تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هي هي نانسي عجرم، لم تتغيّر ولم تتبدّل

هي هي نانسي عجرم، لم تتغيّر ولم تتبدّل الحياة الجديدة التي تعيشها إلى جانب زوجها الطبيب فادي الهاشم وطفلتها المولودة حديثاً «ميلا» التي تشبهها كثيراً بجمالها ونعومتها وملامح وجهها. تضحك طوال الوقت، تبتسم ولا تتذمّر رغم أنها أصبحت شديدة الحساسية كما تقول وقد تبكي لأي سبب. بعد إطلالة مميزة في حفلة ملكة جمال لبنان وقبيل انطلاقها مجدداً لإحياء حفلات موسم الصيف، إلتقيناها في منزلها الخاص في منطقة المتن الجنوبي، إحدى أجمل مناطق لبنان، وبدأنا الحوار بمناداتها «مدام هاشم»، فضحكت وقالت: «الهاشم» وليس هاشم...

- هل اعتدت اللقب أم بعد؟
نعم ولكن في نظر الناس لا أزال نانسي عجرم، وهذا طبيعي لأنهم عرفوني بهذا الإسم ومن الصعب أن ينادوني نانسي الهاشم.

- دون شك تبدّلت حياتك بشكل كبير بعد الزواج؟
هذا مؤكّد. تشعر المرأة بأن المسؤوليات تضاعفت بوجود عائلة جديدة ومنزل مستقلّ، فضلاً عن بعض الإهتمامات الجديدة التي تطرأ والتي لم تكن تخطر في بالي قبل الزواج ولم أكن أعيرها أي حساب.

- مثل ماذا؟
أولاً هناك شخص جديد في حياتي يشاركني كلّ شيء ويقف بجانبي في كلّ الأوقات، في لحظات الفرح والحزن، ويقاسمني الواجبات الإجتماعية والزيارات للأهل والأصدقاء... في السابق، كنت أذهب مع أهلي لتهنئة أحد الأقرباء على زواج مثلاً أو ولادة أو أي شيء آخر، أما اليوم فصرت أذهب مع زوجي. هي حياة جديدة ومختلفة وفيها استقرار ومسؤولية واستقلالية.

- هل لديك الوقت لتأدية الواجبات الإجتماعية؟
أحرص على تأدية الواجبات مع الذين لم يقصّروا معي سواء من عائلة زوجي أو عائلتي أو الأصدقاء.

- نراك منشغلة كثيراً بطفلتك الأولى «ميلا» التي شكّلت طبعاً التغيير الأكبر في حياتك!
(تضحك) آه طبعاً إنها فرحتي. حقيقة الأمومة شعور لا يوصف. بشكل عام أنا امرأة حساسة، لكن بعد ولادة طفلتي صرت شديدة الحساسية تجاه أي شيء، لا بل صارت حساسيتي مضاعفة. ازداد شعوري بالخوف، ليس فقط على طفلتي بل على نفسي أيضاً، إذ أشعر بأنها مسؤوليتي ويجب أن أحافظ على نفسي أكثر من أي وقت مضى كي أتمكّن من رعايتها والمحافظة عليها. أخاف عليها من كل شيء حتى من الهواء، وأصبحت «مسَرسبة» (بالعامية اللبنانية وتعني الخوف إلى درجة المبالغة). أحياناً أنزعج من نفسي لكن الأمر ليس بيدي. لكن الجميع يقولون لي إن هذه المشاعر طبيعية جداً وتصيب أغلب النساء عندما يصبحن أمهات للمرة الأولى، لكن بعد فترة يعتدن ذلك فتصبح الحياة أسهل.

- ما هي أكثر العادات اليومية التي تغيرت بعد ولادة ميلا؟
عادات كثيرة أولاها النوم... كما أن خروجي من المنزل بات نادراً إلاّ في حالات الضرورة فأشعر وكأني أهرب من المنزل أو أسرق لحظات قصيرة لشراء حاجياتي مثلاً. قبل أيام خرجت كي أشتري ملابس جديدة، وعندما كنت في المتجر قلت لنفسي: «يي أنا صار عندي بنت، لازم إرجع على البيت». أما الزيارات فهي غير موجودة في مفكرتي حالياً. طبعاً كل هذه أمور موقتة وأعرف أن الأمور ستعود شيئاً فشيئاً إلى طبيعتها، لكني سعيدة جداً بكل ما يحصل من حولي رغم كل التعب.

- هل تستيقظ ميلا كثيراً في الليل؟
مرة واحدة فقط في الليل وهي هادئة جداً، وأنا في حياتي لم أر طفلاً في مثل هدوئها... لكن ما يجعلني غير قادرة على النوم هو حالة الخوف التي تنتابني، فتجدينني متيقّظة طوال الوقت أراقب حركاتها التي تعدّ عادية جداً.

- ماذا عن الأغنية التي قدمتها لطفلتك وحملت إسمها ميلا؟ هل صحيح أنك تعمّدت إخفاء الإسم عن الصحافة ولهذا كنت تقولين أنك حائرة بين ثلاثة أسماء؟
كلا لم أتعمّد ذلك. كان بعض الصحافيين يتصلون بي أو بجيجي للسؤال عن إسم طفلتي قبل ولادتها وكنا دائماً نقول إننا حائرون بين ثلاثة أسماء وهذه كانت حقيقة. لهذا سجلت الأغنية قبل حوالي أسبوعين من الولادة، أي عندما استقرّينا نهائياً على إسم «ميلا». الأغنية جميلة جداً وقد أحبّها الناس، كتبها فارس اسكندر ولحنّها سليم سلامة.

- ماذا يعني هذا الإسم؟
كلمة «ميلا» تعني My dear  أي عزيزي أو عزيزتي باللغة الأوكرانية أو اليونانية على ما أظنّ. الإسم اختاره زوجي تيمناً بالممثلة ميلا يوفوفيتش. إستغربته بدايةً، فهو ليس رائجاً ولم أسمع به من قبل، ثم أحببته خصوصاً أنه صغير وكانه إسم دلع.

- ألم تشعري بالغيرة كون زوجك معجباً بتلك الممثلة؟
(تضحك) كلا فهو ليس مغرماً بها، وهو ليس معجباً بأي امرأة سواي.

- طبيعي أن تكوني تلقيّت اتصالات كثيرة جداً لتهنئتك بعدما أصبحت أماً. نتيجة ذلك الضغط خصوصاً من قبل الصحافة، هل قلت مثلاً «ليتني لم أكن فنانة مشهورة»؟
لم أقل ذلك، بل تمنيت لو أن بعض الصحافيين لم ينسوا أني إنسانة لديها مشاعر وتتعب وتحتاج إلى الراحة وإلى أن تتنفّس ولو قليلاً. إحترمت وقدّرت كثيراً كل شخص اتصل أو أرسل رسالة هاتفية للتهنئة أو أرسل وروداً أو هدايا إلى المستشفى، سواء من الصحافيين أو غيرهم، وأشكرهم جميعاً من كلّ قلبي، وليعذروني إن لم أردّ أحياناً على كلّ الإتصالات. لكن في المقابل هناك أشخاص تطّفلوا كثيراً ولم يرحموني ولم يقدّروا التعب الذي كنت فيه. «يعني زادوها عليّ كثير»، في الوقت الذي لم أكن قادرة فيه على تحمّل أي شيء. وأعتقد أن أي امرأة أنجبت تعرف بالتحديد ماذا أعني. بصراحة، بعضهم قام بتصرفات غير مقبولة بينما بالي منشغل بابنتي وبوجعي... هذا الأمر أزعجني لكن من أشخاص محددين وليس من الكلّ طبعاً. بعضهم كان في غاية الذوق، لكن آخرين فقدوا كل ما له علاقة بالذوق وألغوا هذه الكلمة من قاموسهم، فلم أتحمّلهم. وهذا ما دفعني إلى إقفال هاتفي وعدم الردّ على أحد.

- بغضّ النظر عن هؤلاء، هل تنزعجين من الصحافيين عندما يسألونك عن التغييرات التي طرأت على حياتك أو بماذا شعرت بعد الإنجاب وغيرها من الأسئلة الخاصة؟
كلا هذه أمور طبيعية جداً، لكن ما أجده غير مقبول هو أن يسألني صحافي مثلاً عن شعوري أو إجراء حوار معي بعد ساعتين على خروجي من غرفة العمليات... حينها لم أكن أعرف بماذا أشعر، كنت أتألم فقط.

- لهذا سألتك إن تمنّيت للحظة لو لم تكوني فنانة؟
كلا، هو الضغط فقط الذي أزعجني في تلك الفترة من بعض الأشخاص.

- هل تشعرين بالتعب أو تنزعجين ربما من تغييرات طرأت على شكل جسمك؟
أكيد لا أزال أتعب لكن ليس كما في الفترة الأولى. أما شكل جسمي فلم يتغيّر لأني لم أسمن خلال الحمل، وكنت حريصة على عدم اكتساب الوزن بشكل مبالغ فيه، فلم أكتسب سوى تسعة كيلوغرامات وهو المعدّل الطبيعي للمرأة الحامل، لهذا بقي الحجم طبيعياً وفقدت الوزن سريعاً بعد الولادة.

- كثر انتقدوك بسبب استمرارك في إحياء الحفلات طوال فترة الحمل. لماذا؟
لا أدري صراحة، ولطالما رددت أن الحامل ليست مريضة بل هي فقط حامل، وما من داعٍ كي تبقى في المنزل. على العكس، خلال الحمل تكون المرأة في أفضل أحوالها وفي غاية السعادة كونها تنتظر طفلاً. لم أجد أي مانع من مواكبة جمهوري والإستمرار في الغناء حتى نهاية الشهر السابع، ولجأت إلى الراحة في الشهر الثامن تقريباً. سيدات كثيرات يعملن في مهن مختلفة، فهل يتوقّفن جميعهن عن العمل تسعة أشهر فقط لأنهنّ حوامل؟ فلماذا لا ينطبق الأمر ذاته على الفنانات؟ طالما أني بقيت بصحة جيدة ولم أتعب والحمدلله، لماذا لا أستمرّ في عملي الذي أحبّه؟ كل الأمور سارت على خير ما يرام، حتى أني لم أشعر بتلك الأمور التي نسمع عنها مثل الغثيان أو أن يخطر على بال الحامل أمور يصعب إيجادها (يعني الوحام)... حياتي بقيت طبيعية جداً.

- ربما لأنك من اللواتي يحيين حفلات كثيرة طوال السنة، لذا قال البعض لماذا لا ترتاحين. هل تشعرين أن هذه الأقاويل نابعة من الغيرة مثلاً؟
هي نتيجة أمور عدّة منها الغيرة وحتى الخوف عليّ. فأنا لا أستطيع أن أظلم الناس وأقول إن الكلّ يحسدني. دون شك هناك أشخاص قالوا ذلك من دافع محبة تجاهي، لكن لو شعرت بنسبة واحد بالمئة أني غير قادرة على السفر وإحياء الحفلات، لما غنيت طوال حملي. أنا مكتفية ولست بحاجة إلى مزيد من الشهرة أو المال والحمدلله. وكنت سعيدة بكل ما كنت أفعله ولم أفكّر في إيقاف ذلك طالما لا يوجد سبب يجبرني.

- هل خفت من إمكان أن ينساكِ الجمهور إذا غبت مدة طويلة أو أن تتأثر شعبيتك ربما؟
كلا لم أفكر في هذا. الجمهور لا ينسى الفنان إلاّ عندما يقصّر ويتوقّف عن تقديم الفن الجيد. كنت أغيب أحياناً عن الجمهور حتى قبل زواجي، خصوصاً بين إصدار ألبوم وآخر. لأن الغياب في بعض الأحيان ضروري للفنان كي يشتاق إليه الناس. هذا الشوق يدفع الفنان إلى مضاعفة مجهوده والسعي دائماً إلى تقديم الأفضل والعودة كلّ مرة بأعمال أجمل من السابق وأكثر نشاطاً. لكن في فترة الحمل تقصّدت عدم الغياب، فقط لأني حامل.

- (من باب المزاح سألتها) نكاية؟
(تضحك) كلا طبعاً ليس نكاية بأحد، أنا أمزح. لم يقتصر نشاطي خلال الحمل على الحفلات، بل شمل إطلالات تلفزيونية أيضاً وتصوير كليبات.

- تقصدين كليب «لمسة إيد» مع ليلى كنعان؟
نعم.

- قبل أن نسأل عن الكليب، أود الإستفسار عن الحفلة التي أحييتها في مصر لمناسبة يوم الأم مع شيرين عبد الوهاب؟
كانت حفلة رائعة خصوصاً أنه كان لمناسبة يوم الأم. وكثر ربطوا كوني حاملاً للمرة الأولى وشيرين التي أنجبت قبل فترة طفلتها الأولى. وبالمناسبة، شيرين زارتني في المنزل للمباركة بولادة «ميلا»، كما اتصلت بي عندما كنت لا أزال في المستشفى وأرسلت الورود. كذلك وائل كفوري وفارس كرم.

- من سواهم من الفنانين هنأك؟
حتى الآن هؤلاء فقط من بين المغنين. لكن أغلب من هم في الوسط الفني من شعراء وملحنين وإعلاميين وغيرهم باركوا لي.

- شيرين ووائل كفوري وفارس كرم فقط؟
ربما اتصل آخرون ولم أتمكّن من الردّ، لا أعرف.

- واضح أنك تحاولين تلطيف المسألة، لو فعلوا ذلك لكنت عرفت!
(تضحك) كلا ليس هذا. بالفعل ربما اتصلوا ولم أعرف بسبب كثرة الإتصالات التي وردت، لا أريد أن أظلمهم.

- هل صحيح أن هناك مشاكل حصلت في حفلتك مع شيرين بسبب العدد الهائل من الناس الذين حضروا؟
لم يحصل ما هو غير اعتيادي أو ما يمكن تسميته مشكلة، بل هي أمور تتكرر في أغلب الحفلات الضخمة والمهرجانات الكبيرة التي تشهد ازدحاماً، كما حصل في حفلتي مع فضل شاكر في وسط بيروت لمناسبة إنتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان العام الماضي.

- هل يخيفك الكمّ الهائل من الناس عندما تقفين على مسرح كي تغني؟
طبعاً يخيفني، الرهبة تكون كبيرة. لكني لا أبقى خائفة طوال الوقت بل قبل الصعود إلى المسرح وتقريباً في الدقائق العشر الأولى. أذكر آخر مرة غنيت فيها في قرطاج قال لي جيجي: «لا تخافي لأنك ستشاهدين منظراً لم تريه ولا مرة في حياتك». فالحضور كان مخيفاً فعلاً ومضاعفاً عن حفلات سابقة لي هناك.

- لماذا لا تشاركين في قرطاج هذا العام؟
لأني طلبت من جيجي ألاّ يتعاقد على حفلات في بلدان بعيدة نسبياً، إذ أريد البقاء إلى جانب «ميلا». لهذا غالبية حفلاتي ستكون في لبنان هذا الصيف، «بتمون ميلا».

- وإليسا؟
(تضحك) «كمان بتمون».

- هل ستصوّرين كليبات في الفترة المقبلة؟
نعم. سأصور قريباً «ماشي» مع ليلى كنعان، ولاحقاً «خففّ عليّ» الخليجية و«زمان كان عندي قلب»، لكني لم أحدد مع أي مخرج.

- كثر اعتبروا أنك لم توفّقي في تعاونك مع ليلى كنعان في كليب «لمسة إيد» الذي قوبل بانتقادات عديدة؟
(تجيب بسؤال) مثل ماذا؟

- قالوا إنك بدوت أقلّ جمالاً وإشراقاً من كليبات سابقة، وعابسة طوال الوقت؟
(تضحك) تقصدين «مكشّرة». أنا احترم أي رأي قد أسمعه لأني في النهاية لا يمكن أن أرضي كلّ الناس أو أفرض أي شيء أو أن أجبر الناس على أن يحبّوا صورة معينة لي. ربما لأنهم اعتادوا رؤيتي أضحك طوال الوقت أو مبتسمة، لهذا استغربوا شكلي في كليب «لمسة إيد»، وهذه وجهة نظر أحترمها. وفي المقابل كثر أُعجبوا بالكليب وأذهلتهم الفكرة وطريقة التصوير التي أوحت أنه فيلم سينمائي أكثر منه كليب. القصّة مسّت الكثيرين لأنها تحكي عن الإحتلال والمقاومة ومعاناة الناس في حقبات مماثلة. أنا شخصياً أحببت الكليب وأعجبني التعاون مع ليلى، وإلاّ لما كنت لأعيد التجربة معها في كليب جديد. ليلى إسم مهم في عالم الإخراج، وأحب إحساسها ودقّتها في العمل وتركيزها على التفاصيل، عدا شخصيتها المريحة جداً في العمل.

- بعض المجلات كتب أنك استغلّيت فكرة مقاومة الإحتلال بعد أحداث غزّة الأخيرة مطلع العام 2009؟
هذا غير صحيح، لأننا صوّرنا الكليب قبل هذه الأحداث الأليمة. وأنا أبعد ما يكون عن استغلال مآسي الناس كي أروّج لأعمالي، لهذا لا أكترث لهذه الأقاويل ولا أتوقّف عندها ولا أردّ عليها.

- لافت أنك تعاونت بداية مع نادين لبكي لفترة طويلة ثم مع سعيد الماروق أيضاً لفترة واليوم تركّزين على ليلى. ماذا يعني ذلك؟
لا شيء سوى أنه من الضروري أن نعمد إلى التغيير. سعيد قدّم لي كليبات رائعة ودون شك سأتعاون معه مجدداً لكني لم أقرر بعد أي أغنية. وأيضاً نادين فهي بدورها كانت مميزة. لكن إعجابي بأي مخرج تعاونت معه لا يعني مطلقاً أن لا ألجأ إلى آخرين قادرين على تقديمي أيضاً بصورة مختلفة وجديدة.

- مع من لمعت أكثر، نادين أم سعيد أم ليلى؟
سؤال صعب لا أملك عنه جواباً. لكن أستطيع القول إن كل واحد منهم أظهر فيّ جانباً معيناً وقدّمني بصورة مختلفة.

- هل شاهدت الكليبين الجديدين لنجوى كرم وأحلام؟
نعم.

- ما رأيك في التغيير الذي اعتمدته كلّ منهما في ظلّ الإنتقادات التي اعتبرت أن هذه النقلة قد تكون خطأ فادحاً يؤثر سلباً على صورتيهما؟
كلا أنا لست مع هذه الآراء، بل مع التغيير دائماً حتى ولو اعتبره البعض جذرياً أو مغايراً للصورة التي يعرفها عنهما الجمهور. لا أجد في التغيير خطوة ناقصة، وليس خطأ إن ظهرت نجوى كرم في صورة لم تطلّ بها سابقاً، لأنه بالتأكيد هناك أشخاص يحبون رؤيتها في هذه الصورة الجديدة، خصوصاً أنها صورة جميلة. حقيقة أنا أعجبت بالكليبين واستغربت هذه الإنتقادات.

- هل تنوين تصوير أغنية «ميلا»؟
كلا، سمعها الناس وأحبوها ولا أجد سبباً وجيهاً لتصويرها. كيف سأصوّرها أصلاً؟ وأنا أغمر طفلتي مثلاً؟ لا أحب إظهار هذه المشاعر أمام ملايين الناس، لأني «بِستحي» (أي أخجل). حتى الأغنية نفسها، لو طُلب مني إعادة غنائها بعد أن أنجبت طفلتي، لن  أقوَ على ذلك، سأبكي. قبل الإنجاب سجلتها بشكل عادي لأني لم أكن قد شاهدت طفلتي بعد وكانت مخلوقاً لا أعرفه. أما اليوم، فقد أدخل وأخرج من الاستوديو مئة مرة ولا أقوى على التسجيل.

- هل تغنينها لطفلتك كي تنام؟
نعم، أو أدير التسجيل.

- ما هذه الأنانية، أي لا تُسمعينها سوى صوتك؟
(تضحك) كلا، كنت أغنيها لها حتى قبل أن تولد، والطبيب كان يقول لي إن كلّ ما تسمعه وهي في رحمي تعتاد عليه فتشعر بالإلفة، لهذا أغنيها لها، إضافة إلى أني أُسمعها موسيقى هادئة. (تضحك) ماذا أُسمعها؟ «لو حبنا غلطة»؟ (وائل كفوري) أو «وافترقنا» (فضل شاكر)؟

- ألا تُسمعينها «شخبط شخابيط»؟
تخيلي أني كنت ناسية. لكن أعتقد أنها لا تزال صغيرة جداً ويجب أن تسمع ما هو أكثر هدوءاً.

- يقال إن المرأة بعد الإنجاب تصاب بحالات حزن وكآبة. هل عانيت من هذا الأمر؟
لم أشعر بالكآبة، لكن أصبحت شديدة الحساسية وأي كلمة قد تجرحني وتُبكيني.

- هل يتقبّل زوجك فكرة أن زوجته التي يحبها فنانة لديها جمهور عريض ومعجبين؟ بالتالي هل يغار؟
هو تعرّف إليّ وأنا فنانة وقد اعتاد هذه الأمور، حتى أنه يشاركني كلّ ما يخصّ فني. هو يدرك تماماً أن حياة الفن ليست سهلة حتى بالنسبة إليّ. عقله منفتح ويستوعب هذه الأمور. الحمدلله، أعيش مع زوجي فادي بمحبة كبيرة وهي برأيي أهم من الحب. إضافة طبعاً إلى التفاهم الكبير بيننا والإحترام والثقة، وأنا أخبره بكل شيء وأستشيره في كلّ شيء.

- هل ينصحك أو يستمع إليك فقط كونه طبيباً وبعيداً عن الوسط الفني؟
ينصحني طبعاً، حتى أن له الكثير من الآراء القيّمة والصائبة والملاحظات الدقيقة، فهو في النهاية مستمع.

 - هل هو من جمهور نانسي عجرم؟
(تجيب بكل ثقة) أكيد.

- لماذا اخترت الزواج بشكل مفاجئ ودون احتفال ضخم، إذ إن الكلّ كان يتوقّع عرساً تدعين إليه نجوم الوسط الفني؟
(تضحك) نسيت...لم نرغب أنا وفادي في إقامة حفلة ضخمة حفاظاً على الخصوصية والحميمية. الفنان مُراقب طوال الوقت وعدسات التصوير ترافقه في كل مكان، لهذا هو يرغب في البقاء بعيداً خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بحياته العائلية. وفادي بعيد أصلاً عن الإعلام ولا يحب الأضواء. وأنا شخصياً أردت أن تبقى حياتي الخاصة «خاصة»، ونجحت في ذلك والحمدلله وتمكنت من إقامة التوازن المطلوب بين عدم الإحتجاب عن الجمهور والمحافظة على الخصوصية في وقت واحد.

- هل تأثرت هذه الخصوصية بالشائعات الكثيرة التي رافقت حملك، خصوصاً تلك التي تحدثت عن بيع صور طفلتك أو عن بيع شريط يُظهرك في غرفة العمليات لصالح إحدى الفضائيات ومقابل مبالغ مالية ضخمة؟
هذه شائعات غريبة لا أدري كيف تصدر وكيف يتداولها بعض الصحافيين. هي شائعات كبيرة لأن إسم نانسي عجرم ليس صغيراً... لا بدّ أن يستعملوا مادة دسمة كي يؤثروا على الناس ليصدقوا الشائعة. لكن هل يعقل أن أبيع شريطاً لفضائية وأنا في لحظات الإنجاب؟! كل ما قيل أمور لا تصدق ولا يقبلها عقل ولا منطق، والمضحك أنهم يطلقون الكذبة ويصدقونها.

- في الغرب نجد الكثير من الفنانين يبيعون صور أطفالهم حصرياً لمطبوعة معينة. هل تلقّيت عروضاً مماثلة؟
نعم لكني رفضت. أرفض استغلال طفلتي وصورها بأي شكل من الأشكال. حياتي ملكي ولن أتاجر بها لاكتساب مزيد من الأضواء. ربما عندما تكبر قليلاً أصورها وأنشر صورها، لكني دون شك لن أبيعها، هذا مستحيل، كما أن فادي لا يحب هذه الأمور.

- هل صحيح أنك تجهزين ألبوماً جديداً للأطفال؟
كلا، هذه أيضاً شائعة. والمضحك أن المقالات التي وردت تحدث عن الألبوم المزعوم وذكرت تفاصيله وعناوين الأغنيات، تصوّري.... هؤلاء مثلا من الذين يكذبون ويصدقون كذبتهم.

- ما هي أبرز تحضيراتك الحالية؟
أعود إلى إحياء الحفلات الخاصة بموسم الصيف وتصوير الكليبات، كما أني بدأت اختيار أغنيات ألبومي المقبل.

- هل لنا أن نعرف بعض التفاصيل؟
لم أحسم كل الإختيارات بعد، لكنه سيكون ألبوماً منوعاً يضم الكلاسيكي والطربي وأغنيات مصرية وخليجية ولبنانية دون أن أخرج عن الإطار الشعبي الذي عرفت من خلاله. وهناك تعاون مميز مع محمد رحيم في نمط موسيقي جديد لم أغنّه من قبل.

- بالحديث عن الشعبي، هل تنوين تقديم أغنية لبنانية شعبية أو بلدية بما أن هذا اللون رائج كثيراً في الفترة الحالية؟
نعم وقد اخترت الأغنية أصلاً وهي من كلمات فارس اسكندر وألحان سليم سلامة وعنوانها «شو واثق من حالو». هي أغنية رائعة وأعجبتني كثيراً وسأغنيها بأسلوبي الخاص.

- نسألك أخيراً عن المفاوضات مع شركة روتانا التي أصبحت بينكما دون حلّ مثل قضية الشرق الأوسط؟
(تضحك) لا يوجد خلاف مع روتانا لكننا لم نتفق بعد.

- هنا بيت القصيد. بما أنه ما من خلاف بينكما ما الذي يمنع توقيع العقد؟ وإن لم تتفقا على أمور محددة لماذا لا تعلنان بشكل نهائي أنك لن تنضمي إلى الشركة؟
فعلاً ما من خلاف مع روتانا وهي شركة أحترمها، لكن برأيي ليس هناك أجمل من الحرية، وأنا أفضلّ أن أبقى حرّة.

- أي موضوع الحصرية هو الذي يقف عائقاً؟
نعم هذا في السابق، وهو الموضوع الذي لم نتفق عليه ولا أعتقد أننا سنتفق. كما أنهم باتوا يفرضون شروطاً جديدة وهي أيضاً لا تناسبني، أي عقد إدارة الأعمال وهو غير وارد بالنسبة إليّ. كيف يمكن أن أتخلّى عن جيجي لامارا؟ بينما في عقد إدارة الأعمال هناك إلغاء وشبه إنهاء لأي دور لجيجي الذي أعتبره الأخ والصديق إضافة إلى مدير الأعمال، أي هو شخص لا يمكن أن أتخلّى عنه. وبالمناسبة، كل ما حكي عن انفصالنا فنياً بسبب عدم رضاه عن زواجي مجرّد شائعات لا أساس لها من الصحة ورفضنا الرد أو التعليق عليها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079