميل وناجح، ومن المعروف أنه رغم مرور وقت طويل على إنتاجه فإن ما أن تنتهي فضائية من عرضه حتى يعرض على أخرى. لكن لا  يمكن لفنان مهما كانت أهمية دوره في عمل ما أن يستند إلى عمل واحد دون غيره في مسيرته الفنية، فنحن نعمل باستمرار ونتلون بأدوارنا وأدائنا وأعمالنا، نجتهد ونسعى كي نرسخ مسيرة تتقدم وتتطور وتستمر ولا تقف عند نجاح عمل من الأعمال فقط.

- ما رأيك في الأعمال الكوميدية التي قدمت هذا العام، وما هو العمل المفضل لديك؟
أحب المرح والكوميديا كثيراً، والكوميديا المشروطة بالرقي أو ما يسمى الكوميديا السوداء التي تقدم فكرة تحترم عقل المشاهد لا تضحكه على مشكلاته. ووجدت أعمالاً كوميدية هذا الموسم تقدم الابتسامة إلى جانب النقد البنّاء لظواهر حياتية سلبية عديدة يتوجب علينا كفنانين ألا نقف موقف الحياد تجاهها، فكان «بقعة ضوء» و«كل شي ماشي» «وضيعة ضايعة» وغيرها.

- كيف تصفين أعمال البيئة الشامية؟ وهل تحبين المشاركة في هذه الموجة من الأعمال؟
أعمال البيئة الشامية بما حملته من قيم أصيلة صنعت جماهيرية واسعة كان لها حضورها على مساحة الوطن العربي، أما بالنسبة إلى مشاركتي فإذا وجدت ما يناسبني ما المانع من ذلك؟ - تجيدين اللهجة الشامية بشكل كبير وسبق أن أثبتت جدارتك في هذا المجال في الماضي، لماذا لا يطلبك المخرجون للأعمال البيئية؟ هل هي المحسوبيات؟
الأعمال الشامية كغيرها من الأعمال الدرامية وشاركت في العديد منها كما شاركت في الأعمال الأخرى الاجتماعية والتاريخية والكوميدية. أما بالنسبة إلى طلب المخرجين فليس له علاقة بي.

- قدمت دور الغجرية في أكثر من عمل، هل تقاسيم وجهك تناسب دور الغجرية؟ وهل تجدين هذه الشخصية مغرية لتكرارها؟
صَدَفَ أن دور الغجرية الذي قدمته يملك الغنى الدرامي والتفاصيل الأدائية المغرية بتطوّراته وأحداثه وأفعاله، وقد شدّني عالم الدور للمشاركة فيه في مسلسلي «طيور الشوك» و«رجاها».

- عملت مع الفنانة نورمان أسعد في أكثر من عمل بالشراكة مع زوجها السابق المتوفى عدنان إبراهيم. كيف كانت علاقتك بهما؟ وهل مازلت على اتصال بنورمان بعد زواجها؟.
أكنّ للفنانة نورمان أسعد الاحترام والمودة وكان لي أكثر من مشاركة.

- عملت سابقاً مع الفنان أيمن زيدان في الكثير من الأعمال، لماذا لم يعد يطلبك للعمل معه، هل وجد شراكات جديدة عما كان عليه سابقاً، أم أن مشكلات حدثت بينكما؟
لا مشكلات حدثت أبداً، فالفنان أيمن زيدان فنان حقيقي بكل معنى الكلمة، ومن الغرور أن أشارك في كل أعماله.

- قدمت في مسلسل «عصر الجنون» دور الأم رغم صغر سنك، هل تعتبرين دوراً كهذا يناسبك ويكسبك جماهيرية أكثر من الأدوار العادية؟
أحبّ التلوّن في أدواري كما أحب التحدّي. ودوري في «عصر الجنون» كان تحدّياً كونه يسبق سنّي بكثير. وقد استغرب البعض ذلك لأن دور الأم تبتعد عنه الكثيرات مخافة كشف السن أو خسارة أدوار تخص عمر الشباب وهكذا. أما أنا فكانت الحالة بمثابة تحدٍ حقيقي لي. وباعتقادي مطلوب من الفنان القيام بكل الأدوار إذا أراد أن يتميز.

- عملت مع المخرج نجدت أنزور في مسلسل «سقف العالم»، لماذا لم ينل هذا العمل نصيبه من النجاح؟ هل السبب هي أعمال نجدت الأخيرة وعدم الإقبال عليها أم المواضيع أم ماذا؟
لكل عمل معطيات خاصة قد تنجحه أو تفشله. والأستاذ نجدت أنزور كما نعرف يتمتع بمقدرة خاصة على استفزاز الفنان. وقد ضمّ العمل جوانب إيجابية لكن تخلّله أيضاً بعض التطويل المجاني. وأحد تلك الأسباب أيضاً هو الإعلان الضخم الذي سبق العمل وأضرّ به.

- لك العديد من المشاركات في الأعمال الخليجية. هل صحيح أن الفنانات المطلوبات للعمل خليجياَ هم فنانات غير مطلوبات للعمل كثيراً في الأعمال المحلية؟
المشاركة في الأعمال الخليجية كالمشاركة في الأعمال المحلية، والطلب برأيي يتبع لنجاح الفنان السوري وأداءه المتميز، وقد شاركت بالكثير من الأعمال الخليجية جنباً إلى جنب مع الأعمال المحلية.

- هل الدافع إلى المشاركة في الأعمال الخليجية هو الانتشار، أم المردود المالي الأفضل؟
المردود المادي للأعمال الخليجية يتفوق على الأعمال المحلية بكثير، لكن يصدف وجود أدوار تتوافق مع خيارات الفنان فيختارها، وما المانع من ذلك للتعرف على تجارب فنية جديدة؟

- كيف تقوّمين تجربة الفنانين السوريين في مصر؟ وهل تحلمين بتجربة مماثلة؟
الفنان عندما ينتهي طموحه يتوقف إبداعه وإنتاجه، لذلك لا بد أن أحلم بأي تجربة متميزة تقدم الإضافة لمسيرتي. وتجربة الفنانين السوريين في مصر أثبتت نجاحها عبر أكثر من عمل وأكثر من تجربة.

- في لقاءات سابقة تحدثت عن غياب الصداقة في الوسط الفني وعن خيانة بعد الأصدقاء لك، هل مازلت تعتبرين الصداقة عملة نادرة أم أنك وجدت أصدقاء جدداً غيروا نظرتك هذه؟
قد تكون ظروف العمل الفني تفرض معطيات مختلفة عن الأوساط المهنية الأخرى، وقد أصبحت متطلبات الحياة تضع الحواجز الكثيرة بين الجميع.

- صرّحت سابقاً أن الفن أخذ منك حياتك الأسرية، هل يستحق الفن ما ضحيت لأجله؟
أحب الفن بشكل لا يوصف ولا أستطيع أن أتصور نفسي خارجه وإن ضحّيت لأجله بالكثير، وهو عالم رائع بكل معنى الكلمة رغم  منغصاته.

- هل هذا يعني أن فكرة الزواج أصبحت بعيدة المنال عن سوسن ميخائيل أم أن هناك مشروع ارتباط؟
لماذا تكون فكرة الزواج بعيدة المنال، ويمكن أن تكون قريبة مني وبأي وقت.

- اضطررت أن تبتعدي عن الفن مدة سنتين بسبب الحادث الذي أصابك، ألم تجدي صعوبة بالعودة إلى جمهورك بعد هذا الانقطاع الطويل؟
رغم ما حصل معي ورغم ابتعادي تمكّنت من تجاوز ما حصل معي بعد الغياب وعدت إلى جمهوري عبر أعمال ناجحة حققت الجماهيرية، وكانت أدواري جيدة حملت خياراتي الخاصة التي تمنحني التميز أداءً وحضوراً.

- هل عرفت الحب المجنون في حياتك، وهل تصرّفت دون تفكير في هذه المرحلة؟
لا لم أعرفه.

- هل تمانعين الارتباط الفني؟ وما رأيك في الزيجات الفنية في وسطنا؟
لا أستطيع الحسم بالموضوع، فالارتباط يخضع لشروط خاصة دوماً وهناك زيجات فنية ناجحة في الوسط الفني.

- أنت من أوليات الفنانات الشابات انتشاراً في الوسط الفني السوري، إلا أنك لم تحصلي على أدوار بطولة كبعض الفنانات اللواتي ظهرن معك. ما السبب؟ هل هو تقصير منك أم اجتهاد من زميلاتك؟
تجربتي الفنية عامرة بالأدوار الجيدة والراضية عنها وقد شاركت في تجارب فنية متميزة وأعمال ناجحة، وسجل أعمالي شاهد ومؤشّر لذلك. ولي أكثر من أربعين عملاً لم أكن لأشارك فيها لولا رغبتي في تلك الأدوار. أما البطولة المطلقة فليست بمعيار لحضور الفنان وشعبيته، وقد يكون هناك دور بمشاهد قليلة لكنه في الوقت نفسه يترك بصمة لا تنسى، وتبقى للفنان طموحات لا تتوقف...

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077