تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

مهند الخطيب

مهند الخطيب

رحلة الإعلام التي بدأها لا تقاس بالسنوات إنّما بالخبرة والأعمال التي أنجزها. رحلة مهند الخطيب بدأت عندما قرّر الهجرة إلى أميركا للدراسة لينطلق من العمل الإذاعي فاتحاً الباب للتلفزيون والمحطات الكبيرة التي خبر العمل فيها. حمل الملفات والقضايا الدولية إلى الواجهة، ليستقرّ اليوم في تلفزيون «أخبار المستقبل» في برنامجه الأسبوعي «رادار 360». كما خاض تجربة جديدة لم يألفها الإعلام العربي بتقديم برنامج مشترك مع محطة «روسيا اليوم» أخبرنا عنها في هذا اللقاء.

- ما هي المحطات التي مرّ بها مهند الخطيب قبل الوصول إلى «أخبار المستقبل»؟
خلال وجودي في أميركا وعندما كنت تلميذاً جامعياً عملت في إذاعة محلية للجالية العربية هي «الشبكة العربية الأميركية». ثم إنتقلت للعمل في إذاعة «صوت أميركا» لمدة أربع سنوات. وبعدها عملت في واشنطن في شركة إنتاج لبرامج تلفزيونية للـ «بي بي سي». وبعدها عملت مراسلاً لتلفزيون دبي في واشنطن. ثم أسست شركة إنتاج مع إثنين آخرين، وأنتجنا برامج لتلفزيوني «الجزيرة» و«دبي». أخذت قراراً بعدها بالابتعاد عن العمل التلفزيوني وعملت كمسؤول إعلامي في الأمم المتحدة، وبعدما وجدت العمل مملا انضممت إلى محطة «أم بي سي» التي تنقلّت فيها بين لندن ودبي، حتى طلب مني العمل في محطة «العربية» التي تركتها لاحقاً من أجل تأسيس تلفزيون في الأردن، وباءت المحاولة بالفشل واليوم أنا في «أخبار المستقبل».

- أي من هذه المحطات لها الفضل الأكبر عليك وعلى شهرتك؟
الفضل بالنسبة إليّ ليس الشهرة بل أين تعلّمت أكثر. ولا أنكر أنني تعلّمت الكثير في الإذاعة وهذا ما ساعدني لاحقاً. وتعلّمت الكثير من إبتسام الملوحي، وهي سيدة لبنانية صاحبة أجمل صوت إذاعي، كانت تعمل في الإذاعة في واشنطن. لا شك أن المحطات الكبيرة التي مررت فيها تعلّم الكثير، وهي تحظى بمتابعة في كلّ أنحاء العالم العربي ولها جميعها فضل عليّ.

- إلى أي منها تحنّ أكثر؟
أحنّ إلى المكان الذي أستطيع الإبداع فيه أكثر. مرّت عليّ مراحل في «أم بي سي» و«العربية» كنت مرتاحاً فيها وأدّيت عملاً جديداً، كما مرّت علي مراحل لم أكن سعيداً فيها. وأنا سعيد حالياً بما أقدّمه.

- في أي منها اشتهرت أكثر؟
«العربية» طبعاً لديها انتشار واسع.

- ألم تعتبر ترك «العربية» للإنضمام إلى تلفزيون إخباري منشأ حديثاً مجازفة؟
كنت قد تركت «العربية» لإنشاء محطة جديدة في الأردن.

- لماذا لم يبصر هذا التلفزيون النور؟
تحمّست كثيراً لهذا المشروع، فللمرة الأولى يقرر إنشاء محطة خاصة في عمان، علماً انّه في الأردن محطة واحدة تابعة للحكومة. وكنّا قد عملنا على إنشائها لفترة سنة ونصف السنة. وجهّزناها تقنياً وبشرياً بكادر صحفي مهم. لكن للأسف ظهرت بعض العراقيل وقرّرت الحكومة وقف المشروع ولم تبصر المحطة النور.

- ماذا أعطتك «أخبار المستقبل» مما لم تجده في باقي المحطات؟
عادة الإعلامي ينتقل من المحطة المحلية الى المحطة الإقليمية، أنا قمت بخطوة معاكسة، وهذا الأمر لم يجرّبه كثيرون. كما أنني أتيت الى محطة ذات نكهة لبنانية علماً أنّها محضورة في بلاد الانتشار. ووجدتها تجربة جداً غنية، إطلعت فيها على أوضاع البلد ومستجداته، ورأيت عن كثب كيف يفكّر اللبنانيون. وبالتالي تعاملت مع أمور لم أعرفها في باقي المحطات التي مررت فيها.

- كلّ المحطات التي عملت فيها بعيدة عن وطنك الأم، أليس لديك حسرة البقاء والعمل في مجال الإعلام في بلدك؟
المشكلة أنّه في الأردن لا توجد إلا محطة واحدة تسيطر عليها الدولة. وهي كباقي المحطات الحكومية، أثبتت التجربة أنّها محطات فاشلة. ولذا تشجعت لخوض التجربة عندما أعلن عن إنشاء محطة خاصة.

- إلى متى تتصور أنّ يبقى واقع الإعلام الأردني على هذه الحالة؟
هذا واقع الإعلام العربي بشكل عام  وليس تحديداً الأردني. علماً أنّني لا أحبّ استعمال عبارة الإعلام العربي لأنّه لا يمكن وضعه في خانة واحدة، فهو مرتبط بشكل أساسي بالديمقراطية. فإذا غابت الديمقراطية في البلد لا نتوقّع ان يكون هناك إعلام مهنياً وديمقراطياً. الأردن مقارنة بدول أخرى وضعه الديمقراطي أفضل، لكّن الإعلام لم يتطور مواكبة للتطور الحاصل. ربما السبب يعود الى خوف الحكومة من فتح هذا المجال. نأمل في المستقبل القريب حصول ذلك. 

- ماذا يعني أن يكون الإعلامي خارج بلده؟ هل يكون مجرّد رقم؟
طبعاً لا. كثير من الإعلاميين هم خارج بلادهم وأبدعوا ونراهم في «الجزيرة» و«العربية». أحياناً الإعلامي خارج بلده تتوافر له فرص أكثر لكي يبرز.

- كيف تعمل على خدمة وطنك إعلامياً من خارجه؟
خدمة الوطن مسألة نسبية. لا أتصور أنّ الإعلامي هدفه خدمة وطنه، بل تقديم خدمة مهنية وموضوعية للمتلقي. فخدمة الوطن والأمة تكون من خلال العمل المهني لأي صحافي.

- ما الأمور التي رافقتك الى خارج بلادك وبقيت هاجساً لديك؟
عندما تركت بلادي كان عمري 17 عاماً. أخذت معي تعلّقي بوطني الأم. ولذلك وبعد عشرين عاماً في المهجر عدت الى وطني، لأني أردت أن يعود أولادي للتعرّف الى مجتمعهم وبيئتهم.

- هل تقرّر الانتقال الى محطة أخرى في حال عرضت عليك فرصة بديلة؟
عندما طلبت مني إدارة محطة «أخبار المستقبل» الإنضمام الى أسرتها كانت في مرحلة التأسيس، وطلب مني المساعدة في هذه المرحلة  من خلال تنظيم القسم العربي والدولي. وتجربتي السابقة تعطيني الفرصة لكي أتسلم هذه المهمة. وحتى اليوم أنا مرتاح وليس لدي أي مخطط لترك المحطة في المستقبل القريب. لكن لا يعرف الإنسان متى تحصل معه ظروف تضطرّه لتغيير مجرى حياته فيها. لكن والحمد لله وضعي جيد حتى هذا الوقت.

- بعد أكثر من سنة على إنضمامك إلى «أخبارالمستقبل»، هل شعرت مرّة بالندم؟
قطعاً لا، على العكس أنا سعيد جداً بوجودي هنا وفي لبنان، فأنا من عشاق هذا البلد. والمحطة إلى تطور وإزدهار وتسير على السكة الصحيحة.

- قمت بتجربة فريدة في العالم العربي: تقديم برنامج مشترك مع مقدّم من تلفزيون «روسيا اليوم» يبثّ على المحطتين معاً، ماذا تخبرنا عن هذه التجربة وكيف تقبّلها المشاهدون؟
نفّذت الفكرة بناءً على اتصالات تمت مع تلفزيون «روسيا اليوم» وتحديداً المدير العام حيدر أغانين، المتحمّس للمنطقة العربية، بتلفزيون «أخبار المستقبل». فالفكرة مهمة وفريدة وقد لاقت رد فعل إيجابياً. فبالنسبة إلى روسيا الناس تتوق لمعرفة موقفها إزاء العالم العربي في ما يتعلّق بعملية السلام ولبنان وإيران. وكتبت الصحف عن ذلك بإيجابية. وقد واجهتنا في بداية عرض الحلقات مشكلات تقنية بسبب الربط التقني المعقّد بين البلدين. لكنّ الفكرة يجب أن تتكرر مع أكثر من بلد وشبكة تلفزيونية، والبحث جارٍ لتطوير هذا المشروع.

- كونك تقاسمت البرنامج مع مقدم آخر ألم يزعجك الأمر؟
تخطّيت هذه المسائل منذ زمن، ولدي تجربة سابقة في التقديم المشترك. وهذا الأمر يزعج من ليس لديه ثقة بنفسه. لكن لا شك أنّ هذا الأمر يقيّد كوني أتشارك المساحة مع مقدّم آخر، ولا يجوز التفرّد بالتقديم.

- ما هو الفرق الذي لمسته بين الإعلامين الأميركي والعربي كونك عايشت الإثنين؟
لا أحب تصنيف إعلام عربي وإعلام أجنبي بل إعلام ناطق باللغة العربية. فـ «الجزيرة» ليست كـ «العربية» كما أنّ «المستقبل» ليست كالـ«إل بي سي»، كلّ وسيلة عربية لها مميزاتها. كما أنّ كل وسيلة إعلامية ناطقة باللغة الانكليزية لها خصوصيتها. أما الشيء الوحيد الذي يميّز الإعلام في الغرب عن الإعلام في العالم العربي هو مدى الحرية المتاح والمراسل الموضوعي.

- ما هي الخصوصية التي  وجدتها في الإعلامين اللبناني والأردني؟
في لبنان يوجد إعلام خاص لكنّه ليس مستقلاً كما ينبغي، وهذا الأمر لا ينطبق على المحطات كلّها. أما في الأردن فالإعلام بحاجة الى عمل وجهد كبيرين لكي يتطوّر، لأنّه لم يتطور مواكبة للتطور الديمقراطي الذي حصل في البلد في السنوات العشرين الأخيرة.

- ما الفرق بين مهند الإعلامي والإنسان؟
الفرق ليس كبيراً. شخصيتي على الشاشة تشبه الى حد بعيد شخصيتي الحقيقية. أحاول أن أكون طبيعياً قدر المستطاع وأبتعد عن الـ «تفلسف» كما يفعل للأسف بعض الزملاء. فالهدف في النهاية أن يتكلم الضيف وليس عرض عضلات.

- لو عادت عقارب الساعة الى الوراء ماذا كنت لتغيّر في مسيرتك الإعلامية والشخصية؟
كنت اتجهت نحو التصوير الفوتوغرافي. فأنا هاوٍ جدي ولدي مجموعة كبيرة من الصور التقطتها حول العالم. على الصعيد الشخصي لا أعتقد أنني كنت لأغير أموراً كثيرة، صحيح أنّ علاقتي الزوجية لم تكن ناجحة جداً لكن لديّ ثلاثة أولاد سعيد بوجودهم.

- هل من مفضل على مهند الخطيب؟
ساعدني كثيرون بدءاً من أهلي الذين دعموني للسفر والدراسة في أميركا. ومن الأصدقاء أذكر السيدة ابتسام ملوحي في العمل الإذاعي.

- كيف تمضي وقتك في لبنان بعيداً عن عائلتك؟
الى جانب التصوير الفوتوغرافي الذي أمضي فيه على الأقل ساعة في اليوم، أجمع الانتيكا، فمنزلي في عمّان عبارة عن متحف. كما أني أحب التعرّف على مناطق جديدة في لبنان.

- ما هي الملفات الدولية التي تحب إثارتها أكثر؟
القضية الفلسطينية مركزية بالنسبة إلينا، والجميع يطرحها. أحب طرح القضايا الإنسانية، الأوضاع في دارفور، كما أحبّ التطرق الى مواضيع تتعلّق بحرية الصحافة والتعبير.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080