هاني شاكر: أتنازل لصابر الرباعي عن لقب 'أمير الغناء'...
أسرار تأجيل ألبومه، غيابه عن حفلة زفاف هيفاء وهبي، خلافاته مع المطربين بدءاً من عبد الحليم حافظ وحتى عمرو دياب مروراً بتامر حسني ومحمود العسيلي وفضل شاكر وصابر الرباعي... كل هذا تحدث عنه النجم هاني شاكر وفتح قلبه وكشف أسراراً عن حياته الخاصة وحفيديه، وقال رأيه بصراحة في ظاهرة إغماء البنات في الحفلات، وتفضيله «عالم الفن» على «روتانا». والمفاجأة أنه كشف لنا أمر مسلسله الجديد الذي يعود به الى التمثيل بعد فترة غياب طويلة جداً.
- لماذا يحمل ألبومك اسمين الأول «حبيبي حياتي» والثاني «ألبوم صور»؟
بعد جلسات كثيرة عقدتها مع المنتج محسن جابر وقع اختيارنا على أغنية «حبيبي حياتي» لأنها أولى أغاني الألبوم، ووجدنا أنها الأصلح لأن تحمل اسم الألبوم، ولكن في الوقت نفسه هناك أغنية بعنوان «ألبوم صور» صورتها بطريقة الفيديو كليب منذ أشهر عدة وحققت نجاحاً كبيراً. وفي آخر زياراتي للمغرب وجدت أن الجمهور يردد الأغنية لذلك قررت استثمار نجاحها وطرح اسمها على أفيشات الألبوم لنؤكد للجمهور أنها ضمن أغاني الألبوم لأنني عرفت أيضاً أن كثراً سيسألون عنها لدى الموزعين ظناً منهم أنها ضمن ألبوم منفصل. وفي الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي أطرح فيها اسمين لألبوم واحد، ففي أحد الألبومات كتبت اسم أغنية أخرى بجوار اسم الألبوم هي «غلطة»، وذلك نسبة لأغنية «غلطة» التي حققت نجاحاً كبيراً، وبالفعل حقق الألبوم نسبة توزيع هائلة.
- لكن اسم الألبوم تشابه مع أسماء أغنيات أخرى مثل «حبيب حياتي» لمصطفى قمر. ألم تخش حدوث التباس لدى الجمهور؟
عرفت أن هناك أغنية لمصطفى قمر بعنوان «حبيب حياتي» ولكن ألبومي بعنوان «حبيبي حياتي» وهو مختلف، واعتقد أن الجمهور أكثر ذكاءً من أن يقع في هذا الخطأ. كما أن هناك أغنية رائعة للراحل عبد الحليم حافظ تحمل عنوان «حبيب حياتي»، فهل ممكن أن يفشل جمهوري في التمييز بين أغنيتي وأغنية مصطفى قمر وأغنية العندليب؟! لا أظن ذلك.
- وما سبب تأجيل ألبومك إلى هذا الوقت؟
هناك أمور كثيرة أجلت اطلاق الألبوم رغم انتهائي من تسجيله منذ فترة طويلة، أولها الأزمة التي مر بها الشعب الفلسطيني في غزة والهجوم الإسرائيلي عليها والقتل والتعذيب والتشريد الذي تعرض له إخواننا في فلسطين. فهذا جعلني أشعر بحزن يمنعني من أن أطرح ألبومي تضامناً مع هذا الشعب الأعزل. أما السبب الثاني فهو وفاة والدتي وهوالحدث الذي كاد يقضي عليّ لأنني في الحقيقة كنت قريباً جداً من والدتي، وكانت تغمرني بفيض من الحنان لن يعوضني عنه مخلوق في الدنيا كلها، لذلك كان فراقها صعباً جداً.
- مع من تعاملت من الشعراء والموسيقيين هذه المرة؟
الألبوم يضم باقة متنوعة من الأغاني منها «حبيبي حياتي» و«ألبوم صور» و«كل اللي عرفوك» و«ولو قالولك» و«أنت» و«معايا» و«إزاي» و«معاك» و«رسالة» و«رحماك». ويغلب على الألبوم الطابع الرومانسي البعيد عن الشجن، وكل أغنية لها طبيعة مختلفة من حيث الكلمات والتوزيع واللحن أيضاً حتى نستطيع أن نجذب الشباب ليتعرفوا على ألوان مختلفة من الغناء. وتعاونت في الألبوم مع بهاء الدين محمد ونبيل خلف وأحمد شتا وهاني الصغير وبن عبود، والملحنين صلاح الشرنوبي ووليد سعد ومحمد ضياء وآخرين، ومن الموزعين محمد مصطفى ومحمد الشرنوبي وحازم رأفت.
- ولماذا فضلت الطابع الرومانسي رغم تراجع هذه النزعة؟
هذا السبب بالتحديد هو الذي جعلني أركز على زيادة جرعة الرومانسية في الألبوم لأن أسلوب الحياة أصبح سريعاً للغاية وبدأت المشاعر الرومانسية تتلاشى ويحل محلها القسوة والعنف، مما أفقد الحياة طعمها وزاد كثيراً من أمراض المجتمع التي ظهرت أخيراً في الشارع وبين الشباب بالتحديد. لذلك وجدت أن واجبي أن أقدم جرعة رومانسية راقية تنمي مشاعر الشباب قبل أن تموت في زحمة الحياة وصعوبة الظروف.
- تخليت عن الشجن الذي تميزت به؟
بصراحة تعبت من النكد وأصبحت أخشى على جمهوري من أن تسبب الأغاني فتح جراحه وأحزانه، فلا أريد أن تنزل دموع جمهوري وهو يسمع أغنية لي وإن كنت حريصاً على أن تصل اليه مشاعر وأحاسيس صادقة توقظ الإحساس بداخله ولكن دون حزن وشجن. لذلك ابتعدت في هذا الألبوم عن هذا اللون. ويكفي الناس ما يحدث في نشرات الأخبار والأحداث المحيطة، وأتمنى أن يستطيع ألبومي بأغنياته المتنوعة أن يُدخل السرور الى قلوب المستمعين العرب، وهذه رسالة الفنان الحقيقي.
- لا تريد الحزن، فلماذا ضممت أغنية فلسطين الى الألبوم؟
هذه الأغنية أستطيع أن أقول إنني أصدق كل كلمة فيها، وقد لحنتها بنفسي لتعبر عن مشاعر حقيقية بداخلي وبداخل الأمة العربية كلها، وقدمتها تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق. وضممت الأغنية الى الألبوم لكي لا ننسى ما حدث للشعب الفلسطيني.
- حدثنا عن الحفلة التي قدمتها في فلسطين وكيف اتخذت القرار رغم خطورته؟
أعلم جيداً أنه كان هناك خطر كبير على حياتي. وحاولت زوجتي هالة وأبنائي إقناعي بالتراجع عن هذه الفكرة ومنعي من السفر وكذلك أصدقائي المقربون. لكنني استشرت قلبي وهو الذي شجعني على اتخاذ القرار. وبالفعل كان قراراً صائباً وخطوة لابد منها، فذهابي إلى فلسطين أدخل السرور الى قلوب الكثيرين من الأطفال والكبار وأعاد الحياة نوعاً ما، فامتلأت كل الفنادق المجاورة لمكان الحفلة. ولم يكن يتوقع أحد هذا الإقبال الكبير من الجمهور الفلسطيني الذي شاركني الغناء على المسرح لذلك أريد توجيه دعوة عبر «لها»الى الفنانين العرب للذهاب إلى فلسطين لإسعاد أطفالها وشعبها والتضامن معهم.
- لماذا لم تحضر زفاف هيفاء وهبي؟ألم توجه اليك دعوة؟
هيفاء وجهت إلي دعوة لحضور حفلة زفافها وحرصت على حضوري. لكن للأسف ظروفي لم تسمح بذلك، فرحيل والدتي منعني من القيام بكثير من الأشياء. والحقيقة أنني ليس عندي خلافات مع هيفاء وهبي تمنعني من حضور زفافها، بالعكس فأنا دائماً أحرص على مشاركة زملائي كل مناسباتهم سواء كانت سعيدة أو غير ذلك لا قدر الله.
- وما رأيك في المستوى الذي وصل اليه الغناء في السنوات الأخيرة؟
الساحة الغنائية تعاني فوضى كبيرة أثرت على كل أشكال الفنان حتى أن المطربات أو من يطلقن على أنفسهن ذلك يغنين بأجسادهن عن طريق كليبات فاضحة أكثر من كونها فنية أو غنائية. فالأغاني في الفترة الأخيرة يمكن أن نقول عنها غرائزية لا تنمي المشاعر والأحاسيس الجميلة. وأنا أرى أن القنوات الفضائية شاركت بشكل أساسي في حدوث هذه الظواهر غير الفنية الدخيلة على الفن. وليس هناك رقابة تحاسب من يقدمن هذه النوعية المسيئة الى الفن ولكن في المقابل هناك نماذج لمطربين مميزين ومن بينهم المطرب الشاب تامر حسني.
- تردد أن انضمام تامر حسني الى شركة «عالم الفن» قد يكون على حساب هاني شاكر؟
هذا غير صحيح وغير قابل للتصديق لأنني في مرحلة فنية تختلف كثيراً عن المرحلة التي يعيشها تامرحالياً. كما أن سياسة المنتج محسن جابر في إدارة الشركة والتعامل مع المطربين ليست كذلك أبداً، فهو يملك القدرة على أن يجعلك تشعر بأنك في بيتك ووسط عائلتك ويحرص دائماً على أن تسود الصداقة بين المطربين الذين يتعاملون معه. وأنا تجمعني صداقة مع محسن جابر وأعرف أنه يقدر ذلك. بالإضافة إلى أنه لا توجد مقارنة بيني وبين تامر حسني فهو من جيل وأنا من جيل آخر. وأنا في الحقيقة أعتبره ابني لذلك أرحب بالتعاون معه والغناء من كلماته وألحانه لأنني أشجع التعاون بين الفنانين وضد المقاطعة والخلافات.
- هل ستغني من ألحانه؟
اتفقنا أخيراً على أن نتعاون خاصة بعدما أصبحنا ننتمي الى شركة إنتاج واحدة وأصبحنا نلتقي كثيراً ونتحدث في كثير من الأشياء، وهذا يجعل التعاون بيننا أكثر سرعة ومرونة. وأنا منذ فترة أتابع تامر حسني وأستمع الى ألبوماته وأغانيه ووجدت أنه يمتلك صوتاً حقيقياً وموهبة تجعله على درجة عالية من الإحساس، وهذا هو أساس المطرب الناجح. لذلك أجد أن فن تامر حسني يتوافق جداً مع اللون الغنائي الذي ميزني على مدار ثلاثين عاماً، وهو الرومانسي، لأنني أحب الاستماع الى الأغاني الرومانسية بصوته الى درجة أنني أشعر بقشعريرة عندما أستمع اليه، وهذا دليل على أنه يستطيع أن يصل الى القلب والعقل معاً.
- ما رأيك في الألقاب التي توزع على النجوم مثل«نجم الجيل» وغيره؟
الألقاب الفنية ليست موضة ظهرت أخيراً ولكنها موجودة منذ وقت طويل، وليست بين نجوم الغناء والطرب فقط ولكنها أيضاً موجودة بين نجوم السينما وربما ألوان أخرى من الفنون. والحقيقة أني لا أرى أنها مهمة لدى الجمهور فالأساس هو جودة العمل الفني، وليس من المفترض أن يرحب الجمهور بأغنية سيئة لمطرب ما لكونه يحمل لقباً معيناً أو العكس، لذلك أشعر بأن ولع النجوم بمسألة الألقاب أمر نسبي.
- محمود العسيلي أيضاً ضمن مطربي «عالم الفن» فهل ستغني من ألحانه وكلماته؟
لا هذا صعب جداً، فمحمود العسيلي يغني بطريقة مختلفة تماماً عني، ومن الصعب أن أتكيّف مع أغنياته.
- لماذا عُدت للتعاقد مع «عالم الفن» رغم إغراءات «روتانا» المادية؟
يجمعني تفاهم كبير مع المنتج محسن جابر، فهو صديق قديم يقدم قيمة فنية ويهتم كثيراً بالنجوم الذين يتعامل معهم وهم غالباً يكونون أقل عدداً من نجوم شركة «روتانا»، فأنا شعرت بالقلق من كثرة المطربين الموجودين فيها، وأتساءل هل يمكن لشركة أن تهتم بهذا العدد الكبير من الفنانين؟ لذلك خشيت ألا أجد الرعاية التي تناسب اسمي، ولكن مع كل شيء أنا أقدر هذه الشركة فلها اسم كبير.
- لماذا لم تصور دويتو «أنا قلبي ليك» الذي قدمته مع شيرين؟
اتفقنا على تصويره معاً ولكن للأسف شيرين وقتها كانت حاملاً بابنتها مريم، لذلك كان وزنها زائداً جداً وهذا منعها من الظهور وجعلها ترفض تصوير الكليب في ذلك التوقيت. لذلك اضطررت لتصويره بمفردي.
- لماذا لم تضم صوتها فقط في الكليب وسجلت الأغنية بمفردك؟
وجدت أن تسجيل صوت اثنين وظهور واحد في الكليب أمر غير مقبول. ولكنني ضممت الدويتو الى الألبوم.
- ما أسباب خلافاتك مع المطرب التونسي صابر الرباعي على لقب «أمير الغناء العربي»؟
من جانبي ليس هناك أي خلاف مع صابر الرباعي لأنني ببساطة لا أعترف بالألقاب الفنية ولا تفرق معي كثيراً، فاللقب الذي أبحث عنه هو «حبيب الجمهور»، وعندما أشعر بأن الجمهور يحبني ويثق بمستوى أعمالي فهذا أهم من ألقاب الدنيا. لذلك فأنا أتنازل عن لقب أمير الغناء العربي للمطرب التونسي صابر الرباعي وفوقه مليون قبلة.
- وإلى أي مدى وصلت الخلافات بينك وبين المطرب اللبناني فضل شاكر؟
هي ليست خلافات ولكن ربما كان هناك سوء تفاهم وصل الى الإعلام بصورة مبالغ فيها، خصوصاً أن الخلاف كان بيني وبين أحد منظمي الحفلات، وهو كان على صلة بفضل شاكر ووقتها ظن أنني أقصد الإساءة إليه، ولكن هذا لم يحدث أبداً. وللأسف وسائل الإعلام والصحافة في البلدين زادت حجم الموضوع أكثر من اللازم.
- إذن لماذا لم تقدم الدويتو مع فضل حتى الآن؟
موضوع الدويتو أيضاً كان مجرد شائعة، والحقيقة هي أنني لم أتفق يوماً ما مع فضل على أن نقدم دويتو معاً، وقرأت وسمعت عن هذا المشروع مثلي مثل جمهوري.
- ولكنك أعلنت أيضاً عن دويتو مع المطرب اللبناني وائل جسار؟
هناك كثير من المشاريع مؤجلة وبعضها قيد البحث وإن كنت أتمنى أن يكتمل مشروع الدويتو الذي يجمعني بالمطرب الجميل وائل جسار، فهو صاحب موهبة مميزة واستطاع أن يحقق بأغنياته نجاحاً كبيراً في الوطن العربي كله.
- هل ما زالت الخلافات قائمة بينك وبين النجم عمرو دياب؟
خلافاتي مع عمرو دياب انتهت من فترة طويلة وهي لم تكن خلافات كبيرة ولكن حدثت مشكلة بسبب أغنية بعنوان «بتحبيه» كتبها الشاعر بهاء الدين محمد وباعني إياها. وبعد تحضيرها وتسجيلها بصوتي فوجئت بها تنزل على الإنترنت بصوت المطرب عمرو دياب، مما أصابني بالغضب. ووقتها وقعت المشكلة ولكن بهاء الدين محمد تدخل وحلّ المشكلة.
- كيف أصبحت علاقتك به حالياً؟
عندما تسنح الفرصة نلتقي ونتصافح ونجلس معاً في المناسبات، والعلاقة بيننا جيدة. وبالمناسبة لعبنا مع بعضنا مباراة كرة قدم قوية منذ فترة.
- ما رأيك في ما يحدث أخيراً في حفلات المطربين من إغماءات وتحرشات بالمطربين؟
هناك حالة احتقان وعدم انضباط لدى الناس في الوطن العربي وليس في مصر وحدها، وأحياناً تحدث حالات إغماء وأشياء من هذا القبيل بين الجمهور. وهناك طرق مختلفة يعبر فيها المعجبون عن حبهم وتقديرهم للمطرب وأحياناً يستغل البعض هذه الأحداث للبرهنة على نجوميته وحب الجمهور له، وإن كانت أشياء ليست مستحبة طبعاً.
- هل حدثت معك هذه المواقف؟
حدثت حالات إغماءات أكثر من مرة ولكنني في الحقيقة لا أحب التصريح أو الإعلان عن هذه الأمور حرصاً على جمهوري.
- ولكن كثيراً ما حدثت حالات طلاق أخيراً بسبب هوس النساء والفتيات بالمطربين؟
الحقيقة لم يحدث معي ولا أعرف أن هناك أي حالة طلاق وقعت بسببي. وفي كثير من الأحيان تقبلني الفتاة ويقبلني بعدها خطيبها أو زوجها دون حدوث مشاكل. وأنا أصبحت معتاداً على هذه التصرفات واضطر لقبولها من المعجبين لأنها تعبّر عن مشاعر صادقة.
- ظهرت في عصر عبد الحليم فكيف ترى المنافسة حالياً وهل اختلفت عن الماضي؟
المنافسة موجودة طوال الحياة، ولكن المنافسة في الماضي كانت أقل شراسة. وربما اختلفت الأسلحة، خصوصاً أننا حالياً أصبحنا نرى طرقاً غير شريفة في المنافسة تصل الى حد إيذاء الآخر بدلاً من الاجتهاد من أجل التفوق عليه.
- كانت هناك خلافات بينك وبين العندليب عبد الحليم حافظ أليس كذلك؟
للأسف نعم حدثت خلافات بيني وبين المطرب الكبير عبد الحليم حافظ بسبب سوء تفاهم. فقد نشرت وسائل الإعلام كلاماً على لساني ولسان الموجي تؤكد أنه قرر اكتشافي والتعاون معي من أجل القضاء على نجومية عبد الحليم حافظ. وهذا الكلام طبعاً لم يكن له أساس من الصحة ولكن كان يرمي الى الإيقاع بيني وبينه. وبالفعل غضب مني العندليب، ولكن لأنه فنان ذكي وله عقل وقلب كبيران استطاع بعد محاولات كثيرة وبعد أن تحدثت معه وبرهنت له أن هذا الكلام خاطئ وليس حقيقياً أن يتفهم الموقف وتأكد من براءتي، وعرف أيضاً أنني لم أذكره بسوء طوال حياتي لأنني من عشاقه وتربيت على فنه. ولذلك أعتبر نفسي من مدرسة عبد الحليم حافظ وكثيرون شبهوني به وهذا يشرفني جداً، وربما يكون السبب الغناء بإحساس صادق يصل الى القلب والعقل معاً.
- هل بالفعل غنيت أمام عبد الحليم وأنت طفل؟
الحقيقة هي أنني غنيت في كورال أغنية جميلة جداً وكانت بعنوان «بالأحضان»، وكنت ضمن مجموعة كبيرة جداً من الأطفال. ورغم صغر سني وقتها وعدم إدراكي لحجم نجومية عبد الحليم حافظ فإنني كنت أشعر بسعادة كبيرة لكوني أمام نجم أحبه، فالحقيقة هي أنني تربيت على صوت عبد الحليم وأحببته منذ طفولتي ولا أنسى حتى الآن هذا اليوم، فمازالت حلاوته في قلبي وأعرف أنني لن أنساه.
- هل حضر العندليب عبد الحليم حافظ إحدى حفلاتك؟
هذا حقيقي فهو كان نجماً بكل المقاييس. والحقيقة هي أنني كنت قد تحدثت إليه قبل بداية الحفلة لأنهي الخلافات التي كانت بيننا، وبالفعل استمع إليّ جيداً ولكنني فوجئت به يحضر إليّ وأتذكر هذا جيداً، وكانت الحفلة في الشيراتون وساعدني في ضبط الصوت وفوجئت به يصعد إلى المسرح ويشاركني في غناء أغنية «كدا بردوا ياقمر». ووقتها كانت هذه الأغنية قد حققت نجاحاً كبيراًَ. وهذا الموقف أيضاً لم أستطع نسيانه وأعتبره درساً لكل الفنانين يوضح كيف يتعامل النجوم الكبار مع الشباب ومع زملائهم من الوسط الفني.
- لماذا اعتزلت التمثيل رغم اتجاه المطربين أخيراً الى السينما؟
بصراحة أخشى المغامرة في السينما وإن كنت أتمنى العودة اليها لأنني في الحقيقة لم أعتزل التمثيل ولكنني لم أستطع العثور على سيناريو لفيلم يقدمني بشكل مميز. وللأسف الوضع في السينما حالياًَ ليس مستقراً، فهناك اختلاف في مستوى الأفلام، وثقة الجمهور بأعمالي وألبوماتي لا تحتمل المغامرة ولذلك أفكر جيداًَ قبل أن أختار فيلماً أعود به.
- لكن أعمالك السابقة في السينما لم تحقق نجاحاً كبيراً؟
بالعكس وقت عرض الأفلام التي شاركت في بطولتها كانت تحقق نجاحات كبيرة، والكثير من النقاد كانوا يشيدون بأدائي وكذلك الجمهور. لكنني وقتها قررت أن أركز على الغناء خوفاً من أن يأخذني التمثيل. ومع ذلك أعذر الجمهور الذي قد لا يُعجب بالأعمال التي قدمتها من قبل في السينما لأن الذوق تغير كثيراً كما تغيرت التكنولوجيا والتقنيات وطريقة التفكير وحتى العادات وغيرها، فأنا الآن عندما أشاهد أفلاماً قديمة كثيراً ما أضحك عليها لأنني اكتشف فيها كثيراً من الأخطاء.
- سمعنا أنك قررت العودة الى التمثيل في مسلسل تلفزيوني. هل هذا صحيح؟
أعكف حالياً على قراءة ثلاثة سيناريوهات لمسلسلات أعجبتني كثيراً لاختيار أنسب دور أعود به الى التمثيل، وسوف يكون للعرض في شهر رمضان بعد المقبل.
- لماذا قررت أن تعود بمسلسل؟
هذه التجربة الأولى لي في مجال الأعمال التلفزيونية، ووجدت أن هناك موضوعات لمسلسلات أكثر جودة وأهمية من سيناريوهات السينما، فهي تناقش قضايا مهمة وبعمق شديد. كما أنني وجدت أن هناك فترة كبيرة مرت دون أن نقدم للجمهور مسلسلاً غنائياً.
- ما حقيقة إغلاق موقعك على الإنترنت وكتابة أنه أغلق لأن الفن حرام؟
الحقيقة هي أن مشاكل المسؤولين عن الموقع ازدادت في الفترة الأخيرة ووجدت نفسي مضطراً لأن أدخل في هذه الصراعات لاحتواء كثير من المواقف الصعبة، فوجدت أن هذا يعطلني كثيراً لذلك طالبت بإغلاق الموقع حتى تنتهي خلافات أصحابه. وقد استجابوا لذلك، ولكن لم يعجبني الكلام الذي كتبوه للاعتذار من أن الفن حرام. هذا لم أقله أبداًَ وأعرف أنه أيضاً ليس رأيهم الحقيقي في الغناء وربما يكون هناك خطأ ما قد حدث أو يكونون قد أساؤوا التعبير فقط.
- كيف تغلبت على أحزانك بعد رحيل والدتك؟
أنا إنسان مؤمن بقضاء الله وأعرف أن الموت مكتوب علينا جميعاً، وهي علّمتني الرضا والصبر. ورغم الألم الذي كنت أشعر به كنت أحاول أن أتماسك لأنها دائماً كانت تحب أن تراني قوياً. كما أن زوجتي وقفت بجانبي حتى عبرت هذه الأزمة. ونقلت ابنتي وزوجها حياتهما بشكل شبه دائم الى منزلي، وهذا خفف عني كثيراً.
- كيف استقبلت حفيدك؟
أصبح عندي حالياً حفيدة اسمها مليكة وحفيد جميل اسمه مجدي، وهما أجمل شيء في حياتي. وأدعو الله أن يحفظهما ليكبرا. وانا التقط صوراً لهما وأعرضها على جمهوري ليشاركني فرحتي بهما.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024